كيف تكسب الاصدقاء

كيف تكسب الاصدقاء

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت هذه المقالة في كتاب كيف تكسب الأصدقاء
المقال كتبه / لفنجستون لارند
أحببت أن يطلع عليه كل الآباء والأمهات قبل انتقاد أطفالهم

يابني
أكتب هذا وأنت راقد أمامي على فراشك ، قد توسدت كفك الصغير ، وانعقدت خصلات شعرك الذهبي فوق جبهتك الغضة.

فمنذ لحظات خلت ، كنت جالساً إلى مكتبي أطالع الصحيفة وإذا بفيض غامر من الندم يطغى عليّ فما تمالكت إلا أن تسللت إلى مخدعك ووخز الضمير يصليني نارا

وإليك الأسباب التي أشاعت الندم في نفسي:

أتذكر صباح اليوم؟ لقد عنفتك وأنت ترتدي ثيابك تأهبا للذهاب إلى المدرسة لأنك عزفت عن غسل وجهك ، واستعضت عن ذلك بمسحه بالمنشفة ، ولمتك لأنك لم تنظف حذائك كما ينبغي ... وصحت بك لأنك نثرت بعض الأدوات عفوا على الأرض .

وعلى مائدة الإفطار أحصيت لك الأخطاء : فقد أرقت حسائك ، والتهمت طعامك ، وأسندت مرفقيك على الطاولة ، ووضعت نصيباً من الزبدة على خبزك أكثر مم يقتضيه الذوق.

وعندما وليت وجهك شطر ملعبك ، واتخذت أنا طريقي إلى محطة القطار ، إلتفت إليّ ولوحت لي بيدك ، وهتفت ، مع السلامة يا بابا ، فقطبت جبيني ولم أجبك ، وفي المساء أعدت الكرّة فقد لمحتك جاثياً على ركبتيك تلعب ( البلى) وقد بدت جواربك مثقوبة فأذللتك أمام أقرانك وسيّرتك أمامي إلى المنزل باكياً ، أفتتصور هذا يحدث من أب؟؟؟؟؟؟؟؟

ثم أتذكر بعد ذلك وأنا أطالع في غرفتي ، كيف جئت تجر قدميك متخاذلاً وفي عينيك عتاب صامت فضاق صدري لقطعك علي خلوتي ، وقفت بالباب متردداً ، فصحت بك ( ماذا تريد؟ )
لم تقل شيء ولكنك اندفعت إلي وطوقتني بذراعيك وقبلتني ، وشددت ذراعيك الصغيرتين حولي في عاطفة أودعها الله قلبك الطاهر مزدهرة لم يقو حتى الإهمال على أن يذوي بها .

ثم انطلقت مهرولا إلى غرفتك ..........
يابني ...
لقد حدث بعد برهة أن أنزلقت الصحيفة من بين أصابعي وعصف بنفسي ألم عات
لقد كنت أمارس عادة التفتيش عن الأخطاء ، ليس لأني لا أحبك ولكن كنت أطالبك بالكثير برغم حداثة سنك كنت أقيسك بمقياس نفسي ,,,,,,,,,, لكنك كنت تصفح وتعفو ، كان قلبك الصغير كبير كِبر الفجر الوضاّء في الأفق الفسيح .

لا شيء يهم الليلة يا بني لقد أتيت إلى مخدعك في الظلام وجثوت أمامك موصوماً بالعار
وإنه لتفكير ضعيف!!!!!!!!!!
أعرف أنك لن تفهم مما أقول شيئاً ، ولكني من الغد سأكون أباً حقاً سأكون زميلاً وصديقاً .. ....سأتألم عندما تتألم ، وسأضحك عندما تضحك سأعض لساني عندما تندفع كلمة لوم أو عتاب ، لقد نظرت إليك كرجل وأنا أتأملك الآن منكمشاً في مهدك أرى أنك مازلت طفلاً وبالأمس القريب كنت بين ذراعي أمك يستند رأسك الصغير إلى كتفها
لقد حملّتك صغيري فوق طاقتك............!
اختكم اشواق الكويت

المصدر: نفساني