|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
29-11-2011, 05:34 PM | #1 | |||
عضو نشط
|
سفر.... هو حياة للأرواح
يقول -ابن القيم - رحمه الله - في كتابه [ مفتاح دار السعادة 1/199 ] :
النظر بالبصيرة الباطنة فتفتح له ابواب السماء،، فيجول في اقطارها وملكوتها وبين ملائكتها،، ثم يفتح له باب بعد باب،، حتى ينتهي به سير القلب إلى عرش الرحمن،، فينظر سعته وعظمته وجلاله ومجده ورفعته،، ويرى السموات السبع والارضين السبع بالنسبة اليه كحلقه ملقاة بأرض فلاة،، ويرى الملائكة حافين من حوله لهم زجل بالتسبيح والتحميد والتقديس والتكبير،، والامر ينزل من فوقه بتدبير الممالك والجنود التي لا يعلمها الا ربها ومليكها فينزل الامر باحياء قوم وإماتة آخرين وإعزاز قوم وإذلال آخرين واسعاد قوم وشقاوة آخرين وإنشاء ملك وسلب ملك وتحويل نعمة من محل الى محل وقضاء الحاجات على اختلافها وتباينها وكثرتها من جبر كسر وإغناء فقير وشفاء مريض وتفريج كرب ومغفرة ذنب وكشف ضر ونصر مظلوم وهداية حيران وتعليم جاهل ورد آبق وأمان خائف وإجارة مستجير ومدد لضعيف وإغاثة الملهوف وإعانة لعاجز وانتقام من ظالم وكف العدوان فهي مراسيم دائرة بين العدل والفضل والحكمة والرحمة تنفذ في أقطار العوالم،، لا يشغله سمع شيء منها عن سمع غيره،، ولا تغلطه كثرة المسائل والحوائج على اختلافها وتباينها واتحاد وقتها،، ولا يتبرم بالحاح الملحين ولا تنقص ذرة من خزائنه لا إله إلا هو العزيز الحكيم،، [COLOR="Olive"]فحينئذ يقوم القلب بين يدي الرحمن مطرقا لهيبته خاشعا لعظمته عان لعزته فيسجد بين يدي الملك الحق المبين سجدة لا يرفع رأسه منها الى يوم المزيد،، فهذا سفر القلب! وهو في وطنه وداره ومحل ملكه،، وهذا من اعظم آيات الله وعجائب صنعه،، فياله من سفر ما أبركه واروحه واعظم ثمرته وربحه واجل منفعته واحسن عاقبته،، سفر هو حياة الارواح ومفتاح السعادة وغنيمته العقول والالباب،، لا كالسفر الذي هو قطعة من العذاب . انتهى كلامه رحمه الله منقول المصدر: نفساني |
|||
|
30-11-2011, 04:35 AM | #2 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
إن المؤمن وإن نال من الدنيا وشهواتها فإنه لا يستمتع بنصيبه كله ولا يذهب طيباته في حياته الدنيا بل ينال منها ما ينال منها ليتقوى به على التزود لمعاده. بخلاف النفوس الباطلة التي لم تخلق للآخرة ولاتزال ساعية في نيل شهواتها فإذا نالتها فإنما هي في خوض بالباطل الذي لا يجدي عليها إلا الضرر العاجل والآجل ومن تمام حكمة الله تع...الى انه يبتلى هذه النفوس بالشقاء والتعب في تحصيل مراداتها وشهواتها فلا تتفرغ للخوض بالباطل الا قليلا ولو تفرغت هذه النفوس الباطولية لكانت ائمة تدعوا الى النار.
"نقل مختصر لكلام ابن قيم الجوزية في مفتاح دار السعادة" |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|