المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30-07-2012, 01:28 PM   #46
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue
صابرات صادقات في ركب الدعوة





نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صابرات صادقات في ركب الدعوة

10/07/2012
في تاريخ الدعوة والإيمان والصبر على الأذى فيه أبطال وأفذاذ، وأناس ضربوا أروع المثل في حب الدين والتضحية من أجله.. وقد جمع هذا الطريق بين رجال ونساء أشهدوا الله على ما في قلوبهم، وأعلنوا..
في تاريخ الدعوة والإيمان والصبر على الأذى فيه أبطال وأفذاذ، وأناس ضربوا أروع المثل في حب الدين والتضحية من أجله.. وقد جمع هذا الطريق بين رجال ونساء أشهدوا الله على ما في قلوبهم، وأعلنوا لله بالوحدانية، وأقروا له بحق العبودية؛ فنالتهم أيدي المجرمين بالأذى والتنكيل، وجرت عليه آلة التعذيب ليردوهم عن دينهم ويصدوهم عن عقيدتهم، ولكنهم صبروا أمام صنوف العذاب، وشمخوا بالإيمان، وسموا بالعقيدة، وأثبتوا في كتاب التاريخ سطورا من نور أذهلت كل من اطلع عليها من موافق أو مخالف.
لقد ضم درب الصبر والثبات وطريق التضحيات رجالا أفذاذا أبطالا، راسخة عقيدتهم رسوخ الجبال، شامخة قلوبهم ونفوسهم شموخ عقيدتهم التي بين جنوبهم.. وقد ضم هذا الطريق إلى جانب الرجال نساء لم يكن حظهن من الإيمان والصبر والثبات والتضحية أقل من حظوظ الرجال، وحق لنا أن نفخر بهن، وأن نظهر بطولاتهن وجهادهن؛ ليتعلم منها أبناؤنا وبناتنا وليكون للمرأة المسلمة مثلا تحتذيه وأنموذجا تقتديه.. فلقد كانت لقريش صولة وانبساط بالأذى على من آمن من أولئك الضعفاء حتى لقد تجاوزوا به حد التعذيب والإيلام، إلى الافتنان في التمثيل، والتأنق في التنكيل (كما جاء في كتاب عودة الحجاب)، ومن أولئك اللواتي استعذبن العذاب (كما جاء في كتاب عودة الحجاب):

سمية بنت خُبَّاط:

أم عمار بن ياسر، كانت سابعة سبعة في الإسلام، وكان بنو مخزوم إذا اشتدت الظهيرة، والتهبت الرمضاء، خرجوا بها هي وابنها وزوجها إلى الصحراء، وألبسوهم دروع الحديد، وأهالوا عليهم الرمال المتقدة، وأخذوا يرضخونهم بالحجارة، (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رَمْضاء مكة فيقول: [
صبرًا آل ياسر، موعدكم الجنة].. حتى تفادى الرجلان ذلك العذاب المر بظاهرة من الكفر أجرياها على لسانهما، وقلباهما مطمئنان بالإيمان، وقد عذر الله أمثالهما بقوله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}..
فأما المرأة فاعتصمت بالصبر، وقرت على العذاب، وأبت أن تعطي القوم ما سألوا من الكفر بعد الإيمان، فذهبوا بروحها، وأفظعوا قِتلتها، فقد أنفذ الشريف النذل أبو جهل بن هشام حربته فيها، فماتت رضي الله عنها، وكانت أول شهيدة في الإسلام.

قال ابن حجر: (وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن مجاهد قال: أول شهيد في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر، وكانت عجوزًا كبيرة، ضعيفة،. ولما قُتل أبو جهل يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار: [
قَتَل الله قاتِلَ أمك]. اهـ.
زنيرة الرومية:
وغير سمية كثيرات احتملن فوق ما احتملت: فمنهن من كانوا يلقونها، ويحملون لها مكاوي الحديد، ثم يضعونها بين أعطاف جلدها، ويدعون الأطفال يعبثون بعينها حتى يذهب بصرها، وممن عُذب بهذا العذاب زنيرة جارية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان هو (قبل إسلامه) وجماعة من قريش يتولون تعذيبها، ولما ذهب بصرها قال المشركون: "ما أصاب بصرها إلا اللات والعزى"، فقالت لهم: "والله ما هو كذلك، وما تدري اللات والعزى من يعبدهما، ولكن هذا أمر من السماء، والله قادر على أن يرد عليَّ بصري"، قيل: "فرد عليها بصرها"، فقالت قريش: "هذا من سحر محمد" صلى الله عليه وسلم ، وقد اشتراها أبو بكر وأعتقها رضي الله عنه".
وفيها نزل قوله تعالى: {
وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه}.. فقد ذكر أهل التفسير أنها لما دعت الله فرد عليها بصرها قال المشركون: لو كان في هذا الدين خير لما سبقتنا إليه زنيرة.. فأنزل الله الآية.

أم شريك:
ومنهن من كانوا يسقونها العسل، ويوثقونها بالأغلال، ثم يلقونها بين الرمال، ولها حرٌّ يذيب اللحم، ويصهر العظم، حتى يقتلها الظمأ، وممن فعلوا بهن ذلك أم شريك غزيَّة بنت جابر بن حكيم.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: (وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة، فأسلمت، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرًّا، فتدعوهن، وترغبهن في الإسلام، حتى ظهر أمرها لأهل مكة، فأخذوها، وقالوا لها: "لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا، ولكنا سنردك إليهم"، قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثًا لا يطعموني، ولا يسقوني، فنزلوا منزلا، وكانوا إذا نزلوا وقفوني في الشمس واستظلوا، وحبسوا عني الطعام والشراب حتى يرتحلوا، فأوققوني يوما حتى ذهب عقلي أو كاد، فبينما أنا كذلك إذا بأثر شيء بارد وقع علي منه ثم عاد، فتناولته، فإذا هو دلو ماء، فشربت منه قليلا ثم نزع مني، ثم عاد فتناولته، فشربت منه قليلا، ثم رفع، ثم عاد أيضا، فصنع ذلك مرارا حتى رويت، ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي، فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء، ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا لي: انحللت فأخذتِ سقاءنا فشربت منه؟ فقلت: لا والله ما فعلت ذلك، كان من الأمر كذا وكذا، فقالوا: لئن كنت صادقة، فدينك خير من ديننا، فنظروا إِلى الأسقية فوجدوها كما تركوها، فأسلموا لساعتهم).

جارية بني مؤمل:
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه- قبل أن يسلم- يتولى تعذيب جارية مسلمة لبني المؤمل، فلا يزال يضربها بالسياط، حتى إذا مَل قال لها: " إني أعتذر إليك أني لم أتركك إلا ملالة "، فتقول له: " كذلك فعل الله بك".


أم أيمن:
وخرجت أم أيمن مهاجرة، وليس معها زاد ولا ماء، فكادت تموت من العطش، فلما كان وقت الفطر، وكانت صائمة سمعت حسًّا على رأسها، فرفعته، فإذا دلو معلق، فشربت منه حتى رويت، وما عطشت بقية عمرها " (حلية الأولياء2/67).


أم كلثوم بنت عقبة وأمها:
آمنت أم كلثوم بنت عقبة- وهو سيد من سادات قريش- دون رجال بيتها، وفارقت خدرها، ومستقر أمنها ودعتها، تحت جنح الليل، فريدة شريدة، تطوي بها قدماها ثنايا الجبال، وأغوار التهائم بين مكة والمدينة، إلى مفزع دينها، ودار هجرتها، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أعقبتها بعد ذلك أمها، فاتخذت سنتها، وهاجرت هجرتها، وتركت شباب أهل بيتها وكهولهم، وهم في ضلال يعمهون (الطبقات 8/167).


ذلك قليل من كثير مما يشهد للمرأة المسلمة باحتكام الدين في ذات نفسها، واستهانتها بالدم والروح في سبيله.

فـلـو كان النسـاء كـما ذكــرنـا ... ... لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ... ... ولا الـتذكــير فخــر للهـلال.

فرضي الله عن هذه النفوس الزاكيات، وهذه الأرواح الطاهرات، ورضي الله عن صويحبات رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رضي عن أصحابه الطيبين، وهدانا سبيلهم إلى أن نلقاهم في جنات النعيم.. آمين.


إسلام ويب


 

رد مع اقتباس
قديم 19-09-2012, 08:15 PM   #47
عازفة الأمل
V I P
على آوتآر عمري


الصورة الرمزية عازفة الأمل
عازفة الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 34791
 تاريخ التسجيل :  07 2011
 أخر زيارة : 28-11-2014 (10:11 PM)
 المشاركات : 5,160 [ + ]
 التقييم :  167
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink


يا صحابة حبيبنا ورسولنا صل الله عليه وسلم ..
لا تعلمون ماذا حدث من بعدكم ؟؟
فكم اشتقنا لكم ولشجاعتكم وعدلكم في هذه الارض ..!
اللهم الحقنا بالصالحين يارب العالمين ..
اللهم انك حرمتنا جوارهم في الدنيا فلا تحرمنا مجورتهم في الجنة ~
مع حبيبنا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم خير البشر ..
اللهم لا تحرمنا من القرب منه في الجنة يارب ..


 

رد مع اقتباس
قديم 11-11-2012, 09:27 AM   #48
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue


معاذ بن جبل.. إمام العلماء (رضي الله عنه)
24/03/2009
إنه رجل بأمة، هو أحد السبعين الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية من الأنصار، وقد تفقه في دين الله حتى وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه (أعلم الناس بالحلال والحرام)،..
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة












إنه رجل بأمة، هو أحد السبعين الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية من الأنصار، وقد تفقه في دين الله حتى وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه (أعلم الناس بالحلال والحرام)، وقد بلغ من العلم أن الصحابة - رضوان الله عليهم- كانوا يجتمعون حوله ليتعلموا منه أمور الحلال والحرام، وبلغ من الفضل والنجابة والكمال ما جعل عمر بن الخطاب يقول عنه: "عجزت النساء أن يلدن مثله".

إنه القانت المطيع، طليعة الأتقياء وسابق العلماء وحبر الأنصار وحبيب سيد الأخيار معاذ بن جبلبن عمرو بن أوس، يكنى أبا عبد الرحمن، أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وشهد العقبة مع السبعين وبدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله، وأردفه رسول الله وراءه، وبعثه إلى اليمن بعد غزوة تبوك ، ليعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وشيعه ماشيًا في مخرجه وهو راكب.


كان له من الولد عبد الرحمن وأم عبد الله وولد آخر لم يذكر اسمه.



صفته رضي الله عنه:
كان معاذ رضي الله عنه من أجمل الرجال.. شابا طوالا أبيض وضيء الوجه، حسن الشعر، براق الثنايا، أكحل العينين، مجموع الحاجبين، جميلاً سمحاً من خير شباب قومه.(راجع الإصابه 3-98)


وعن أبي بحرية يزيد بن قطيب السكونى قال: دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس، جعد قطط، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ، فقلت من هذا قالوا معاذ بن جبل.



وعن أبي مسلم الخولاني قال: أتيت مسجد دمشق فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب محمد، وإذا شاب فيهم، أكحل العين براق الثنايا، كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى قال: قلت لجليس لي من هذا؟ قال: هذا معاذ بن جبل.



ثناء رسول الله على معاذ:
لقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ في عدة مواطن كلها تدل على عظمة معاذ ومكانه في الدين وفي قلب النبي الأمين.. فعن أنس قال: قال رسول الله: [أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل] رواه الإمام أحمد.



وفي كتاب أسد الغابة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نعم الرجل معاذ بن جبل".


وعن عاصم بن حميد عن معاذ بن جبل قال: لما بعثه رسول الله إلى اليمن خرج معه رسول الله يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال: يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري، فبكى معاذ خشعًا لفراق رسول الله، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا.



ولم يكن بكاء معاذ هذا غريبا فقد كان يحب رسول الله ككل الصحابة وزاد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبه كما جاء في الترغيب والترهيب بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما ثم قال يا معاذ والله إني لأحبك. فقال له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك. قال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.



ثناء الصحابة عليه:
عن الشعبي قال: حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال ابن مسعود: إن معاذ بن جبل كان أمةً قانتًا لله حنيفًا، فقيل إن إبراهيم كان أمةً قانتًا لله حنيفًا، فقال ما نسيت هل تدري ما الأمة وما القانت؟ فقلت: الله أعلم، فقال: الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله عز وجل وللرسول، وكان معاذ بن جبل يعلم الناس الخير وكان مطيعًا لله عز وجل ورسوله.



وعن شهر بن حوشب قال: كان أصحاب محمد إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له.


وقال عنه عمر رضي الله عنه: "عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ".


وقال عمر بن الخطاب يومًا لأصحابه: لو استخلفت معاذَا - رضي الله عنه- فسألني ربى عز وجل ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك يقول: (يأتي معاذ بن جبل بين يدي العلماء برتوة (أي يسبقهم مسافة كبيرة، قيل إنها رمية حجر) [أحمد].


نبذة من زهده:
عن مالك الداري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تَلَهَّ ساعةً في البيت حتى تنظر ما يصنع، فذهب الغلام قال: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، قال: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتَلَهَّ في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها إليه، قال: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: رحمه الله ووصله، تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأته فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا (فدفع) بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره بذلك فقال: إنهم إخوة بعضهم من بعض.


نبذة من ورعه:
عن يحيى بن سعيد قال: كانت تحت معاذ بن جبل امرأتان فإذا كان عند إحداهما لم يشرب في بيت الأخرى الماء.

وعن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل كانت له امرأتان فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى ثم توفيتا في السقم الذي بالشام والناس في شغل فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما أيتهما تقدم في القبر.


نبذة من تعبده واجتهاده :
عن ثور بن يزيد قال: كان معاذ بن جبل إذا تهجد من الليل قال: اللهم قد نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم: اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.




جوده وكرمه:
عن ابن كعب بن مالك قال: كان معاذ بن جبل شابًّا جميلا سمحًا من خير شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه حتى أدان دينا أغلق ماله فكلم رسول الله أن يكلم غرماءه أن يضعوا له شيئا ففعل فلم يضعوا له شيئا، فدعاه النبي فلم يبرح حتى باع ماله فقسمه بين غرمائه فقام معاذ لا مال له قال الشيخ رحمه الله: كان غرماؤه من اليهود فلهذا لم يضعوا له شيئًا.





نبذة من مواعظه وكلامه:
عن أبي إدريس الخولاني أن معاذ بن جبل قال إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والصغير والكبير والأحمر والأسود فيوشك قائل أن يقول ما لي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره إياكم وإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول علي في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورًا، قالوا: وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؟ قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه فلا يثنكم فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون.



وعن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني، قال وهل أنت مطيعي قال: إني على طاعتك لحريص قال: صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم.





وعن معاوية بن قرة قال: قال معاذ بن جبل لابنه: يا بني، إذا صليت فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدًا واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين: حسنة قدمها وحسنة أخرها. وعن أبي إدريس الخولاني قال: قال معاذ: إنك تجالس قومًا لا محالة يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك رغبات. رواهما الإمام أحمد.



وعن محمد بن سيرين قال: أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه فقال: إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حُفِظْتَ إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت.



وعن الأسود بن هلال قال: كنا نمشي مع معاذ فقال: اجلسوا بنا نؤمن ساعة.



وعن أشعث بن سليم قال: سمعت رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال: ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب ولبسن رياط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد.


مرضه ووفاته:
عن طارق بن عبد الرحمن قال: وقع الطاعون بالشام فاستغرقها فقال الناس ما هذا إلا الطوفان إلا أنه ليس بماء، فبلغ معاذ بن جبل فقام خطيبًا فقال: إنه قد بلغني ما تقولون وإنما هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وكموت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أو منافق، وخافوا إمارة الصبيان.





وعن عبد الله بن رافع قال لما أصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلف على الناس معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز فقال إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص الله بها من يشاء من عباده منكم، أيها الناس أربع خلال من استطاع منكم أن لا يدركه شيء منها فلا يدركه شيء منها، قالوا وما هن قال يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل والله لا أدري علام أنا؟ لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة، ويعطى الرجل من المال مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة، فطعن ابناه فقال: كيف تجدانكما؟ قالا: يا أبانا {الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} قال: وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين، ثم طعنت امرأتاه فهلكتا وطعن هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه ويقول: اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغيرة حتى هلك.





واتفق أهل التاريخ أن معاذًا ـ رضي الله عنه ـ مات في طاعون عمواس بناحية الأردن من الشام سنة ثماني عشرة، واختلفوا في عمره على قولين: أحدهما: ثمان وثلاثون سنة، والثاني: ثلاث وثلاثون.


اسلام ويب



وللاستماع الى الصوتيات:
معاذ بن جبل .. محمد حسان - صوتيات إسلام ويب


 
التعديل الأخير تم بواسطة واثقة بالله ; 11-11-2012 الساعة 09:32 AM

رد مع اقتباس
قديم 16-11-2012, 05:33 PM   #49
مخلب النمر
عضو موقوف


الصورة الرمزية مخلب النمر
مخلب النمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 37008
 تاريخ التسجيل :  01 2012
 أخر زيارة : 22-02-2013 (11:25 PM)
 المشاركات : 624 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الحسين بن علي رضي الله عنه



السلام عليكم
سيدنا الحسين بن علي هو أحد الذين قال الله عنهم (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا)

سيدنا الحسين بن علي افترض وأوجب الله مودته فقد قال الله سبحانه (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)

قال رسول الله (ص) الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة

وقال النبي (ص) أيضا حسينٌ مني وأنا من حسينٍ أحبَّ اللهُ مَن أَحبَّ حسينًا حسينٌ سبطٌ من الأسباطِ
الراوي: يعلى بن مرة المحدث: محمد المناوي - المصدر: تخريج أحاديث المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5/315
خلاصة حكم المحدث: [رجاله موثقون]

حسين مني ، و أنا منه ، أحب الله من أحب حسينا ، الحسن و الحسين من الأسباط
الراوي: يعلى بن مرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3146
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال رسول الله (ص) الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا



 

رد مع اقتباس
قديم 17-11-2012, 10:28 AM   #50
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مخلب النمر مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
سيدنا الحسين بن علي هو أحد الذين قال الله عنهم (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا)

سيدنا الحسين بن علي افترض وأوجب الله مودته فقد قال الله سبحانه (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)

قال رسول الله (ص) الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة

وقال النبي (ص) أيضا حسينٌ مني وأنا من حسينٍ أحبَّ اللهُ مَن أَحبَّ حسينًا حسينٌ سبطٌ من الأسباطِ
الراوي: يعلى بن مرة المحدث: محمد المناوي - المصدر: تخريج أحاديث المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5/315
خلاصة حكم المحدث: [رجاله موثقون]

حسين مني ، و أنا منه ، أحب الله من أحب حسينا ، الحسن و الحسين من الأسباط
الراوي: يعلى بن مرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3146
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال رسول الله (ص) الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا


رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين وحشرنا مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه وآله وصحابته ..


جاء في تفسير ابن كثير :



وقوله : (
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) أي : قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش : لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم ما لا تعطونيه ، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني وتذروني أبلغ رسالات ربي ، إن لم تنصروني فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة .

قال
البخاري : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت طاوسا عن ابن عباس : أنه سئل عن قوله تعالى : ( إلا المودة في القربى ) فقال سعيد بن جبير : قربى آل محمد . فقال ابن عباس : عجلت إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة ، فقال : إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة . انفرد به البخاري .

ورواه الإمام
أحمد ، عن يحيى القطان ، عن شعبة به . وهكذا روى عامر الشعبي ، والضحاك ، وعلي بن أبي طلحة ، والعوفي ، ويوسف بن مهرانوغير واحد ، عن ابن عباس ، مثله . وبه قال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة ، والسدي ، وأبو مالك ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغيرهم .

وقال
الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا هاشم بن يزيد الطبراني وجعفر القلانسي قالا حدثنا [ ص: 200 ] آدم بن أبي إياس ، حدثنا شريك ، عنخصيف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي منكم ، وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم " .

وروى الإمام
أحمد ، عن حسن بن موسى : حدثنا قزعة يعني ابن سويد - وابن أبي حاتم - عن أبيه ، عن مسلم بن إبراهيم ، عن قزعة بن سويد -عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا أسألكم على ما آتيتكم من البينات والهدى أجرا ، إلا أن توادوا الله ، وأن تقربوا إليه بطاعته " .

وهكذا روى
قتادة عن الحسن البصري ، مثله .

وهذا كأنه تفسير بقول ثان ، كأنه يقول : (
إلا المودة في القربى ) أي : إلا أن تعملوا بالطاعة التي تقربكم عند الله زلفى .

وقول ثالث : وهو ما حكاه
البخاري وغيره ، رواية عن سعيد بن جبير ، ما معناه أنه قال : معنى ذلك أن تودوني في قرابتي ، أي : تحسنوا إليهم وتبروهم .

وقال
السدي ، عن أبي الديلم قال : لما جيء بعلي بن الحسين أسيرا ، فأقيم على درج دمشق ، قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم ، وقطع قرني الفتنة . فقال له علي بن الحسين : أقرأت القرآن ؟ قال : نعم . قال : أقرأت آل حم ؟ قال : قرأت القرآن ، ولم أقرأ آل حم . قال : ما قرأت : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ؟ قال : وإنكم أنتم هم ؟ قال : نعم .

وقال :
أبو إسحاق السبيعي : سألت عمرو بن شعيب عن قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) فقال : قربى النبي - صلى الله عليه وسلم - . رواهما ابن جرير .

ثم قال
ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا مالك بن إسماعيل ، حدثنا عبد السلام ، حدثني يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال : قالتالأنصار : فعلنا وفعلنا ، وكأنهم فخروا فقال ابن عباس - أو : العباس ، شك عبد السلام - : لنا الفضل عليكم . فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاهم في مجالسهم فقال : " يا معشر الأنصار ، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي ؟ " قالوا : بلى ، يا رسول الله . قال : ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله قال : " أفلا تجيبوني ؟ " قالوا : ما نقول يا رسول الله ؟ قال : " ألا تقولون : ألم يخرجك قومك فآويناك ؟ أولم يكذبوك فصدقناك ؟ أولم يخذلوك فنصرناك " ؟ قال : فما زال يقول حتى جثوا على الركب ، وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله . قال : فنزلت : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) .

وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن علي بن الحسين ، عن عبد المؤمن بن علي ، عن عبد السلام ، عن [ ص: 201 ] يزيد بن أبي زياد - وهو ضعيف - بإسناده مثله ، أو قريبا منه .

وفي الصحيحين - في قسم غنائم
حنين - قريب من هذا السياق ، ولكن ليس فيه ذكر نزول هذه الآية . وذكر نزولها في المدينة فيه نظر ; لأن السورة مكية ، وليس يظهر بين هذه الآية الكريمة وبين السياق مناسبة ، والله أعلم .

وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا رجل سماه ، حدثنا حسين الأشقر ، عن قيس ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباسقال : لما نزلت هذه الآية : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قالوا : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم ؟ قال : " فاطمةوولدها ، عليهم السلام " .

وهذا إسناد ضعيف ، فيه مبهم لا يعرف ، عن شيخ شيعي متخرق ، وهو حسين الأشقر ، ولا يقبل خبره في هذا المحل . وذكر نزول هذه الآية فيالمدينة بعيد ; فإنها مكية ولم يكن إذ ذاك لفاطمة أولاد بالكلية ، فإنها لم تتزوج بعلي إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة .

والحق تفسيرها بما فسرها به الإمام حبر الأمة ، وترجمان القرآن
، عبد الله بن عباس ، كما رواه عنه البخاري [ رحمه الله ] ولا تنكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم ، واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة ، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض ، فخرا وحسبا ونسبا ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم ، كالعباس وبنيه ، وعلي وأهل بيته وذريته ، رضي الله عنهم أجمعين .


************************************************** **************




الحسين بن علي
(jomنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة52)6/1/1433هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله تفرد سبحانه بصفات الكمال،خالق الجبال،ومحصي الأعمال،أحمده جل شأنه وأشكره على نعمه العظيمة ونسأله حسن المآل،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند تفرد سبحانه بالعزة والجمال والجلال،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.


أمابعد:فهذا ربكم ياعباد الله يوصيكم فاسمعوا لوصية ربكم إذ يقول : { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا } (النساء:131).إخوة الإيمان انظروا معي ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يجرُّ إزاره مسرعًا قد سَمِعَ خبرًا خفق له فؤادُه،وتحركت من أجله لواعجُ شوقه،ياترى ما لخبر؟.

لقد ولدت فاطمةُ بنت محمد طفلاً،دخل الجدُّ صلى الله عليه وسلم على ابنته،وحمل الوليدَ المبارك بين يديه،ثم أتى بتمرةٍ،فلاكها بريقه الشريف،وحنَّك الطفل بها،ثم قال لعلي: "ما أسميته؟"، قال:جعفرًا،فقال صلى الله عليه وسلم : ((بل سمِّه الحُسين((،وعقَّ عنه جدُّه صلى الله عليه وسلم بكبشين.عاش الحسين،وترعرع في بيت النُّبوة، وامتلأ قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم محبةً ورحمةً بهذا الطفل الصغير،فسمَّاه:ريحانته؛ وقطع يوماً الخطبة ليحمله،وربما امتطى ظهره وهو يصلي بالناس فيطيل السجود، وكان يلاعبه حتى في الشارع ويضاحكه ثم يحمله ويقول (((حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ) (؛ (الترمذي، مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما،ح (3708)).



يكفي الحسينَ بن علي رضي الله عنه شرفًا وفضلاً وفخرًا قولُ النبي عنه: ((الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ))(الترمذي،مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما،ح(3701)) يَا أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ حُبُّكُمُ *** فَرْضٌ مِنَ اللهِ فِي القُرْآنِ أَنْزَلَهُ كَفَاكُمُ مِنْ عَظِيمِ القَدْرِ أَنَّكُمُ *** مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لاَ صَلاَةَ لَهُ.و في ربيعه السادس فجع بوفاة جده صلى الله عليه وسلم ،وبعد ستة أشهر فُجِع بفاجعة عظيمة؛ توفِّيت أمُّه سيدة نساء الجنة رضي الله عنه .



عاش الحسين رضي الله عنه بعد وفاة الجد صلى الله عليه وسلم حياة الإكرام واقعًا محسوسًا ،فكان الأصحاب رضي الله عنه يكرمونه ويحبونه إكرامًا و محبةً للنبي صلى الله عليه وسلم .كيف لا،وقد كان أشبهَ الناس بالحبيب صلى الله عليه وسلم ؟!فقد كان مُحَيَّاه يذكِّر الأصحابَ بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ؛

كان أبو بكر رضي الله عنه يعطف ويحنو على الحسين الشيءَ الكثير؛ كان إذا رآه يُقْبِل عليه ويبشُّ له، وكان رضي الله عنه يقول للناس: "ارقُبُوا محمدً صلى الله عليه وسلم في آل بيته".فاضَتْ عيناه رضي الله عنه من الدموع، وهو يقول لعلي رضي الله عنه " لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أن أصل من قرابتي".وَمَا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ خِلاَفَتَهُ..إِلاَّ انْحَنَى مُرْهَفَ الوِجْدَانِ وَابْتَسَمَا..وَقَالَ قَوْلَةَ إِجْلاَلٍ وَمَرْحَمَةٍ...قَرَابَةُ المُصْطَفَى أَوْلَى بِنَا رَحِمَا.



أما الفاروق رضي الله عنه فقد كان يُجِلُّ و ويوقِّر الحسين؛ كيف لا،والحسين صِهْرُه ؟! فقد تزوَّج عمر أمَّ كلثوم بنت عليٍّ رضي الله عنه فكان يفرض للحسن والحسين كما يفرض لأهل بدر،فتح المسلمون بلاد الفرس،وجِيء ببنت يَزْدَجِرْد إلى عمر رضي الله عنه وكانت من أجمل النساء،فأهداها إلى أحب الناس إليه للحسين رضي الله عنه ،ثم جاء عثمان رضي الله عنه زوج خالتَيِ الحسين:رقية وأم كلثوم فحفظ للحسين فضله ومكانته،

وعاش الحسين رضي الله عنه حياةَ الإكرام أيضًا في زمن معاوية رضي الله عنه ؛ فكان يبعث للحسن والحسين الكثير من العطاء،وفي سنة ستين للهجرة بُويِع يزيد بن معاوية بالخلافة،فلم يبايع يزيدَ لرأيه بأن هناك من هو أحق منه،ثم جاوَر مكة يتعبَّد لله.سمع أهل الكوفة أن الحسين رضي الله عنه لم يُبايِع، وكانوا أصحاب تاريخ مليء بالفتنة والشِّقَاق،وكانوا يُظْهِرون الميل لعليٍّ وشيعته.فأرسلوا يدعون الحسين للبيعة،وكثرت تلك الرسائل،عندها أرسل الحسين ابنَ عمه مسلم بن عقيل ليستوثق الخبر، وصل مسلم الكوفة،فوجد الناس يريدون الحسين، وجعل يأخذ البَيْعة له،ثم كتب مسلم إلى الحسين: "أن اقدِم فقد تمت البيعة لك".وصلت الأخبار ليزيد عن بيعة أهل الكوفة،فأمر واليَه على البصرة عبيدالله بن زياد أن يمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين،ولم يأمر بقتل الحسين،عَلِم مسلم بالخبر فخرج ومعه أربعة آلاف ممن بايَعه من شيعة الكوفة، وحاصَر عبيدالله في قصره،وشدَّد عليه الحصار.أما عبيدالله بن زياد المحاصَر، فعرف بمكْرِه ودهائِه كيف يفرِّق شيعة الكوفة عن مسلم؛فأرسل إلى رؤساء القبائل في الكوفة وأعطاهم من الأموال ما يخذلهم عن نصرة الحسين ومسلم.فجعل عُبَّادُ المال ينفرون ويتفرَّقون عن مسلم حتى أمسى وليس معه أحد،فوقع مسلم في قبضة ابن زياد فأمر بقتله،فطلب أن يكتب للحسين يخبره بحقيقة خيانة شيعة أهل الكوفة،فكتب للحسين: "ارجِع بأهلك، ولا يغرنَّك أهل الكوفة؛ فقد كذَبوني وكذَبوك، وليس لكاذب رأيٌ".



أما الحسين بن علي رضي الله عنه فلم يعلم بما حصل، فخرج ظنًّا منه أنَّ البيعة قد تمت له هناك.خرج من مكة وليس على وجه الأرض مَن يوازيه في الفضل،وخرج معه سبعون من أهل بيته من أولاده وإخوانه وأبناء إخوانه.حاول الصحابة رضي الله عنه منْع الحسين وثنيَه عن الخروج ففشلوا،مضى الحسين رضي الله عنه إلى العراق، وقبل وصوله علم بمقتل ابن عمه مسلم،فهمَّ أن يرجع، إلا أن أبناء مسلم الذين كانوا معه طلبوا ثأر أبيهم، فنزل على رأيهم وواصل المسير،أما عبيدالله فقد أرسل جيوشه لمنْع الحسين من الكوفة، فالتقى الجمعان في أرض كربلاء في العاشر من محرم سنة إحدى وستين للهجرة؛الحسين ومعه سبعون من أهل بيته، وجيش ابن زياد بقيادة شمر بن ذي الجَوْشَن، وعمر بن سعد، وعددهم خمسة آلاف رجل.رأى الحسين عدمَ التكافؤ بينه وبين خصمه؛ فعرض عليهم ثلاثة أمور: إما أن يتركوه أن يرجع من حيث أتى أو أن ينطلق إلى ثغر من ثغور المسلمين للجهاد أو أن يتركوه يذهب إلى يزيد بالشام.فأبى عليه شمر -الذي كان بالأمس من شيعة علي رضي الله عنه ،أبى إلا أن يُرْبَط أسيرًا، وينزل على حكْم عبيدالله بن زياد أو القتال؛ فقال الحسين: "لا والله لا أنزل على حكم ابن زياد أبدًا،واصطفَّ الجيشان،وتجهَّز الجميع للقتال" هنا رفع الحسين رضي الله عنه يديه إلى السماء ودعَا على أهل الكوفة قائلاً: ""اللهم إن متعتهم إلى حين ففرِّقهم فِرَقًا،واجعلهم طرائق قِدَدًا،ولا تُرْضِ الولاةَ عنهم أبدًا؛فإنهم دعَونَا لينصرونا،ثم عدَوْا علينا فقتلونا"،وهذا الدعاء ذكرتْه كتب الشيعة أيضًا.



وبدأ القتال وحمي الوَطِيس، وكان يومًا عصيبًا على الحسين رضي الله عنه يرى أهل بيته يتساقطون بين يديه صَرْعَى واحدًا تِلْوَ الآخر حتى بقي رضي الله عنه وحده، فتقدم إليه شمر،فرماه برُمحه في رقبته،ثم طعنه فسقط رضي الله عنه شهيدًا، وفاضت روحه الطاهرة إلى باريها، وهكذا قُتِل سيد المسلمين في عصره، قُتِل ريحانة المصطفى صلى الله عليه وسلم قُتِل الزاهد العابد المبشَّر بالجنة{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }.( إبراهيم: 42)


الخطبة لثانية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آل وصحبه وسلم .



أما بعد: فاتقوا الله واعلموا رحمني الله وإياكم أنه لا يعبد الله إلا بما شرع ، ولم يشرع للمسلمين في يوم عاشوراء النياحة والبكاء وضرب الأجساد بالسلاسل وإراقة الدماء ولطم الخدود على فقد الحسين ، ولقد فقدت الأمة من هو أحب إليها وأعز من الحسين رضي الله عنه ، جده الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فالحزن لوفاته أعظم ولم يشرع لنا فعل شيء من ذلك؛ بناء على ذلك فكل ما يفعل بحجة الحزن على موت الحسين هو بدع في الدين ما أنزل الله بها من سلطان ،

إن مما شرع لأمة الإسلام هو التقرب إلى الله بصيام هذا اليوم تأسياً بقدوتنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم وقد رغب صلى الله عليه وسلم في صيامه بقوله:فيما أخرجه الإمام مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بقوله:((وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ))(مسلم،الصيام،ح(1976)).

فما أحوجني أخي وأحوجك وأحوجنا جميعاً لصيامه؛فلأن تكفر عنا سيئة واحدة لهو فوز عظيم ، فبسيئة واحدة قد يثقل ميزان السيئات ويهلك الإنسان فكيف بعام كامل؟.



الحسين بن علي رضي الله عنه - صيد الفوائد






نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةقصة بطل مقتل الحسين رضى الله عنه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الشيخ محمد العريفى

اعرض الرابط


 

رد مع اقتباس
قديم 21-11-2012, 09:27 AM   #51
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue



العدد 71: الحسن رضي الله عنه - سلسلة العلامتين ابن باز والألباني




العدد 71: الحسن رضي الله عنه
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الحسن بن علي

العدد رقم: 71 شهر : محرم 1427هـ
ويتضمن موضوع العدد عن ريحانة المصطفى صلى الله عليه وسلم لنتعلم عند حديثنا عن الحسن رضي الله عنه الحب والزهد والحلم والخلق الكريم أنه الشبيه بالنبي صلى الله عليه وسلم في خُلقه وخلقه إنه الحبيب إلى قلب جده صلى الله عليه وسلم.
لتحميل المطوية نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




 
التعديل الأخير تم بواسطة واثقة بالله ; 21-11-2012 الساعة 09:31 AM

رد مع اقتباس
قديم 27-11-2012, 10:02 AM   #52
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة بن عبيد الله بالجنة، وقد ضحى بنفسه دون رسول الله في مواطن كثيرة، ومن أشهرها حين دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحد، فقد جعل نفسه درعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاتل الكفار وصدهم عنه حتى قطعت أصابعه من جراء ذلك، وله فضائل كثيرة، فرضي الله عن طلحة بن عبيد الله وأرضاه.



سيرة طلحة بن عبيد الله وفضائله:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

ما زلنا مع هذه الشموس المشرقة، مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحن اليوم مع موعد مع
طلحة الخير ، طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه وأرضاه، فهو قرشي مكي، وكنيته أبو محمد ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان من السابقين إلى الإسلام، أوذي في الله، ثم هاجر، وغاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام، وتألم لغيبته، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، وهذا مصداق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أقواماً بالمدينة ما سلكتم وادياً إلا كانوا معكم، قالوا: وهم بالمدينة يا رسول الله؟ قال: وهم في المدينة، حبسهم العذر)، إذ إن كل إنسان يعامل بنيته، فمن كانت نيته حسنة عامله الله بهذه النية، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).


دفاعه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد:

روى الترمذي بإسناد حسن: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد: أوجب طلحة)، وهذا الحديث عندما كان معه عشرة من الأنصار ويقول لكل واحد منهم: (من يدفع عني القوم وهو رفيقي في الجنة؟ فيقوم طلحة ويقول له: امكث، حتى قتل العشرة عن بكرة أبيهم، فقام طلحة ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقاتل فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، ويقول: نحري دون نحرك يا رسول الله، لا ترفع رأسك حتى لا يأتيك سهم من سهام القوم، ثم دافع عن رسول الله حتى شلت يده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دونكم صاحبكم فقد أوجب، قال بعضهم: قد رأيت أصابع طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد شلاء).


وعن جابر قال: (لما كان يوم أحد وولى الناس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية في اثني عشر رجلاً، منهم طلحة ، فأدركهم المشركون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من للقوم؟ قال طلحة : أنا، فقال: كما أنت، فقال: رجل أنا، فقال: أنت، فقاتل حتى قتل، ثم التفت فإذا المشركون، فقال: من لهم؟ قال: طلحة : أنا، فقال: كما أنت، قال رجل من الأنصار: أنا، قال: أنت، فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله صلى الله عليه وسلم طلحة الخير ، فقال: من للقوم؟ قال: طلحة : أنا، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر، حتى ضربت يده فقطعت أصابعه، فقال: حس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت: باسم الله، لرفعتك الملائكة والناس ينظرون، ثم رد الله المشركين بغيظهم).


وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو و أبو بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة و الزبير فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد)، وهذا يصدق على كل من وقف في هذا الموقف؛ لأنه قال: (أو شهيد) و(شهيد) نكرة في سياق النفي فتفيد العموم.



ورعه وجوده وزهده رضي الله عنه:
عن طلحة بن يحيى قال: حدثتني جدتي قالت: دخلت على طلحة يوماً وهو خافت، يعني: كان كسلاً غير نشيط- فقلت: ما لك، لعلك راعك من أهلك شيء؟ قال: لا والله، ونعم حليلة المسلم أنت، ولكن عندي مال قد غمني، فقلت: ما يغمك؟ عليك بقومك، قال: يا فلان! ادع لي قومي فقسمه فيهم، فسألت الخادم: كم أعطى؟ قال: أربعمائة ألف.

وهذه كلها أنفقها في سبيل الله، كانوا زاهدين في الدنيا بعدما فتحها الله عليهم، فباعوها صدقاً لله جل وعلا، وهذا الذي رفعهم أمام الأمم.


موقفه من قتلة عثمان واستشهاده رضي الله عنه:
عن علقمة بن وقاص الليثي قال: لما خرج طلحة و الزبير و عائشة للطلب بدم عثمان عرضوا من معهم بذات عرق، فاستصغروا عروة بن الزبير وأبا بكر بن عبد الرحمن فردوهما، قال: ورأيت طلحة وأحب المجالس إليه أخلاها، وهو قابض بلحيته، فقلت: يا أبا محمد إني أراك وأحب المجالس إليك أخلاها، إن كنت تكره هذا الأمر فدعه فلا تخرج، فقال: يا علقمة لا تلمني، كنا بالأمس يداً واحدة على من سوانا -يقصد بذلك أيام رسول الله، وأيام أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين- فأصبحنا اليوم جبلين من حديد يزحف أحدنا إلى الآخر، ولكنه كان مني شيء في أمر عثمان يعني: كان مجتهداً متأولاً، فلابد من دم عثمان قبل البيعة لـعلي ، وهذا خطأ، فالصحيح أن يلتف الناس حول أميرهم أولاً ثم يطالب الأمير بالدم، لكنهم اجتهدوا فأخطئوا فلهم أجر واحد، أما علي بن أبي طالب فاجتهد فأصاب فله أجران، قال: ولكنه كان مني شيء في أمر عثمان مما لا أرى كفارته إلا سفك دمي في طلب دمه.

والذي كان منه في حق عثمان أنه شاهد مصرع عثمان فندم على ترك نصرته رضي الله عنهما، وقد كان طلحة أول من بايع علياً، أرغمه على ذلك قتلة عثمان وأحضروه حتى بايع، وأيضاً الزبير ، ولكن طلحة و الزبير بعدما أجابا أمير المؤمنين وبايعاه علما أن الخروج عن الأمير يحرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن من بويع له فقام أحد عليه فهو باغ لابد أن يقاتل، قال تعالى: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الحجرات:9]، لكن كان عذر طلحة والزبير أنهما بايعا مكرهين ولم يبايعا على الرضا.

عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت مروان بن الحكم حينما رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته، فما زال الدم يسيح حتى مات.

قلت: قاتل طلحة في الوزر بمنزلة قاتل علي ، ولذلك علي بن أبي طالب ذهب إلى طلحة وأزال عن وجهه التراب وبكى ويقول: لقد أعز علي أبا محمد أن أراك في هذا الموقف.



مكانته رضي الله عنه عند الصحابة وخوفه من ربه:
عن جابر أنه سمع عمر يقول لـطلحة : ما لي أراك شعثاً مغبراً مذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعله في صدرك من إمارة ابن عمك؟! فقال: معاذ الله.

فقد اتفق المسلمون من المهاجرين والأنصار على إمارة أبي بكر ، ولذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه بايع متأخراً، فأخذ القوم عليه ذلك، فبرر هذه البيعة المتأخرة على أنه أراد أن يرضي فاطمة ؛ لأن فاطمة أخذت في صدرها على أبي بكر رضي الله عنه وأضاه، وهي مخطئة أيضاً؛ لأنها أرادت الإرث بعد والدها صلى الله عليه وسلم، فـأبو بكر بين لها أن كل نبي إذا مات لا إرث له، وكل ما تركه صدقة، وكان الحق مع أبي بكر ، لكن علي بن أبي طالب أراد أن يمالئها حتى لا يغضبها عليه، وهي سيدة نساء العالمين، فلما ماتت ذهب فبايع أبا بكر رضي الله عنه وأرضاه، حتى إنه قال: قد رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر لديننا فما لنا لا نرضاه لدنيانا، فهذه دلالة عظيمة على أن علي بن أبي طالب يعرف مكانة أبي بكر و طلحة وغيره من المسلمين، فإن علي بن أبي طالب كان على منبر الكوفة وهو يخطب، فقام رجل؟ فقال: من خير الناس يا علي ؟ كأنه يلمح بأن علياً سيقول: أنا خير الناس، فقال علي بن أبي طالب خير الناس بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ومن فضلني عليهما جلدته حد المفتري الكذاب، يعني: ثمانين جلدة.


وابن مسعود يقول: ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله كذلك، وما رآه المسلمون سيئاً فهو كذلك -يقصد بالمسلمين صحابة رسول الله- قال: وقد أجمع المسلمون من المهاجرين والأنصار على خلافة أبي بكر ، ولذلك قال طلحة : (معاذ الله إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني لأعلم كلمة لا يقولها رجل يحضره الموت إلا وجد روحه لها روحاً حين تخرج من جسده، وكانت له نوراً يوم القيامة، فلم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، ولم يخبرني بها، فقال عمر بن الخطاب : فأنا أعلمها، قال: فلله الحمد، فما هي؟ فقال: الكلمة التي قالها لعمه: قال: صدقت) ما هي الكلمة التي قالها لعمه أبي طالب فلم يقبلها فلم يدخل الجنة؟ هذه الكلمة هي: لا إله إلا الله، قال صلى الله عليه وسلم: (يا عم، قل كلمة أحاج لك بها عند الله) فرفضها عمه وقبلها طلحة ، ففاز طلحة وخاب وخسر عمه.


قتل رحمه الله ورضي الله عنه في سنة ست وثلاثين وهو ابن ثنتين وستين سنة أو نحوها، وقبره بظاهر البصرة، ولـطلحة أولاد نجباء أكبرهم محمد وكان شاباً خيراً عابداً قانتاً لله حنفياً، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم الجمل أيضاً، فحزن عليه علي وقال: قتله بره بأبيه، يعني: هو ما خرج للقتال إلا براً بأبيه، وهذا أيضاً كان اجتهاداً خاطئاً، فرضي الله عن الصحابة أجمعين، ونسأل الله جل في علاه أن يجعل ألسنتنا مكفوفة عن هؤلاء، وأن نترضى عنهم جميعاً في المجالس.


أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.



 

رد مع اقتباس
قديم 02-12-2012, 06:57 PM   #53
عالم نفس اسلامي
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية عالم نفس اسلامي
عالم نفس اسلامي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40838
 تاريخ التسجيل :  10 2012
 أخر زيارة : 21-06-2013 (07:43 PM)
 المشاركات : 364 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkgreen


ما أجمل أن يذكر الإنسان هؤلاء العظماء الذين عرفوا الله حق المعرفة..وأولهم رسول الله صلى الله عليه وسلم..الرحمة المهداة والسراج المنير..الذي قد واجه المصاعب والمتاعب لينقذنا من النار وليخرجنا من الظلمات الى النور بأمر من الله سبحانه وتعالى..اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون...بارك الله فيك أخت شمس على تلك البادرة الرائعة والقيمة جعلها الله في موازين حسناتك وجعلها الله سبب في دخولك الفردوس الأعلى من الجنة.


 

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2013, 03:54 PM   #54
عازفة الأمل
V I P
على آوتآر عمري


الصورة الرمزية عازفة الأمل
عازفة الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 34791
 تاريخ التسجيل :  07 2011
 أخر زيارة : 28-11-2014 (10:11 PM)
 المشاركات : 5,160 [ + ]
 التقييم :  167
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عالم نفس اسلامي مشاهدة المشاركة
ما أجمل أن يذكر الإنسان هؤلاء العظماء الذين عرفوا الله حق المعرفة..وأولهم رسول الله صلى الله عليه وسلم..الرحمة المهداة والسراج المنير..الذي قد واجه المصاعب والمتاعب لينقذنا من النار وليخرجنا من الظلمات الى النور بأمر من الله سبحانه وتعالى..اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون...بارك الله فيك أخت شمس على تلك البادرة الرائعة والقيمة جعلها الله في موازين حسناتك وجعلها الله سبب في دخولك الفردوس الأعلى من الجنة.
الله يوفقك اخي الفاضل ويرفع قدرك في الدارين يارب العالمين على دعائك هذا الذي قسما أثر فيني وبشدة كدت أبكي منه :)
أشكرك يا أخي أشكرك


 

رد مع اقتباس
قديم 13-04-2014, 03:20 PM   #55
عازفة الأمل
V I P
على آوتآر عمري


الصورة الرمزية عازفة الأمل
عازفة الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 34791
 تاريخ التسجيل :  07 2011
 أخر زيارة : 28-11-2014 (10:11 PM)
 المشاركات : 5,160 [ + ]
 التقييم :  167
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink


يارب يعود هالموضوع واصحابه
كما جمعنا هالموضوع بيوم فجمعنا يارب من جديد وبالجنة ~


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:58 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا