عندما كنا جياع ، كانت الألفه ....

عندما كنا جياع ، كانت الألفه ....

عندما كنا جياع .. كانت الألفه ...

قد اكون بالغت بالعنوان ، لكنها الحقيقه ، فلم يكن كل شيء متوفر في ذاك المكان ، قرية صغيره ، بيوتها من الطين المجبول بالتبن وشوارعها من الطين ، بين البساتين كانت قريتنا ، في سفح الجبل كنا نسكن ، وهناك بيت عمي وذاك لخالي ، كلنا اقرباء ، وكلنا بيوتنا من الطين المجبول بذات التبن ، وكلنا نسكن على حافة قناة الماء التي تروي بساتيننا ، وكلنا نعاني من ذات الطين وذات الشارع وذات الماء المعكر ، كنا اطفال في ذاك الزمان ، ونشرب من قناة الماء والماعز هناك يشرب معنا ، وقطيع من الأبقار على أول القناة يشرب ، ونساء يغسلن ما خلفه اطفالهن في حفائظهم ولم تكن ( بامبرز ) ، كانت قطع قماش بيضاء اللون خشنه ، وما كنا والحمدلله نمرض ،
كل القرية لا تزيد عن اربعين بيتا ، ولم يكن بين البيوت من يمتلك تلفازا ، والكثير منهم لا يمتلكون حتى مذياع ، ليس هناك كهرباء وليس هناك ماء ، اقصد ماء غير ماء القناة التي تروي بساتيننا وابقارنا وماعزنا وبقايا اوساخ تخلفه النساء .
كنا نسهر على مهباش جدي ، وقهوة جدتي ، ويتسامر كبار القرية ، يعزفون الربابة وينشدون ما طاب من الكلام ، كل يوم يتسامرون في احد البيوت ، صبفا شتاءا ،، قهوة لا تبرد ، رائحتها تشدني الى اليوم لذاك المكان ، وكنا اطفال لا نشرب القهوة ، فهي للكبار فقط ، واليد قصيرة فلا يستطيعون تعميم القهوة كالشاي ، حتى الشاي ما كنا ندمنه ، وكنا نتمناه مرة واحدة في النهار .
كانت الحياة ألفة بين الناس ، قريبون من بعضهم ، يشعرون بآلام بعضهم ، يفرحون ، يزرعون ويحصدون ويشربون القهوة ويعزفون الربابة ، يد واحدة كنا في ذاك الزمان ، فجاء التطور ، واختلف البنيان ، رحلنا من اماكننا الى قرية تطورت ، بيوتها من الحجر المزخرف ، بيوت مضيئه بالكهرباء وصنابير تضخ الماء ، ويرن الهاتف ، يأخذ موعدا لشرب الشاي مع جدي ، وجدي يقول اعتذر الليله ، فأنا مشغول بعض الشيء ، ( وكان جدي يود أن يتابع حلقة من مسلسل عربي ) ، ما اعظم شغلك يا جدي !!!! اغلقو ابوابهم ، وتسمرو امام اجهزة التلفاز ، لم تعد النساء كما كانت ، اصبحن يتعبن من ايقاد النار للخبز وللطبيخ ، ورفضن قطع القماش لأطفالهن ، فلم تعد هناك قناة ماء ، اصبحو يشترون الخبز بعد أن كانو يعدوه في مواقدهم ، ودخل البامبرز ، تسلخت جلود الأطفال لهذه النعومة الرائعه ، لم يتعودو بعد ، سيرتاحون عليه ، هكذا كانت تقول جدتي ، وكل جلسات النساء كانت تلعن ذاك العوز السابق ، ناسين الألفة وكرم المكان ، كل شيء تغير ، فما عادو يرون بعضهم كل ليلة ، وما عادو يشربون القهوة ، ( محماسة ) جدي اصابها الصدأ ، وأباريق القهوة منتشرة حول بيوت الحجر وبين التراب ، لم يعد لها حاجة ، فاليوم يتسامرون كل على حدة ، متسمرون امام مسلسل عربي ، ويقولون نعتذر نحن اليوم مشغولون .

المصدر: نفساني

صدقت والله أخي الكريم كانت القلوب على الأقل صافية لاتشحنها البغضاء أماهذه الأيام فإلى الله المشتكى الناس كل يوم يتغيرون والله المستعان
بوركت أناملك على جمال الطرح وجزاك ربي الجنةـ

صدقت اخي الحوراني
فعلا اصبحت التجمعات تقل بشكل كبير جدا عما كانت عليه سابقا لان الامور كلها تطورت واصبحت الامور التافهة اليوم هي الامور الاساسية في الحياة وهي التي تسيطر على كل حياتنا.
لقد تعودنا على الكسل ولم نعد نعرف شيئا غيره خصوصا واننا في عصر الالات كل شيء الي و لا ياخذ اي وقت ومع ذلك نقول لا يوجد وقت للعائلة

منار السنا

لقد ذهبت البركه بين الناس ، الأيام التي تمضي لا تعود ، حتى الرجال الذين بموتون لا يتكررون ، كل شيء ،،،، الكرم ، الشهامه ، مفقودات اضعناها منذ زمن بعيد ،

ايمان 20

هناك دائما وقت لكل شيء ، لكننا لم نتعود على استغلال الوقت بالصوره الصحيحه .

قال جدي ( آسف انا مشغول ) ، ولم يكن مشغولا ، بل كان يريد أن يتابع حلقة من مسلسل عربي ،

هل رأيت كم نحن مشغولون ،،،!!!! هكذا نحن جميعا ، لا قيمة للوقت لدينا

اشكرك جدا اخي الكريم

نعم لقد تغيرت حتي قيمنا ومبادئنا


حين كنا صغار البيت الكبير يسكنه جميع الاخوه حتي بعد الزواج

لم نكن نحس بالضيق

كنا نحس ان السعاده لنا

والان لو جاء احد لزياره احد اقاربه استاجر له سكننا مستقل

بدعوي كلن ينام علي الجنب الي يربحه

أخى الحورانى لم أعرف عنك هذا التشاؤم

اختي جود الفرح

نعم هذا ما حصل ،،،، كنا نقول البيت الصغير يتسع لألف حبيب ،،، واليوم بكل أسف اصبح البيت الكبير لا يتسع لأصحابه ، رغم تحديد النسل .

اختي جانين

ليس تشاؤما ،،، انما سردت لكم ما كان وما اصبحت عليه ،،،، كل ما قلته من تجربة معممة على كل مجتمعنا العربي . عودي الى الخلف وتذكري ايام زمان .

قولك إختفاء البركة يعنى تشاؤم أو النظر الى نصف الكوب الفرق أم ترى أنه أصبح كوب كله فارغ؟

اختي جانين

هو بالفعل اصبح الكوب فارغا ،،،،، لو سألتي جدك وجدتك ، قد يقولون أن ما كنا عليه لليس ما نحن فيه الآن ، فالجيران لا يعرفون بعضهم يا اختي .

نعم أخى لكن هناك نقاط إيجابية

أيام جدى وجدتى لم يكن هناك حجاب للنساء على الأقل فى بلدى

أيام جدى وجدتى لم تكن النساء تتعلم

أيام جدى وجدتى لم يكن هناك كمبيوتر

أيام جدى وجدتى

أيام جدى وجدتى كان بلدى مستعمر

أيام جدى وجدتى لم تكن بالكل أجمل من أيامنا

اذا كان الكمبيوتر هو من جعلنا نفتقد للبركه والكرم والشهامه ، فبئس التطور ...
لكن يا اختي ايام جدي وجدتي كان اللباس وكانت الستره والحشمه والحياء اكثر من يومنا هذا ،،،،،
واذا كان التعليم هو من جعلنا نعيش بالهاوية التي نحياها الآن ، فبئس التعليم .

كلمات جميلة شعور رائع لانسان مبدع

سلمت اناملك اخى الكريم الحوراني على

هذه المشاركه


دمت بالف خير وانتظر منك كل ما هو جديد ورائع

الاميــــــرة الصغنونه

ايها الاميره الصغيره

كم يسعدني وجودك على صفحاتي ، ورأيك يهمني جدا ،،، اشكرك كثيرا

اتمنى لك حياة هادئه