وممن أظهروا الدجل قديما "أرجعيانوس" وفراخ البراصل" الشيخ عايش القرعان
وممن أظهروا الدجل قديما:
أ: أرجعيانوس" وفراخ البراصل
ذكر أبو بكر الرازي: أن موسيقارا مشهورا في ذلك الوقت اسمه "أرجعيانوس" كان أمره أنه اجتاز بصحراء فوجد فيها فرخا من فراخ " البراصل " والبراصل طائر عطوف، وكان يصفر صفيرا حزينا بخلاف سائر البراصل، وكانت البراصل تأتيه بلطائف الزيتون فتطرحها عنده، فيأكل بعضها عند حاجتة، ويفضل بعضها عن حاجته، فوقف الموسيقار هناك، وتأمل حال ذلك الفرخ، وعلم أن صفيره المخالف لصفير البراصيل ضربا من التوجع والاستعطاف حتى رقت له الطيور، وجاءته بما يأكله، فتلطف بعمل آلة تشبه الصفارة إذا استقبل الريح بها أدت ذلك الصفير، ولم يزل يجرب ذلك حتى وثق بها، وجاءته البراصل بالزيتون كما كانت تجئ إلى ذلك الفرخ، لأنها تظن أن هناك فرخا من جنسها، فلما صح له ما أراد أظهر النسك، وعمد إلى هيكل أورشليم، وسأل عن الليلة التي دفن فيها "الأسطرخس" الناسك القيم بعمارة ذلك الهيكل، فأخبر أنه دفن في أول ليلة من آب، فأتخذ صورة من زجاج مجوف على هيئة البرصلة، ونصبها فوق ذلك الهيكل، وجعل فوق تلك الصورة، وكانت البراصل تجيء بالزيتون حتى كانت تمتلىء تلك القبة كل يوم من ذلك الزيتون، والناس اعتقدوا أنه من كرامات ذلك المدفون.
ب: ومن حيل النصارى على عامتهم:
ما ذكره ابن كثير من هذا الضرب من السحر، ما يرونهم إياه من الأنوار كقضية قمامة الكنيسة التي لهم ببلد المقدس، وما يحتالون به من إدخال النار خفية إلى الكنيسة وإشعال تلك القناديل بصنعة لطيفه تروج على العوام منهم . وأما الخواص فهم معترفون بذلك، ولكن يتأولون أنهم يجمعون شمل أصحابهم على دينهم فيرون ذلك سائغا لهم. ومن هذا الضرب ما يحكى أن رجلا في قديم الزمان علم خاصية المغناطيس فتحايل حتى استطاع أن يوقف صنما من حديد في الهواء، وذلك بما جعله من قوى الجذب المغناطيسية من حوله، ثم قال لقومه: هذا إلهكم فعبدوه من دون الله.
|