|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
21-02-2016, 05:20 PM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
[فصبر جميل]
|
نعمة النسيان....
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتمنى أن تكونوا في صحة و عافية نعمة النسيان الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد صلوات ربي وسلامه عليه أما بعد: هذا الشعور الذي قد ينزعج منه المرء...فيقول :والله أصبحت أنسى كثيرا و الظاهر أني قد كبرت... ولكن ماذا لو تأملنا في هذا الشعور الذي يزعج البعض على أنه نعمة؟؟؟ تخيل أن ينزع الله عنك النسيان؟؟؟ تخيل...مات أحد من أفراد أسرتك...و أنت لا تستطيع نسيانه ستبقى صورته دائما بين عينيك سيبقى ذلك الحزن معك طوال حياتك...ثم مات آخر...سيتضاعف عندك الحزن وسيتراكم الحزن عليك إلى أن..... تخيل كيف ستصبح....إنسان متقوقع...لا يستطيع أن يعيش حياته...لأن الحزن يسيطر عليه... تخيل ....فعقلك عنده طاقة محدودة و لولا نعمة النسيان...لأصبحت وكأنك تسلط ضوء قويا على كل حياته لن تستطيع نسيان الماضي ...وسيرهقك التفكير في المستقبل... باختصار...ستصبح حياتك متعبة...مرهقة ولربما ستتمنى الموت لأن الحياة بالنسبة لك أصبحت كابوسا مرعبا وعندما يعجز الانسان عن النسيان فهذا دليل على وجود مرض فيه...وعليه حينها المسارعة لعلاجه... فإن شعرت أنك أصبحت تعجز عن النسيان و أنك تتحمل فوق طاقتك...فتذكر هذا الدعاء .. "رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " و من جهة أخرى فكثرة النسيان أيضا قد تصبح نعمة .. رغم كونها مرض ولا شك في ذلك... والغالب أن كبار السن هم من يصابون به...تدرون لماذا... لأن عقل هذا المسكين أصبح غضا طريا لا يتحمل التذكر كثيرا... تذكر الأشياء سيتعبه لأن جسمه أصبح ضعيفا ولذلك من رحمة الله...فهؤلاء الضعفاء غالبا يصبح عندهم النسيان شيء متوقع ومقبول ... وكذلك الأمر بالنسبة للطفل الصغير...فهو مازال صغيرا ..جسمه مازال ضعيفا...ولديه مهام يقوم بها...وهي مهمة التعلم ...يتعلم الحبو و المشي و الكلام و التواصل.... ومن رحمة الله ...لو أصبح يحمل هموم الدنيا ولا ينساها لما استطاع أن يتطور و ينجز ومن الناحية الأخرى أيضا...فالنسيان قد يكون ناتج عن عدم تحمل المسؤولية...و دليل على اللامبالاة وأن صاحبه غير مسؤول... فليس مقبولا مثلا أن تقول الممرضة: لقد نسيت أن أعطي المريض الدواء... وليس مقبولا أن تقول المرأة :نسيت ابني و لم أطعمه أو نسيت أن أطبخ اليوم... وعلى الإنسان أن يحدد مهامه و يكون مسؤولا ..وإن أخطأ فليعترف وليصحح الخطأ و ليمضي قدما.. وهناك نسيان آخر ....هو من الشيطان.. يقول سبحانه وتعالى:" .. فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا" ويقول أيضا:" وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ " فلنستعذ بالله من هذا النسيان هناك فعلا نسيان ليس بالنعمة بل يتحول بصاحبه إلى نقمة... والحل هنا هو.. في قوله تعالى: "وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا " لاتشغل أوقاتك بالتفكير الكثير بل كن متوكل على الله وأكثر من الذكر " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً " وطبعا هذا لا يعني أن تهمل واجباتك كما سبق ذكره..ولكن اجعل لتفكيرك حدا... عندما تشعر أن هذا التفكير أصبح يرهقك فاعلم أنه من الشيطان ليتعبك و يرهقك "إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" فأكثر من التوكل و قل... "وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" وقد أرشدنا القرآن إلى توجيه عظيم عند حدوث المصائب وهوفي قوله تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ" فإذا أصبت بمصيبة فلا تكثر التفكير فيها بل أكثر من قول... "إنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ" وهذا قمة التسليم...أن تقول بلسان حالك:"أنا لك يارب ...كلي لك و سأرجع إليك و لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا باذن الله" فانظر إلى الجزاء الذي أعده الله لك.. "أولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" فماذا تريد أكثر من هذا... لا تكثر الحزن لكي لا تفسد حياتك و لا تكثر الهم لكي تستطيع تحمل مسؤولياتك...وتمضي قدما في المهام التي خلقك الله من أجلها.. و إذا شعرت أن الأمر أقوى منك فالجأ إلى الله و توكل عليه و كفى بالله وكيلا " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ " "لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" وبالمقابل فمطلوب منك الحفاظ على ذاكرتك و تنشيطها ..و أن لا تتركها فريسة للنسيان الكثير ومن أكبر ما يعين على ذلك حفظ القرآن .. مساعدة الناس و التخفيف عنهم...ممارسة الرياضة...عبادة التفكر في خلق الله...بعض الألعاب الفكرية مثل الحساب وحل الألغاز وإن وجدت نفسك تنسى أشياء رغم أنها مهمة مثل العبادات .....كالسهو في الصلاة مثلا ..فلا تقلق و لا تكثر لوم نفسك فإنك غير مؤاخذ بما نسيت عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه" حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما . نسأل الله لنا و لكم أن يهدينا سواء السبيل وأن يثبتنا على الصراط المستقيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبييا و حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم المصدر: نفساني |
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|