|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
09-05-2015, 08:36 PM | #1 |
عضـو مُـبـدع
تاريخ التسجيل: 04 2013
المشاركات: 339
|
حكم المنية في البرية جاري ..
لابو الحسن التهامي، احد الشعراء في الدولة العباسية
القصيدة يرثي فيها ابنه، وتعتبر من افضل قصائده حكمُ المنيَّة في البريَّة جارِ.*** ما هذه الدنيا بدار قرارِ بينا يُرى الانسانُ فيها مخبراً *** حتى يُرى خبراً من الاخبار طُبعت على كدرٍ وأنت تريدُها *** صفواً من الأقذاء والأكدار ومكلّف الأيَّامٍ ضدَّ طباعها ***متطلّبٌ في الماءِ جذوة نار وإذا رجوتَ المستحيل فإنما ***تبني الرَّجاء على شفيرٍ هار فالعيشُ نوم والمنيّة يقظة *** والمرءُ بينهما خيالٌ سار والنفسُ إن رضيت بذلك أو أبت *** منقادة ٌ بأزمة المقدار فاقضُوا مآربكم عجالاً إنما *** أعماركم سفرٌ من الأسفار وتراكضوا خيل الشباب وبادروا *** أن تستردَّ فإنهن عوار ليس الزمانُ وإن حرصتَ مسالماً *** خُلق الزمان عداوة ُ الأحرارِ قد لاح في ليل الشباب كواكب ***إن أمهلت آلت إلى الاسفار يا كوكباً ما كان أقصرَ عمره ***وكذا تكون كواكبُ الأسحار وهلالَ أيام مضى لم يستدر ***بدراً ولم يُمهل لوقت سرار عجل الخسوفُ عليهِ قبل أوانهِ *** فمحاه قبل مظَّنة ِ الإبدار فكأنّ قلبيَ قبرهُ وكأنَّهُ *** في طيِّه سرٌّ من الأسرار إن يُحتقر صغراً فرب مفخّم ***يبدو ضئيلَ الشخص للنظار إن الكواكبَ في علوّ محلّها ***لتُرى صغاراً وهي غيرُ صغار أبكيهِ ثم أقول معتذراً له *** وُفِّقتَ حين تركتَ ألئم دار جاورتُ أعدائي وجاورَ ربّهُ *** شتّان بين جوارهِ وجواري أشكو بُعادك لي وأنت بموضعٍ *** لولا الرّدى لسمعتَ فيه سراري والشرقُ نحو الغرب أقربُ شُقَّة *** من بُعدِ تلك الخمسة ِ الأشبار ولقد جريتَ كما جريتُ لغاية ٍ *** فبلغتها وأبوك في المضمار فإذا نطقتُ فأنت أوَّلُ منطقي *** وإذا سكتُّ فأنت في إضماري أخفي من البُرَ حاء ناراً مثل ما ***يخفي من النار الزنادُ الواري وأخفِّضُ الزفراتِ وهي صواعد ***وأُكفكفُ العبراتِ وهي جوار وشهاب زندِ الحُزن أن طاوعتهُ ***وارٍ وإن عاصيتهُ متوار وأكفُّ نيران الأسى ولربّما *** غُلب التصبُّرُ فارتمت بشرار ثوبُ الرياء يشفُّ عما تحتهُ *** فإذا التحفت به فإنك عار قصرت جفوني أم تباعد بينها ***أم صوِّرت عيني بلا أشفار جفتِ الكرى حتى كأنَّ غرارها ***عند اغتماض العين حدُّ غرار ولو استزارت رقدة لرمى بها ***ما بين أجفاني إلى التيار أُحيي ليالي التمِّ وهي تميتني ***ويُميتهنَّ تبلّجُ الأنوار حتى رأيت الصبحَ يرفع كفّهُ *** بالضوء رفرفَ خيمة ٍ من قار والصبح قد غمر النجوم كأنهُ ***سيلٌ طغى فطما على النُّوار وتلهّبُ الأحشاء شيَّبَ مفرقي ***هذا الضياء شواظُ تلك النار وتودّ لو جعلت سوادَ قلوبها ***وسوادَ أعينها خضابَ عذاري لا تنفر الظبياتُ عنهُ فقد رأت *** كيف اختلافُ النبت في الأطوار شيئان ينقشعان أول وهلة ٍ ***شرخُ الشباب وخُلَّة ُ الأشرار لا حبذا الشيبُ الوفيُّ وحبذا ***ظلُّ الشباب الخائن الغدار نزداد هماً كلما ازددنا غنى ً*** والفقرُ كلُّ الفقر في الإكثار ما زاد فوقَ الزاد خلَّف ضائعاً ***في حادثٍ أو وارثٍ أو عار إني لأرحمُ حاسديَّ لحرِّ ما ***ضمت صدورهُمُ من الأوغار نظروا صنيعَ اللهِ بي فعيونهم ***في جنة ٍ وقلوبهم في نار لا ذنبَ لي كم رمتُ كتم فضائلي *** فكأنَّما برقعتُ وجهَ نهار وسترتها بتواضعي فتطلَّعت *** أعناقها تعلو على الأستار ومن الرجالِ معالمٌ ومجاهلٌ ***ومن النجوم غوامضٌ ودراري والناس مشتبهون في إيرادهم*** وتباين الأقوام في الأصدار عمري لقد أوطأتهم طرُقَ العلى ***فعموا ولم يقفوا على آثاري لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا ***وعمى البصائر من عمى الأبصار هلاَّ سعوا سعي الكرام فأدركوا ***أو سلّموا لمواقعِ الأقدار ذهب التكرُّم والوفاء من الورى ***وتصرّما إلا من الأشعار وفشت خياناتُ الثقات وغيرهم ***حتى اتهمنا رؤية الأبصار ولربما اعتضدّ الحليمُ بجاهل ***لا خير في يُمنى بغير يسار لِلَّهِ دُرُّ النائِباتِ فَإِنَّها *** صَدأُ اللِئامِ وَصيقل الأَحرارِ المصدر: نفساني |
09-05-2015, 08:40 PM | #2 |
عضـو مُـبـدع
تاريخ التسجيل: 04 2013
المشاركات: 339
|
|
09-05-2015, 08:54 PM | #3 |
روح الشمال
تاريخ التسجيل: 06 2008
المشاركات: 18,696
|
جميل جداً اسال الله لك الاجر اخوي .
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|