رحلتي مع الإرشاد(53)

رحلتي مع الإرشاد(53)

رحلتي مع الإرشاد (53)
اسمحولي أيها الأخواة والأخوات الكريمات أن أعود بكم للورى قبل 20 عاما هي بداية عملي في التوجيه والإرشاد في الإدارة العامة للتربية والتعليم في الرياض فأول ما وطأت قدمي أول مدرسة زرتها كمشرف إرشادي وتربوي البعض كان يتكاثر علينا نحن مشرفو الإرشاد أن نقول عن أنفسنا أننا مشرفون تربويون لأن المسئولين في الإدارة لما يذكر لهم مشرف تربوي يعني ذلك أنه مشرف المادة الملتصق بالمعلم أما مشرف الإرشاد فهو مشرف إرشاد خاص بالطلاب فقط ولا علاقة له بالمعلمين ، حتى أن بعض المتحمسين للتوجه والإرشاد نادى بتغيير المرشد الطلابي إلى مرشد مدرسي ولكن رأيه لم يجد استجابة على الرغم من أن مسمى مرشد طلابي نوقش في أحد المؤتمرات التربوية في مدينة مسقط في عمان وأقر مسمى مرشد مدرسي بدل مرشد طلابي المهم أنا أحب أن أقرر حقيقة أن المشرف التربوي حقيقة هو مشرف الإرشاد وليس مشرف المادة فمشرف المادة عمله الحقيقي مع المعلم من حيث متابعة خططه وأسلوبه في إعطاء المادة العلمية واثراء رصيده العلمي بما يتلقاه من خبرات ينقلها له من مدرسة إلى مدرسة فهو ناقل الخبرة واطلاعه على تحضيرالمعلمين وواجبات الطلاب المنزلية وتقديم نماذج لدروس نموذجية يستفيد منها المعلم أما مشرف الإرشاد فهو حقيقة هو المخول بالإشراف على الجانب التربوي بالمدرسة فعلاقته لاتقتصر على الطلاب فقط كما يراها البعض بل تمتد إلى المعلم وولي أمر الطالب والنشاط المدرسي وتهيئة المدرسة لتكون جوا مناسبا لتلقي طلب العلم، فالإرشاد أساسا يقوم على تنمية شخصية الطالب من جميع النواحي ( الروحية والاجتماعية والنفسية والجسمية والعقلية ) فهو التربية الحديثة إن صح هذا التعبير التي تعنى بشخصية الطالب من جميع الجوانب على العكس من التربية القديمة التي تقوم على الحفظ والتلقين وتهمل شخصية الطالب تماما بل تقوم على قمع الطالب وتنفيره من الدراسة لأن المربي القديم عادة يكون ممسكا بالكتاب في يد واليد الأخرى ممسكة بعصا 0
الصدمة الأولى التي واجهتها في أول زيارتي للمدارس أنني لم أجد إرشادا إنما وجدت وعظا وإرشادا حاولت أنا وبعض زملائي المشرفين في القسم تغيير مايمكن تغييره عن واقع الإرشاد بالتدريب تاره وبتكثيف الاجتماعات بالمرشدين تارة أخرى ولكنني أحسست أنني مثل الذي ينفخ قربة مشقوقة وعلى الرغم من ذلك بقينا في قسم الإرشاد نخطط ونحاول ولكن الصورة الجميلة للإرشاد لم تتضح بعد أمام عيوننا ولكننا والحمد لله لم يصببنا اليأس والكلل لأن أهدافنا واضحة ونوايانا حميدة وإيماننا بالعمل قوي واتكالنا على الله أقوى وإن لم يتحسن الإرشاد هذه الساعة فهو سوف يتحسن في المستقبل القريب –إن شاء الله – 0
المشكلة الحقيقية في التعليم البوم أنا بعض المربين ينسون أنهم آباء وكانوا أطفالا يخطئون ، فهم لايفكرون إلا في العقاب ، مادام الطالب أخطأ يجب عقابه حتى لايتمادى في الخطأ وأخذا بمبدأ ( من أمن العقوبة هان عليه اقتراف الذنب ) وهذا المفهوم- مع الأسف -يعتنقه الكثير من المعلمين وما علموا أن الإثابة مقدمة على العقاب ، صحيح أنني ممكن أن أعاقب التلميذ إذا أخطأ لكن لا أنسى أن لهذا التلميذ حسنات يجب أن ننميها وتنميتها ليست بعقابه إذ يمكن أن اقتل فيه أي بوادر للإبداع والابتكار بمجرد كلمة نابية أقولها له أو أحبطه فلا يتحمس لمواصلة الجد والاجتهاد ، والذي أريد قوله : انه يجب على المربين إلا يشغلوا أنفسهم بالتفنن بكيفية عقاب الطالب وينسوا إثابته عندما يقدم عملا جميلا ، لأن الأطفال الذين ربوا على العقاب انضبط سلوكهم ظاهريا أمام من يخافون منهم ولكنهم في الخفاء يفعلون مايشاؤن ، لأن الرقابة الذاتية التي تمنعهم من اقتراف الأخطاء السلوكية لم ترب فيهم ، فأصبحوا مجموعة من العقد النفسية والاحباطات القهرية وأصبحت نفوسهم مريضة نفسيا والمرض النفسي يشل تفكيرهم وإبداعهم ، والله أعلم

المصدر: نفساني

الله يعطيك العافية استاذ ابراهيم

المشكلة الحقيقية في التعليم البوم أنا بعض المربين ينسون أنهم آباء وكانوا أطفالا يخطئون ، فهم لايفكرون إلا في العقاب ، مادام الطالب أخطأ يجب عقابه حتى لايتمادى في الخطأ وأخذا بمبدأ ( من أمن العقوبة هان عليه اقتراف الذنب ) وهذا المفهوم- مع الأسف -يعتنقه الكثير من المعلمين وما علموا أن الإثابة مقدمة على العقاب ، صحيح أنني ممكن أن أعاقب التلميذ إذا أخطأ لكن لا أنسى أن لهذا التلميذ حسنات يجب أن ننميها وتنميتها ليست بعقابه إذ يمكن أن اقتل فيه أي بوادر للإبداع والابتكار بمجرد كلمة نابية أقولها له أو أحبطه فلا يتحمس لمواصلة الجد والاجتهاد ، والذي أريد قوله : انه يجب على المربين إلا يشغلوا أنفسهم بالتفنن بكيفية عقاب الطالب وينسوا إثابته عندما يقدم عملا جميلا ، لأن الأطفال الذين ربوا على العقاب انضبط سلوكهم ظاهريا أمام من يخافون منهم ولكنهم في الخفاء يفعلون مايشاؤن ، لأن الرقابة الذاتية التي تمنعهم من اقتراف الأخطاء السلوكية لم ترب فيهم ، فأصبحوا مجموعة من العقد النفسية والاحباطات القهرية وأصبحت نفوسهم مريضة نفسيا والمرض النفسي يشل تفكيرهم وإبداعهم ، والله أعلم

بارك الله فيك استادي الكريم علي الموضوع