المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

لماذا أمات الله بني إسرائيل بالصاعقة ثم أحياهم ؟

لماذا أمات الله بني إسرائيل بالصاعقة ثم أحياهم ؟ السؤال: إذا كان الناس سيموتون جميعهم ثم يحييهم الله جميعا يوم القيامة , فلماذا أمات الله بني إسرائيل بالصاعقة ثم أحياهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13-04-2009, 11:41 PM   #1
نجلاء الهاجري
الزوار
 
المشاركات: n/a
لماذا أمات الله بني إسرائيل بالصاعقة ثم أحياهم ؟

لماذا أمات الله بني إسرائيل بالصاعقة ثم أحياهم ؟
السؤال: إذا كان الناس سيموتون جميعهم ثم يحييهم الله جميعا يوم القيامة , فلماذا أمات الله بني إسرائيل بالصاعقة ثم أحياهم مرة أخرى ؟




الجواب:

لحمد لله

ذكر الله تعالى في كتابه الكريم قصة صعق بني إسرائيل ، ثم بعثهم بعد الموت ، في موضعين اثنين ، وقد جاءا في سياق الحديث عن بني إسرائيل وما أنعم الله به عليهم ، وذكر حالهم وما قابلوا تلك النعم بالكفر والجحود والنسيان .

يقول الله تعالى :

( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ . ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) البقرة/55-56.

ويقول سبحانه :

( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا ) النساء/153.

فقد كانت الصاعقة عقوبة لهم على جرأتهم على الله ، وإصرارهم على التعنت في السؤال ، والتكلف في تحقيق أسباب الإيمان ، ومكابرتهم رغم كل الآيات والبراهين التي أراهم الله عز وجل ، ومع ذلك سألوا الله أن يروه جهرة في الدنيا ، وعلقوا إيمانهم بهذه الآية ، وقد تعالى جل وعلا عن أن تراه العيون الضعيفة الكليلة في الدنيا ، وإنما تراه في الجنة ، فعاقبهم بالموت بالصاعقة التي أخذتهم أخذا شديدا ، ولكنه سبحانه لحلمه وعفوه وصفحه وتجاوزه عن عباده بعثهم بعد الموت إلى الدنيا ، ليعلموا عظيم نعمة الله عليهم ، ويشكروه سبحانه على إمهاله لهم ، ومنحهم الفرصة مرة أخرى للتوبة والأوبة ، فكانت الصاعقة عقوبة لهم ، وكان البعث بعد الموت آية ومنحة منه سبحانه ليعتبروا ويذكروا بها ، ثم يشكروا نعمة الله تعالى عليهم حق شكره ، ولذلك ختم الآية في سورة البقرة بقوله : ( لعلكم تشكرون )

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" اذكروا نعمتي عليكم في بعثي لكم بعد الصعق إذ سألتم رؤيتي جهرة عيانًا ، مما لا يستطاع لكم ولا لأمثالكم ، كما قال ابن جريج .

قال ابن عباس في هذه الآية : ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً )، قال : علانية " انتهى باختصار.

" تفسير القرآن العظيم " (1/264)

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" قوله تعالى : ( وإذ قلتم يا موسى ) أي : واذكروا أيضاً يا بني إسرائيل إذ قلتم...؛ والخطاب لمن كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكن إنعامه على أول الأمة إنعام على آخرها ؛ فصح توجيه الخطاب إلى المتأخرين مع أن هذه النعمة على من سبقهم . قوله تعالى : ( لن نؤمن لك ) أي : لن ننقاد ، ولن نصدق ، ولن نعترف لك بما جئت به .

قوله تعالى : ( فأخذتكم الصاعقة ) يعني الموت الذي صعقوا به .

وقوله تعالى : ( بعثناكم من بعد موتكم ) : هذه نعمة كبيرة عليهم أن الله تعالى أخذهم بهذه العقوبة ، ثم بعثهم ليرتدعوا ؛ ويكون كفارة لهم ؛ ولهذا قال تعالى :
( لعلكم تشكرون ) أي : تشكرون الله سبحانه وتعالى ؛ و " لعل " هنا للتعليل " انتهى باختصار.

" تفسير سورة البقرة " (1/191)

يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله :

" وكان ذلك إرهابا لهم وزجرا ، ولذلك قال : ( بظلمهم ) ، والظلم هو المحكي في سورة البقرة من امتناعهم من تصديق موسى إلى أن يروا الله جهرة ، وليس الظلم لمجرد طلب الرؤية ؛ لأن موسى قد سأل مثل سؤالهم مرة أخرى : حكاه الله عنه بقوله : ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ) الآية " انتهى.

" التحرير والتنوير " (4/301)

المصدر: نفساني

  رد مع اقتباس
قديم 15-04-2009, 12:33 AM   #2
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني
 
تاريخ التسجيل: 03 2007
المشاركات: 12,794
اسامه السيد will become famous soon enough
جزاكِ الله خيراً لهذا الشرح والإيضاح ...
اسامه السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-2009, 12:19 PM   #3
نجلاء الهاجري
الزوار
 
المشاركات: n/a
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسامه السيد مشاهدة المشاركة
جزاكِ الله خيراً لهذا الشرح والإيضاح ...
ياهلا ومرحبا..!
  رد مع اقتباس
قديم 15-04-2009, 01:03 PM   #4
noooor
V I P
 
تاريخ التسجيل: 02 2004
المشاركات: 8,386
noooor will become famous soon enough
سبحانه القادر على كل شيء ,,


جزيتِ خيراً أختي الكريمة نجلاء على الموضوع ,,
noooor غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-2009, 08:47 PM   #5
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني
 
تاريخ التسجيل: 10 2008
المشاركات: 9,896
واثقة بالله has a spectacular aura aboutواثقة بالله has a spectacular aura about
جزاك الله خير اخت نجلاء,,,,,,,,,,
واثقة بالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2009, 12:44 AM   #6
نجلاء الهاجري
الزوار
 
المشاركات: n/a
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noooor مشاهدة المشاركة
سبحانه القادر على كل شيء ,,
جزيتِ خيراً أختي الكريمة نجلاء على الموضوع ,,
ويااس يابعدي
هلا والله وغلا.!
  رد مع اقتباس
قديم 16-04-2009, 07:51 AM   #7
نجلاء الهاجري
الزوار
 
المشاركات: n/a
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوقااار مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير اخت نجلاء,,,,,,,,,,
ويااتس يالغلا
ياهلا وغلا..!
  رد مع اقتباس
قديم 15-02-2014, 06:08 PM   #8
ريماس هيثم
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: 02 2014
المشاركات: 25
ريماس هيثم is on a distinguished road
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء الهاجري مشاهدة المشاركة
لماذا أمات الله بني إسرائيل بالصاعقة ثم أحياهم ؟
السؤال: إذا كان الناس سيموتون جميعهم ثم يحييهم الله جميعا يوم القيامة , فلماذا أمات الله بني إسرائيل بالصاعقة ثم أحياهم مرة أخرى ؟




الجواب:

لحمد لله

ذكر الله تعالى في كتابه الكريم قصة صعق بني إسرائيل ، ثم بعثهم بعد الموت ، في موضعين اثنين ، وقد جاءا في سياق الحديث عن بني إسرائيل وما أنعم الله به عليهم ، وذكر حالهم وما قابلوا تلك النعم بالكفر والجحود والنسيان .

يقول الله تعالى :

( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ . ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) البقرة/55-56.

ويقول سبحانه :

( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا ) النساء/153.

فقد كانت الصاعقة عقوبة لهم على جرأتهم على الله ، وإصرارهم على التعنت في السؤال ، والتكلف في تحقيق أسباب الإيمان ، ومكابرتهم رغم كل الآيات والبراهين التي أراهم الله عز وجل ، ومع ذلك سألوا الله أن يروه جهرة في الدنيا ، وعلقوا إيمانهم بهذه الآية ، وقد تعالى جل وعلا عن أن تراه العيون الضعيفة الكليلة في الدنيا ، وإنما تراه في الجنة ، فعاقبهم بالموت بالصاعقة التي أخذتهم أخذا شديدا ، ولكنه سبحانه لحلمه وعفوه وصفحه وتجاوزه عن عباده بعثهم بعد الموت إلى الدنيا ، ليعلموا عظيم نعمة الله عليهم ، ويشكروه سبحانه على إمهاله لهم ، ومنحهم الفرصة مرة أخرى للتوبة والأوبة ، فكانت الصاعقة عقوبة لهم ، وكان البعث بعد الموت آية ومنحة منه سبحانه ليعتبروا ويذكروا بها ، ثم يشكروا نعمة الله تعالى عليهم حق شكره ، ولذلك ختم الآية في سورة البقرة بقوله : ( لعلكم تشكرون )

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" اذكروا نعمتي عليكم في بعثي لكم بعد الصعق إذ سألتم رؤيتي جهرة عيانًا ، مما لا يستطاع لكم ولا لأمثالكم ، كما قال ابن جريج .

قال ابن عباس في هذه الآية : ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً )، قال : علانية " انتهى باختصار.

" تفسير القرآن العظيم " (1/264)

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" قوله تعالى : ( وإذ قلتم يا موسى ) أي : واذكروا أيضاً يا بني إسرائيل إذ قلتم...؛ والخطاب لمن كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكن إنعامه على أول الأمة إنعام على آخرها ؛ فصح توجيه الخطاب إلى المتأخرين مع أن هذه النعمة على من سبقهم . قوله تعالى : ( لن نؤمن لك ) أي : لن ننقاد ، ولن نصدق ، ولن نعترف لك بما جئت به .

قوله تعالى : ( فأخذتكم الصاعقة ) يعني الموت الذي صعقوا به .

وقوله تعالى : ( بعثناكم من بعد موتكم ) : هذه نعمة كبيرة عليهم أن الله تعالى أخذهم بهذه العقوبة ، ثم بعثهم ليرتدعوا ؛ ويكون كفارة لهم ؛ ولهذا قال تعالى :
( لعلكم تشكرون ) أي : تشكرون الله سبحانه وتعالى ؛ و " لعل " هنا للتعليل " انتهى باختصار.

" تفسير سورة البقرة " (1/191)

يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله :

" وكان ذلك إرهابا لهم وزجرا ، ولذلك قال : ( بظلمهم ) ، والظلم هو المحكي في سورة البقرة من امتناعهم من تصديق موسى إلى أن يروا الله جهرة ، وليس الظلم لمجرد طلب الرؤية ؛ لأن موسى قد سأل مثل سؤالهم مرة أخرى : حكاه الله عنه بقوله : ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ) الآية " انتهى.

" التحرير والتنوير " (4/301)
ki8ds4
ريماس هيثم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا