|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
07-10-2002, 02:38 PM | #1 | |||
عضو نشط
|
أما بعد ...................( قف واستفد )
أما بعد:
فقد وقفتُ عشرا ، واستفدتُ عشراً. استفدت عشراً: أولها: اللجوءُ إلى الله في المُلِمَّات ، وقصدُه في الكُرُبات ، وسؤالُه في الأزمات. ثانِيها: أنَّ مع العسر يسراً ، ومع الكربِ فرجاً ، ومع الضيقِ سعةً ، وبعد الشدةِ رخاء. ثالثُها: أنه ليس لك في المصاعبِ إلا الله ، وما لكَ عند الدواهي إلا الله . وما معك في الخطوبِ إلا الله (أمن يجيب المضطرَ إذا دعاه). رابعُها: أن العلماءَ يصيبون ويخطئون ، والدعاةَ يُحسِنون ويغلَطُون ، والمصلحون يُسدّدون ويعثُرون إلا محمداً صلى الله عليه وسلم ، فهو المصيبُ بلا خطأ ، والمسدَّد بلا غَلَط ، والمصلِحُ بلا عثْرة (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى). خامسُها: أن الكتبَ تعرِفُ منها وتُنكر ، وتَقبلُ وتَرُد ، وتوافِقُ وتخالف ، إلا الوحيَ كتاباً وسنة ، ففيه الصحةُ كلُّها ، والصوابُ أجمعُه ، والحقُّ أتمُّه وأكملُه ، والعدلُ أولُه وآخرُه. سادسُها: أنه ليس لأحدٍ أن يدعيَ أنه المخوَّلُ وحدَه لنصرِ الدين ، ولا التكلمِ باسمه، فدينُ الله منصورٌ ، شاءَ مَنْ شاءَ ، وأبى مَنْ أبى (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين). نَصَرَه محمدٌ العربي ، وسلمانُ الفارسي، وصهيبٌ الرومي ، وبلالٌ الحبشي ، وصلاحُ الدينِ الكردي ، ونورُ الدين التركماني ، وإقبالُ الهندي. سابعُها: أنَّ الرفقَ هو الطريقُ الأمثلُ للدعوة ، وأنَّ الكلمةَ اللينةَ هي السحرُ الحلال، وأن الأسلوبَ السهلَ هو مصيدة الرجال. ثامنُها: أن غالبَ محاضراتِ الدعاةِ وندواتِ العلماءِ حَسْنٌ وصواب ، وحقٌّ وعدل، والقليلَ النادرَ غلطٌ وخطأ ، لعنصرِ البشرية ، وضعفِ الإنسانية ، وانتفاءِ العصمة ، وانقطاعِ الوحي. تاسعُها: وجدتُ أن الأمةَ لا يشفي عليلَها ولا يروي غليلَها مقطوعةٌ من فنان ، ولا طرْحٌ من علماني ، ولا هُيامٌ من شاعر ، ولا خيالٌ من فيلسوف ، إنما يحييها ، ويرفعُها ، ميراثٌ من نبوة ، وتَرِكةٌ من رسالة ، وأَثَارةٌ من وحي: (فأما الزبد فيذهب جفاءاً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). عاشرُها: وجدتُ أنَّ الأمةَ قد تكون غيرَ منتجةٍ ، ولا مخترعةٍ ، ولا مكتشفةٍ ، ولا مصنِّعة ، ولكنها لا تعيشُ بلا إيمان ، ولا تحيا بلا رسالة ، ولا تشرُفُ بلا منهج: (أوَ من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس). تلك عشرة كاملة .. أهديها لمحبِّ النصح ، وعاشق الفضيلة وطلابِ الحقيقةِ ، وشُداةِ الإصلاح ، وروَّادِ المعرفة: (إنْ أُريدُ إلا الإصلاحَ ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب). دَعْها كما شاءها الرحمنُ جاريةً الله يحفظُهــا والله يرعاهَــا لها من الوحي نورٌ تستضيءُ به وبهجةُ الغارِ تبـدو في محيَّاها أما بعد: فهذه عشرُ سنواتٍ طويلاتٍ قصيرات ، فيها حسناتٌ وسيئات ، ومضحكاتٌ ومبكياتٌ ، مَّرتْ بسرورِها وحزنِها ، ونعيمها وبؤسِها ، وغناها وفقرِها ، ولذَّتِها ومعاناتِها. مرتْ سنـونٌ بالسعودِ وبالهنا فكأنـها مـن قِصْرها أيـامُ ثـم انثنتْ أيـامُ هجرٍ بعدها فكأنها مـن طُـولها أعـوامُ ثم انقضتْ تلك السنونُ وأهلُها فكـأنـها وكأنـهم أحـلامُ! انتهت هذه العشر عندنا ، لكن ما انتهت عند الله (عِلْمُها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى). منقول من كتاب أما بعد للشيخ عائض القرني .... المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|