قصة شفاء من القلق والاكتئاب - منقول

قصة شفاء من القلق والاكتئاب - منقول

بما أنه هالفترة الأغلب يمر في ضغط نفسي شديد ، من قلق و ربما أعراض اكتئاب ، راح أشارككم قصتي و تجربتي مع هذا الاضطراب في هذا لثريد ، و أتمنى تقرأوا كامل و بعناية ، و تشاركوا مع أشخاص مترددين في طلب المساعدة

1- عندما تكون مكتئبًا، لا تستطيع التمييز بين طعم التفاح أو الأناناس، لن يصبح هناك فرق بين شرب القهوة أو الماء. لا شيء أقسى من أن يعلق الطعام في منتصف حنجرتك، لأن شهيتك قد تخشبت !
للأسف.. الاكتئاب لا يأتي وحيدًا ، إنما هو في الحقيقة توأم سيامي مع القلق، عندما يغفو الأكتئاب يستيقظ القلق ليلًا ، و يروي لي أفظع القصص و يقرأ لي ملحمة الرعب ، كل شيء يغدو مخيفًا مستحيلاً ، و ليس هناك أفظع من أن يتلبس القلق روحك، فتظل مرتعدًا
فتظل مرتعدًا لساعات متواصلة حتى تشعر بطعم أسنانك في فمك فتصلي و تبتهل كالسجين، وتدعو كالغريق، وتتوسل كالمحتضر ، وليس هناك أسوأ من الدعاء لأنك مرتعب!
قبل سبع سنوات كانت تلك المشاعر مثل المتفرقعات في عقلي الصاخب، لأول مرة أتعرف على العقل البشري المضطرب ، كانت صدمة حقيقية بالنسبة لي، فأنا لم أمر بأي شيء مشابه سابقًا ، كنت أبدو كما أظهر ، شخصًا متزنًا، يفكر كما يتكلم.
عندما وصلت لذروة يأسي، وعندما قمت بمحاولات بائسة لاستعادة صحتي النفسية، قررت أخيرا الاستسلام و تناول أول مضاد اكتئاب في حياتي، كنت أجهل كيف تعمل تلك الحبوب الصغيرة، ولم أحفل بقراءة كيف تعمل أو ماذا ستفعل ، لم أكن أملك الخيار أصلا، لقد أحدثت خرابًا كبيرًا في حياتي،
و إن أستمررت على هذا الحال فمن غير المستبعد أن لا أميز نفسي بعد فترة ، وكان هذا أكثر ما يخيفني، أن أنظر للمرآة فلا أميز نفسي !
لقد زرت مستشفى الأمراض النفسية قبل تشخيصي بفترة بسيطة، كنت طالبة تمريض متدربة، كانت رؤية المرضى هناك شيئًا مرعبًا حقًا ، لقد بدوا أجسادًا مفرغة من الوعي تمامًا، أجسادًا فارغة تستطيع النظر لك ولكنها حبيسة وهم لا وعي، لم أتخيل يومها أن الإنسان قد يصل لهذه الدرجة المخيفة من الانفصال
عن الواقع، كانت تلك التجربة إما أن تقودني للنكران أو تدفعني للأمام، في الحقيقة أتعجب الآن كيف لتجربة مخيفة مثل هذه أن دفعتني للخيار الصحيح، فقام الخوف بتحريك دفة السفينة في الاتجاه المناسب.
بالتأكيد يلح السؤال الأكبر في قلوبكم، لماذا أصابني الاكتئاب و القلق ؟ عندما سمع البعض باضطرابي استنكر ! بالنسبة للبعض أنا أملك أشياء أغتبط لأجلها و ربما لا يحق لي أن أشعر هكذا ، الإجابة هي أنني لم أختر مرضي ، بل هو من اختارني، لا أعرف بالضبط لماذا ؟ هناك العديد من الأسباب ،
قد يكون أمرًا وراثيًا في العائلة، ضغوطًا مررت بها في طفولتي، طبيعة حياتي أو بيئتي، لا أعرف الإجابة تحديدًا ، ولكن لا أحد محصنًا من هذه الأمراض .
ما أعلمه يقينًا ، أنك تستطيع أن " تنجو" أو كمصطلح أدق أن تتعايش ، لابد أن يفكر المريض بهذه الطريقة الواقعية ، أن تصاب بالسكري ،الضغط ، أو حتى السرطان، أمر يتطلب منك أن تتعايش لا أن تبحث عن الخلاص ، لا أحد يولد و يموت من دون أن يمرض، الفرق هو التوقيت، التعايش هو النجاة، لا الخلاص.
لا يمكنك أن تستبدل خريطتك الوراثية أو تبدل جسدك، لم يصل العلم بعد لهذه المرحلة المتطورة. الحياة لا تخلو من المعاناة ، و أن يكون هناك مفتاح لمعاناتك لهي نعمة حقيقية.
بعد تناولي لأدويتي، بدأت حياتي تعود لمسارها الطبيعي شيئًا فشيئًا، و لكنني لم اشفَ بالكامل، كنت أتناول الدواء من دون العلاج بالحديث، لم أكن أفقه أهمية العلاج بالكلام، ولم تكن تجربة مفيدة في بداية الأمر، الحصول على أخصائي محترف في منطقتنا أصعب من العثور على الدواء المناسب !
في المرة التالية التي عاد لي المرض مجددًا ، كنت في رفقة زوجي في أوروبا و بالتحديد في جلاسكو،ذهبت هناك للمتابعة مع أخصائية ممتازة أحدثت فرقًا كبيرًا في حياتي ، أستطيع القول إنني شفيت في المرة الثانية لا الأولى. كثيرًا من الناس يظن أن الحديث مع مختص لا يختلف عن الحديث مع صديق أو أخ
في الواقع الأمر يختلف بالكامل، فالاخصائي لا يملك تاريخك، لذلك هو لا يملك أحكامًا مسبقة عنك، يستطيع النظر لتجربتك من الأعلى لا من زاوية محددة ، و تستطيع أنت إعطاءه أسوأ تجاربك من دون أن تشعر بالحرج،
فهو شخص غريب عنك و مستودع أسرارك و ذكرياتك السيئة و يساعدك لتوجيهك و دفع تفكيرك لمنحنى آخر أكثر أمانًا.
من المهم جدًا، أن تتسع بصيرتك و تتصرف بسرعة عندما تشعر أن عجلة حياتك بدأت بالتوقف، و أنك على وشك أن تفقد السيطرة ، لأن الوصول المتأخر للعيادة يعني طول فترة التعافي ، و خسائر جمة لا يمكن تعويضها ، صعوبة الالتزام بالعلاج ،
مما يقود إلى فترة نكران طويلة و تعايش غير مأمول حصوله، ثم تتحول لعبء كبير على عائلتك و أطفالك الذين لا يشعرون بالفخر عندما يسيرون بجانبك
أنا أعلم جيدًا ، أن التوجه للعيادة التفسية أمر مخيف و بغيض، تحتاج لشجاعة كبيرة جدًا عندما تدخل في المرة الأولى، و إن صادفت في الانتظار حالات مستعصية، قد تهرب بعيدًا فورًا ، معتقدًا أنك لا تنتمي لهذا المكان ، لا فرق بين عيادة الصحة النفسية و بين عيادة العيون أو الأذن،
هناك أشخاص يحتاجون لارتداء نظارة و هناك أشخاص فاقدو البصر. قد تكون شخصًا في حاجة لمساعدة بسيطة ، و قد تكون شخصًا يستدعي تدخلًا كبيراً جدًا لتمارس حياتك بانسيابية أكثر !
قد تعتقد أنك مختلف، و تشعر بالغضب لأن الحياة أهدتك هذه الهدية البغيضة ،، أنت لست مختلفًا، هناك أكثر من مليون إنسان يعاني ! البعض يعرف والبعض يجهل و البعض ينكر ببساطة ، الشجاع هو من يقوم بتحطيم هذه الدائرة ، لأنك إن لم تذهب فأنت تنشئ زواجًا تعيسًا وأطفالًا أكثر تعاسة
سلسلة لا منتهية يتوارثها اطفالك وأحفادك من بعدك. توريث التعاسة أسوأ من توريث الفقر ، لأن التعاسة تجر خلفها الكثير من الظلام، والفقر هو أحد نتائجها في الغالب.
الاكتئاب أو القلق بعد كل هذا ، بطريقة ما كان أفضل شيء حصل لي، صحيح أنه أفقدني براءتي السيكولوجية، قبل تشخيصي كانت الملامح متشابهة و الحياة مجرد أيام و أسابيع ، القلق أو الاكتئاب نقلني إلى مستوى وعي آخر ، لم أكن أتخيل أن أصل إليه ، أصبحت أنظر للناس بشكل أكثر عمقًا و أكثر تعاطفًا
منحني حكمة تشبه تلك الحكمة التي تمتلكها بعد الفقد، وللمفاجأة منحني شجاعة وطمأنينة في أنني أستطيع مواجهة أي شيء ، و يمكن أن أنتصر حتى في أكثر الحروب شراسة .


للأمانة ، كنت أرجف قبل ما أسوي بوست لتجربتي ، خايفة أن الفيد باك سلبي، لكن كان إيجابي فاق توقعاتي، شكرًا على تشجيعكم، أنا أؤمن بالمشاركة لأن الحس بالمسؤولية هو الا يخلي المجتمع أفضل، وأعتبر عدم مشاركة تجربة ناجحة، قمة الأنانية

منقول من تويتر

فني كهرباء معجب بهذا

المصدر: نفساني