د. سلطان ....؟

د. سلطان ....؟

ارغب في سؤالك عن امر ما - وقد يكون غير لائق - ولكنني بحاجة
ماسة للتحدث عن هذا الامر ..


فهل تسمح لي ؟

المصدر: نفساني

لا يصدر من آساير إلا كل ما هو لائق! وأنا رهن إشارتك سيدتي.

لن ارتب الكلام ولن انمقه كثيراً .. سيصلك هكذا مباشرة ..

--------

انت مدرك بأننا نحتاج للآخر - أياً كانت منزلته - للتحدث و الإستماع
دون قيد ودون شرط .. ولكننا غالباً لا نجد هذا الآخر بحكم ظروف كثيرة ..
فقد يصدمنا الصديق وقبله الاخ .. وحتى اقرب المقربين دون تحديد لمكانتهم ..

يضطر البعض لطرق باب الــ ( لا ادري ماهو المسمى الوظيفي الصحيح )
الإخصائي/المحلل النفسي .. ذاك الذي تعتمد مهنته على الإستماع إليك
و الإنصات بإتقان وحرفنه تقتضيها آداب هذه المهمه ..

ويكون التحفظ هو الرفيق الاول للمريض أو المنهك نفسياً .. لكن بعدها
لن يكون هنالك حاجز .. تنهار كل الحواجز التي تفصل بين المريض و المعالج
- أو هكذا يعتقد المريض - ..

الآن .. ما ارغب في السؤال عنه هو هذا المعالج ..
هذا المحلل/الإخصائي النفسي ..
أهو محصن من التأثر ؟ هل يستطيع حقاً أن يدرك الخط الضعيف
الفاصل بين مايجب ان يكون عليه الوضع .. وماهو عليه فعلياً ؟
هل ثقتي في هذا المعالج ستكون ثقة في محلها ؟


أترى .. هو انسان مثلي في نهاية الامر .. فكيف يتمكن من الإرشاد او
التوجيه بدقة ؟ فالطرفان في هذه المسألة .. عبارة عن ارواح ..
اجساد قابلة للتأثر و التأثير ..

اكاد اجزم بأن للمريض بصمة على معالجه - بشكل او بآخر - ..


---------

صدقاً .. قد لا اكون موفقة في نقل ما اريد سيدي ..
ولأختصره عليك .. كل من عرفت في السلك النفسي ( على وزن دبلوماسي )
كانت لي تجارب سيئة .. لا بل بشعة معهم .. وجوه مبتسمه
( او هكذا اتخيلها ) و احرف براقة .. لامعة .. مشعه ..
لكنها مجوفة من الداخل .. لا استطيع ان امنحهم ثقتي .. مع اني ارغب بشدة
لكن النماذج التي اعترضت دربي .. زادت من يقيني من ان المعالج النفسي
هو انسان في المقام الاول .. وقد يرمي بي للتهلكة دون ان يدرك ..




فكيف أثق به .....؟!!!


------


اعتذر عن ........ لا ادري ماهي الكلمة المناسبة لكن .. لكَ اعتذاري إن كنت
قد اسأت لرفاق المهنة :) ..

واعترف انني سأجعل هذا الموضوع منفذاً لأمور كثيرة ستساعدني بها
إن تكرمت ..


ممتنة لكَ جداً ....

وتحية لاتليق إلا بكَ استاذي وسيدي الفاضل ..

صدق حدسي بلائق سؤالك!

نعم المعالج بشر ومادام كذلك فتنطبق عليه كل قوانين البشر بما فيها

عدم "الحصانة"! وربما ما يميزه هو إدراكه لهذه الحقيقة.

العلاقة العلاجية هي علاقة إنسانية حميمة جدا طابعها من أول لقاء إلى آخره

(مهني) صرف ويسير فيها المعالج مع المُعالج - أو "المتعالج" كما يسميه بعض

الزملاء -برحلة نفسية فضاءها هو "نفسية المتعالج .

تحكم مهنة العلاج النفسي قوانين أخلاقية ومهنية صارمة بالإضافة إلى البناء

النفسي للمعالج وتدريبه في المهنة....كل هذه عوامل تكبح (أو هكذا يفترض)

إنتقال حميمية العلاقة من أن تنتقل من كونها "مهنية" إلى كونها "شخصية".

هذا لا يعني (حصانة) بل يعني ضوابط أو "خطوط" حمراء والمعالج المتمرس

يدرك ذلك جيدا ومتى ما شعر بأن العلاقة "قد" تحيد عن الخط المهني يجب عليه

إنهاءها فورا وتحويل "الحالة" إلى معالج آخر.

وهناك ظاهرة في العلاج النفسي وتحديدا بأسلوب التحليل النفسي تدعى

(الطرح) وتعني أن يطرح المريض ماضيه الطفلي في حاضره العلاجي وكذلك

ظاهرة ( التحويل) بحيث يسقط على المعالج (كرمز للسلطة الأبوية) كل معاناته.

هاتان الظاهرتان تؤديان إلى تكوين مشاعر تجاه المعالج ....قد تكون مشاعر

حب وقد تكون مشاعر كره. وأحيانا تكون كلتا المشاعر في آن واحد وهو ما

يعرف ب (التناقض الوجداني). مره أخرى يستطيع المعالج المحترف التمييز بين

هذه المشاعر وتوعية المريض لها.

أرجو أن يكون في إجابتي إجابة على سؤالك ....ويا هلا بآساير الخير.

تحياتي.

بالتأكيد أجبت استاذ .. وممتنة لكَ فعلاً ..

وإجابتك توضح مدى ( الحرص ) الذي يتوجب على المعالج أن يتحراه ..
فالأمر ليس هيناً .. و ليس سهلاً أبداً .. أن افرغ مابداخلي لشخص مثلي
يعرف مكامن ضعفي .. ونقاط سوادي .. ويقوم بتحليلها و ترتيبها وفقاً
لما يراه ..

منحه هذه الثقة امر كبير بكل المقاييس .. وفشله فيها سيكون صفعة
قوية تمنح للمتعالج .. ولكن للأسف ..؛

أشعر بأن هنالك - من المعالجين - من لايدرك هذه الحقيقة ..
لايدرك الوقع الذي قد يخلفه الزلل في امر كهذا ..

كما انه قد لايرتضي الإبتعاد عن المعالج حين يتجاوز الخطوط الحمراء
المحظورة .. او انه لايرى بتجاوزها - مع ان واقع الحال يبين العكس ..



-----


في الأخير .. الامر منوط بهذا المعالج ..
هو وحده من يملك زمام الامر لأنه هو من يملك المعرفة ..
اما المريض معرفته بذاته ناقصة وبحاجة للكثير ولهذا كان السبب
في طرق باب المعالج النفسي في المقام الاول .. ولا اظن بقدرته على
التمييز بين هذه الخطوط وكيف يجب ان يكون عليه الوضع الصحيح ..

ويبقى ان نأمل الخير ..


-----



سؤال/امر آخر ..؛


هذا المعالج النفسي .. هل تؤهله دراسته وخبرته لتقييم نفسه ؟
هل يحللها استاذ ويداويها ويعالجها كما لو كانت مريضاً عنده؟
هل بإمكانه ذلك؟

يمر معظم المعالجين بخبرة العلاج النفسي وتُلزم مدرسة التحليل النفسي خضوع المحلل النفسي لخبرة التحليل النفسي "الشخصي" على يد محلل "مدرب" تحليل وبحيث لا تقل عن 800 ساعة تحليل. ومن مر بهذه الخبرة "القاسية" يستطيع أن يكون إستبصارا جيدا عن نفسه وعن أعماقها وجوانبها المظلمة وقصورها ودوافعها الشعورية واللاشعورية بحيث يكون واع لكل ذلك إبان تقديمه الخدمة العلاجية لآخر وبحيث يدرك متى يستمر ومتى يتوقف في رحلة العلاج عن وعي حقيقي .


المعالجون بشر لديهم فروق فردية وفروق في قدرتهم على إستبصارهم بذواتهم...هذا ما يحدد قدرتهم على تناول قضاياهم النفسية بالحل بشكل شخصي وبطريقتهم أو لجؤهم لزميل آخر لمساعدتهم.

تحياتي.

عزيزتي اساير
اسمحيلي لو تدخلت في موضوعك
ولكن احرف د. سلطان تجذب العقول




د . سلطان لماذا تحرمنا من احرفك
من ردودك التي كانت تعطي للمواضيع رونق خاص
د. سلطان نحن في المنتدى بحاجه الى امثالك


واسفه على الازعاج




غاليتي اساير
اقدم اعتذاري مره اخرى
ولك كل الشكر على هالموضوع
لاني استفدت من كثير

ودمتم سالمين

في الأخير .. الامر منوط بهذا المعالج ..
هو وحده من يملك زمام الامر لأنه هو من يملك المعرفة ..
اما المريض معرفته بذاته ناقصة وبحاجة للكثير ولهذا كان السبب

أساير...

هل من الممكن ان يدرك الشخص حقيقة ذاته ؟ او الالمام بجزء كبير من الذات؟

هل يؤدي هذا الى التقليل من الاحتياج لمعالج ما؟

ترى...مهما كان المعالج.بروفسورا/دكتورا/استاذا/........هل سيدرك ذاته؟

كان ردك كافياً وشافياً استاذ ..

فهل تعرف انني - وكثيرون غيري - نجهل هذا الأمر ؟
أشياء كثيرة نجهلها عن اصول هذا العلم ( علم النفس ) .. لا نرى منه
سوى الرتوش .. اما الاعماق .. فهي بحاجة للكثير ليتم التعرف إليه ..

لكني اتساءل ..
الكثير منا .... ام من اصحابه ؟


**

سأعود لاحقاً استاذ ..

لا بأس عزيزتي ..

لكِ ان تضعي ماتشائين ..

انتِ على الرحب و السعة ..

هل من الممكن ان يدرك الشخص حقيقة ذاته ؟ او الالمام بجزء كبير من الذات؟

هل يؤدي هذا الى التقليل من الاحتياج لمعالج ما؟

ترى...مهما كان المعالج.بروفسورا/دكتورا/استاذا/........هل سيدرك ذاته؟


ادركنا لحقائقنا - كاملة - لا أظن به .. إلمامنا بأجزاء كبيرة منها .. أعتقد انني
اعوّل عليه كثيراً ..

بشكل او بآخر نملك راداراً للمناطق السوداء المحظورة بداخلنا ..
نعرفها .. ونستطيع ان نتلمسها حتى لو لم نتبين ملامحها كاملة .. نحتاج
للمعالج ليساعدنا في هذا الامر ..

لو ملكنا السيطرة .. و شعرنا بأننا قادرين على التحكم بذواتنا ..
اعتقد اننا هنا لن نكون بحاجة للمعالج .. او هي حاجة قليلة .. وهذا هو
حال الكثيرين منا .. نعلم بأن لنا ماضٍ نزرح تحت وطئته .. ومع هذا قادرين
على المضي قدماً في هذه الحياة .. حتى لو كنا مشوهين ..
نستطيع تدبر هذا الامر ..


---------

في حالة المعالج .. أعتقد ووفقاً لماقاله الأستاذ .. الامر منوط بشخص هذا
المعالج .. وقدرته على مساعدة نفسه ومن يحلله .. لكن أيضاً ..
لا اظن ان هنالك كائن بشري يدرك ذاته إدراكاً كاملاً ..

يعجبني التفكير بأننا قد نتفاجىء بذواتنا أحياناً .. و نتفاجىء مما تخبىء ..
لا احد قادر على إدراك كل مايعتمل بداخله .. أشياء كثيرة تحتاج للكثير
حتى نتمكن من فهمها .. و معرفتها .. و تبين اسبابها ..


هذا ما أجدني قادرة على وضعه الآن .......

إذا نحن على إتفاق بأن "الذات" هي أضنك سجون الدنيا و مفتاح هذا السجن هو "العقل".


صياغتك لهذه الجملة في موضعها الأول أثارت امراً ما بداخلي ..
و سأطرح سؤالاً - اعتقد بحماقته - كـ نتاج لهذا الأمر ..
ولكَ ان تتحمل ..



أهناك من ( يتحكم ) في هذا العقل ( المتحكم ) ؟

كيف يكون عقلي جنتي/جحيمي ؟ بؤسي/شقائي ؟

إذا كانت "الذات" سجنا وكان "العقل" مفتاح ذلك السجن ف "الإرادة" هي صاحبة قرار فتح بوابة السجن وكذلك قرار الإغلاق من شأنها.

أنا سعيده أساير عزيزتي لهذا النقاش الجميل المفيد

مع الدكتور سلطان.

سعيده بالأبحار في خفايا علم نفس .

وأفضل أن أنتظر المزيد من النقاش وأقراه من بعيد.

فأنا مستمتعه بذلك .

آساير ممكن أرى حرفك وحرف واهمه في منتدى المسنين ... سأكون ممتنا

http://www.mosneen.com/

تحياتي.