|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
28-07-2018, 02:14 PM | #1 | |||
( عضو دائم ولديه حصانه )
[ نفس منفوسه ]
|
من الظلال : تفسير [ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ]
[ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ] إنه الفضل الذي لا يفيضه إلا الله سبحانه وتعالى لا خازن لخزائنه , ولا حاسب لعطاياه . الفضل الفائض من ذاته تعالى بلا سبب ولا موجب إلا أنه هكذا هو سبحانه فياض العطاء . وفي الصحيح يقول الله تعالى :" من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ". وفي الصحيح أيضا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل :" يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي , وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة - أو قال في خير منه - وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا , وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا , وإن أتيتني تمشي أتيتك هرولة .." إنه ذلك الفضل الذي لا يصفه لفظ ولا يعبر عن شركه الحق إلا سجود القلب .. وذكر الله ليس لفضا باللسان , انما هو انفعال القلب معه أو بدونه , والشعور بالله و وجوده والتأثر بهذا الشعور تأثرا ينتهي إلى الطاعة في حده الأدنى , وإلى رؤية الله وحده ولا شئ غير لمن يهبه الله الوصول ويذيقه حلاوة اللقاء .. [ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ] والشكر لله درجات , تبدأ بالاعتراف بفضله والحياء من معصيته . وتنتهي بالتجرد لشره والقصد إلى هذا الشكر في كل حركة بدن , وفي كل لفظة لسان , وفي كل خفقة قلب , وفي كل خطرة جنان . والنهي عن الكفر هنا إلماع إلى الغاية التي ينتهي إليها التقصير في الذكر والشكر : وتحذير من النقطة البعيدة التي ينتهي إليها هذا الخط التعيس !والعياذ بالله ! ومناسبة هذه التوجيهات والتحذيرات في موضوع القبلة واضحة . وهي النقطة التي تلتقي عندها القلوب لعبادة الله , والتميز بالانتساب إليه , والاختصاص بهذا الانتساب . وهي كذلك واضحة في مجال التحذير من كيد يهود ودسها : وقد سبق أن الغاية الأخيرة لكل الجهود هي رد المؤمنين كفارا , وسلبهم هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم .. نعمة الإيمان أكبر الآلاء التي ينعم الله بها على فرد أو جماعة من الناس . وهي بالقياس إلى العرب خاصة النعمة التي أنشأت لهم وجودا , وجعلت لهم دورا في التاريخ , وقرنت اسمهم برسالة يؤدونها للبشرية , وكانوا بدونها ضائعين , ولولاها لظلوا ضائعين وهم بدونها أبدا ضائعون . فما لهم من فكرة يؤدون بها دورا في الأرض غير الفكرة التي انبثقت منها : وما تنقاد البشرية لقوم لا يحملون فكرة تقود الحياة وتنميها . وفكرة الإسلام برنامج حياة كامل , لا كلمة تقال باللسان بلا رصيد من العمل الإيجابي المصدق لهذه الكلمة الطيبة الكبيرة . سيد قطب رحمه الله المصدر: نفساني |
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|