|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
01-11-2004, 09:48 PM | #1 | |||
عضو
|
معالم رمضان ما بين الصيف والشتاء!
--------------------------------------------------------------------------------
عندما كنت صغيرة كان رمضان شرّفه الله يشق علي بفصل الصيف الحار... وكنت أتمنى أن يأتي رمضان في فصل الشتاء لأستمتع ببرده فلا أظمأ ولأهنأ بطول ليله وقصر نهاره.. وتمر الأيام ويدور الفلك ويأتي رمضان في فصل الشتاء، ولكن لم أشاهد ذلك الفرق الذي توقعته وأنا طفلة صغيرة.. بل إن شدة البرد أحياناً تزيد في قرصان الجوع. وهذا من حكمة الله لنا في صومنا فنشعر بحاجة المحتاجين.. كنت أتذكر وأنا صغيرة ماذا كانت والدتي حفظها الله ورعاها تصنع قبل شهرين من دخول رمضان كرمه الله، فقد كانت عباراتها بصوتها المخملي الرحماني كقولها "اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان) اللهم أجعلنا من صوامه وقوامه وأجعلنا من المقبولين". كما كانت تتحدث عن إنهاء أعمالها ومشاغلها قبل دخول الشهر الكريم. وما تحدثه أمد الله عمرها بالعافية من التغييرات الجمالية في داخل الصوالين وغرف النوم وغرفة الجلوس العائلية وغرفة الطعام، وما تتحدث عنه من ترتيب الزيارات وصلة الرحم خلال الشهر الكريم. أتذكر كيف كانت تفك ضيقة المحتاج وتصلح بين المتخاصمين.. وما كانت تحدثنا عنه من فضل لشهر رمضان عن باقي الأشهر فكنا نتحرى دخوله بلهفة.. وتجعلنا نتعايش آخر أيامه مذكرة لنا فضلها وفضل قيام ليلها.. لدرجة أنه أصبح لشهر رمضان شرفه الله في أنفسنا وقع عظيم لا يوازيه شيء. هذا الأثر التربوي جعلنا نعرف أن رمضان ضيف كريم له خصوصيته واستعداداته الروحانية.. أما الآن فإن الأطفال يشتكون إهمالاً من قبل أهليهم ومن قبل آبائهم من ناحية الاستعداد لرمضان،ن ناحية التثقيف والتوجيه والنصح والاستعداد بوضع مقدمة توطئية حتى تستعد النفوس لاستقبال الضيف القادم.. ليس ذلك وحسب بل أشعروا أطفالهم من حيث لا يعلمون أن رمضان ضيف ثقيل لابد أن نستعد له بالطعام الوافر والمتنوع لكثرة عدد وجباته... ولابد لنا أن نقطع وقته بالزيارات، والذهاب للأسواق، والخيام الرمضانية والمقاهي.. وقضاء نهاره بالنوم ومتابعة البرامج التلفزيونية المختلفة في قنواتها المتعددة.. المهم أن الجميع تعاون من آباء ومربين ووسائل إعلام ومجتمع على نقل هذه الصورة الخاطئة وعكس معالم رمضان في نفوس أطفالنا!! فانقلب شهر الروحانيات في عقول أطفالنا إلى شهر الأكل والشرب والسهر لمشاهدة التلفاز والتمشية في الأسواق.. ومتى ما استطعنا تلمس ذلك الخلل... فإنه لا زال هناك متسع من الوقت لتعديل تلك الرؤى والمعالم الخاطئة، وإعادة رمضان وهيبته ورحمانيته في نفوس أطفالنا.. أبلغ الله الجميع شهر رمضان وساعدهم على صيامه وقيامه... وكل عام وأنتم بخير وأهله... المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|