|
|
||||||||||
الملتقى العربي السياسي للوقوف على جميع الأخبار في وطننا العربي الكبير ، كل حسب رؤياه ،،، |
|
أدوات الموضوع |
13-07-2014, 07:57 AM | #1 | |||
مشرف ملتقى الرقية الشرعية
|
غزّة . . قلعة الصمود والمقاومة
غزّة . . قلعة الصمود والمقاومة بقلم : الفريق ركن متقاعد موسى العدوان كاتب اردني غزّة . . المدينة الساحلية مركز القطاع الذي يحمل اسمها ، والتي فتحها القائد العربي المسلم عمرو بن العاص في صدر الفتوحات الإسلامية ، وقفت صامدة في وجه الغزاة والطامعين عبر العصور ، كالفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيين والعثمانيين والبريطانيين ، فكانت قلعة تحدت جبروتهم . وها هي اليوم تصارع القوى الإسرائيلية الغاشمة بجرأة وتصميم ، دون سند أو معين لها حتى من توأمتها السلطة الفلسطينية في رام الله . وعودة إلى التاريخ الحديث فقد احتلت إسرائيل قطاع غزة بما فيه مدينة غزة في حرب عام 1967 من يد الإدارة المصرية ، وحاولت فرض سيطرتها عليها . ولكنها شكلت للمحتل معضلة أمنية وإدارية كبرى ، لدرجة أن اسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ، تمنى أن يصحو من النوم ذات صباح ليجد غزة وقد ابتلعها البحر . وفي عام 1993 اضطرت القوات الإسرائيلية للانسحاب منها وتسليمها إلى لسلطة الفلسطينية دون قيد أو شرط . ولكن وقع الخلاف على السلطة بين فتح الممثلة الرسمية للسلطة الفلسطينية وبين حماس ، أدى إلى الاقتتال بينهما وسيطرة حماس على قطاع غزة بكامله . فتكرّست القطيعة بينهما لما يزيد على أربع سنوات ، رغم تشكيل حكومة وحدة وطنية مشتركة بينهما في هذه الأيام يبدو أنها حكومة شكلية . في عام 2008 شنت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية على مدينة غزة أطلقت عليها اسم " الرصاص المسكوب " استمرت لمدة اثنين وعشرين يوما ، استعملت خلالها مختلف أنواع الأسلحة البرية والجوية والبحرية بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليا ، مع محاولة لاقتحام المدينة . فدمرت البنى التحتية ومراكز القيادات الأمنية ، وأوقعت خسائ ر كبيرة بين المدنيين بلغت 1417 شهيدا 4336 جريحا . كان الهدف من تلك العملية إيقاف قصف صواريخ القسام على المدن في جنوب إسرائيل وتهجير أهل المدينة إلى خارجها . إلا أن تصميم أهل غزة على الصمود والمقاومة أفشل الأهداف الإسرائيلية . وهذه الأيام تقوم إسرائيل بتكرار نفس السيناريو السابق ، بالقصف الجوي والمدفعي ودعوة 40 ألف جنديا من الاحتياط تمهيدا لاجتياح مدينة غزة ، بحجة وقف اطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية . وصواريخ القسام رغم بساطتها وصلت إلى مسافات بعيدة داخل العمق الإسرائيلي ، وسببت هلعا للسكان المدنيين ودخولهم للملاجئ . ورغم كل ما تقوم به إسرائيل من تهديدات وقصف بالصواريخ والطائرات للسكان المدنيين من البر والجو والبحر في الوقت الحاضر ، وما ينتج عنها من هدم للمنازل على رؤوس ساكنيها ، وإصابة الأطفال والنساء ، والطلب من السكان مغادرة منازلهم ، إلا أن أهالي المدينة يقابلونها بالصمود ورفض مغادرة منازلهم . وإزاء هذا الموقف فإن السلطة الفلسطينية والدول العربية الأخرى تقف متفرجة ولا تحرك ساكنا ، بانتظار تنفيذ فصول المسرحية الدامية على شعب أعزل ، لا يملك قوة عسكرية يدافع بها عن نفسه . أما الصديقة أمريكا فإنها تصرح بلسان وزير خارجيتها ، بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها . ولكنها من الجانب الآخر لا تعترف بحق المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن أرضها وشعبها. وهذا يقودوني إلى التساؤل : ماذا جنينا من معاهدات السلام المزعوم ، التي وقعت عليها ثلاثة أطراف عربية مع إسرائيل ؟ ولماذا لا تستخدم هذه المعاهدات كسلاح يشهرها الموقعون عليها في وجه إسرائيل ، ووضعها في كفة الميزان للتوقف عن تماديها في جرائمها ضد المدنيين العزل من أبناء غزة وغيرهم ؟ أم ان تلك الأطراف العربية تجد المبرر لإقدام إسرائيل على افعالها ، تطابقا مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي المؤيدة لإسرائيل ؟ وعلى ضوء هذا الحال البائس للأمة العربية أقول لأهل غزة : عليكم الاعتماد على الله وعلى أنفسكم دون انتظار النجدة من الحكام العرب فهم لا يسمعون استغاثتكم ، لأنهم رهنوا إرادتهم بإرادة أمريكا وإسرائيل المعادية للعرب . ولكن البعض منهم قد يستجيبون ويهبون في وقت لاحق بعد تنفيذ العمليات الإجرامية ، لإعمار بعض ما دمرته القوات الإسرائيلية بأمر حازم من الأسياد . يا أهل غزة الكرام لقد أثبتم للعالم بوقفتكم المشرّفة والتي امتدت تحت الحصار المتواصل والقصف الجوي والهجمات الإسرائيلية على فترات متلاحقة لأربع سنوات ماضية ، أنكم تجسّدون الصمود والمقاومة العنيدة بأجلى معانيها في زمن الانكسار العربي . ولا شك بأنكم عمّدتم تراب الوطن بالدماء الطاهرة تظللها أرواح الشهداء الأبرار ، نيابة عن أمتكم وفداء لحكام متخاذلين . فأولئك الحكام لا يحركهم ضمير أو وازع ديني ، ليمنعوا الضرر عنكم في الملمات . وإن كانت جيوشهم غير مستعدة للردع والأخذ بالثأر ، فعليهم على الأقل استخدام قواهم السياسية والاقتصادية ، والتهديد بالتخلي عن معاهدات الإذعان الاستسلامية ، إذا لم تتوقف تلك الاعتداءات المتواصلة . مقاومة الاحتلال والدفاع عن النفس حق مشروع ، ورد في الشرائع السماوية ونصت عليه القوانين الدولية . وعادة ما تلجأ إليه الدول أو الشعوب الضعيفة لمقاومة عدو أقوى منها . وقد سبقتنا إليها دول كثيرة خلال العقود الماضية . فالشعوب الأوروبية قامت بتنظيم حركات المقاومة في أراضيها المحتلة ، عندما بدأ الغزو النازي لأوروبا في أربعينات القرن الماضي ، بغرض إنزال أكبر الخسائر في صفوف العدو . وهناك مثلها أيضا حركات المقاومة في الصين وفيتنام وكوبا وايرلندا والجزائر وغيرها من دول العالم التي سعت إلى التحرر ، فحققت الانتصار على المحتلين والمستعمرين . ومن الأمثلة العظيمة على الصمود ومقاومة العدو المحتل ، ما جرى في مدينة ليننجراد السوفياتية خلال الحرب العالمية الثانية . فقد حاصرتها القوات النازية لمدة 900 يوم وكانت تتعرض للقصف الجوي والمدفعي ليلا ونهارا . وتم قطع خطوط مواصلاتها وتوقفت عنها الإمدادات الإدارية طيلة تلك الفترة ، لدرجة أن السكان أخذوا يبحثون في ( روث الخيل ) ليجدوا الشعير فيطحنونه ليأكلوه بدلا من الخبز . لم يستسلم سكان المدينة السوفيات وحققوا الانتصار على العدو بكل تصميم وجرأة . وتخليدا لهذا الصمود فقد نُصبت لوحة ضخمة من حجر الجرانيت المعروف بصلابته في أعلى قمة بمدينة ليننجراد . كُتب عليها عبارة تنطق باسم حجر الجرانيت تقول : " أتمنى أن أكون بصلابتكم يا أهل ليننجراد " . الأهل في مدينة غزة الصامدة باسمي ونيابة عن الكثيرين من الشرفاء في الوطن العربي الكبير ، أتمنى عليكم أن تصمدوا في مدينتكم الغالية وأن لا تغادروها ، وأن تحولوا كل منزل فيها إلى نقطة حصينة تقف في وجه العدو الذي لن يجرؤ على اقتحامها بدباباته ومشاته . فالجيوش النظامية تتحاشى القتال في المناطق المبنية لأنها ستتكبد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات من قبل المدافعين عنها ، كما أنها ستستنزف وقتا طويلا للتعامل معها . وما عليكم في هذا الموقف إلا أن تجزّئوا المدينة إلى قطاعات فرعية ، ولكل قطاع قائد مسؤول يسانده عدد من المقاتلين الأشداء ، يحملون أسلحتهم الفردية ومزودين بقذائف آر بي جي بمختلف المديات ، يتم تركيزها على مقتربات الدبابات لمجابهتها ليلا ونهارا ، مع إقامة الدُشم بأكياس الرمل ودعم سقوف المنازل بأعمدة قوية تتحمل القصف الجوي والمدفعي ، لكي يصعب على العدو اقتحام المدينة وتتحول إلى مقبرة للغزاة . ومن المهم في هذه الحالة الحذر من تواجد العملاء والجواسيس بين الصفوف ، لكي لا يرشدوا العدو إلى الأهداف الهامة في المنطقة . أما قوات العدو البحرية فالتصدي لها هو من واجب رجال القوارب الخفيفة والضفادع البشرية ، الذين عليهم التقرب من سفن العدو الحربية ، وإغراقها بالطوربيدات والهجمات الانتحارية . وبالنسبة لسلاح الجو المعادي الذي يقصف من ارتفاعات شاهقة ، فلابد له من سلاح دفاع جوي بعيد المدى لاصطياد طائراته ، مع علمي بصعوبة توفيره . ولكن صواريخ الكتف للارتفاعات المنخفضة والطائرات العمودية ، فيمكن توفيرها من قبل الدول الصديقة إذا تعاونت مع المسؤولين في غزة ، لاسيما وأنه يسهل ادخالها إلى المدينة بطريق التسلل . أعلم بأن هناك ثمنا باهظا لهذا الصمود والمقاومة ، وأنه سيكلّف الكثير من الأرواح البشرية وتدمير البنى التحتية والمنشآت والمنازل ، ولكنه الوطن . . والوطن يستحق أن يُعمد بالدماء والأرواح للحفاظ عليه. وأملي كبير بأن سيأتي يوم تزرعون به لوحة من حجر الجرانيت على شاطئ غزة ، تحمل على وجهها شهادة تاريخية ، وتذكارا للأجيال اللاحقة تقول كلماتها " أتمنى أن أكون بصلابتكم يا أهل غزة الشجعان " . * فريق ركن متقاعد المصدر: نفساني
|
|||
التعديل الأخير تم بواسطة ازهرى وراقى ; 13-07-2014 الساعة 07:58 AM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|