|
|
||||||||||
ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية |
|
أدوات الموضوع |
09-07-2006, 02:39 PM | #1 | |||
عـضو أسـاسـي
|
الفشل وقود النجاح والانتصارات ...
الفشل وقود النجاح والانتصارات ...
-------------------------------------------------------------------------------- لا أذكر متى ولا في أي فصل دراسي قرأنا عن تلك النملة التي تسقط منها حبة القمح عشرات المرات فتعود بإصرار العالم كله لتحملها وتصعد بها الجدار وان كنت قد تعلمت شيئاً بعد هذه السنين كلها فهو أن أغادر حيث نجحت واعود الى حيث فشلت فالفشل معلم كبير بشرط الا يتحول الى ادمان يخلق الاحباط في نفوس البشر . الفشل العاطفي ابو معارك الفشل وأمها وفي خزانة كل منا عشرات القصص عن قلوب كسيرة مجروحة تنظر بحنان إلى زمن بعيد لكنها نادراً ماتحكي عن ذلك فالرجل العربي لايعترف بالفشل وخصوصا إن كان من طبيعة عاطفية . أول طعنة حب صابتني صغيراً وكنت ما أزال في الثانية عشر من عمري لكننا في الريف كما البادية ننضج سريعا وأول مانفكر فيه المرأة والغازها واسرارها. وإن كان هناك ما أعيد إليه فشلي المبكر في الحب فهو التسرع الى قطف الثمرة قبل أن تنضج والمبالغة في قراءة الروايات والرومانسية فمنذ أن تعلمت القراءة اختطفتني قصص الحب المترجمة التي ليس فيها ذرة عذرية وصرت احلم أن اكون كأبطالها بشرط الا اتعذب مثلهم .. ولكن هل هناك حب بدون عذاب ايها الفتى ؟؟؟ كانت واحدة من بنات الجيران واكبر مني سناً ويبدو اني أخطات في فهم تعاطفها وحنانها مع طفل نضج ولم يحس به أحد وبما أن كل عاشق يحب يقبل معشوقته كما قرأت في القصص فقد سارعت في أول خلوة لاحت وهيأتها الظروف الى شن هجــوم انتحاري على خدها حتى ترنحت المعشوقة نفسها وخرجت كهبوب الريح وبوضعية اخترع اللغويون تعبير ( لاتلوي على شيء) لوصفها فقط. في الايام التالية تجاهلتني وكأني غير موجود وكلما زاد التجاهل تراكم الألم , هناك انواع من الفشل لايمكن الانتصار عليها بسهولة وقد فشلت دوماً في التأقلم مع المحيط الاجتماعي ومع تكرار الفشل صرت أصنف نفسي في الزمرة الذئبية التي لاتعرف العيش إلا وحيدة في صومعتها وهذا لايعني اني لا احب الناس ولكن زحامهم يخنقني وزحامهم المكثف في التجمعات الكبرى يكتم قبل غياب الهواء النقي أنفاسي . ارفض الدعوات التي تأتيني وخصوصا الحفلات والتجمعات حتى اصبحت متهم بالغطرسة والغرور دون ان يدرك المتهمون الذين يحكمون على الظواهر وترك البواطن أن حب الناس عن بعد بمسافة محسوبة أحسن لك وافضل لهم اعلم جيدا ان مسألة الاختلاط بالآخرين في غاية الاهمية ولكنها مكلفة جدا وتجربة صعيبة وهي نمط الحياة الذي يعيشة اكثر من ثلثي سكان الكرة الارضية . لابد ان يسبق الاختلاط بالاخرين قرب وتدرج في التقارب حتى يتم أخذ الثقة بالنفس فمن يفرط في ثقة النفس يكون الفشل طريقة اكثر مما تمهد طرق النجاح وهذا ما ادركه جيدا حين اسدد فواتير فشلي . واخيرا اذكر لكم قصة فشلي في حفظ جدول الضرب فقد ضربت عشرات المرات والعقوبات البدنية كانت شائعة على زماننا لكني لم أحب ذلك الجدول ولم اتقنه ابداً خصوصا حين يتجاوز الرقم 5 ويصبح عليك ان تعرف ستة ضرب تسعة التي لا اعرف الى الآن جوابها . لقد كان نضالي لحفظ جدول الضرب أصعب من نضال الفيتنام لنيل الاستقلال وقد نقلت هذه المشكلة معي من الابتدائية الى الاعدادية ولما تكرر الضرب والطرد وجاء التهديد بالفصل والرسوب حبست نفسي ثلاثة ايام ولم أخرج الا بعد اتقان ذلك الجدول والذي عقد حياتي ولكنه أعادني مظطراً ومشكوراً الى درس النملة المثابرة التي تفشل عشرات المرات وتعود بعد كل فشل لتصحيح أخطاءها وتصنع بإصرار عجيب أسطورة نجاحها.. بقلم: محيي الدين اللاذقاني اخترت لكم هذا الموضوع وكتبتة لكم ارجو ان ينال استحسانكم . منقوووم من بريدي المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|