07-10-2002, 10:21 AM
|
#1
|
|
عضو فعال
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
|
رقم العضوية : 2081
|
|
تاريخ التسجيل : 08 2002
|
|
أخر زيارة : 14-01-2003 (10:58 AM)
|
|
المشاركات :
29 [
+
] |
|
التقييم : 10
|
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
اعتقال لحظه موتي
ان السطور مطبوعه بالحروف السوداء الصغيرة العادية على الورق الابيض ، غير ان مجرد معرفة القراءة ليس كافيا لأجل قراءتها!...
قال لي : تمددي في تابوتك
بكل هدوء تسلقت التابوت .. وتمددت في داخله .. واقفل غطاء التابوت فوقي ..
غمرتني الظلمة والصمت والسكينة .. احسست براحة طفل عاد الى رحم امه الحنون .. استرخيت داخل التابوت كما لم استرخ منذ اعوام بعيدة
انا اللاجئة المطاردة .. الحاملة لحقيبتي وافكاري واخطائي الراكظة بها داخل فم تمساح انزلق على اسنانه وانجرح وهو لا يبتلعني ولا يفرج عني .. تعبت تعبت تعبت .. كم انا متعبة
ها انا استرخي في التابوت .. انطفأت النار في جسدي ..هدأت روحي .. دموع تنحدر من عيني بصمت مطبق كما تتعرق جدران المغاور غير المكتشفة .. اترك ذراعي تسقطان في ظلمة التابوت مثل مجدافين بلغ قاربهما شاطئه الاخير .. افرد اصابعي في كفي مثل طير متعب يفرد في العاصفة جناحيه ويتركها تقوده الى حيث تشاء.. استرخي باستمتاع وأروح في اغفاءة لذيذة .. كل ما كان ينحسر عن حواسي مثل موجة تنحسر وتخلف على الرمال صدفة فارغة حتي من الصدى .. من التراب الى التراب .. من الرماد والى الرماد
كم هو رائع ان ينتهي كل شيء هنا ببساطة.. كم هو رائع ان تنتهي اللعبة .. واعود الى وكري الاصلي في رحم الموت .. وكم هو رائع ونقي السيد الموت ! بذارعه السرية يطفئ الحروق كلها وينفي الاحزان والذكريات الى أرض النسيان الابدي احتضني ايها السيد العظيم .. خذني امتكلني كعشيق مطلق .. امتلكني حتي القتل
ارتفع عني غطاء التابوت ايذاناً بطردي من المسرحية الرائعة .. بلا مساعده خرجت من التابوت وحب عظيم نحو شريكي في لعبة الموت يملأني .. كم اراحتني التمثلية.. و كم هو مفجع ان تنتهي المسرحية
حينما تصير أيامنا تلا من الزجاج المكسر .. وعليناأن نزحف فوقه بصدورنا العارية ويصير أحباؤنا طيورا محنطة تتدلى من رقابنا ذكرى من الرعب ويصبح أصدقاؤنا فزاعي طيور في حقول الذاكرة .. حينما يستحيل وجودنا كله الى شريان مقطوع معلق في دنيا الاخرين اللامبالي .. شريان ينبض بشراسة مستسلمة ولا يدري حتام يطول نزفة.....
حين تصير مسرحية حياتنا ويصير ما تبقى من أيامنا مسرحية مهزوزة الادوار يتلو كل فيها سطورا ليست له ولا يدري لماذا يقرأها ولا يفهمها والجمهور يصفق على أية حال ... !!!
|
|
|
|
