|
|
|
 |
|
 |
||||||||
|
||||||||||
 |
 |
 |
||||||||
| ملتقى التجارب الشخصية للحالات الأخرى في حياة كل منا لحظات ومواقف تنقله إما إلى الأحسن و إما إلى الأسوأ، شارك معنا بنقاط التحول في حياتك فقد تكون نقاط تحول للأخرين |
 |
|
|
أدوات الموضوع |
13-07-2002, 01:26 AM
|
#1 | ||||
|
عضو جديد
|
مـ ا ت
مــــ ا ت
منذ أن 23سنه أنا وليده وهو على أعتاب الخمسين ، طوال سنوات عمري وأنا أعرفه بذلك الوجه وتلك العينان كم كنت أزهو بنفسي عندما يقولون أنني أشبهها شيئ ما فيها كان يستوقفني وأنا الصغيرة التي لا تعرف الوقوف عند الأشياء ... كبرت وهو مازال على نفس الهيئة ،، للمرة الثانية أزهو بنفسي بل أستعلي على الآخرين لأنه لا يموت مثلهم!!!! يالله كم هو هادئ جدا جدا جدا ، صوته رخيم قليل الكلام خطواته خفيفة ولكن كانت عيناه تقف طويلا طويلا على الواحد منا لا يهم ..... أبدا لايهم . في هذه الدنيا لاااااااااااااااااا يهم ........ أي شئ لا يهم.. أحس بالدوار عندما أصل لهذه الكلمات لأنها أصبحت حلما في حياتي الآن . لأنه مرض ، فجأه وبلا مقدمات ( لديه تضخم في القلب) فجأة وبلا مقدمات تضخمت أطرافه ، عجز عن الحركة !! عجز عن الحياة !! فجأة وبلا أي أي أي مقدمات لا يستطيع أن يكمل سنه من عمره الذي أحفظه يوما يوما!!! ولكنه مازال ينظر يتأمل فينا إذا...!! كلام فارغ ...... قبل أيام كان يذكرني أنني هذه السنه سأتـخرج وأنه سيذهب معي إلى آخر الدنيا إذا توظفت العيد الفائت يقبلني قبلة طويلة ... ينظر إلي طويلا ؟؟؟؟؟؟ بريق عينيه أحسه يخبو ولكن لا يهم أصحو من هذة الأوهام على الحقيقة لايستطيع أن يتنفس . أنبوبة الأكسجين العملاقة على كتف أخي أهرع إلى صديقتي أخبرها بتلك التي تمسك أطرافها بأنفه أطمأني .. طبيعي جدا ، أطمأن رغم أنني أصحو في اليل مئه مره أتفقدها لماذا أحس أنها خائنه كم أكرهها صمت .... لم يعد يتحدث ، أحس أن شيئا ثقيلا يطبق على صدره....... ثم أصبح واجما ..... ياالله ماذا يحدث ؟؟؟؟ عدت من الكلية يوما والجميع والكل عنده كالعادة دخلت ..................... وإذا به مسجى على الأرض وسبابته مرتفعة وأخي يرويه بالماء ولا يكاد يرتوي ومازال ينظر !!!!! انكتم صوتي والأنفاس وخطواتي تحسن ولكن مع كثير من الوجوم و الصمت والتأمل لا يستطيع أن يتوضأ بالماء ، أحضر له أخي تراب التيمم لا يستطيع أن يأكل ، نحضر الأكل ونأكله .. ولكن يسقط التراب من على حضنه ، تسقط الملعقة من بين يديه ينظر ........ يا الله لا يكف عن هذه العادة !! نعيد الملعقة والتراب ،،،، كنت وقتها أذاكر للإمتحانات في الليل أذاكر عنده وهو نائم ، ألتفت فجأه لأراه صاحيا ينظر إلي ونتبادل الإبتسامات، كانت تلك آخر مرة يبتسم لي ............. بين الحين والآخر يقيس أخي ضغطه ، نبضه، قلبه ،ياالله هؤلاء الأطباء لا يجيدون لغة القلوب قلبه ينبض داخل قلوبنا وقلبي من قلبه إذن كيف أعيش؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ في ذلك اليوم أخواني كلهم موجودين ملتمين حوله من يتحدث ومن يتصنع الضحك ومن ، ومن ، ومنن ، لكن لا أحد يحس بالراحة ،،، فجأة ويالهذة الفجأة أخي الخمسيني يبكي بحرقة .. أختي تصرخ ، أمي تركض لتفتح درفتي الباب ، أخي يقول كلاما مجرد كلام أخي الطبيب..هو... بين يديه....... يحمله وهو لأول مره بعد صمته الطويل يصرخ أعيدوني بينكم..... بينكم ....بينكم انكتم صوتي والأنفاس وخطواتي ،وادركت الآن ...... انه يموت ..................... بدايتها ابره مسكنه للآلام هكذا يقول أخي ، ونزوره ونخرج نبكي نستند الجدار والناس من حولنا تحوقل ثم نمنع من الزيارة ثم غيبوبة أصلي صلاته ... يخرجون أخواتي يتصدقون له ليرفع عنه أجبر للذهاب إلى الكلية وقلبي معه لم أرى ولم أعي شيئا ذلك اليوم . أعود اللأخبار أولا بأول ، الحمد لله ...أحسن لم يعد يموت............... رفع عنه .......... أسأل أمي لماذا إذا كان واجما صامتا ؟ تقول : ألا تعرفين عادته ينظر ويسكت .. ذهبت ... ثم عادت تنظر إلينا .. ياالله حتى أنت يا أمي.... لم تسمعنا لقد كان الأذان عاليا مـــــــــــــــــــــــــــــات لم نتسامعها لقد كان الأذان عاليا وشيئ في دواخلنا يصم الآذان والأذان معا انكتم صوتي والأنفاس ترائت لي عيناه ، نظراته ، وجومه ، يداه ، كل شئ كل شئ لقد كان يحتضر ..... لقد كان بيني وبين عيناه ملك الموت وكنت أظن أنه ينظر إلي ؟؟ لقد فقدته للأبد ..... لقد أحتضنه مكان آخر غير مكانه الركن تحت النافذة... ذهب وتركني يتيمة تلاحقني نظراته التي لم يكن معها كلام ولاصوت ذهب وقد كنت أظن أنني في هذه السن لن أحتاج إلى أحد ذهب وهذه السنة الثانية والخوف يقتلني والعجز يقعدني انتظر ماذا يحدث غدا ... مجهول مرعب أخاف من الخذلان .... من الغدر لأنه لاأمان بعده كل شئ يهم .... ويهم ويهم مــــــ ا ت وأنا أنظر إليه وقد أورثني النظرات .......يال ثقل ما أورثتني يا أبــــــــــــــــي قولي ......أمات ؟ حسيه ..........جسي وجنتيه هذا البريق مازال ومض منه يفرش مقلتيه ..... ************ ثم احترق ورأيت شيئا من تراب القبر فوق الوجنتين رباه......... فوق الصدر ، فوق الساعدين والعزف المغلوب مات ونام في الصمت الأخير...............نغم أخير..... وسألت مات؟ أجل سأبكيه سنبكيه معا ووجمت لا الجفن اختلج ووقفت ثم رجعت في عينيك شيئا من وهج كي تلمسيه أو تغمضي عينيه إن تتألمين ******** أبي ..... ليتك لم تغب خلف سور من جدار لا باب لكي أدق ولا نوافذ في الجدار كيف أنطلقت في طريق لا يعود منه السائرون في ظلمة صفراء فيه كأنها غسق البحار*..... * بتصرف المصدر: نفساني
|
||||
|
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
