|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
12-05-2003, 04:52 AM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
|
يا أيها الدعي اقبل للحظات فقط
كلمة فضيلة الشيخ سلمان العودة - حفظه الله
******************* نحن الآن في منبر من منابر الدعوة , في هذه الشبكة العنكبوتية , التي قربت البعيد ، وسهلت العسير ؛ بل وتحقق لنا بها شيءٌٌ كنا نراه في قائمة المستحيل ، فحمداً لله الذي علم بالقلم , علم الإنسان ما لم يعلم . لقد صرف ربنا الآيات في القرآن لعلهم يرجعون ، وجعل التنوع شريعة فيما لا يحصى من المسائل ، كما جعله قدراً في كونه , وخلقه ( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذريات:49) وحين تعبدنا الله بأداء حق الدعوة , وبذلها للخاص والعام ، فقال: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) (النحل:125) وقال : ( وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدىً مُسْتَقِيمٍ )(الحج: من الآية67) وزكى عمل الداعي , وقوله ؛ بقوله : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) (فصلت:33) ؛ فإنه – سبحانه – حدّد لنا الملامح والمعالم , والشروط ، وترك لنا الاجتهاد في تحديث الوسائل , وتجديدها ضمن دائرة المباح . فأما الشروط : فهي الحكمة التي تضع الأمور مواضعها ، وهي معبرة بلفظها عن المطلوب ؛ فلا تحتاج لوصف إضافي . بخلاف الموعظة فقد تكون حسنة ، أو غير حسنة ، فندبنا تعالى إلى اختيار الموعظة الحسنة , البالغة إلى القلوب ، الدافعة لنـزغ الشيطان ، ووسوسة النفس الأمارة بالسوء ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الاسراء:53) . أما المجادلة : فهي لفظ شديد , قد يوحي بالمخاصمة , والاعتداء ؛ ما لم يكن مقيداً بوصف يلطفه ؛ ولذا لم يأت في القرآن الكريم إلا مقيداً بالحسن ، كما هنا ، وكما في قوله - تبارك وتعالى- ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46) . اللهم إلا أن يكون في مقام الذم ؛ كما في قوله : ( وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال ِ) ( الرعد: من الآية 13) ( حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِين َ)( الأنعام: من الآية 25) ، فلينظر في سياق قوله : ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ( المجادلة:1 ) ، فسمّى قولها : مجادلة ، وسمى التراجع بينها وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :تحاوراً . والتحاور ألطف من الجدال وأخف . وفي آية يوسف , ذكر الله تعالى البصيرة ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ)(يوسف: من الآية108) . وهي العلم الذي يكشف ظلمات الطريق , وظلمات النفس ، وبغيره تكون الدعوة هوى مجرداً ، أو عصبية جاهلية ، أو تقليداً غير مهتدى . أما وسيلة الدعوة ؛ فكل سبب أحلّه الله ، وجعله مباحاً ، فهو سائغ , لا يحل لأحد أن يحجره , أو يمنعه . وأي معنى لأن يكون الشيء مباحاً بغير نية ، فإذا استحضرت فيه النية الطيبة صار حراما ؟ ! إن الأمور التوقيفية هي الأمور التعبدية المحضة ، التي سبيلها القربة إلى الله تعالى صرفاً . أما الجهاد , والدعوة , والأمر , والنهي ؛ فليست من هذا بسبيل . وهي متغلغلة في باب المباح الذي هو الأصل في كل ما خلق الله لنا . فلتوظف عقول شباب الأمة , وطاقاتها في ابتكار كل جديد مفيد من : طرائق الدعوة ، وأساليبها , وخططها , وبرامجها ، واستثمار ما تفتقت عنه ذهنية الإنسان ؛ من وسائل الاتصال , والتأثير , والمخاطبة ، ولغة العلم , والإحصاء . ولن تجد وسيلة من هذا القبيل إلا وساغ لك أن تنظمها ضمن الوسائل المعروفة المتبعـة ؛ ولكنها تطورات في آلياتها , وطريقتها ؛ وإلا فالخطاب واحد :شفاهاً , أو كتابة , أو حواراً , أو ما شاء الله . ولكنك قد تخاطب فرداً ,أو مجموعة , أو شعباً , أو تخاطب البشرية كلها , وقد يكون خطابك ساذجاً , بسيطاً ؛ يعتمد على خبرتك الذاتية المحدودة . أو يكون خطاباً , عميقاً , مدروساً , مبنياً على معرفة جيدة بنفسية المخاطب , والمداخل اللطيفة إليه والهموم المتعلجة في صدره , واللغة التي يفهمها .. بارك الله في جهود أولئك الإخوة النبلاء , والدعاة الفضلاء , ووفقنا وإياهم لكل خير. المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|