|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
21-04-2011, 01:45 AM | #1 | |||
نائب المشرف العام سابقا
|
ترتيب الأولويات
تعاقدت إحدى المؤسسات الاستشارية الشهيرة مع أستاذ كبير السن خبير في مجال إدارة الأعمال من اجل إلقاء محاضرة عن أهمية تنظيم وإدارة الوقت و ذلك لفائدة مجوعة من مديري بعض الشركات الأمريكية الكبيرة. و كانت هذه المحاضرة واحدة من خمس محاضرات تشكل اليوم الدراسي لهذه المجموعة المتميزة من التلاميذ، لذا لم يكن أمام هذا الأستاذ إلا ساعة واحدة من الزمن لينهي حصته. قبل بداية الدرس وقف هذا الخبير يتأمل وجوه هؤلاء الحاضرين المتفوقين جدا و المستعدين لكتابة ما يمليه عليهم، فتكلم معهم بصوت خافت: عوض أن أعطيكم درسا أكاديميا سنجري اليوم تجربة بسيطة فقام الأستاذ بإخراج وعاء زجاجي كبير من تحت الطاولة التي تفصله عنهم ووضعه عليها في مواجهتهم حتى يروه جميعا ثم احضر عدد من الصخور الكبيرة بحجم كرات المضرب وقام بوضعها في الوعاء بعناية و احده بعد الأخرى. وعندما امتلأ الوعاء سال الحاضرين "هل هذا الوعاء ممتلئ"؟ فأجاب الجميع "نعم انه ممتلئ عن أخره. قال هل انتم متأكدون؟" ثم سحب كيسا مليئا بالحصى الصغيرة من تحت الطاولة وقام بوضع هذه الحصى في الوعاء حتى امتلأت الفراغات الموجودة بين الصخور الكبيرة ثم سأل الحاضرين مره أخره "هل هذا الوعاء ممتلئ الآن؟ " بدأ الحاضرون هذه المرة يفهمون فكرة الأستاذ فأجاب أحدهم ربما لا. استحسن الأستاذ الإجابة وقام بإخراج كيس من الرمل ثم سكبه في الوعاء حتى امتلأت جميع الفراغات الموجودة بين الصخور ثم سأل مرة ثالثة "هل هذا الوعاء ممتلئ"؟ وكانت إجابة جميع الموجودين بالنفي. بعد ذلك احضر الأستاذ إناءا مليئا بالماء وسكبه في الوعاء حتى امتلأ. وسألهم أخيرا ترى ما هي الحقيقة الكبيرة التي نستخلصها من هذه التجربة في اعتقادكم؟. أجاب أحد الموجودين بحماس، نفهم من هذا المثال انه مهما كان جدول المرء مليئا بالأعمال فانه يستطيع عمل المزيد والمزيد إذا توفرت لديه الرغبة والإرادة. أجابه الأستاذ بهدوء لا ليس هذا هو المقصود من هذه التجربة و إنما المقصود هو أننا لو لم نضع الصخور الكبيرة أولا ما كان بإمكاننا وضعها أبدا" ثم قال "سوف تتساءلون ماذا تعني الصخور الكبيرة؟ أنها أولوياتكم في هذه الحياة قد تكون مشروع تريدون تحقيقه، أو صحتكم، أو تعليمكم، أو إسعاد من تحبون أو أي شيء مهم في حياتكم" تذكروا دائما بان تضعوا الصخور الكبيرة أولا وألا فلن يمكنكم وضعها أبدا. حيا الأستاذ بعدها الموجودين و انسحب بهدوء بعيدا عن قاعة الدرس. يقول ستيفون كوفي Stephen R. Covey في كتابه الشهير (العادات السبع للناس المؤثرين) لقد أمضيت حياتي في البحث عن القاسم المشترك في العوامل التي تقود إلى النجاح لدى اغلب الناجحين, ولم أجد أن هذا القاسم المشترك يتمثل في العمل الكادح, أو حسن الحظ , أو في العلاقات الإنسانية, على الرغم أن هذه الأمور على درجة كبيرة من الأهمية, أن القاسم المشترك الذي وجدت أنه يفوق تلك العوامل جميعاً هو تحديد الأولويات. إن تحديد الأولويات من المهارات الهامة جدا و الواجب تعلمها من أجل بلوغ الأهداف المحددة بالنسبة لكل شخص والنجاح بنسبة كبيرة في أية مشروعات يقدم عليها الإنسان و في حياته بشكل عام. وعملية تحديد الأولويات تنطوي على أبعاد تحليلية جمة مثل تحديد الصورة والإطار العام للهدف ومدى أهميته مقارنة ببقية الأهداف الأخرى ومدى نسبة النجاح بناء على المعطيات المتوفرة للإنسان من موارد وإمكانيات مادية أو ذاتية. ويمكن تعريف مهارة تحديد الأولويات بأنها تلك المهارة التي يتم عن طريقها وضع الأشياء أو الأمور في ترتيب معين حسب أهميتها. ومن بين الكلمات أو المفاهيم المرادفة لها مفهوم الترتيب. و هي تسمح باتخاذ القرارات التي تتطلب تنظيما أو ترتيبا معينا يأخذ في الحسبان العوامل المختلفة والمعلومات المتوفرة والأنشطة المتنوعة كما أنها تزود بالخيارات المهمة التي يصنع في ضوئها القرارات. و عندنا في فقهنا الإسلامي اليوم مفهوم فقه الاولويات و هو كما يعرفه الشيخ الدكتور القرضاوي في كتابه فقه الاولويات (دراسَة جَديدَة في ضوء القرآن والسنة)على انه: وضع كل شيء في مرتبته بالعدل، من الأحكام والقِيَم والأعمال، ثم يُقدم الأَولى فالأَولى، بناءً على معايير شرعية صحيحة يهدي إليها . نور الوحي، ونور العقل: ( نورٌ على نورٍ) (النور: )35 فلا يقدم غير المهم على المهم، ولا المهم على الأهم، ولا المرجوح على الراجح، ولا المفضول على الفاضل، أو الأفضل. بل يقدم ما حقه التقديم، ويُؤخر ما حقه التأخير، ولا يُكبر الصغير، ولا يُهون الخطير، بل يوضع كل شيء في موضعه بالقسطاس المستقيم، بلا طغيان ولا إخسار، كما قال تعالى: (وَالسمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ المِيزَانَ. أَلا تَطغَوا فِي المِيزَانِ. وَأَقِيمُوا الوَزنَ بِالقِسطِ وَلَا تُخسِرُوا المِيزَانَ) وتأمل معي نظرية الوعاء التي ذكرتها لك في بداية المقال. لو أن لديك وعاء ومعك كمية من الرمال و الحصى ومجموعة من الأحجار الكبيرة بماذا ستملأ الوعاء أولا؟ لاشك أنك تدرك أن حبات الرمال و الحصى من الممكن أن تخلل الفجوات بين الأحجار الكبيرة، ولكن الأحجار الكبيرة لن تجد لها مكانًا بين الرمال و الحصى إن ملأت وعاءك بها. و يبقى السؤال المهم: ما هي الأحجار الكبيرة التي يجب أن تضعها أولا في وعاء حياتك ؟ - أهي عبادة الله: قال تعالى سبحانه في سورة الذاريات الآية 56 " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون" - أهي طاعة الوالدين و الإحسان إليهم، - أهي رفع راية الإسلام، - أهي بناء أو اقتناء بيت جميل، - أهي الحصول على عمل مغري و راتب كبير - أهي الزواج بمن تحب - أهي كسب المال بأي طريقة كانت، - أهي الهجرة بعيدا عن واقع مؤلم. المهم أيا كانت أحجارك الكبيرة ( الأهداف الكبرى لحياتك) لا تنسى أن تضعها أولا في قائمة اهتماماتك و إلا فلن تجد الوقت لفعلها أبدا و تكتشف يوما إنك أضعت حياتك في سبيل تحقيق أهداف ثانوية بل وقد تكون تافهة جدا. من قديم بريدي ... احببت مشاركتكم به ... المصدر: نفساني
|
|||
|
23-04-2011, 10:45 AM | #2 |
مراقب عام
|
اشكرك اختي بسمة على موضوعك الجميل والمهم
وفعلا نحن دائما نشتكي من تراكم الاعمال وتصنيفك للاعمال اعجبني جدا واتمنى ان نستفيذ دائما من مواضيعك المميزة سلمت يمناكِ يا طيبة |
|
23-04-2011, 08:19 PM | #3 | |
نائب المشرف العام سابقا
|
اقتباس:
سلمت من كل شر اخي الشاكر نورت بحضورك الدائم العزيز 2WERDFWQ |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|