سباق الحواجز مع المكتئب ؟!
عندما يكون المرء مكتئبا يشعر بأنه لا قيمة له ، ولذلك يريد أن يعمل أي شيء ، وذلك لإشغال نفسه فيما يفيد ، وليحس بأنه مفيد في مجتمعه ، وبأنه يحيا ليس لنفسه فقط ، بل لأن حياته تهم الكثير من الناس ، ولكن يجد أحيانا من أقرب المقربين إليه بضرورة التوقف عن ذلك ، وبأن كل تصرف يتصرفه ما هو إلا شذوذ أو تجاوز على الحدود أو تمرد وعصيان أو عقوق أو انحراف عن الطريق المعتاد بلا مبرر أو غير ذلك من النقد الجارح واللوم المتكرر والتهكم والسخرية والتحقير والتسفيه .
فإلى متى والمكتئب يواجه الحواجز وحده ، بينما الآخرون في السباق بلا حواجز ؟
وكيف يواجه المكتئب أمواجا متتابعة من الإهمال والتسفيه ؟
القوة من الله ، فإما أن أنتصر وأتفوق بفضل الله ، أو أن أفشل وأخسر كل شيء ، لتزيد بذلك فوهة الاكتئاب ، ومن ثم لا أدري كيف تكون إليه الحال ؟؟
جميل أن تعلم أن الحياة حلوة ، سهلة ، جميلة ، ولكن يأتي إليك من يطالبك أن تنظر إلى الحياة إلى أنها صعبة متعبة بسبب تصرفاته التي يرى بأنها هي الصواب .
التفاؤل والتشاؤم ضدان لا يجتمعان ، من يرى الحياة بالوجه الأول يسعد وإن خسر ماديا الكثير ، ومن يرى الحياة بالوجه الآخر يشقى وإن ربح ماديا الكثير ، فأيها أفضل ؟
سؤال إجابته مدركة مسبقا ، ولكن هو واضح لكل إنسان ، ولا يستطيع الإجابة عليه إلا من حكم عقله وضميره ، وتفكر في حقيقة نفسه ، وسعى إلى الحقيقة لا إلى العناد والتعصب ومدح الذات .
|