|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
02-03-2017, 11:57 PM | #1 |
عضـو مُـبـدع
تاريخ التسجيل: 01 2017
المشاركات: 255
|
قصه قصيره ....جميله.........مؤلمه
ﻻفتة كبيرة, كتب عليها بالخط الكوفي (مدرسة صﻼح الدين اﻷيوبي اﻻبتدائية للبنين).?
كلما اقتربت الفصول من مكتب المدير قلت الضجة, وكلما ابتعدت زاد الهرج والمرج. في نهاية الممر يوجد الفصل الثالث الذي تدرس به نخبة نادرة من العفاريت الصغار, وكأنه قد تم اختيارهم بعناية فائقة ليحولوا حياة اﻷساتذة إلى جحيم.? وفي أحد اﻷيام, قرر مدرس الجغرافيا معاقبة التﻼميذ في هذا الفصل الشرس بامتحان لم يكن ممكنا بأي حال من اﻷحوال أن يخطر ببالهم قط, قبل أن يضعوا له كرسيًا بثﻼث أرجل بين السبورة وطاولته, الكمين حقق أهدافه السامية, وأطاحوا بالمعلم أرضًا, وأطلقوا في آن واحد ضحكة هزت أرجاء المدرسة, وجعلت مدير المدرسة يهرول باتجاه الفصل, وهو يعلم تمامًا أن هناك كارثة أو مصيبة ما حلت بأحد اﻷساتذة.? لم يعترف أحد, وقيدت الحادثة كالعادة ضد مجهول, وأعلنت حالة الطوارئ, وقرر اﻷستاذ أن يكون العقاب جماعيًا.? - أخرجوا ورقة وقلما وأدخلوا باقي الدفاتر إلى الدرج.? هذا اﻻمتحان المفاجئ سيحدد ويكشف مَن فيكم كان يهتم بدروسه, ومَن الذي كان مشغوﻻً بتدبير المؤامرات.? وبدأت اﻷسئلة تمطر على رءوس التﻼميذ بﻼ هوادة, وصوت اﻷستاذ الغاضب يرعد, ويجعل اﻷسئلة السهلة تبدو كالطﻼسم اﻹغريقية. فجأة بكل أدب, رفع أحد التﻼميذ يده, نهره اﻷستاذ:? - ماذا تريد?? - امتﻸت الورقة باﻷسئلة يا أستاذ, أين نكتب اﻷجوبة?? - أخرج ورقة ثانية وﻻ تقاطعني مرة أخرى, ﻷني في المرة القادمة سأقطع إصبعك.? السكون يخيم على الفصل حتى أنك تكاد تسمع صرير اﻷقﻼم وهي تسافر بين السطور لتحل أكثر اﻷلغاز في العالم غموضًا.? وللمرة الثانية يهاجم أحد التﻼميذ هذا الصمت المقدس, ويغرس إصبعه عاليًا في كبد هذا السكون الذي بدأ يلتقط اﻷستاذ ثقته المبعثرة, تجاهل التلميذ أكثر من مرة, ولكن إصرار التلميذ ومﻼمحه الصغيرة الجادة جعلت اﻷستاذ يتنازل ويعطيه اﻹذن بالكﻼم.? - يا أستاذ, هناك سؤال لم أستطع اﻹجابة عنه.? - وهل تريدني أن أجيب عنه أنا?? - ﻻ أعتقد أنك تستطيع ذلك.? - ماذا تقول يا ولد, هل جننت? ما فائدتي إذن? قل أي سؤال تقصد.? - السؤال الثاني الذي يقول: كم عدد السكان بفلسطين?? - هل نسيت?...هذا الدرس بالذات كان في اﻷسبوع المنصرم.? - أجل يا أستاذ, وأنا أتذكر أنك قلت إن تعداد السكان داخل فلسطين أربعة مﻼيين نسمة, لكن هذا كان قبل أسبوع.? - وماذا تريد إذن?? - يا أستاذ بعد أن نتناول العشاء أجلس مع والدي وهو يتابع نشرة اﻷخبار, وهناك يوميًا أناس يموتون ويقتلون يسمّونهم الشهداء, والشهداء فلسطينيون, أتذكر أن أبي قال معلقًا ﻷمي إن فلسطين لم يبق بها أحد.? - يا ولد دعك من هذا, وعليك فقط أن تجيب بالمقرر والتزم بما درّستك إياه.? - ولكن يا أستاذ...? - يكفي هذا, واكمل اﻻمتحان, ودع إخوانك يركّزون في امتحانهم.? اﻷستاذ نظر إلى ورقة التلميذ, فوجد أنه قد ترك السؤال معلقًا بﻼ إجابة, كانت نظرته مليئة بالفخر واﻻعتزاز, أسعده رأي التلميذ, وأنه حاول أن يناقش ويسأل ويعترض, أسعده لدرجة أنه نسي أن هذا اﻻمتحان مجرد عقاب.? - انتهى اﻻمتحان, هيا اجمعوا اﻷوراق, واحرصوا على أن تتأكدوا أن اﻷسماء مكتوبة بخط واضح.? خرج التﻼميذ بعضهم يضحك, على الطريقة التي وقع بها اﻷستاذ, وبعضهم خرج وهو يحمل همًا كبيرًا من الحصة القادمة, والنتيجة وعصا الخيزران, وبين التﻼميذ تلميذ ظل يحمل في رأسه الصغير سؤاﻻً أكبر من أن يستطيع أن يجيب عنه, كم تبقى في فلسطين?!? منقوووووووول المصدر: نفساني |
26-05-2017, 03:24 AM | #2 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
تاريخ التسجيل: 04 2017
المشاركات: 3,260
|
سؤال يبقى بدون جواب :
كم تبقى في فلسطين و غيرها من الدول العربية و الإسلامية التي تعيش تحت وطأة الاحتلال و الفتن الطائفية ؟ قصة مؤلمة و مؤثرة اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا بارك الله فيك و جزاك خيرا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|