|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
26-04-2006, 11:38 PM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
|
الذي أبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
الذي أبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( مالي أراك متغير اللون )) فقال : يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها ، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق ، و أن النار حق ، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرعينه حتى يأمنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( يا جبريل صِف لي جهنم )) قال : نعم ، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت ، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت ، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت ، فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها والذي بعثك بالحق ، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها . . والذي بعثك بالحق ، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء والأرض ، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا وحرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها . . والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة . .. والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها . .. حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم و الصديد ، و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب ، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء . فقال صلى الله عليه وسلم : (( أهي كأبوابنا هذه ؟ ! )) قال : لا ، ولكنها مفتوحة ، بعضها أسفل من بعض ، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة ، كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً ، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل ، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه ، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه ، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده ، وتُنزَع من بين كتفيه ، وتُشدّ بالسلاسل ، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ، ويُسحَبُ على وجهه وتضربه الملائكة بمقامع من حديد ، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ سكّان هذه الأبواب ؟! )) فقال : أما الباب الأسفل ففيه المنافقون ، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة ، وآل فرعون ، واسمها الهاوية . . والباب الثاني فيه المشركون واسمه الجحيم . .. والباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر . والباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ ، و المجوس ، و اسمه لَظَى . والباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة . . و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز ، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عليه السلام : (( ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟ )) فقال : فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا . فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه ، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق ، فلما أفاق قال عليه الصلاة والسلام : (( يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي ، و اشتدّ حزني ، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار ؟ ؟ ؟ )) قال : نعم ، أهل الكبائر من أمتك . . ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و بكى جبريل . . ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس ، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً ، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى . فلما كان اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و قال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة ، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً . .. فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة ، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي . .. فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة ، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة ، ويقع مرة ، ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال : السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان علي رضي الله عنه غائباً ، فقال : يا ابنة رسول الله ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول . . فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت : يا رسول الله أنا فاطمة ، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه و قال : (( ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني ؟ افتحوا لها الباب )) ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن ، فقالت : يا رسول الله ما الذي نزل عليك ؟ ! فقال : (( يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم ، و أخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي ، فذلك الذي أبكاني و أحزنني )) قالت : يا رسول الله كيف يدخلونها ؟ ! قال : (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لا تَسْوَدّ وجوههم ، و لا تَزْرَقّ أعينهم ، و لا يُخْتَم على أفواههم ، و لا يقرّنون مع الشياطين ، و لا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال )) قالت : يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟ ! قال : (( أما الرجال فباللحى ، و أما النساء فبالذوائب و النواصي . . فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي : واشَيْبتاه واضعفاه ، وكم من شاب قد قُبض على لحيته ، يُساق إلى النار وهو ينادي : واشباباه واحُسن صورتاه ، و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى النار وهي تنادي : وافضيحتاه واهتك ستراه ، حتى يُنتهى بهم إلى مالك ، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة : من هؤلاء ؟ فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء ، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين و لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم ! ! فيقول الملائكة : هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة . . فيقول لهم مالك : يا معشر الأشقياء من أنتم ؟ ! وروي في خبر آخر : أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا : وامحمداه ، فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته ، فيقول لهم : من أنتم ؟ فيقولون : نحن ممن أُنزل علينا القرآن ، ونحن ممن يصوم رمضان . فيقول لهم مالك : ما أُنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا : نحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم . فيقول لهم مالك : أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى . . فإذا وقف بهم على شفير جهنم ، ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا : يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا ، فيأذن لهم ، فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع ، فيبكون الدم ، فيقول مالك : ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا ، فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم . . فيقول مالك للزبانية : ألقوهم . . ألقوهم في النار فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم : لا إله إلا الله ، فترجع النار عنهم ، فيقول مالك : يا نار خذيهم ، فتقول : كيف آخذهم و هم يقولون لا إله إلا الله ؟ فيقول مالك : نعم ، بذلك أمر رب العرش ، فتأخذهم ، فمنهم من تأخذه إلى قدميه ، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حقويه ، ومنهم من تأخذه إلى حلقه ، فإذا أهوت النار إلى وجهه قال مالك : لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا ، و لا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان . . فيبقون ما شاء الله فيها ، ويقولون : يا أرحم الراحمين يا حنّان يا منّان ، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه قال : يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : اللهم أنت أعلم بهم . فيقول انطلق فانظر ما حالهم . فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط جهنم ، فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له ، فيقول له يا جبريل : ما أدخلك هذا الموضع ؟ فيقول : ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول مالك : ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم ، قد أُحرِقَت أجسامهم ، و أُكِلَت لحومهم ، وبقِيَت وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها الإيمان . فيقول جبريل : ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم . قال فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم ، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه ، علموا أنه ليس من ملائكة العذاب فيقولون : من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه ؟ فيقول مالك : هذا جبريل الكريم عليه السلام الذي كان يأتي محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي ، فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم : يا جبريل أقرئ محمداً صلى الله عليه وسلم منا السلام ، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك ، وأخبره بسوء حالنا . فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى ، فيقول الله تعالى : كيف رأيت أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : يا رب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول : هل سألوك شيئاً ؟ فيقول : يا رب نعم ، سألوني أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام و أُخبره بسوء حالهم . فيقول الله تعالى : انطلق فأخبره . . فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب ، فيقول : يا محمد صلى الله عليه وسلم . . قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار ، وهم يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا ، وأضيق مكاننا . فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله . .. فيقول الله تعالى : ارفع رأسك ، و سَلْ تُعْطَ ، و اشفع تُشفّع . فيقول : (( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك وانتقمت منهم ، فشفّعني فيهم )) فيقول الله تعالى : قد شفّعتك فيهم ، فَأْتِ النار فأخرِج منها من قال لا إله إلا الله . فينطلق النبي صلى الله عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له فيقول : (( يا مالك ما حال أمتي الأشقياء ؟ ! )) فيقول : ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد صلى الله عليه وسلم : (( افتح الباب و ارفع الطبق )) ، فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون : يا محمد ، أَحْرَقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا ، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان ، فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل القمر ، مكتوب على جباههم " الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار" ، فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار ، وهو قوله تعالى : { رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } [ الحجر:2 ] * و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( اذكروا من النار ما شئتم ، فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه )) * و قال : (( إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في رجليه نعلان من نار ، يغلي منهما دماغه ، كأنه مرجل، مسامعه جمر ، وأضراسه جمر ، و أشفاره لهب النيران ، و تخرج أحشاء بطنه من قدميه ، و إنه لَيَرى أنه أشد أهل النار عذاباً ، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً )) * وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية : { وَ إِنَّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } [ الحجر:43 ] ، وضع سلمان يده على رأسه و خرج هارباً ثلاثة أيام ، لا يُقدر عليه حتى جيء به . اللهم أَجِرْنَا من النار . . اللهم أجرنا من النار . . اللهم أجرنا من النار . . اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار . . اللهم أجر قارئها من النار . . اللهم أجر مرسلها من النار . . اللهم أجرنا والمسلمين من النار . .. آمين . . آمين . . آمين المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|