|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
18-02-2016, 11:05 AM | #1 | |||
عـضو أسـاسـي
|
التؤام السياسى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم منذ أن رزقني الله طفلي التوأم وأنا شغوف باكتشاف نوازعهم الفكرية والتعرف على مزاجهم في التعاطي مع التييارات والاتجاهات السياسية السائدة في العالم اليوم.. لأنني قبلت وأنا بكامل وعيي (ودون أي ضغوط من أحد) أن أصدق هرطقات أساتذة علم النفس التي تقول أن الطفل قد يحسم بعض خياراته الفكرية والسياسية منذ شهور ولادته الأولى.. لذا بدأت أتأمل في ملامحهم ونظرات عيونهم وحركات أيديهم عن "موقف" واضح من النظام العالمي الجديد، وعن "رأيهم" في السياسات النفطية لفنزويلا ، وعن مدى ضجرهم من الممانعة الدولية تجاه الطموح النووي لكوريا الشمالية. رغم أن طفلاي يستمتعان الآن بشهرهما العاشر، إلا أنني استطعت اكتشاف نوازع سياسية مذهلة تطغى على كامل سلوكهم اليومي في التعامل مع (الرضاعة) و (المصاصة) و (السيريلاك)، وتؤثر على مدى اختيارهم للتوقيت المناسب للشروع في استخدام (الحفاظات). فرهود (وهو أحد طفلي وأكثرهم استمتاعا بالحياة) اكتشفت – بعد طول تأمل – أن عنده نوازع رأسمالية طاغية تتمثل في عدة تجليات.. فهو إذا أراد "شيئا" يمارس حقه الشرعي في البكاء بشدة دون أن يضع أي اعتبار للعقل الجمعي (نزعة فردانية).. وعندما يتناول وجبة الحليب يصر على أن يضع رجلا على رجل وهو بكامل الاسترخاء دون أي احترام للتراتبية العمرية التي يفرضها وجودي أنا كـ رأس للسلطة السياسية في هذا المنزل (تمرد على النظام الأخلاقي السائد).. وهو حين يفرغ من شرب الحليب يقوم برمي الرضاعة جانبا (استهتار بالمال العام).. إضافة إلى أنه شغوف بالاستمتاع – في أوقات فراغه – بمصاصته الكوبية (كناية عن السيجار الكوبي). (فرهود) صارحني ذات يوم – عبر همهمات مشفرة قمت بترجمتها من الهيروغليفية إلى العربية – وبعد أن قضى لحظات من التأمل وهو يضع مصاصته بجانب فمه، أنه غير مرتاح لسياسة امه الاقتصادية ، وهو متفائل جدا بزيارة حماتى وهى زيارة لم يتم الافصاح عنها مسبقا و تاجلت لاسباب غامضة حيث يعتقد المراقبون من اطفال جيران الاسرة ان هذه الزيارة المرتقبة ستحمل فى طياتها الكثير من الشكلاته والعلكة سيما وانها تاتى بعد انتهاء الحرب الباردة ، فرهود يتفهم القلق الاسرى على اسنانه وقلقى من زيارة حماتى بوجه خاص ، لكن فرهود من جانبه يرى ان الزيارة ستحقق (توازن الرعب) فى الاسرة وان هناك مقترحات وافكار قد تحملها حماتى ربما تكون مصيبة . (فرهود) طفل ذو مزاج برجوازي واضح، فهو لا يحب شرب الحليب إلا إذا أضيف إليه بعض العسل، وهو شغوف بمتابعة اخر مستجدات بضائع متاجر ومحلات المدينة التي تشبع نزعته الاستهلاكية، كما أنه معجب بـ أرستقراطية مدام (مينشن) في المسلسل الكرتوني (سالي)، ويمقت العبثية والفوضى المسيطرة على حياة الآنسة (فلونا). أما غلبان (وهو طفلي الآخر) فله ميول مختلفة بعض الشيء، حيث أن أي متابع لسلوكه اليومي سيكتشف بسهولة مزاجه الاشتراكي.. فهو على سبيل المثال لا يستخدم سلاحه الفتاك (البكاء) إلا إذا كانت عنده دوافع نبيلة، مثل أن يراني على وشك الخروج من المنزل (نزعة تحررية).. ولا يقفز على نصيب أخيه من البسكوت ولو كان في متناول يده (مؤمن بتوزيع الثروة).. ويحب النوم على صدري بعد أن يحيط رقبتي بذراعيه (امتداد للرومانسية الاشتراكية).. ويضحك كثيرا في وجه خادمة المنزل ولا يحاول إتعابها حين تتفرغ لمتابعته (تعاطف مع الطبقة الكادحة).. كما أنه يرفض تخصيص ألعاب خاصة به وأخرى خاصة بأخيه لأنه يعتقد أن كل الألعاب المتوفرة هي من ممتلكات الأسرة (تأميم الاقتصاد). (غلبان) حكا لي ذات صباح أنه بات مقتنعا بأن سياية امه يجب ان تتبدل وتتغير ولقد دعا غلبان مرارا البروليتاريا (الطبقات الكادحة) للمشاركة في مشاريع التنمية الاسرية، وصرح علانية انه لا يجد حرجا فى خلع ملابسه بنفسه دون حاجته للخادمة . (غلبان) طفل ذو مزاج اشتراكي ظاهر، فهو يحب تناول وعضعضة الخبز اليابس، ويمكن له أن يستعيض عن الحليب ببعض الماء في حال تعرض الأسرة لمأزق اقتصادي ، وقد صارحني مرة أنه يفكر جديا بالانضمام إلى حركات اطفال الشوارع لمناهضة العولمة، كما أنه شغوف بمتابعة باب الحارة ، وهو معجب بابى قاعور ومعجب بالسلوك العصامي للمناضل (عدنان) ورفيق دربه المتشرد (عبسي) الذين كتبا فصول حياتهما في الرواية الكرتونية الشهيرة (عدنان ولينا). بعد أن اكتشفت هذه النزعات السياسية المذهلة عند طفلي التوأم، اتخذت قرارا هاما يصب في مصلحة التوازن الاستراتيجي داخل أسرتنا الموقرة، هو أنني سأمتنع عن إنجاب أي أطفال جدد ما لم يكونوا أعضاء في (حركة عدم الانحياز). منقول بتصرف المصدر: نفساني
|
|||
التعديل الأخير تم بواسطة المسلاتى ; 18-02-2016 الساعة 11:11 AM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|