|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
22-03-2008, 12:14 AM | #1 |
عضو فعال
تاريخ التسجيل: 02 2008
المشاركات: 49
|
نحو مفهوم الجنة
ليس المُراد من كلمة الجنة قاصراً على ذلك النعيم المادي وليس نعيم الإنسان في الجنة قاصراً على التمتع بذلك المكان الجميل ذي الأشجار الوارفة والأنهار الجارية والفواكه المختلفة والظلال المديدة. فإنَّ هذه الأشياء وما شاكلها من الأشياء المادية لا تجعل من الجنة جنة ما لم يكن الإنسان إلى جانبها في سعادة نفسية وسرور معنوي وإنه لا بدّ لمن يُقيم في مكان جميل اجتمعت فيه صنوف المسرات من أن يكون مسروراً في داخلية نفسه حتى يشعر بالسعادة ويجد نفسه في جنة.
فقد يُقيم طالبان في مكان جميل لم ترَ العين مثله، وفيما هما جالسان يبلغ الأول نبأ نجاحه في فحصه وصدور قرار تعيينه في وظيفةٍ من الوظائف العالية، وأزف موعد فحص الآخر وتأخرت عليه وسيلة النقل الّتي تصل به إلى مكان الفحص، تُرى هل يكون حال الثاني كحال الأول؟. لا ريب أنَّ ذلك المكان يكون على الأول جنة لما يُخالط قلبه من السرور الداخلي كما يكون على الثاني جحيماً لما يُساوره من القلق والاضطراب. وإذاً فالجنة مأخوذة من كلمة جَنَّ بمعنى ستر وأخفى وهي في حقيقتها ذلك الشعور الداخلي الجميل المستور عن الآخرين يشعر به صاحبه وينعم ولا يطّلع عليه أحد من الناس. أقول ويُشير إلى هذا المعنى ما جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قِيلَ وما رياض الجنَّة؟ قال مجالِسُ الذِكر» أخرجه الترمذي من حديث أنس وحسنه ج13 ص44. وقوله صلى الله عليه وسلم: «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنَّة ومنبري علىحوضي» متفقٌ عليه من حديث أبي هُريرة وعبد الله زيد (مسلم ج2 ص1010 ح 500). فقد عبّر عليه الصلاة والسلام عن ذلك المكان الّذي بين منبره وقبره الشريف بأنه روضة من رياض الجنة لما يجده المؤمن الجالس في ذلك المكان بسبب ارتباط نفسه بنفس رسول الله وإقبالها بمعيّته الشريفة على الله ن من النعيم النفسي والحياة بالقرب من الله، وكذا الأمر في حِلَقُ الذكر، وكذلك المؤمن في الدار الآخرة تجده في جنة بسبب ما يجده من النعيم النفسي العظيم بقربه من خالقه، وإنه لينتقل في منازل القُرب الإلهي، في جنّات، فمن حالٍ إلى حال أعلى ومن نعيم إلى نعيم أسمى. وبما أنَّ الكمال الإلهي ليس له حد ولا انتهاء فليس للجنة ولا لنعيم أهلها فيها حد ولا انتهاء. ويرافق ذلك النعيم النفسي نعيم مادي مما تشتهيه الأنفس ويلذ الأعين من فواكه وثمرات وأنهار جارية من الخيرات ويتزايد هذا السرور المادي بنسبة متوافقة مع تزايد ذلك النعيم المعنوي لحظةً فلحظة وآناً فآناً، وإلى ذلك يُشير قوله تعالى: {كُلَّما رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرهِ رِزقَاً قَالُوا هَذا الَّذي رُزِقنا مِن قَبلُ، وأُتُوا بهِ مُتَشَابِهاً} البقرة (25). فهو متشابه مع سابقه في شكله مختلف عنه في ازدياد صاحبه تنعماً من حيث مرآه وطعمه، وليس لفضل الله كما ذكرنا حدٌ ولا انتهاءٌ. المصدر: نفساني |
22-03-2008, 07:26 AM | #2 |
عضـو مُـبـدع
تاريخ التسجيل: 03 2008
المشاركات: 543
|
الاخ الكريم طالب الاله موضوعك متميز جدا واشكرك على كتابته بهذا الاسلوب واتمنى منك المزيد مثل هذه المواضيع
|
22-03-2008, 06:40 PM | #3 |
عضو
تاريخ التسجيل: 03 2008
المشاركات: 18
|
احسنت اخي طالب الاله على الموضوع وعلى تفسير الايه الكريمه
تقسير منطقي يشابه تفسير العلامه الكبير محمد هدايه ويختلف مع الراي الشائع بان هذا التشابه هو بين رزق الدنيا ورزق الجنه والاغرب هو القول بان هذا الرزق يكون في البرزخ فهل يعقل ان الروح تاكل بدون جسد ؟ جزاك الله خير وجعلنا واياك من ورثة جنة النعيم . |
22-03-2008, 08:14 PM | #4 |
عضومجلس إدارة في نفساني
تاريخ التسجيل: 03 2007
المشاركات: 12,794
|
جعلنا الله وإياك أخى الكريم من أهلها ......
وبارك الله فيك لموضوعاتك القيمه الجديرة بالتقدير والإحترام ..... اسامه |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|