|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
02-04-2011, 10:50 AM | #1 |
عضو نشط
تاريخ التسجيل: 02 2011
المشاركات: 208
|
من منقولاتى : نبع الحب
نبـــــــع الحــــــب
ليس لها متنفس في قبيلتها البعيدة في الجبال، سوى ذلك النبع الذي تجري عليه كلما أحست بانقباض نفسي من روتين يومي مدمر، تنهض في الصباح، كل أشغال البيت عليها، لا مكان تجد فيه راحتها سوى نبع المياه، ذاك النبع المتدفق الزلال والذي يفرح بقدومها و ينتظر إطلالتها بصبر وترقب، يحب صباحه ومساءه لأنها تجالسه وتحدثه فهي صديقته الغالية. لكنها دائمة التأخر، تختار وقتا يكون فيه حبيبها وحده، لا تحب أن يشاركها أحد فيه، تجلس بقربه، توشوش له، يعرف حزنها قبل أن تنطق ويشعر بفرحها دون كلام. يدغدغ رجليها بحنان غريب، يحب أن تمسح بيديها على صفحته، ينتعش فتتدفق مياهه غزيرة رقراقة. كان وقت الظهيرة وحيدة مع حبيبها النبع، فظهر في الأفق، يمشي الهنيهة، فارس على حصان أبيض، اقترب منها.... رفعت بصرها نحوه.... يبدو عليه التعب والإجهاد....قسمات وجهه الرجولي فاضت حنانا وظهر واضحا قلبه الطاهر الشفاف. وجهه صافيا كصفحة النبع، تسمرت دون حراك، وكأنها لم تر رجلا في حياتها بل وكأن الدنيا لم تنجب سواه. ترجل عن فرسه ...اقترب ... اقترب أكثر ...سمعت ارتعاد قلبها الصغير ...أحنت رأسها خجلا... مازال يتقدم... كلمها بلطف... أزاحت خصلة من شعرها الناعم الذي يتدلل على جبهتها الناصعة حتى تخفي توترها وعصبيتها المفاجئة. طلب منها جرعة ماء... بصوت آسر ... رفعت عينيها صوبه... بدا قريبا جدا منها، مررت بصرها بنهم على جسمه المفتول... احمرت خجلا من أفكارها المتوحشة... رأت نفسها تجري عليه فتعانقه... لتستمد من حنانه قوة تجعلها تنتعش وترتوي من جفاف وتصحر. ابتسمت من حلم اليقظة، الذي سكنها في لحظات... ناولته جرة الماء ... لمست نظراتها بحنو تقاسيم وجهه الوضاح ... شرب حد الارتواء ... شكرها بلطف وانصرف ... وتركها عطشى لتلك العيون الصافية. تمنت لقاءه ... فكان لها ما طلبت، مر عليها في رحلة العودة... نفس الطلب نفس الانحناءة، ونفس الإحساس ... التقت نظراتهما، نظرة حالمة، إشعاع غريب، مغناطيس يشدها للغوص في بحر عينيه... غاصت تبحث عن صورتها داخل هذا اليم الهادئ... غاصت ...أكثر فأكثر، أحست ببرد مفاجئ يسري في عروقها.... وتيار قوي يجذبها نحو شعاب قاتلة... تسمر خيالها الجامح ... توقف حلمها المحال ومات أملها المستحيل. فشبح أخرى يرتوي من صفاء عينيه يتمايل بغنج ودلال يرفل في فيض تلك النظرات الهائمة المشعة حنانا ... يتراقص أمامها رافعا راية النصر... واثقا من فوزه الكبير ...هذه إذا من جعلت منه فارسا مزهوا على حصانه الأبيض. رجعت للنبع منكسرة الخاطر ... حملت الجرة وعادت أدراجها دون أن تلتفت. النهــــــــــــــــــــاية بقلم الكاتبه المغربيه / فاتحة الخير المصدر: نفساني |
02-04-2011, 01:44 PM | #2 |
المشرف العام
تاريخ التسجيل: 09 2009
المشاركات: 30,670
|
وكان النبعُ متدفق المشاعر
وبين الانتظار والانكسار ... حب وحنين وأنين وشوق وأسرار... شكراً لك ولمنقولاتك الجميلة.. دمت بكل الخير... |
02-04-2011, 01:58 PM | #3 |
مراقب عام
تاريخ التسجيل: 03 2010
المشاركات: 34,379
|
نقل رائع أخي الكريم
سلمت يمناك |
03-04-2011, 07:36 AM | #4 |
عضو نشط
تاريخ التسجيل: 02 2011
المشاركات: 208
|
شكرا جزيلا لكما أخواى الكريمان
مروركما وتعقيبكما وكل التهنئه للكاتبه لنجاح قصتها |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|