المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

يا شيخ "عائض".. خذنا معاك إلى باريس

يا شيخ "عائض".. خذنا معاك إلى باريس د. هاشم بن عبد الله الصالح - جامعة الملك فيصل ـ الدمام 15/02/1429هـ hsaleh_sa@yahoo.com في البداية نقول للشيخ عائض القرني سلامات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24-02-2008, 11:14 AM   #1
خريف العمر
V I P


الصورة الرمزية خريف العمر
خريف العمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5982
 تاريخ التسجيل :  03 2004
 أخر زيارة : 05-05-2024 (01:57 PM)
 المشاركات : 5,809 [ + ]
 التقييم :  71
لوني المفضل : Cadetblue
يا شيخ "عائض".. خذنا معاك إلى باريس



يا شيخ "عائض".. خذنا معاك إلى باريس
د. هاشم بن عبد الله الصالح - جامعة الملك فيصل ـ الدمام 15/02/1429هـ
hsaleh_sa@yahoo.com
في البداية نقول للشيخ عائض القرني سلامات وإن شاء الله تعود للوطن وركبتاك بألف خير, ونحن أيضا بدورنا نقول لولا الخشية أن نتهم أننا نتفق معك في كل رأي تأخذ به وكل اجتهاد تختص به لأطلنا الحديث في مدحك وذكر ما لك من خصال حميدة وأسلوب جميل وراق في مخاطبة الناس. ونحن نتفق معك أن أقل الأقل من غبار نبينا وحبيب قلوبنا محمد، صلى الله عليه وسلم، أحب إلينا ليس فقط من العالم كله بل حتى من أنفسنا ولو أننا لا نفضل استخدام مثل هذه الكلمات في مخاطبة الشعوب الأخرى للتعبير عن حبنا وعشقنا لنبينا. وحسنا فعلت يا شيخ أن ذكرتنا أن الاعتراف بحسنات الآخرين هو من تعاليم ديننا لأننا مع الأسف ما نسمعه من أفواه بعض علمائنا ورجال ديننا أن لا خير إلا عندنا ولا شر إلا عند غيرنا, فنحن الأصلح ونحن الأفضل ونحن الأقوم ونحن الأصدق ونحن الأتقى, وازددنا في التضييق من دائرة نحن حتى إنها صارت لا تتسع إلا لأنفسنا ومن يأخذ برأينا ويتبع قولنا ويتعبد بطاعته لنا. وهل ذكروا لك يا شيخ, كيف أنهم يفتخرون بمقولة أحد علمائهم ومفكريهم الكبار إنه لا يحترم رأي الآخر فقط بل إنه على استعداد للدفاع والتضحية من أجل أن يحتفظ بحقه في التعبير عن رأيه فهل عندنا ما يقارب شجاعتهم؟
نحن نتفق معك يا شيخ أن ما وجدته هناك في بلاد الغرب من حضارة راقية وطباع مهذبة ومشاعر لطيفة وآداب حسنة وأمور منظمة وحياة مرتبة هي كلها مفقودة عند العرب عامة ولكن ما لنا ومال العرب يا شيخ فعندنا ما يكفينا, فهل خشيت مرة أخرى من غضبتنا ومن أن نتهمك بانتقاصنا وبذلك خاطبتنا بالعموم ولم تفضل أن تكاشفنا بعيوبنا وأن تبين لنا ما وجدته عند الآخرين من أخلاق ولطافة وحسن معاملة ما نفتقده عندنا وما لا نعرفه في تنظيم أمور حياتنا؟
كم هي جميلة كلماتك البسيطة والأنيقة وكم هي حلوة عباراتك المسترسلة وأنت تصف لنا غلظة نفوسنا وفظاظة أخلاقنا ورعونة تصرفاتنا وشدة القسوة، والجفاء الذي نبديه في تعاملنا مع بعضنا, وأنا أزيد, وبالأخص مع من يخالفنا رأينا أو عنده من القول ما لا نجده عندنا. ولكن يا شيخ ما لك لم تسألهم من أين أتت هذه الحلاوة في أخلاقهم وهذا الرقي في تعاملهم ونبيهم لم يخاطب بـ "وإنك لعلى خلق عظيم", وأن نبيهم لم ينقل عنه أن الدين المعاملة ولم يقل لهم إنه جاء ليتمم مكارم الأخلاق عندهم. أحسنت يا شيخ بقولك لنا إننا في حاجة إلى مدارس ودورات يتعلم الواحد منا كيف يكون رحيما في تعامله مع أهله ومع الآخرين من حوله وأن نتلقى دروسا عن كيف ندخل العطف والرأفة في نفوسنا حتى إذا صار الواحد منا مسؤولا يظهر هذا العطف وهذه الرأفة في تعامله مع الآخرين، الذين شاءت الأقدار أن ترتهن أمورهم بين يديه. ولكن يا شيخ لم تقل لنا من سيعطينا هذه الدورات ولم تذكر لنا من سيلقي علينا مثل هذه الدروس, فلقد سبق أن حضرنا كثيرا من هذه الدروس، التي ازدادت بها وجوهنا تجهما ونفوسنا تأزما وأخلاقنا تزمتا. لقد كانت دروسا معمقة في الأخلاق وطريقة التعامل مع الناس ولكنها كانت حربا على شكل أخلاق, فكان همهم أن يعلمونا كيف لا نبتسم في وجوه من يخالفوننا وكيف نحسن من مضايقة أهل البدع من وجهة نظرنا وكيف نغلظ في تعاملنا ونرفع أصواتنا ونلوح بأيدينا في وجه من لا يرى برأينا أو من قد نظن أن في نيته الخروج عن المألوف من أفكارنا أو مجرد التشكيك في مصداقية ما نقل إلينا عن أحوال من سبقونا. فليتك يا شيخ أوضحت لنا صفات من سيدرسنا ومن يتكفل بإعطائنا هذه الدورات، التي ستجعلنا أكثر تحضرا في سلوكياتنا وأكثر تأدبا في أخلاقنا.
أما ما لمسته من دقة في ترتيب أمورهم وما وجدته من انضباط طوعي في التسليم لأنظمتهم وما تتحسر عليه أن كل هذا التحضر الذي وجدته عندهم تتمنى أن تجده عندنا, حقا إنه من المؤلم أن ندين بالإسلام وهو دين التسليم المطلق ونحن نعيش كل هذا التمرد على تطبيق الأنظمة، التي أريد بها أن تنظم أمور دنيانا وأن ينضبط بها إيقاع حياتنا, ولكن لماذا لا تعذرنا يا شيخ وخطباء المنابر عندنا لا يعرفون في خطبهم إلا الحديث عن العقائد وكأننا قد ولدنا وتربينا ودرسنا على غير ملتنا, إنهم يا شيخ يذمون دنيانا ويكيلون لها السباب والشتائم ويصفونها بأقذع الأوصاف ويشبهونها لنا بما تنفر منه نفوسنا فكيف تريد منا أن نطلب التنظيم والترتيب والدقة والانضباط لدار نذمها ولحياة نشتمها ولدنيا لا نحبها. اسمح لي يا شيخ أن نقول لك إننا وبهذه الثقافة التي تربينا عليها صرنا إما زاهدين فيها وفي ملذاتها ولا نعير بالا بمن يلعب بها وننتظر الموت ليريحنا من فتنتها وابتلاءاتها، وإما أناسا ولكن بنفوس حيوانية همها أكلها وإشباع فرجها، وأما قيمتها وكرامتها فهي أدنى عندها من قيمة ما يخرج من بطنها. نرى العالم وقد انشغل بعلوم وفنون قد أخرجت لنا كل هذا النور وهذا الجمال الذي نراه من حولنا ونحن ما زلنا نجتر علوم الماضي ونزيد عليها من عقدنا النفسية لنوظفها في تعميق الخلافات بيننا وتكريس الجهل والتخلف عندنا.
نحن لا نريد أن نثقل عليك يا شيخ بكلامنا ولا ننتظر أن تنشغل عن علاج ركبتيك بالبحث عن علاج لما نحن فيه من مشاكل, فكما أشرت أنت إلى ذلك أن هذا البحث قد أتعب من قبلك ونخاف أن تثقل على ركبتيك المتعبتين وأنت تجوب شوارعهم وتسير في طرقاتهم للمزيد من التعمق في الأسباب التي أدت إلى رقيهم وافتقدناها وكانت السبب فيما نحن فيه من حال أنت أعرف به منا. ولكن كل ما نريد التأكيد عليه هو ما أنت أكدت عليه في ثنايا حديثك أن فهمنا لديننا هو ربما السبب أن جعلنا أكثر بعدا عما يريده لنا ديننا, فالفهم الخاطئ للدين هو كالحجب السميكة التي تمنع نور الدين وهو نور السماء من أن يصل إلى داخل نفوسنا وبالتالي يشع هذا النور على وجوهنا وينعكس على سلوكياتنا. ولكن يا شيخ ألا ترى أن الثقافة هي التي أنتجت لنا مثل هذا الفهم الخاطئ لأقدس شيء في حياتنا؟ وألا ترى أنه لا يصلح حالنا ولن نتحضر في سلوكياتنا ونحافظ على ما أتانا به ديننا من أخلاق وآداب ورقي في المعاملة إلا بعد أن نعيد إنتاج ثقافتنا؟ فالثقافة مهمتها صناعة الإنسان كإنسان وإذا خرب هذا الإنسان فسيخرب على يديه كل شيء وهذا ربما هو السر فيما رأيته عندهم وما لم تجده عندنا. حفظك الله يا شيخ وأعادك الله إلى وطنك وأهلك سالما ومعافى.

نشرت في جريدة الاقتصادية بتاريخ 22/02/2008م ردا على مقال الشيخ عائض القرني "نحن العرب قساة جفاة"

رابط الموضوع
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 24-02-2008, 09:28 PM   #2
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


أحسنت أخى الكريم خريف العمر بنقل المقال ونقل الرد عليه ......
أكثر الله من أمثالك وأمثال كُتَّاب هذه " الدُرر " البرَّاقة ........
حقاً ؛ كم نحن مُحتاجون لهذه الأفكار بشده........
بارك الله فيك ؛ وتقبل منى التقدير والإحترام .......
اسامه


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:43 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا