وسائل الثبات على الطريق المستقيم

وسائل الثبات على الطريق المستقيم

وسائل وأسباب الثبات على دين الله جل وعلا


لقد زاد الاهتمام بالحديث عن أمر الثبات فى هذا الوقت لكثرة واشتداد الفتن التى تكاد تعصف بالقلوب ولا حول ولا قوة الا بالله ، حتى أصبح القابض على دينه كالقابض على جمر النار ، وبسبب كثرة حوادث الردة والنكوص على الأعقاب والانتكاسات حتى بين العاملين فى حقل الدعوة الى الله مما يحمل المسلم على الخوف من أمثال تلك المصائر ، ونسأل الله أن يثبت قلوبنا على الايمان .
أما عن الوسائل التى تعين على الثبات فهى كثيرة جدا وسأكتفى بذكر بعضها مع التعريج على سائر الوسائل ، وأسأل الله ان يقبضنا على الايمان والتوحيد ممتثلين قول الله عز وجل ( يايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون )


من أول الاسباب المعينة على الثبات على دين الله جل وعلا

أولا : اقامة التوحيد لله ( جل وعلا )

ان الاسلام عقيدة تنبثق منها شريعة ... الشريعة تنظم شئون الحياة ولا يقبل الله من قوم شريعتهم حتى تصح عقيدتهم .
واننا اذا أردنا أن نتحدث عن وسائل الثبات على دين الله جل وعلا فلابد من أن نجعل التوحيد أولا وقبل كل شيئ .
فأهل التوحيد لا يخشون أحدا الا الله ، ولا يريدون بأعمالهم غير الله ... فقلوبهم موصولة بالله .
وقضية التوحيد هى أهم القضايا التى يجب أن يعيشها المسلمون فى كل زمان ومكان وذلك لان المؤمن كلما ازداد ايمانا بالله كلما اشتد عليه البلاء وأحاطت به الفتن والمحن .
كما قال الصادق الذى لا ينطق عن الهوى - صلى الله عليه وسلم - ( أشد الناس بلاءا الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل . يبتلى الرجل على حسب دينه فان كان فى دينه صلبا اشتد بلاؤه وان كان فى دينه رقة ابتلى على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الارض وما عليه خطيئة ) (1)

ولذلك فلابد أن يعتصم العبد بتوحيده لله جل وعلا ليثبت امام الفتن والابتلاءات .
ومن تأمل فى أحوال الصحابة - رضى الله عنهم - يجد أن توحيدهم لله كان من أعظم أسباب ثباتهم على دينهم .
ولذلك لما سأل هرقل ( أبا سفيان بن حرب ) عن اصحاب الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وقال له : هل يرتد أحد منهم عن دينه سخطة له بعد أن يدخل فيه ؟ قال : لا
قال : وكذلك الايمان اذا خالط بشاشة القلوب ( 2)

بل أن أهل التوحيد يعلمون يقينا أن البلاء سنة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير ومن هنا فانه يجب على الدعاة المخلصين أن يبدأوا بما بدأ به الحبيب - صلى الله عليه وسلم - دعوته فى مكة ( بالتوحيد ) فلقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يربى أصحابه على التوحيد ثلاث عشرة سنة حتى انه لما نزل الوحى موضحا الحلال والحرام وجد قلوبا طاهرة وألسنة تردد مع القلب : سمعنا وأطعنا .

وكما أن التوحيد يكون سببا فى ثبات العبد على دينه فى الحياة الدنيا ، فان التوحيد يكون سببا فى نجاة العبد من العذاب وحاديا له لدخول جنة الرحمن - جل جلاله .

فان عقيدة السلف الصالح قد أجمعت على أنه لن يخلد فى النار كل من حقق التوحيد لله ولو كان من اهل الكبائر - غير مستحل لها - يقول الحق تبارك وتعالى ( انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)
فدلت الاية على أنه من حقق التوحيد لله فانه لن يحرم من دخول الجنة وذلك من كمال التثبيت لان من فعل الكبائر وهو من أهل التوحيد فانه فى مشيئة الله - ان شاء عفا عنه وان شاء عذبه - لكنه لن يخلد فى النار - بل يقول الحق تبارك وتعالى فى الحديث القدسى ( يابن آدم انك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى ، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا ابالى ، يا ابن آدم انك لو اتيتنى بقراب الارض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) (3)

فدل الحديث على أنه من أتى الله عز وجل بقرب ما يملأ الأرض من الذنوب والخطايا ولكنه لم يشرك بالله شيئا وقد حقق التوحيد لله فأن الله ببركة التوحيد يأتيه بقرب ما يملأ الأرض مغفرة لتلك الذنوب وهذا هو التثبيت من الله ،
وعن معاذ بن جبل - رضى الله عنه - قال كنت رديف النبى - صلى الله عليه وسلم - على حمار ( وهذا دليل على عظمة النبى - صلى الله عليه وسلم - وتواضعه )
فقال : يا معاذ هل تدرى ما حق الله على عباده وما حق العباد على الله ؟
قلت الله ورسوله أعلم
قال : فان حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا
فقلت : يارسول الله أفلا أبشر الناس ؟
قال : لا تبشرهم فيتكلوا (4)

فالشاهد من هذا الحديث أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال : وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا
فان كان الله عز وجل قد أخذ هذا الحق على نفسه ألا يعذب من لا يشرك به شيئا فقد نفى العذاب عن أهل التوحيد ، وفى هذا دليل على انهم فى نهاية امرهم الى جنات النعيم ببركة التوحيد لله - جل وعلا -
وقال - صلى الله عليه وسلم - : المسلم اذا سئل فى القبر يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله تعالى ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ) ( 5 )

فيا عبد الله أقم التوحيد لله فى قلبك فانك سوف تجنى ثمراته فى حياتك وعند موتك وفى قبرك ويوم حشرك وسيقودك التوحيد لله جل وعلا الى جنات النعيم والى رضوان الرحمن الرحيم - جل وعلا

والى السبب الثانى من اسباب الثبات على دين الله عز وجل وهو من اهم الاسباب ايضا
فالى الملتقى اذا !!!

-----------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) - أخرجه البخارى وأحمد وابن ماجة عن سعد - صحيح الجامع (992)
(2) - أخرجه البخارى ( 1/42،43 ) كتاب بدء الوحى
(3) - رواه الترمذى عن أنس بن مالك ، وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع (4338)
(4) - متفق عليه عن معاذ بن جبل - صحيح الجامع (7968 )
(5) - متفق عليه عن البراء بن عازب - صحيح الجامع (6708 )

المصدر: نفساني

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه أجمعين

(2)

ثانيا : قراءة القرءان الكريم والعمل بما فيه

انه حبل الله المتين الذى من تمسك بع عصمه الله ، ومن اتبعه هداه ، ومن دعا اليه هدى الى صراط مستقيم .
* فالقرآن أعظم معجزة أًََيّّّد الله بها نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - فأخرجنا الله به من الظلمات الى النور ، وهدانا الله به سُبل السلام ، وبين لنا فيه كل خير يكون سبباً لدخول الجنة ، فمن نالها فقد فاز الفوز العظيم ، وحذرنا الله فيه من كل شر يورد النار فمن وقع فيها فقد باء بالخزى العظيم ، فلله الحمد على هذا الكتاب القيم الذى لم يجعل له عوجاً ، من اتبعه لا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عنه له معيشة ضنكاً ، ويُحشر يوم القيامة أعمى .

* قصَّ الله لنا فيه على لسان النبى الأُمى الكريم أخبار ما قد سبق ، وأوضح لنا نبأ ما بعدنا ، وجلَّى لنا حُكم ما بيننا .

* فوعظنا الله به ورقق قلوبنا ، وشفانا وفتح الله به آذاناً صُماً وقلوباً غُلفاً وأعيناً عمياً ، فلله الحمد رب السموات والأرض رب العالمين .

* عرَّفنا بربنا الكريم الرحيم الجليل القدير الذى له الأسماء الحسنى كلها وله الكبرياء فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم .

* هدانا الله فيه لأقوم السبل من توحيده والاعراض عن الإشراك به .

* حفظ الله به ديننا وأنفسنا وعقولنا وأنسابنا وأعراضنا وأموالنا .

* والقرآن يشتمل كذلك على الوعد والوعيد وعلى الترغيب والترهيب
قال الله تعالى ( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم )
وقال تعالى ( نبئ عبادى أنى انا الغفور الرحيم وأن عذابى هو العذاب الأليم )

* بل لقد بيَّن الحق جل وعلا الغاية التى من اجلها أنزل هذا الكتاب منجَّماً ومفصلاً وهى التثبيت
قال تعالى فى رده على المشركين ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )

* القرآن شفاءٌ لأمراض الشبهات والشهوات قال تعالى ( وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا )

* القرآن يزرع الإيمان ، ويزكى النفس بالصلة بالله ، ويجعل الإيمان يزداد فى قلب العبد يوما بعد يوم .
قال الله تعالى ( وإذا ما أُنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون)
وقال تعالى ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون )

* إن آيات القرآن تنزل على قلب المؤمن برداً وسلاماً فلا تعصف به رياح الفتنة بل يثبت أمام الابتلاءات

والكلام كثير ولا يمكنه ان ينقطع عن هذا السبب الذى هو من أعظم اسباب الثبات على الدين فهل لنا من ان نتعامل معه على انه منهج حياة ونطبقه فى الحياة حتى نثبت أمام مغريات الفتن

والى السبب الثالث باذن الله تعالى فى هذه الاسباب المعينة على الثبات على الدين

أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا انت ... أستغفرك وأتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه أجمعين

(3)
ثالثا : التزام شرع الله وكثرة العمل الصالح

وهذا من اهم الاسباب ايضا على الثبات فى عصر النتغيرات بل عصر الفتن والشهوات بل الشبهات
قال الله جل وعلا ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)
قال قتادة فى تفسير بن كثير : أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح ، وفى الآخرة أى فى القبر .
بل إن الاستجابة لأمر الله والسير على طاعته تكون سبباً للتثبيت ( ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا )أى تثبيتاً لهم على الحق ،
وقال تعالى ( قل إن ضللت فإنما أضل على نفسى وإن اهتديت فبما يوحى إلى ربى ) - فدل هذا على أن الوحى طريق الهداية وأن العبد إذا اهتدى بالوحى دعاه ذلك للثبات على دين الله .
وكذلك يجب علينا أن نعرف فضل المداومة على العمل الصالح -قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل )(1)
بل قال تعالى فى الحديث القدسى ( ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ولئن سألنى لأعطينه ، ولئن استعاذنى لأعيذنه )(2)

وزاد فى رواية أخرى (وما ترددت عن شيئ أنا فاعله ترددى عن نفس عبدى المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)فأى تثبيت أعظم من أن يقول الحق تبارك ونعالى ( كنت سمعه الذى يسمع به ، وبصره الذى يبصر به ، ويده التى يبطش بها، ورجله التى يمشى بها ، ولئن سألنى لأعطينه ، ولئن استعاذنى لأعيذنه )
فأصبح العبد بهذا ربانيا لو أقسم على الله لأبر قسمه ، ثم بعد ذلك تحدث الموافقة بين العبد وربه فيقول الحق تبارك وتعالى ( وما ترددت عن شيئ أنا فاعله ترددى عن نفس عبدى المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته )
سبحان الله !! ... الخالق جل وعلا يتردد فى قبض نفس عبده المؤمن لأن العبد يكره سكرات الموت ، والله يكره مساءته فأى تكريم وأى تثبيت أعظم من هذا ؟!!

ولكن لابد من الموت للعبد المؤمن لما ينتظره من الإكرام عند ربه ولإن الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة ، فلو أن الله أعطاها لعبد واحد ما كان ذلك إكراماً له ، لأن الله لا يرضى لعبده المؤمن الا بشيئ واحد لا ثانى له ... ألا وهو الجنة
( ألا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله هى الجنة )

ثم أن هذا الحديث يدل على كمال محبة الله للعبد وفى الحديث ( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : إنى أحب فلاناً فأحبه .. فيحبه جبريل ، ثم ينادى فى السماء فيقول : إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ،ثم يوضع له القبول فى الأرض ) (3)
فيا له من شرف ... !! عندما تعلم أيها المؤمن أن الله جل وعلا يحبك وأن جبريل عليه السلام يحبك ، وأن أهل السماء يعرفونك ويحبونك ، ويوضع لك القبول فى الأرض كما قال الله عن نبيه موسى - عليه السلام -( وألقيت عليك محبةً منى)

فاللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك
اللهم وفقنا الى العمل بما تحب وترضى على الوجه الذى يرضيك عنا
اللهم اغفر لنا ما مضى من عمرنا وتقصيرنا فى عملنا
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها وخير ايامنا يوم نلقاك فيه فى غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا انت ... أستغفرك وأتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه أجمعين

(3)
ثالثا : التزام شرع الله وكثرة العمل الصالح

وهذا من اهم الاسباب ايضا على الثبات فى عصر النتغيرات بل عصر الفتن والشهوات بل الشبهات
قال الله جل وعلا ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)
قال قتادة فى تفسير بن كثير : أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح ، وفى الآخرة أى فى القبر .
بل إن الاستجابة لأمر الله والسير على طاعته تكون سبباً للتثبيت ( ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا )أى تثبيتاً لهم على الحق ،
وقال تعالى ( قل إن ضللت فإنما أضل على نفسى وإن اهتديت فبما يوحى إلى ربى ) - فدل هذا على أن الوحى طريق الهداية وأن العبد إذا اهتدى بالوحى دعاه ذلك للثبات على دين الله .
وكذلك يجب علينا أن نعرف فضل المداومة على العمل الصالح -قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل )(1)
بل قال تعالى فى الحديث القدسى ( ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ولئن سألنى لأعطينه ، ولئن استعاذنى لأعيذنه )(2)

وزاد فى رواية أخرى (وما ترددت عن شيئ أنا فاعله ترددى عن نفس عبدى المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)فأى تثبيت أعظم من أن يقول الحق تبارك ونعالى ( كنت سمعه الذى يسمع به ، وبصره الذى يبصر به ، ويده التى يبطش بها، ورجله التى يمشى بها ، ولئن سألنى لأعطينه ، ولئن استعاذنى لأعيذنه )
فأصبح العبد بهذا ربانيا لو أقسم على الله لأبر قسمه ، ثم بعد ذلك تحدث الموافقة بين العبد وربه فيقول الحق تبارك وتعالى ( وما ترددت عن شيئ أنا فاعله ترددى عن نفس عبدى المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته )
سبحان الله !! ... الخالق جل وعلا يتردد فى قبض نفس عبده المؤمن لأن العبد يكره سكرات الموت ، والله يكره مساءته فأى تكريم وأى تثبيت أعظم من هذا ؟!!

ولكن لابد من الموت للعبد المؤمن لما ينتظره من الإكرام عند ربه ولإن الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة ، فلو أن الله أعطاها لعبد واحد ما كان ذلك إكراماً له ، لأن الله لا يرضى لعبده المؤمن الا بشيئ واحد لا ثانى له ... ألا وهو الجنة
( ألا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله هى الجنة )

ثم أن هذا الحديث يدل على كمال محبة الله للعبد وفى الحديث ( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : إنى أحب فلاناً فأحبه .. فيحبه جبريل ، ثم ينادى فى السماء فيقول : إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ،ثم يوضع له القبول فى الأرض ) (3)
فيا له من شرف ... !! عندما تعلم أيها المؤمن أن الله جل وعلا يحبك وأن جبريل عليه السلام يحبك ، وأن أهل السماء يعرفونك ويحبونك ، ويوضع لك القبول فى الأرض كما قال الله عن نبيه موسى - عليه السلام -( وألقيت عليك محبةً منى)

فاللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك
اللهم وفقنا الى العمل بما تحب وترضى على الوجه الذى يرضيك عنا
اللهم اغفر لنا ما مضى من عمرنا وتقصيرنا فى عملنا
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها وخير ايامنا يوم نلقاك فيه فى غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا انت ... أستغفرك وأتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

هذا الموضوع منقول ........ أرجو من الاخوة القراء الاستفادة منه حق أستفادة ...................

الله يعطيك العافيه على مجهودك الملحوظ ..

وكثر الله امثالك

الله يجزاك وعلى التشجيع الطيب

جزاك الله خيرا...
على الموضوع المميز..

اللة يجزاك خيرا .............لعلنا نستفيد

يعطيك الف عافيه اخوي الساكن وجزاك الله الف خير