|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
18-04-2009, 06:43 PM | #1 | |||
عضومجلس إدارة في نفساني
|
سارق النار يحتــاج الى حطب
حادثة حقيقية تروى دائما في المحافل الجامعية ويتندر بها المثقفون:
أستاذ جامعي مخضرم وشهير بأبحاثه ودراساته التي تملآ أرفف المكتبات، طلب اليه دارس أن يشرف له على رسالته للحصول على الدكتوراه فقبل ورحب وأبدى كل صنوف الشهامة واستعداد التعاون، وقد كان. يوم مناقشة البحث وإجازته لدرجة الدكتوراه بدأ الأستاذ المشرف - الذي يتوسط لجنة من ثلاثة من الأساتذة - في تقديمه للطالب والرسالة وصعوبة الموضوع، وأسهب في بيان مدى ما بذله الطالب من جهد مضن في جمع المعلومات وتوظيفها، والخروج من ذلك برؤية خاصة جديرة بكل الاعتبار. وقد أفاض وأطال في الثناء على الرسالة شكلا وموضوعا حتى استنفد أغلب الوقت. في أثناء هذا لاحظ الذين حضروا المناقشة أن الأستاذ الجالس إلى يمين المشرف متوتر، يعطي اشارات بيده دون كلام للأستاذ الذي لم يفهمها، كأنما يريد أن يقاطعه، أو كأنه مترجم لكلام المشرف إلى لغة الاشارة كي يستوعب الصم والبكم من الحاضرين، على نحو ما نرى في بعض نشرات الأخبار بلغة الاشارة، ويبدو أن الأعراف أو التقاليد الجامعية هي التي كانت تمنع أستاذ الميمنة من الكلام، لأنه ما أن أمسك المشرف كوباً من الماء ليبلل فمه الذي جف من الكلام، حتى انتهز الدكتور المقهور الفرصة وصاح: «كفاية يا دكتور..، هذه الرسالة كلها بالحرف الواحد منقولة من كتاب لك أنت، وأنت لا تدري!» وأخرج كتابا من تأليف المشرف ومده اليه قائلا:«أخرج لي من رسالة الطالب حرفا واحدا يزيد على كتابك..» . ضجت القاعة، ولكن المشرف الذي تأكد أن الطالب سطا على كتاب له كان قد نسيه - ربما مثلما نسي غيره من كتبه - قال: اذا كان الأمر كذلك فأظن أن بحثي يستحق الدكتوراه، أعطوها له لأن عندي واحدة أخرى. القصة حقيقية، فكيف نصنفها؟ مزحة أم كارثة؟ كوميديا أم مأساة ؟ لا يعنينا ما فعله الطالب رغم ما فيه من فجر، فقد كان بوسعه أن يسطو على أستاذ مجهول لا أن يغامر بالسطو على مشرفه الذي يفترض أنه راجع معه الرسالة فصلا بعد فصل وأعطاه أمر الطباعة، وانما يعنينا موقف الأستاذ الذي نسي ما كتبه بنفسه في دراسة المفترض أنه عكف عليها حتى استوت بين يديه، خاصة وأنه أستاذ كبير السن والمقام، لكنني فيما أظن لدي تفسير لهذا الأمر.. في الماضي البعيد كان على الباحث أن يركب حماره ويسافر من الغرب إلى الشرق ليؤكد إسناد رواية حديث، أو ليحصل على هامش في كتاب مهمل يؤكد له صحة ما رواه.. كان البحث توثيقا بالاطلاع والسمع من المصادر ولا شيء يغني عن السمع والرؤية، ثم وفرت المطابع والتوزيع والترجمة هذا الجهد وجمعته داخل قاعة واحدة في احدى المكتبات العامة، ثم وفرت التقنيات الحديثة عناء الانتقال من البيت إلى مكتبة عامة وجمعت كل احتياجات الباحث في مساحة 1سم *1سم هوحجم زر في الحاسب الآلي، يضغطه فتنهال المعلومات سيلا لا يتوقف. هذا امتياز لعصرنا بما يوفره من وقت للباحث يتأمل فيه ما جمع ويجاور الحقائق ويخلص إلى النتائج ويعرض رؤية إبداعية جديدة تضاف إلى منجز السابقين، لولا أننا - بسبب هذه السهولة ذاتها - تعودنا سلوكا بحثيا آخر: 1 - افتح جوجول 2 - اكتب عنوان الموضوع 3 - ظلل كل النصوص 4 - استخدم الأمر «انسخ» 5 - استخدم الأمر «الصق» في مستند جديد، تخرج بكتاب شامل من ألف صفحة في خمس دقائق، وكنصيحة أساسية: «لا تضيع وقتك في قراءة ما تنقل أو مراجعته فقد قام غيرك بهذه المهمة» وكنصيحة إضافية:« لا تبالِ ان كنت تعرف محتوى كتابك أو لا تعرف، فغيرك عارفون، واذا وجدت نفسك مرة قد سطوت على نفسك دون أن تدري فلا تهتم لأننا بشر من صفاتنا السهو والخطأ والنسيان..!» أريد أن أقفز من هذا كله إلى شيء آخر وختامي: اذا كنت من العاكفين على دراسة، أو كنت ممن اختار الكتابة مجالا لنشاطه أو ساحة لممارسته، سواء خرجت كتابتك في مجلد أو زاوية صغيرة في جريدة، فقيمة ما تنتجه لا تقاس بما يحتوبه عملك من معلومات، جوجول يقوم بالواجب كله، وإنما القيمة في «منهج» أنت وحدك صاحبه، وفي «رؤية» لم يسبقك اليها عابث أو جاد، وفي «طريقة» تحمل بها أفكارك إلى الآخرين لم يعهدها قارئ من قبل، وفي «صبر» تنضح به الكلمات و«اخلاص وضمير» يوجهان مسار الكتابة، ومعذرة أستثني نفسي من هذا كله ليظل أمامي طموح اسعى اليه..! د.مطلق المطيري المصدر: نفساني
|
|||
|
18-04-2009, 06:52 PM | #2 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
اذا كنت من العاكفين على دراسة، أو كنت ممن اختار الكتابة مجالا لنشاطه أو ساحة لممارسته، سواء خرجت كتابتك في مجلد أو زاوية صغيرة في جريدة، فقيمة ما تنتجه لا تقاس بما يحتوبه عملك من معلومات، جوجول يقوم بالواجب كله، وإنما القيمة في «منهج» أنت وحدك صاحبه، وفي «رؤية» لم يسبقك اليها عابث أو جاد، وفي «طريقة» تحمل بها أفكارك إلى الآخرين لم يعهدها قارئ من قبل، وفي «صبر» تنضح به الكلمات و«اخلاص وضمير» يوجهان مسار الكتابة،
هذه هى " زُبدة " المقال ....... حيَّاكِ الله ياأمورة .... |
|
19-04-2009, 01:01 AM | #4 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
شكرا لك اموره على هذا النقل الرائع ...
والموضوع الذي يأخذ من جهدك خمس دقائق فسيقرأ في خمس دقائق وربما لن تخرج به الاعلى قدر الخبره التي احتوته والجهد الذي بذلته اما الذي يضع اغلب وقته وبواقع خبرات وتجارب فسيكون له نصيبه من هذا ولن ينسى ابدا .. اطيب تحيه لك غاليتي .. |
|
21-04-2009, 01:10 PM | #6 |
مراقب إداري سابق
|
سلاما من الله عليكم : مشكلة سرقة جهد الاخرين لاتنتهي وهي تزداد بفعل التقدم العلمي للاسف عند بعض ضعف النفوس الذين يقبل على نفسه سرقة كتابات الاخرين وينسبها لنفسه ....المشكله لها ابعادها الخطيره على البحث العلمي الذي يشترط فيه الابداع والتطور المنهجي والعلمي خدمة للعلم وللبلد المعني للباحث ...هنا يجب ان تتكاتف الجهود للحد من السرقة وايقاف هذا الهجوم الغادر ....هناك مقترحات يمكن ان تسهم في التخفيف من هذه السرقة :
1: ( قبل المناقشة يجب ان يتم عرضها على خبير علمي ليتأكد من علمية البحث المقدم للمناقشه والخبير العلمي يجب ان يتوخى الدقة والحرص الشديد بشكل يقدم رايه العلمي بقبول و رفض البحث للمناقشة ) 2: يجب توجيه عقوبه للباحث الذي يثبت سرقته للبحث ، وبذلك نمنع الاخرين من الحذو بطريقة خاطئة . 3: على الاستاذ المشرف على البحث التأكد من صلاحية البحث للمناقشة بشكل اكثر حرصا ودقة للحفاظ على سمعة الاستاذ وهيبته العلمية .. وتقبلوا اجمل الامنيات و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
|
22-04-2009, 02:25 AM | #8 | |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
اقتباس:
وجودك أيها النسر زادني شرفا .. |
|
|
22-04-2009, 02:25 AM | #9 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
كل الشكر موصول لك ابوحفصه
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|