|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
06-12-2006, 04:31 AM | #1 | |||
صديق نفساني
|
مرحبًا بالشتاء .. موسم المؤمنين ((صوره))
مرحبًا بالشتاء.. تنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام.. فرصة ذهب لتدفئة القلب بأنوار ركعات القيام .. قيام الليل..عبادة تحلول ليل طويل مظلم بارد ..يغدو بها دافئا, منيرا ,فلنملأ ميزان الحسنات قبل رحيل ليل الشتاء ! إن في قيام الليل شريعة ربانية، وسنة محكمة نبوية، وخصلة حميدة سلفية، ومدرسة تربوية إيمانية، وخلوة برب البرية ، وروضة هنية ندية، وسعادة نفسية روحية، ونشاط وقوة جسمانية، وشوق وتعلق بالجنان العلية، ودموع وعبرات قلبية، وآهات وزفرات شجية . * وهناك عدة طرق للتحمس لقيام الليل : (1) الإخلاص لله في القيام : يا نفس اخلصي تتخلصي شعار أطلقه السلف الأبرار لأنفسهم، ولاعجب في ذلك، فإن الإخلاص لله تعالى هو روح الطاعات، ولب القربات، ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات ، وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات، وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله، في العزم وفي إرادة الخير تكون معونة الله لعبده المؤمن . وقد أمرنا الله جل جلاله بإخلاص العمل له وحده دون سواه، قال تعالى:﴿ وما أٌمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء﴾ سورة البينة (5) وقد أخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالعقوبة الفظيعة التي تنتظر من عمل الطاعات طلباً للدنيا أو للرياء والسمعة : - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: ( من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاًً من الدنيا، لم يجد عرف الجنة ) أي رائحتها يوم القيامة. فلنصلح النية لرب العباد ونقصد بأفعالنا وأقوالنا ثواب مولانا . سهر العيون لغير وجهك باطل ،،،، وبكاؤهن لغير فقدك ضائع (2) استشعار أن ربك الجليل يدعوك للقيام : * وخصلة أخرى تدعوك الى التحمس للقيام ومناجاة الرحمن في ظلم الليالي، ألا وهي أن تستشعر بقلبك وفكرك أن ربك ومولاك وسيدك الجليل العظيم يدعوك ويناديك-وهو الغني عن طاعتك سبحانه - الى القيام بين يديه، واللجوء إليه والتلذذ بمناجاته في ظلام الليل، فهلا أجبت نداء السماء؟ وناجيت ربك في الظلمات، لتكون في الدنيا والآخرة من السعداء . * قال الله تعالى آمراً نبيه -صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وأمته بقيام الليل : ﴿ يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً﴾ سورة المزمل (1-4). قال سعد بن هشام بن عامر ، لعائشة رضي الله عنها: أنبئيني عن قيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت : ألست تقرأ يا أيها المزمل قلت : بلى. فقالت : (إن الله –عزوجل- افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام النبي-صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حولاً ، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف ، فصار قيام الليل تطوعاً بعد الفريضة). رواه مسلم في صحيحه . ومما يزيدك تحمساً لقيام الليل، وحرصاً على مناجاة الله تعالى والوقوف بين يديه في ذلك الوقت، أن تعلم أن رسولك العظيم محمد عليه الصلاة والسلام يحثك على القيام، ويرغبك ويوصيك بمناجاة الملك العلام في الليل والناس نيام، لتفوز بمجاورته في دار السلام، مع النبيين والصالحين والأئمة الأعلام . بل لقد كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يرشد من سأله عن أحب أعمال الخير الى الله ، يرشده الى أعمال منها قيام الليل : عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- قال : قلت يارسول الله : أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. فقال : لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله له، تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع ... الآية . - تجول في وادي المتهجدين، وتنقل بين أنات المذنبين وتسبيح المتهجدين وتضرع السائلين وأبصرهم : فهذا يعاتب نفسه على التقصير، وهذا يتفكر في هول المصير، وهذا يخاف حساب الناقد البصير، وذاك يتعوذ بالله من عذاب يوم عسير . (3) معرفة مدى تلذذ السلف بقيام الليل : لا يستطيع المرء أن يتذوق حلاوة الصلاة ولذة المناجاة، وأنس الخلوة بالله، وينهمك فيها، ما لم تحتل الصلاة محل الدواء من قلبه، ويصل إلى درجة تصبح الصلاة فيها قرة لعينه ومسرة لروحه وانشراحاً لصدره وشفاء لسقمه وزوالاً لهمه وكشفاً لكربه وأنيساً لنفسه، ومن ذاق عرف، وكذا كان حال سلفنا الكرام مع الصلاة، فقد كانوا يتلذذون بقيام الليل أعظم التلذذ، ويفرحون به أشد الفرح، فاسمع اخبارهم يا بطال، يا من همته في القيل والقال، والأكل والشرب والنعال . قال عبدالله بن وهب رحمه الله: كل ملذوذ (أي من لذات الدنيا ) إنما له لذة واحدة، إلا العبادة، فإن لها ثلاث لذات: إذا كنت فيها، وإذا تذكرتها، وإذا أعطيت ثوابها .(أي في الآخرة) قال محمد بن المنكدر رحمه الله : ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث : قيام الليل ، ولقاء الإخوان، والصلاة في جماعة . قال الفضيل بن عياض رحمه الله: إني لأستقبل الليل من أوله فيهولني طوله، فأفتتح القرآن فأصبح وما قضيت نهمتي . (4) النوم على الجانب الأيمـن : * ومما يعين على التحمس لقيام الليل أن ينام المرء على شقه الأيمن، اقتداء بفعل الرسول عليه الصلاة والسلام، وتيمناً بالنوم على الشق الأيمن، وذلك لأنه أعون على سرعة الإستيقاظ، وأبعد عن الإستغراق في النوم . وقد كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يرشد أمته إلى النوم على الجانب الأيمن، عن البراء بن عازب-رضي الله عنهما- أن النبي عليه الصلاة والسلام قال إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن.. ) وعن حفصة- رضي الله عنها قالت: كان النبي-صلى الله عليه وسلم-)إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن.( واستمع إلى ابن القيم وهو يوضح لنا الحكمة من استحباب الشارع النوم على الجانب اليمن، فيقول: وفي اضطجاعه-صلى الله عليه وسلم- على شقه الأيمن سر، وهو أن القلب معلق في الجانب الأيسر، فإذا نام على شقه الأيسر استثقل نوماً، لأنه ( أي القلب ) يكون في دعة واستراحة فيثقل نومه ، فإذا نام على شقه الأيمن فإنه يقلق ولا يستغرق في النوم، لقلق القلب وطلبه مستقره ( أي في الجهة اليسرى ) وميله إليه، ولهذا استحب الأطباء النوم على الجانب الأيسر لكمال الراحة وطيب المنام ، وصاحـب الشرع يستحب النوم على الجانب الأيمن لئلا يثقل نومه، فينام عن قيام الليل، فالنوم على الجانب الأيمن أنفع للقلب، وعلى الجانب الأيسر أنفع للبدن، والله أعلم . اغتنموا هذه الساعات (أي أوقات القيام بالليل ) التي يفتح فيها الباب، ويقرب فيها الأحباب ، ويسمع الخطاب ويرد الجواب ويعطى للعاملين أجزل الثواب . [/color] المصدر: نفساني |
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|