|
|
||||||||||
ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع |
03-09-2009, 11:19 PM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
|
الشيطان والروات والجن وإخضاعها للشك المنهجي!
السلام عليكم
الشيطان والروات والجن وإخضاعها للشك المنهجي سأل قاسمٌ سامرا عن الفرق الجن والشيطان وبإبليس، ولكن قاسم قال لسامر: دعني أقول له ما فهمته بشأن هؤلاء: الجن كائنات عاقلة حُرَّة، خُلقت قبل الإنسان، بدلالة قوله تعالى:"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)" النحل. حسب الآية إبليس كان من الجن، ولا أدري ما إذا كان إسم ابليس يطلق على شخص واحد، أو جماعة، كما لا أدري ما إذا كان هذا اسمه قبل أنْ أبى السُّجُود لآدم، أو لا، ولكن الذي أعرفه أنَّه سُمِّيَ شيطانا بعد أنْ أبى السجود، فما رأيك فيما فهمي للفرق بينهما؟ سامر لقاسم: أحسنت، ولكن الجن ليسوا بالضرورة أنْ يكونوا كائنات عاقلة حرة، فقد لا تكون حُرَّة، ولهذا فمن الممكن أنْ يكون الجن اسم مكان، ألم تسمع بقوله تعالى:"وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111)" البقرة. ألا تدل هذه الآية على أنَّ الْجَنَّةَ مكانا؟ قال قاسم لسامر: هذا صحيح، وأنا أذكر آية أخرى بهذا الشأن، وهي قوله تعالى:"لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)" آل عمران. هذه الآية ورد فيها كلمة جنات، وهي جمع جَنَّة. سأل سامرٌ قاسما: هل الذين اتقوا رأوا الجَّنَّات؟ قال قاسم: وُعِدُوا بها، ولم يرُوها بعدُ. قال سامر لقاسم: إذن هي مخفية عنهم الآن، فَتَذَكَّر كلمة مخفية!. وقال سامر لقاسم: الآيات التي فيها كلمة جنات كثيرة، ولكن سأجيء لك بكلمة جارج سياق الجَّنة، وهي قوله تعالى:"أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)" المؤمنون. جاء في تفسير الكشاف تفسيرا لكلمة جِنَّةٌ:" الجِّنَّة: الجنون وكانوا يعلمون أنه بريء منها وأنه أرجحهم عقلاً وأثقبهم ذهناً ، ولكنه جاءهم بما خالف شهواتهم وأهواءهم ، ولم يوافق ما نشأوا عليه." سأل سامرٌ قاسما: ماذا تفهم من كلمة جنون؟ قال قاسم مجيبا: ذهاب العقل!. قال سامرٌ لقاسم: ما رأيك أنْ نستبدل كلمة ذهاب العقل بخفاء العقل؟ قال قاسم: شكرا لك، فهذا ما أريده – أنا – أيضا!، ولكن ما الذي تريد أنْ تصل إليه يا سامر، فقد طلبت مني أنْ أتَذَكَّر كلمة مخفية سابقا، والآن استبدلت ذهاب العقل، بخفاء العقل - ليس المِعْقال -؟ وقال قاسم لسامر: لقد تذكرت آية بها كلمة مشتقة من كلمة جن، وهي قوله تعالى:" اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)" المنافقون. سأل سامرٌ قاسما: ما تفسير كلمة جُنَّة؟ قال قاسم: جاء في تفسير ابن كثير للآية:"وقوله: { اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } أي: اتقوا الناس بالأيمان الكاذبة والحَلْفات الآثمة، ليصدقوا فيما يقولون، فاغتر بهم من لا يعرف جلية أمرهم، فاعتقدوا أنهم مسلمون." سأل سامرٌ قاسما: ماذا تعني اتقوا الناس بالأيمان الكاذبة؟ قال قاسم: تعني أنَّ المنافقين أخْفَوا كفرهم، وهم مؤمنون من الظاهر فقط، ليصدقهم المؤمنون، فيصدوا عن سبيل الله!. قال سامرٌ لقاسم: تذكرت أية بها كلمة مشتقة من كلمة جن، وهي قوله تعالى:".. هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)" النجم. قال قاسمٌ: آآآآه، فهمت ما الذي تريده، أنت تريد أنْ تقول: أنَّه يوجد معنى مشترك بين الكلمات:" الْجِنِّ، والْجَنَّةَ، وجَنَّاتٌ، وجِنَّةٌ، وجُنَّةً"، وهو موجود في اللأصل الذي أُشْتُقَّت منه الكلمات السابقة، وهو كلمة: جنن، التي عنها في لسان العرب:"جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً سَتَره وكلُّ شيء سُتر عنك فقد جُنَّ عنك وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ بالضم جُنوناً وأَجَنَّه سَتَره." قال سامرٌ لقاسم: إذًا وصلك معنى كلمة "جن"، وهو الخفاء والستر والتواري. قال قاسم: إذُا كلمة جن لا تعني الكائتات التي خلقها الله قبل آدم – عليه السلام -، والتي منها ابليس، الذي أبى أنْ يسجد لآدم سجود تحية، لا سجود عبادة، لقد حاول شخص قبلك أنْ يُوصِل لي نفس المعنى، ولكنه شككني فقط، دون أنْ يوضح المسألة جيدا.. وعلى كل حال، فقد كان تشكيكه إياي في هذه المسألة، بابا لفهم المسألة على الوجه الصحيح، وقد كان هذا بالقرآن، الذي يفسر هذه الكلمات على الوجه الأتم. لقد حاول الشخص الذي شككني في معنى كلمة جن، أنْ يشككني في معنى كلمة شيطان، فماذا عندك بهذا الشأن؟ والجن الروت وأخواته قال سامر: قبل أنْ نذهب لموضوع الشيطان، لنفتح موضوع الروات، بناء على ما أسلفنا في موضوع الجن.. ألم نصل إلى أنَّ معنى الجن هو الخفاء والستر..؟ قال قاسم: بلى. قال سامر: الروت وأخواته (الروات، والتروات) مواد مكان سيرها وإقامتها هو الأعصاب.. هل يُرَى بالعين المجردة كيف يتحرك ويقوم الروت وأخواته في الأعصاب؟ قال قاسم: لا، ولكن يبدو أنَّك تريد أنْ تقول أنَّ "الروت جني"، وهو بناء على ما دار بيننا في الحوار سابقا، صحيح، ولا يمكن أنْ ينقدح في قلبي شك في هذا، فقد وصلني اليقين بشأنه؛ وذلك لأنَّه حيث وقع الخفاء والستر والتورية جاز وصف المخفي، أو المستور، أو المتواري، بإنَّه جني. يُتَّبع المصدر: نفساني
|
|||
|
03-09-2009, 11:20 PM | #2 |
عضـو مُـبـدع
|
قال سامر: أحسنت، أما الآن فلننتقل إلى موضوح الشيطان:
وقال سامٌر: لنذهب إلى القرآن لنعرف ماذا تعني كلمة شيطان، وهل يوجد فرق بينها وكلمة إبليس.. موضوع الشيطان بعكس موضوع الجن من حيث سهولة تناوله، فموضوع الشيطان أكثر تعقيدا، ولهذا سنتاوله تناولا مختصرا، غير مخل بما نريد، وهو التفريق بين الشيطان، وإبليس، مستحضرين في قلوبنا ما توصلنا إليه في موضوع الجن، والروت الجني: إبليس يعلن شيطنته إذ تمرد لنبدأ بقوله تعالى:"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)" الحجر. القتل والأسباب التي تدعو إليه، أعمال شيطانية "وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)" القصص يقصد موسى – عليه الصلاة والسلام – بـ"هذا من عمل الشيطان"، الأسباب التي جعلت العمل الشيطاني يقع.. من الأسباب التي جعلته يقع: أنَّه وجد رجلان يقتتلان، واحد من شيعته، والثاني من المصريين، فمال للذي هو من شيعته وقد كان غضانا؛ فقتل المصري، ونسب العمل إلى نفسه عندما قال: "فلن أكون ظهيرا للمجرمين"؛ لأنَّ الذي يكون للمجرمين ظهيرا؛ يَظْهَر إذا إجتمعت أسباب شيطانية، تُفْضِي إلى قتل إنسان ظلما، وقد قتل المصري ظلما؛ وذلك لأنَّ الذي هو من شيعة موسى – عليه الصلاة والسلام – "غوي مبين"، كما جاء على لسان موسى – عليه الصلاة والسلام -؛ لأنَّه استصرخه، وباستصراخه؛ تجمعت أسباب شيطانية لإرتكاب عمل لا يريده النبي موسى.. الداء في الجسد شيطان قال قاسمٌ لسامر: هل يمكن أنْ يقال عن مرض يُصيب الجسد بإنَّه شيطان؟ قال سامر: بلى، واقرأ قوله تعالى: "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)" ص الشيطان أصاب أيوب - عليه الصلاة والسلام -، وكان الدواء الذي يزيل الشيطان هو: مغتسل بارد، وشراب؛ ولهذا فالشيطان كان داء في جسده.. المنافق شيطان قال قاسم: أنا أحفظ آية، يُوصَف الإنسان فيها بأنَّه شيطان، واقرأ قوله تعالى:"وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)" البقرة. هنا يُوصف الإنسان بالشيطان، إذ كان منافقا، فالمنافق عندما يكون بين مؤمنين يقول: أنا مؤمن، ولكن عندما يذهب إلى مشركين أو كفار ويقول:"أنا معكم، فأنا أستهزئ بالمؤمن"؛ فهو شيطان، بل شيطان إنسي مارد. أعداء الأنبياء الإنسيين شياطين قال سامر: أنا أحفظ أية يُوصف الإنسان فيها بالشيطان بوضوح بالغ، وهي قوله تعالى:"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)" الأنعام. قال قاسم: صَدَقْتَ، ففي الآية التي ذَكَرْتَها يوجد "شَيَاطِينَ الْإِنْسِ"، "شَيَاطِينَ الْجِنِّ"، رغم أنَّه يمكن الفصل بين كلمة الْإِنْسِ، وَالْجِنِّ؛ فتكون قراءة أخرى.. وقال قاسم: ما رأيك أنْ ننظر في مسؤلية الإنسان من خلال الآيات التي ذُكِرَ فيها إبليس والشيطان؟ قال سامر: هذا موضوع تشواكي، فلو ركزتُ فيه سيبعدني عن موضوعي، فأنا أحوج إلى التركيز في موضوعي، ولكن بالجملة أنا أقدم كلمة شيطان على إبليس، فالشيطنة عمل من الإنسان فيما يخص مسؤليته عن أفعاله، وليس لإبليس سلطان على عباد الله، ثم أنَّ الذي اتَّبَعَ إبليس، قد اتَّبَعه لأنَّه شيطان مارد من الإنس، ولولا شيطنته المتمردة على الحق، لمَا اتبع ابليس، كما أنَّه في الإنس شياطين أمْرَد من شياطين الجن الأبالسة، وربما يتمنى إبليس الجني أنْ يعمل تحت إمرتهم.. وعلى كل حال، فالاستطاعة الإنسانية تسبق "لحظة يفعل"، وليس الاستطاعة مقرونة بـ"لحظة يفعل" غير سابقة عليها، ففي "لحظة يفعل" يكون الفعل إحْدَاثا من الفاعل الإنساني، وفي "لحظة فَعَلَ" يكون المَقْدُور الذي فُعِل، لفاعل واحد، وليس لفاعلين: يكون الأول خالقا، والثاني مكتسبا، بل المقدور لفاعل واحد، فالإنسان ليس مجبرا في صورة مختار، بل مختار في صورة مختار، وهذا قول أهل العدل، ولكن الذي يقول بمقدور لفاعلين، ليس جبريا خالصا، بل جبريا معتدلا، والجبري المعتدل، معتدلا من حيث قوله بالكسب، وجبري من حيث يقابل الكسب فاعل، وهو الله.. قال قاسم: لا بأس، ولكن ما علاقة الروت بالشيطان؟ قال سامر: ألم تصلك الرسالة من إحدى الآيات السابقة؟ قال قاسم: وهل هناك أية فيها كلمة روت، واستدرك قائلا: آآآآآه، الآن فهمت: تقصد أنَّ المرض الذي يَحْدُث في الجسد شيطانا، لأنَّه يُخْرِج صاحبه عن الاعتدال؛ ولمَّا كان الروت يَحْدُث في الجسد؛ فإنَّ الروت يكون شيطانا.. قال سامر: أحسنت، ولكن لا تنسى أنَّه جني أيضا.. قال قاسم: لو لم تسبقني بالكلام، لذكرت أنَّه جنِّي، فشكرا لك على كل حال. |
|
22-09-2009, 04:55 PM | #3 |
عضو دائم ( لديه حصانه )
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيد مبارك سعيد لكل أهلنا بفلسطين الحبيبة أخي الكريم سمير ساهر استمتعت بقراءة هذا الحوار المميز بين قاسم وسامر فهو حوار بيداغوجي يبسط مفاهيم قد تكون مستعصية على فهم الكثيرين : الجن ، الشيطان ، إبليس... لكن يبدو لي أن إقحام الروت ضمن الحوار لم يكن موفقا ، ففي حالة الجن والشيطان وإبليس فقاسم قد انطلق من أشياء معلومة بالضرورة لكل مسلم أي أنه فسر لنا معاني الكلمات بالقرآن الكريم فكلنا كمسلمين نصدق بأن الباري سبحانه حينما يكلمنا عن الجن فهذا يعني أن هنالك كائنا له خصائص واضحة اسمه الجن ومن تم فالفهم يكون منطقيا أما في حالة الروت فهي كلمة لم تذكر في القرآن الكريم ولا في الأحاديث ولا حتى عند العلماء بل هي مجر تخمين لوجود شيء اسمه الروت أو الترو فلا وجود له مختبريا ولا حتى علميا لذلك فاطلاق كلمة جن أو شيطان على الروت غير مقبول منطقيا قد يأتي شخص آخر ويقول أن هناك شيء اسمه "النرف" و "الفرن" وهو موجود في الأعصاب والدم وهم ما يؤدي إلى "النرفزة" وما شابهها وهي أشياء لا نراها مخفية عنا ويقول أنها هي الجن والشيطان... فهل نسلم له؟ دون إثباتات علمية دقيقة تبين أن هنالك شيء قد يطلق عليه النرف؟ بالنسبة لمادة جنن هي بالفعل تتضمن معنى الخفاء والستر لكن ليس كل ما هو مخفي هو جن بالمعنى الاصطلاحي فليس كل ما خفي عنا هو جن : فالعقل مخفي عنا لكن أطلقنا عليه اسم عقل وكل ما بداخل الانسان مخفي عنا من أمعاء وأنزيمات وهرمونات وتفاعلات كيميائية وخرائط جينية و ADN وغيرها لكنها مستترة عنا لكن لا يمكن أن نشبهها بالجن لأن الجن في المفهوم الاصطلاحي هي كائنات حية تأكل وتشرب وتتوالد وبالطبع هي مخفية عنا... كما أننا لا يمكن أن نطلق كلمة شيطان على كل أمر لم يعتدل فزيادة/نقصان في الأنسولين قد يؤدي إلى مرض السكر لكن لا يمكن أن نطلق عليه ما تفضلتم به...... تحيتي |
|
23-09-2009, 03:23 AM | #4 |
عضـو مُـبـدع
|
اﻷخ اﻷستاذ يحي غوردو
كل عام وأنتم بخير. الجن وصف لشيء ما في حالة ما، وهو يتميز بالخفاء، وعدم وصفنا لشيء ما بالجن رغم خفائه؛ لا ينفِ انطباق الوصف عليه. بشأن الشيطان، هو وصف لشيء ما في حالة ما، يتميز بالخروج عن الاعتدال، وعدم وصفنا لشيء ما بالشيطان رغم خروجه عن الاعتدال لا ينفِ انطباق الوصف عليه. وبناء على ما سبق، فإنَّ رحم أُم ما جنا، وما في الرحم جنين، إذا كان اﻷمر كذلك فمصطلح الروت جنا؛ ﻷنَّه يتميز بالخفاء، رغم أنَّنا نرى آثاره آنَ الحك إلخ. الشيطان لا ينطبق على كلمة روت، بل على كلمة رُوَات (روت مرضي)؛ ﻷنَّه خرج عن الاعتدال، ولكن هذا لا تعني أنَّ الروت ليس شيطانا في جميع اﻷحوال، بل هناك أحوال يكون فيها شيطانا، أمَّا الروات فهو يحمل الوصف شيطان دوما. قلتَ: أنَّ كلمة روت - وكذلك الترو - مجرد تخمين، فهي غير متداولة إلا في مواضيعنا. أقول: هذا ينطبق على كلمة روات أكثر من انطباقه على كلمة ترو، فالترو اسم عام لكل موترات الدم، ولمَّا كان الدرل (الادرينالين) من موترات الدم؛ فإنَّ الترو خارج التخمين وبشدة. بشأن الروات، فقد أظهرنا في مواضيعنا أنَّنا نعلم بوجود الروات من خلال آثاره - على اﻷقل حتى هذا الوقت -، ومن يريد العلم بهذا أكثر فاليقرأ موضوع: "ماذا نعني بمصطلح روت" في واجهة القسم. إذا اعترض الذي قرأ الموضوع على مضمونه، فهذا من حقه، ومن حقنا أنْ نقول له أخطأت، فنحن أظهرنا في مواضيعنا أشياء كثيرة جدا يسببها الروت المرضي، ثم أنَّه على المعترض أنْ يعلم أنَّ أقل ما يجب أنْ يكون موقفه من مسألة الروات هو أنَّه ممكن، وهذا الموقف نقبله من الذي لم يقرأ مواضيعنا، أو الذي قرأها ولم يفهمها، أما الذي قرأها وفهما، فيجب أنْ يتقدم خطوات عن حدود كونه ممكن. بالمناسبة الجين من كلمة جنن. شكرا. |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|