يوم عيد مولدي التاسع عشر

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام حماده

اينار الغاليه ..... راااائعه في سردك وراااائعه انكي شاركتينا اسرارك
تابعي ارجوك ... فنحن هنا معك نتابع

أهلاً وسهلاً .. بأم حماده .. نوّرتيني ..

أنا سعيده جداً .. بوجودك معي ..

أنتم هنا أسرتي .. فيسعدني جداً مشاركتكم .. بعض من أسراري ..

ومتابعتك ستسعدني كثيراً .. :) ..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خريف العمر

الاخت اينار
القصة رائعة .. والاروع طريقة سردك لاحداث هذه القصة الواقعية.
بانتظار البقية
تقبلي تحياتي

أهلاً و سهلاً .. بخريف العمر ..

أشكرك جداً على أطراءك .. الجميل ..

أسعدني مرورك كثيراً .. وتشرفني متابعتك .. :) ..

أختي وصديقتي وحبيبتي الرقيقة والعسولةرانيا

أولا اعذريني على التأخير في الرد لكن الظروف منعتني

ثانيا : فيه أعضاء معينين في المنتدى لما بتكلم معاهم بحس في حياتهم قصة رائعة ومخبينها
وأنت وحدة منهم و فعلااحساسي طلع في محله

فعلا طلع في حياتك قصة كفاح وتحدي واصرار رائعة
استمتعنا واحنا بنقرأها وكمان عشناها معاكي بكل تفاصيلها

ربي يسعدك دايما وانا في انتظار البقية

أختك للابد / رياانة

حبيبتي .. ريااانه ..

والله العظيم .. ماتتصوّري قد إيش .. كلامتك أسعدتني كثيراً ..

الله يعلم قد إيش أنا بحبكم .. حتى أن أنا بدأت أدوش راس أختي ..

من كثر ما أجلس أكلمها .. عنكم .. وأقولها أن أنا نفسي أقابلكم كلكم ..

عشان نكون أصحاب .. وأحباب للأبد ..

وأنتي طبعاً .. من الأعضاء إللي بحبهم كتير ..

بحس أن قلبك جميل وأبيض وكبير .. وطيوبه على الآخر ..


وأتأخري زي ماتحبي ..

أنا عارفه ومتأكده أن مهما أتأخرتي عليّا مش هتسيبني .. وهتكوني معايا ..


الله يسعدك ياأحلى أخت .. وصديقه .. وحبيبه ..

تقبلي مني .. أجمل وأرق التحايا .. :) ..

(( "خلال العشرين يوم القادمين سوف يحدد موعد السفر" .. هذا ماقاله .. وأقتلع قلوبنا به .. ))

وفعلاً .. بعد مرور .. تقريباً .. عشرين يوماً .. وبالتحديد .. في يوم الثلاثاء الموافق 21/7/2004م ..
ودعتنا أرضنا الغاليه .. بأمطار الصيف الرائعه .. ونسمات هواء بارده .. زكيه .. وعذبه ..
أستنشقتُ هواءها بعمق .. وأنا أقف تحت قطرات أمطارها الخفيفه .. التي كانت تتلألأ بأنعكاس ضوء القمر عليها ..
أتمتع بآخر لحظاتي في صيف وطني الجميل .. الذي هو بالنسبة لي .. صيف ليس له مثيل في كل بلاد العالم ..
في هذا اليوم .. غادرنا حياتنا .. السابقه .. لأستقبال .. حياه .. هي مجهوله .. كانت في تلك اللحظه ..

وكان هذا اليوم .. ثاني نقطة تحول في حياتنا .. في حين كانت أول نقطة تحول .. هي .. يوم وفاة والدي ..

وجوه جديده .. عادات جديده .. أساليب للمعامله جديده .. أجواء جديده .. حياه كانت برمتها جديده بكل تفاصيلها ..
كلمة (جديد) .. كلمه تفاؤليه .. يسعى لها الكثير .. ولكن ليس كل ماهو .. جديد .. جميل .. !!

مرّت بي سنه كامله مع الأكتئاب .. في هذه الحياه ((الجديده)) .. إضافه إلى ماأعانيه من الرهاب ..
وذلك بداية من شعوري .. بالحنين إلى الوطن .. الأرض التي ورثتُ عشقها .. من والدي (رحمه الله) ..
كان ينتابني الشعور بالأختناق بإستمرار ..فاأنا لا أتنفس هواءها ..وغصه تحمل عاصفه من حنيني لها .. كلما تذكرتها ..
بالأضافه إلى شعور الندم و الحزن الشديدين .. لعدم إخبار بعض من الأشخاص هناك .. عن سفري .. وعدم توديعهم ..

وأخذت مسيرة الأكتئاب تزداد .. بتأخري للمره الثانيه للتسجيل .. وعدم ألتحاقي بالجامعه .. ليقتلني الفراغ ..
في عالم لا أعلم عنه شيئاً .. ولا أرى فيه إلاّ سلبيات تتطاير من حولي .. لأجدها في كل جانب ..
وبعودة أخي الأكبر (مضطراً) .. إلى أرض الوطن .. حاملاً قلوبنا معه .. ليحيا هناك ..
ويبدأ .. بدوره .. رحلة حياته الجديده .. ليعمل .. ويباشر مصالح مصدر رزقنا ..
وهذا مازادني حزن وحسره في قلبي .. فأن أخي الأكبر .. الذي أصبح يمثل .. الأمان والحنان ..
لي أنا و أخوتي .. من بعد والدي .. ذهب .. وتركنا .. لنحيا بلا أمان .. من جديد ..

ومازاد الأمر سوء .. هو أن من لجأنا إليهم .. لمد يد العون لنا .. ولمعالجة أمي .. بمساعدتهم .. تخلّوا عنّا ..
فإننا نكذب ونتوهّم .. وهي لاتعاني من شيء .. ( كما يعتقدون .. أو بالأصّح .. كما يريدون أن يعتقدوا ) ..
وللأسف .. لم يقوموا بفعل شيء .. إلاّ بقذفنا بطوب من الأتهامات .. وطوب من لوّم .. لا نؤخذ عليه ..
وهكذا .. عدنا إلى نفس نقطة البدايه .. وحيدين كما كنّا .. ولكن .. في بلاد غريبه لم نفقه عنها شيء من قبل ..

بدأ شك أمي المرضي ينتقل .. إلى إخوتها .. وبذلك .. بدأت عداوه ليست لها أساس .. تنمو بينهم ..
ونحن نقف بينهم .. نحاول فعل شيء .. لكن للأسف .. كان الأصلاح بينهم .. شبه مستحيل ..
فهم لا يقدّرون .. ماتعانيه أمي .. ويعتبرون أن ما تفعله أمي بهم .. هو بمحض إرادتها ..
أصبحنا عاجزين .. لانعلم مايجب فعله .. نادمين .. فقد تركنا وطننا .. فقط .. ليزداد الأمر سوء ..
وللأسف .. أستمر ذات الصراخ وذات النحيب .. هنا .. ((وفي حياتنا الجديده)) .. دون تغيير ..

أنا شخصيه أعشق الهدوء .. والأنفراد بنفسي في حجره خاليه .. يعتبر من طقوسي الشخصيه الهامه ..
فاأنا لا أستطيع العيش دون أن أخلو بنفسي على الأقل مره كل يومين .. أفكر .. أرسم .. أكتب .. أقرأ .. بهدوء
وكوّني أعتد على العيش في بيت .. واسع .. متعدد الأماكن والحجرات .. فكان من السهل .. فعل ذلك ..
ولكن .. ماحدث هنا .. هو أننا أصبحنا نعيش .. في شقه صغيره .. على قدر مانحمل من المال ..
فنحن هنا في مصر بدأنا حياه .. من الصفر تقريباً .. فكانت شقه بلا أثاث .. بلا ستائر أو سجاد ..
شقه ذات ثلاث حجرات ((فقط)) .. وحمّام ((واحد)) .. ومطبخ ((صغير)) .. وردهه ((واحده وضيقه )) ..
كانت شقه تبعث في نفسي الجنون .. والأختناق .. والضيق الشديد .. ليس فيها مكان أجد فيه الهدوء ..
أو أبقى فيه مع نفسي .. فهي شقه صغيره .. بالنسبه لستة أشخاص .. يعيشون فيها ..

كان المطبخ .. هو ملاذي الوحيد .. للأعتزال .. والأنفراد بنفسي .. ولكنّه كان إنفراد مختلف ..
فقد كنت أستقر في آخره .. وعلى الأرض .. تطوّق ذراعيّ ركبتيّ المعطوفتين .. لتضمّهم إلى صدري ..
ورأسي منحني .. أبكي وأبكي .. وأفكر بكل ماحولي .. ومايحدث لي .. ومايحدث من أحداث لم نتوقع حدوثها .. أبداً ..
يائسه .. كارهه لنفسي .. وخائفه من عودتي لوطني .. وأنا بهذه الحاله .. فهذا عكس تماما ماكنت أطمح للوصول إليه ..
فاأنا أحلم أن أعود لوطني .. شخصاً آخر .. حققت ما حققت .. مرفوعة الرأس .. سعيده و مبتسمه للجميع ..

كان الشيء الإجابي الوحيد .. في كوّن المكان الذي نعيش فيه صغيراً .. هو إجتماعي أنا وأخوتي بأمي كثيراً ..
لم نكن كذلك من قبل .. فقد أصبحنا نتشارك في أشياء كثيره .. فنحن نتشارك وجبات الطعام .. الثلاث .. يومياً ..
نجتمع في ذات المكان .. لنشاهد من ذات التلفاز .. ذات البرامج والمسلسلات .. نتكلم ونتناقش كثيراً ..
( طبعاً .. وللأسف .. لم نرى أن هذا الشيء إيجابي .. بل كنا نراه .. في البدايه .. أكثر شيء سلبي هنا ) ..

لم أكن معتاده على هذا الوضع .. فهي معنا في كل وقت .. تسأل عن كل شيء .. وتندهش .. وتصيح من فعل أشياء ..
أعتدنا أنا وأخوتي على فعلها .. من زمن .. ولكن بالنسبه لها .. فهو شيء جديد .. وتصرف غريب ..
بدأت تكتشف .. شخصياتنا .. وطباعنا .. وتصرفاتنا .. ونحن بالمثل .. بدأنا نكتشفها ..

كان هذا الأمر في بادئه .. سيء جداً .. وصعب الأعتياد عليه .. كنت أنزعج منها كثيراً ..
ولا أحبها أن تعلم عني .. شيئاً .. ولا أن تتحكم بتصرفاتي .. أخوتي فقط .. قادرين على هذا .. لكن هي .. لا ..
وهذا مازاد فيني الضيق والأختناق .. أكثر .. وعدم قدرتي على التحمّل أكثر .. فقد أصبحت ..
أمي ومرضها .. أخي البعيد عن العين .. عدم إلتحاقي بالجامعه .. شقه صغيره في عالم غريب ..
الأحساس بالغربه .. الأحساس بالغربه .. الأحساس بالغربه .. الشديد ..

ولكن .. عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ..





أقولكم نكته .. عشان أغيّر المود الكئيب .. إللي أكيد سببته لكم .. من هذا الجزء ..

النكته تقول ..

مشرف عاوز يطرد عضو مميز من المنتدى حط في واحد من مواضيعه حتتين حشيش وبلغ عنه ..

إيش رأيكم فيها .. بس أنتبهوا تعملوها فيني .. دي بس نكته .. هههههههههههه ..


وطبعاً .. أقولكم .. يتبـــــــــــــــــــــــــع .. :) ..

تحياتي لك يا اينار ...على ما في سيرة حياتك من صعاب لكن احي فيكي هذه الروح فسردك للالام مليء بالعبر والتفائل ....ان من يملك مثل هذه الشخصيه يسعد في حياته لانه يرى كل عائق درس يأخذ منه عبره لا ان يقف في مثل هذه الحفره سدد الله خطاكي واتم الله عليك ثوب الصحه والعافيه......

اعتذر عن تأخري لما في الحياة من اشغال ومنغصات...


تحياتي القلبيه لك...

الأولى ..

أولاً وقبل كل شيء ..

أهلاً وسهلاً بك .. مره أخرى في صفحتي .. فهذا يعني لي الكثير ..

ثانياً .. والله أنا من يفترض بي الأعتذار .. لطول الحكايه .. ولتأخري
في طرح الأجزاء ..

ثالثاً .. كلماتك أسعدتني كثيراً .. جعلتني أرى أشياء لم أرها في نفسي من قبل ..

وأريد أن أقول لك .. أني فعلاً .. تعلمت الكثير ..
تعلمت كيف أصبر .. وأتفائل .. مهما كانت الظروف ..
وكيف أثق بالله سبحانه وتعالى .. وأستشف حكمته في كل شيء ..
وتعلمت أن كل ضربه .. تعلمني .. وكل ألم .. يوقظني .. وكل ندبه .. تذكرني ..

والحمدالله على نعمة العقل .. التي ساعدتني على الأستيعاب ..
والحمدالله على نعمة الأراده التي تساعدني على الوصول إلى أهدافي .. وتحقيق طموحاتي ..
والحمدالله على رحمة الخالق .. وكرمه .. ولطفه بنا ..


تقبلي خالص تحياتي .. :) ..

تحياتي لك يا اينار

أنا فعلاً لا أستطيع تحديد شعوري حين أقرأ ما تكتبين
فتارةً أشعر بالحزن وتارةً أخرى أشعر بالفرح والغبطة

بالحزن .. لأن القصة حقيقية
وبالغبطة والفرح والمتعة .. لأنك تكتبين بطريقة احترافية على الرغم
من عفوية السرد.

أنا متابع ومستمتع (فنياً) .. ولكني متأثر (انسانياً).

أنصحك يا اينار أن تركزي على التصوير .. وأن تبتعدي عن الدخول في
التفاصيل .. ولا تحاولي شرح الحدث كثيراً .

أتمنى لك حياة سعيدة
وأن تستمري في الكتابة .. فقلمك فيه إبداع القصة والرواية.

تقبلي تحياتي

عمر

ياأهلاً وسهلاً .. بعمر ..

نوّرت صفحتي .. وزدتها جمالاً .. بمرورك ..



عمر ..

يقولوا .. النصيحه زمان كانت بجمل .. وذلك لقيمتها .. وأهمية الأتخاذ بها ..

ونصيحتك لي .. فعلاً قيّمه .. وأكيد أكيد .. لمّا أبدأ أكتب الأجزاء الجايه ..

هخلّي نصيحتك دي في بالي ..




أنا فعلاً محتاجه لملاحظاتكم .. وتقييمكم لطريقة كتابتي .. بماأني أول مره أكتب قصه أو روايه ..


و يارب .. أقدر أطبّق نصيحتك .. بطريقه ممتازه و مرضيه ..




وأشكرك جداً على إطرائك .. الرائع .. فهذا يشكّل تشجيع كبير لي .. ويحفزني على الأستمرار ..



تقبل تحيــــــــــاتي .. :) ..

مُتابع ...

ومُستمتع جداااااااااااااااااااااااااااااا

أهلاً وسهلاً باأسامه .. للمره الثانيه في صفحتي ..

أشكرك على المتابعه ..

ويارب أقدر أمتعكم أكثر في الأجزاء الجايه ..


تحياتي لصاحب المرور اللطيف .. والمشجع .. :) ..

جاءتنا أخبار سارّه عن .. أخي العزيز .. من اليمن .. فاإنه يعمل الآن .. وأصبح له دخله الخاص ..
وأيضاً .. وصلته أخبارنا الحزينه .. بأن حالنا بعد السفر هو ذاته .. قبل السفر .. وبشكل أسوء ..
ولأنه لن يسمح بترك كل ما فعله بنا .. من غربه .. وتحمّل حياه بدأت من الصفر .. وغيره .. أن يذهب سدا ..
فماكان له إلاّ أن يبدأ .. بالتفكير الجدّي .. ويرفع شعار.. الأعتماد على النفس ..

إن لي أخت .. تصغر أخي الأكبر بسنتين .. وتكبرني .. أيضاً بسنتين .. كانت هي الأكثر شجاعه فينا ..
وأكثرنا قوه وتحمل للمسؤليه .. فهي الآن أصبحت أكبرنا .. وأصبح الحمل الأكبرعلى عاتقها ..
ولذلك .. وَكّلَ أخي الأكبر أختي .. بمهمة البحث عن طبيب نفسي جيد .. بالخفاء .. دون علم أمي ..
لأننا قررنا بالبدء بعلاجها .. دون أن تعلم .. بالدواء .. وذلك كان تبعاً لنصيحة طبيب نفسي لنا ..
وبما أننا أصبحنا نعيش في بلد ليست بالمنغلقه .. والمرأه فيها متخلّله جميع ثنايا وثغرات المجتمع ..
أصبح من السهل التحرك .. الخروج والدخول .. بحساب .. لكن ليس .. كما كان من قبل ( في اليمن ) ..
والتنقّل في أنحاء المدينه .. في جميع الأوقات .. ليس صعباً أو مستحيلاً .. فهي بلد تتميز بالحياه ليلاً ونهاراً ..
وبماأن أخي أصبح يملك دخلاً خاص .. تحمّل هو مسؤلية المصاريف ( الشؤن الماليه لهذه المهمه ) ..
رغم علمه بأنه بذلك .. سوف يضع نفسه في دائرة .. التقشف .. فليس هناك خيار ..
وكان كل ذلك .. في سبيل أنقشاع الغيمه الداكنه .. من على سماء حياتنا ..

عثرنا على طبيب نفسي .. جيد .. له سُمّعه جيده .. وشهرته واضحه .. في المدينه التي نعيش فيها ..
شرحنا له تفاصيل كل شيء .. وهو بدوره .. لم يبخل بسرد النصائح .. والتعليمات علينا ..
ثم أخذ يكتب حروف .. بطريقه سريعه ومُحترَفه .. لعقاقير قد تكون هي بداية نجاح مشوار مهمتنا ..

بدأت التحركات المريبه .. تحتل بيتنا .. خاصه عند قرب موعد الطعام بالليل ..
وكان مُحدثها .. هم عصابه صغيره .. ظريفه .. تسعى للخير ( والله ) .. كان لكل فرد فيها له مهمه ..
مهمة المراقبه .. مهمة تهريب شريط الحبوب من الحجره إلى المطبخ .. دون جذب الأنتباه ..
مهمة طحن واحده من هذه الحبوب بهدوء .. ودقه متناهيه .. ( وطبعاً أصبحتُ محترفه في ذلك .. بما أنها كانت مهمتي )
ومهمة وضع الحبّه المطحونه .. وبشكل محترف .. في الطعام أو الشراب .. الخاص بأمي ..
يأتي وقت بدء الطعام .. تبدأ قلوبنا بالدق بصوت .. هو مسموع .. فقط .. لآذاننا ..
ونظراتنا المترقبه .. الغير ثابته .. تتنقل مابين طعام أمي وتعابير وجهها .. وبيننا لبعضنا البعض ..
تقول أمي وعلامات الضيق تعتلي وجهها .. والريبه تنبع من عينيها ..
" أحس بطعم مُرّ في الطعام .. ( وتسأل ) .. هل تشعرون أنتم أيضاً بشيء .. أم هو لساني ..؟؟ "
ننظر لها والبراءه ترتسم على وجوهنا .. و نردّ على سؤالها بكل برود .. وتعجّب .. " لا .. لا نشعر بشيء "
ونعود إلى طعامنا بسرعه .. ونختلق أي موضوع جاد وحاد لنتناقش فيه على الطعام .. ( والله ننفع ممثلين .. ياجماعه )
لتلتهي أمي بنا عن الطعم .. وتنهرنا على أسلوبنا السيء في النقاش بهذه الطريقه .. وفي وقت الطعام .. ( وطبعاً .. أمي
ماكانت تاخذ وقت عشان تسكتنا .. لأن أصلاً مافي .. أي شيء بينا .. )
وهكذا أستمر هذا السيناريو في كل ليله .. وماكان يكتمل .. وينتهي .. إلاّ بعد تأكدّنا بإلتهامها الطُعم كاملاً .. (ياشرّ إشترّ)

أعتدتُ على رؤية أمي في .. لباس المرأه القويه ذات الجبروت .. الذي أكتسبته نتيجة هذا المرض ..
ولكن تأثير الدواء عليها .. أعادها لتكون كائن لطيف .. هاديء .. متوقف التفكير تقريباً .. ومتقبل لأي شيء ..
كنت أشعر ببعض الحزن حين رؤيتها .. بهذا الشكل .. فقد أصبحت مختلفه ..

أستمرينا على هذا الحال لمدة لا بأس بها ( لاأتذكر المدة بالتحديد ) .. حتى إعتادت على الهدوء ..
وعلى قلة التفكير والتحليل .. الذي لم تنال منهما إلا كل تفسير خاطيء مَرَضّي .. وتوقفنا ..
( وهي لاتعلم .. حتى الآن .. مافعلناه من أجلها .. ولم تعلم .. أيضاً .. حقيقة حالتها التي مرّت بها )
وبسبب ظروفها الصحيه التي جدّت في الموضوع .. وتعرضها للسرطان .. وخضوعها لعمليه جراحيه ..
أصبح كل شيء منسّي .. لا حبوب مطحونه .. ولا طبيب نفسي .. ولا من يحزنون ..
فقد أصبح الآن أكمال علاجها النفسي .. معتمد علينا نحن أبناءها .. الذين يجب أن نكون دائماً حولها .. مهما فعلت ..
ومشاركتها أجزاء .. ولو بسيطه .. من حياتنا .. لمحاولة تحريرها من شعورها .. بالوحده ..

كل شيء أختلف .. وبدأ الثلج يذوب .. تدريجياً .. وببطء .. من حول قلوبنا ..
لا أعلم إذا كان هذا .. بسبب بدء أعتيادنا عليها في حياتنا .. أم بسبب .. بدء أكتشاف حقيقة قلبها البريء .. أم ماذا ..
ولكنني أعلم جيداً أن هذه كانت .. وبكرمه سبحانه ولطفه .. أول خطوه حقيقيه للنجاح ..

في يوم .. كان لايزال .. السواد .. يكتسح لون أيامي .. والدمع .. لا ينفك من أن يبلل أهدابي ..
وكانت لا تزال .. البقعه المظلمه .. هي ملاذي .. ونظرتي لمستقبلي .. المنتهي في خيالي .. جاءت لتتحدث معي ..
كما تفعل غالباً .. عند إنعزالي .. أختي التي تصغرني بعام .. الأقرب لي في العمر .. وفي العقل .. والقلب ..
جاءت لتخفف ألامي (لموقف ..بحق.. زلزل كياني).. ولكن في هذه المرّه .. كان لحديثها معي .. أثر ..غريب.. إيجابي ..
فقد صَرَخَتْ في وجهي فجأه .. لأستياءها من حالي .. ثم أنخفضت نبرة صوتها سريعاً .. وبعينان متورّمتان ..
وبقرّنيتان .. يكاد اللون الأحمر يحتلها ليأخذ مكان البياض فيها .. نظرتُ إليها بذهول .. فقد تصلّبَتْ نظراتي ..
ساد الصمت لبرهه .. وجَدَتْ نفسي فيها ..ضياءها .. وفُتحَ عينّي الأمل وقتها .. وأستيقَظَتْ .. وشعرت بالحياه من جديد ..
كانت كلمات بسيطه .. بمعاني عظيمه .. بدأتْ مسيرتها من فاهها .. ثم إلى مسامعي .. حتى أستقرت في فؤادي ..
" أيـــــــــن اللــــــــــــه فـــــــي حيــــــــــــاتكِ .. و صـــــــــــــلاتكِ .. ؟؟ "

في حجرتي .. حيث الظلمه التي تخللتها خطوط الضوء .. الذي سلك طريقه إلي الداخل .. عبر باب لم يغلق جيداً ..
ليمتد في أجواءها ويطلي اللون الرمادي .. المتفاوته درجاته في كل ركن فيها .. إفترشتُ مصليّتي ..
بعد أن أسدلت نفسي بلباس الصلاه .. وأستقمت .. ثم هوّت يدي مرتفعه حتى تلامس إبهامّي شحمة أذنّي ..
وبنظرات خاشعه .. طُبعتْ على الأرض .. نطق فؤادي .. بصدق وإيمان .. " الله أكبر "

لم أكاد أكتمل من صلاتي .. حتي شعُرتُ بنفسي أحيا في لُب ضوء لأمل .. لم أحيا فيه من قبل ..
ضوء رءآه قلبي .. وشعر به يملأ جوفه .. ليحل مكان الضياع واليأس .. في ثوان معدوده ..
من حينها .. لم تشتاق لي مصليتّي .. ولم أحْرِم جبهتي من السجود .. ولم أهمل مصحفي ..
أو ذكر .. يرطب بها لساني وقلبي .. و تُمحى بها الذنوب ..

وهكذا أنتهت حكايتي مع الأكتئاب .. بعد إدراكي لعظمة الخالق ورحمته .. وحبه لعباده .. بعد إدراكي بوجوب الرضى ..
والحمد .. لكل ماقد نظنه سيء ( وهو يخفي الخير لنا ) .. أو ماقد تفرح به قلوبنا .. فكلاهما نعمة .. تشعرنا بالحياه ..
وبوجود الخالق معنا .. في كل مكان .. و كل وقت .. وبعد إدراكي لأهمية الصبر .. والثقه بقدرته سبحانه ..

الحمدالله .. فقد أنتهت .. ولم تعود مرّه ثانيه .. ولن تقوى على ذلك .. معي ..
فقد أدرك عقلي .. السر الحقيقي للتفاؤل .. وسعادة القلب .. السرمديه ..


يتبــــــــــــــــــع .. :) ..

أنا أسفه لأني أتأخرت .. بطرح الأجزاء الجديده ..

أصلي مشغوله شويه الأيام دي ..

يارب الأجزاء دي ترضيكم .. بماأنها أحتوت على حروف التفاؤل .. وأخيراً ..

تحياتي الخالصه .. لرواد صفحتي .. :) ..