في ذكرى العاشر من رمضان

في ذكرى العاشر من رمضان

نصر أكتوبر وأيام الندم


بقلم :سيد زهران

رغم مرور واحد وثلاثين عاماً على بزوغ فجر النصر العربي، لم يفقد قدرته على منحنا طاقة التحدي والأمل، فما زالت خيوط الضياء تستعصي على جيوش الظلام والعتمة التي تجتاح عالمنا.

ومنها نستمد الرغبة في حياة الأحرار الذين يمسكون بين أناملهم بزمام أمورهم، بعد أن استسلم كثيرون لبلادة الإذعان والتبعية والحكمة الزائفة التي تجعل من الجبن والخنوع فضيلة في قاموس المرجفين والمتاجرين بدماء الشهداء.

في السادس من أكتوبر عام 1973، تجسّدت ملحمة العبور العربي العظيم، وتلاقت الأمة على إيقاع معركة استرداد الكرامة وتحرير الأرض وتلقين الغاصب الصهيوني درساً أحرق داخل جمجمته وهم التفوق العنصري، والأهم كشف للعالم المعدن الحقيقي للمقاتل العربي على شاطيء قناة السويس وعلى قمة جبل الشيخ في الجولان السوري.

في حرب أكتوبر ظهرت حصيلة كفاح ومعاناة السنوات الست الفاصلة ما بين هزيمة 5 يونيو 1967 وانتصار أكتوبر 1973، وتعرف العالم على حقيقة المقاتل العربي وإبداعات قدرته وإرادته التي تكسر كل القواعد المستقرة في الحروب.

فلأول مرة ينتصر جندي المشاة على المدرعة والدبابة الأحدث القادمة مباشرة عبر جسر جوي من الولايات المتحدة الأميركية لنجدة جيش إسرائيل، وعرفت العسكرية العالمية مصطلحات من إبداع المقاتلين العرب في مصر وسوريا، منها الجندي صائد الدبابات، أبرزهم الفلاح المصري الراحل عبدالعاطي الذي دمّر وحده في يوم من أيام الملحمة أكثر من ثلاثين دبابة إسرائيلية.

إنجازات حرب أكتوبر العسكرية لن أقدر على اختزالها في عدة أسطر، وليس هنا مجالها، لكن الهدف هو الإمساك بعبر ودروس تلك الملحمة التي كان مقدراً لها أن تؤهلنا لدخول مرحلة من النهوض وجني ثمار النصر، إلا أن يد التدخل الأجنبي المعادي لحضارتنا، واهتزاز يد السياسي وضبابية رؤيته، حالت دون قطف الورود وتركت أشواك الآخر تدمي الأيدي العربية.

في حرب أكتوبر يطالعنا أول الدروس، حيث تجلّت قيمة التضامن ووحدة الصف في أروع ما يكون، وجاءت المقاطعة النفطية للغرب وللولايات المتحدة ظهيراً قوياً للمقاتل العربي، وتحققت مقولة حكيمة «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».

في ملحمة نصر أكتوبر، هناك آلاف البطولات التي لم ترو بعد حكايتها، وآلاف الأبطال من الشهداء الأحياء الذين دفنوا اجزاء عزيزة من أجسادهم لتسمو أرواحهم ومن أجل مجد الوطن، منهم صاحب الساق الطائرة ذلك القائد الذي افتدى بساقه انتصار جنوده وكان لهم القدوة تصدر طليعة القتال ولم يكن في المؤخرة منعماً بمكتب مكيّف الهواء، بل ترجل مثله مثل أصغر مجند قادم من عمق الريف أو الصعيد، وهذا أول دروس النصر، حيث تتحول القيادة إلى مسئولية وليست مبرراً للوجاهة أو اقتناص المتع والمنافع.

حديث بطولات أكتوبر وتضحيات الشهداء ليس مجرد طقس موسمي ينفرد به سماسرة المناسبات أو أولئك الذين أحرقوا كل أوراق النصر وغابت إرادتهم وتحقق للعدو الصهيوني الآن الانفراد بالفعل، وترك لنا الانفراد بالتنديد والشجب والدعوة العبثية للسلام تحت القصف الإسرائيلي في «أيام الندم».

بطولات أكتوبر وتضحيات الشهداء حديث مُلِح وفرض عين على كل عربي حتى لا يغيب عن أذهان الشباب والنشء معاني الكرامة والنهوض والتضامن والتضحية، وحتى نحفظ لهم توازنهم أمام التيار الجارف للانتهازية والفردية والتهليل للتطبيع مع الصهيوني والتسبيح بمجد صقور المحافظين الجدد ومنظري الشرق أوسطية والسلام من طرف واحد مع إسرائيل.

جريدة البيان

المصدر: نفساني

أعظم معلمٍ للتاريخ ..... هو الحاضر

و الحاضر يفتقد للنصر .. او تراه آتٍ زاحفاً ..؟



يبقى .. أن يتغمد الله شهداءنا برحمته ... شهداء المسلمين في كل بقعة

من بقاع العالم .. فالمسلمون .. لازالت دمائهم ندية .. ما جفت بعد من على وجه

هذه الأرض .. لازالت تسفك ...



شكراً خريف العمر ..

التاريخ يكتبه الاقوياء

************************

في وقت اصبحت فيه الامة اضعف ما تكون..ترى هل نستطيع ان نصدق تاريخنا الان؟