المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العربي السياسي
 

الملتقى العربي السياسي للوقوف على جميع الأخبار في وطننا العربي الكبير ، كل حسب رؤياه ،،،

براميل البارود المتراصفة...بقلم: برهان بخاري

لا بد من الاعتراف بجرأة وشفافية بأننا جميعا لا نعدو كوننا مجموعات من المتفرجين على الحريق الهائل المحتمل,‏ وإننا كنا نعاين بشبه حيادية استعار النار التي قد تحرق الأخضر واليابس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13-02-2017, 11:01 AM   #1
ستوكا
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية ستوكا
ستوكا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40364
 تاريخ التسجيل :  09 2012
 أخر زيارة : 25-11-2022 (02:32 PM)
 المشاركات : 797 [ + ]
 التقييم :  34
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black
براميل البارود المتراصفة...بقلم: برهان بخاري



لا بد من الاعتراف بجرأة وشفافية بأننا جميعا لا نعدو كوننا مجموعات من المتفرجين على الحريق الهائل المحتمل,‏ وإننا كنا نعاين بشبه حيادية استعار النار التي قد تحرق الأخضر واليابس وتلتهم الصديق والعدو,


وإننا لم نسع أبدا إلى إطفاء الحرائق, بل تعامينا أو تغافلنا أو غضضنا الطرف عن بقاء الجمر تحت الرماد.‏

وهل المذهبية أو الطائفية أطروحة نظرية قابلة للنقاش والأخذ والعطاء, وهل هي موضوع للحوار والتنظير والتفلسف والوعظ والإرشاد? أم هي شر مستطير وعدو خطير يتوجب علينا أن نهب جميعا على مختلف انتماءاتنا وعروقنا وأدياننا ومذاهبنا وطوائفنا ومعتقداتنا وإيديولوجيتنا للوقوف في وجهه دفاعا عن أنفسنا وعن مستقبل أولادنا وأحفادنا وذرياتنا,إن لم نقل دفاعا عن الأوطان?‏

علينا أن نعترف بجرأة وشفافية أيضا أننا جميعا وبلا استثناء مذهبيون وطائفيون ومتعصبون بشكل أو بآخر وبدرجات متفاوتة, وأن احترام دين الآخر ومعتقده لا يجوز أن يبقى في إطار الكياسة والتهذيب والديبلوماسية والمجاملات .‏

لا بد أن ثمة آلة جهنمية هي التي سعت إلى إثارة الغرائز والنعرات الدينية والمذهبية والطائفية, فحين يقول رئيس القطب الأوحد في العالم أن الله قد أمره بغزو العراق, فما الذي يتبقى أمام المتدينين والمتعصبين والمتطرفين من المسلمين إلا أن يقولوا بأن الله قد أمرهم بحرق الكافرين والغازين?‏

حين ينفجر برميل بارود في مكان خال من البشر فإن هذا الأمرلا يعني شيئا لكن حين ينفجر وإلى جانبه مجموعة من البراميل في مناطق مكتظة بالبشر فإن الأمر يشبه يوم القيامة.‏

حين يتسرب الغاز خطأ في منزل فإن إشعال عود ثقاب أو حتى إشعال النور سيؤدي إلى الانفجار, وإن السهو عن طنجرة البخار سيؤدي قطعا إلى الانفجار, وإنني أحذر من هذا المنبر كما فعلت في المقالين السابقين أن الوضع كله في منطقتنا آيل للانفجار, فالضغط على الفلسطينيين وتجويعهم هو برميل بارود, والشحن الطائفي والحديث عن البحر والعدو والنزول إلى الشارع في لبنان هو برميل بارود آخر, وما يحدث في دارفور وصولا إلى باكستان وأفغانستان هي مجموعة من البراميل أما العراق فيبقى أبا البراميل وأمها.‏

لا أريد أن أعود إلى التاريخ والتراث لمعالجة مسألة راهنة تمس الأهل والجيران والأقارب والمجتمعات المتشابكة والمندغمة والمتماهية, لكن لا بد من التعرض لأوجه لها علاقة بالمذهبين الإسلاميين الكبيرين, فحين يقول الإمام علي كرم الله وجهه ( أدبوا أولادكم بغير ما أدبتم به فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم) فإن هذا الكلام يعني أنه كان مستجليا بشكل مباشر جدا لمفهوم تطور المجتمعات وتغير أنظمتها ومفاهيمها من ضمن منطق الجدل (الديالكتيك), ومفهوم المستجدات والمتغيرات في حين ما زال القديم متحجرا بالنسبة للكثيرين.‏

وتأتي إشكالية التوغل في التاريخ من حقيقة أن ماء الينبوع في موقع انبجاسه يكون صافيا ورائقا وزلالا, لكن ما أن يتحول هذا الينبوع إلى نهر حتى تبدأ الأوراق والأعشاب والأوشاب والنفايات بتعكير صفوه, ويصبح الماء عند المصب مغايرا تماما لماء الينبوع, وهذا ما يحدث تماما في بعض مظاهر المذاهب والطوائف والملل والنحل والمشائخ والطرائق والمدارس, حيث تبدو آثار الغربة والاغتراب والانحراف والزوغان جلية واضحة في فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان وفي ممارسات وسلوكيات لا علاقة لها بالدين أو بالشرائع أو بالأخلاق, ومن الاستعداد لتلقي الأفعال بردود أفعال همجية منفلتة من أي عقال.‏

فيما يخص مسألة ثقافة التعايش أقول إن أجمل وأبلغ ما قاله الإمام علي في هذه المسألة يتلخص بمقولة بسيطة هي ( هلك في اثنان) محب غال ومبغض قال:‏

إن هذه المقولة التي تتألف من سبع كلمات فقط تختزن من الطاقة أشياء خارقة فعلا, لا لأنها مظهر مصفى وخالص للوسطية التي ينشدها وينادي بها العقلاء, ولا لأنها تعرية فاضحة للتطرف والتزمت والتشدد, بل لأنها مظهر أنيق وراق للموضوعية التي تتسامى فوق المحازبة والمناصرة من طرف وفوق العداوة والكراهية من طرف اخر.‏

لعل من أبرز أوجه هذه المقولة أن الإمام علي بدأ بالمحبين قبل المبغضين, فقد استشرف منذ ذلك الوقت المبكر خطورة المغالاة والتطرف في الحب, والجانب الرائع الآخر في هذه المقولة أنه اعتبر البغض سجية إنسانية لا يمكن التحكم بها, لكنه حذر في الوقت نفسه من المغالاة فيها كي لا يصل المبغض إلى حد أن يكون قاليا وسفاحا ومرتكبا لأشنع الجرائم والمجازر بما فيها انتهاك حرمات الأماكن المقدسة وعلى رأسها المقامات الشريفة.‏

وأخيرا لا أدري ما إذا كان هذا الكلام مهما أو مفيدا أو مجديا ونحن نعيش وسط وضع آيل للانفجار.‏


برهان بخاري-باحث سوري.
نشر عام 2005
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:37 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا