دليل سلوك الجن في الانسان من السنة "الحديث/3" الشيخ عايش القرعان

ذكر النووي في شرحه على صحيح مسلم:
لإن الشيطان يدخل جوف بني ادم

ذكر أحمد بن علي بن حجر أبو فضل العسقلاني الشافعي في فتح الباري
وأما قوله في رواية مسلم فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فيحتمل أن يراد به الدخول حقيقة وهو وان كان يجري من الإنسان مجري الدم لكنه لا يتمكن منه ما دام ذاكرا الله تعالى والمتثائب في تلك ذاكر فيتمكن الشيطان من الدخول فيه حقيقة ويحتمل أن يكون أطلق الدخول وأراد التمكن منه لأن من شأن من دخل في شيء أن يكون متمكنا منه."10/612"

ذكر محمد شمس الحق عظيم آبادي أبو الطيب في عون المعبود فليمسك من الإمساك على فيه أي على فمه فإن الشيطان يدخل إما حقيقة أو المراد بالدخول التمكن منه. "13/251"

ذكر كاتب الأدب المفرد: حدثنا مسدد قال حدثنا خالد قال حدثنا سهيل عن بن أبي سعيد عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم إذا تثاءب أحدكم فليضع يده بفيه فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فيه. "1/327"

ذكر أبي شجاع الهمداني الفردوس بمأثور الخطاب: إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مَعَ التَّثَاؤُبِ. "1/307"

ذكر الدكتور عبد الحميد الهنداوي في فتاوى العلماء وقلنا: إن الأصل المتفق عليه بين أهل الأصول هو: "حمل الكلام على الحقيقة مالم تأت قرينة مانعة من الحمل على الحقيقة ، مقتضية لصرف معنى اللفظ إلى المجاز". ولا قرينة هنا تقتضي حمل الكلام على الإستعارة ، لا مانع أبدا من أن يقدر الله تعالى تسلط الشيطان على من يغفل عن ذكره سبحانه ، نسأل الله تعالى العافية والنجاة. "24"

التعقيب:
لا شك أن الله عز وجل جعل للشيطان القدرة على الدخول في جوف الإنسان ولكن هناك ممرات يسلكها الشيطان للدخول وكذلك هناك أسباب تمكن الشيطان من الدخول إلى الفم وإلى غيره من أعضاء الجسد فيمكن من الدخول إلى الفم عن طريق التَّثَاؤُبُ ويتمكن من النفوذ إلى معدة الإنسان من خلال الطعام المطلسم ويبول في إذن الإنسان إذا غفل عن صلاة الفجر ولهذا جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل نام حتى أصبح فقال ذاك رجل بالَ الشيطان في أذنه وقد نقل عبد الله "كفى بالمرء من الشقاء أو من الخيبة أن يبيت وقد بال الشيطان في أذنه" فيصبح ولم يذكر الله وثبت أن الشيطان يدخل بين المصلين إذا لم يتراصوا الصفوف.
روى الأمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَى الثَّانِي قَالَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَى الثَّانِي قَالَ وَعَلَى الثَّانِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوُّوا صُفُوفَكُمْ وَحَاذُوا بَيْنَ مَنَاكِبِكُمْ وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ وَسُدُّوا الْخَلَلَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ بَيْنَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْحَذَفِ يَعْنِي أَوْلَادَ الضَّأْنِ الصِّغَارَ "21233" ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رجال أحمد موثقون. "2/91"