|
|
|
 |
|
 |
||||||||
|
||||||||||
 |
 |
 |
||||||||
| ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
 |
|
|
أدوات الموضوع |
05-05-2011, 07:48 AM
|
#1 | ||||
|
عضو نشط
|
من محاولاتى : الطابور
الطابور
الجو حار ؛ خانق ؛ يكاد يكتم الأنفاس ؛؛ وأشعة الشمس لافحه؛؛ لم تعد تحجبها جريدة الصباح التى كلت يده من رفعها فوق راسه إتقاء للظى ؛؛ وهذا الطابور الطويل الممتد يتحرك بالكاد ؛؛ ويلمح من بعيد السعداء الذين ظفروا بالمواد التموينه المدعومه يخرجون من المقدمه ؛ تطفح وجوههم المتعبه بالبشر والسرور .. أما كان بالإمكان التوزيع بعيد العصر ؛ حيث تخف الحراره ويلطف الجو ؟؟!! ماإن سمع الأستاذ فتحى وهو فى مكتبه ؛ غارق بين الدوسيهات والأوراق بأن فى الجمعيه الإستهلاكيه سلع مدعومه توزع ببطاقات التموين ؛ حتى هرع نحو رئيسه المباشر يتلطف له فى القول ؛ مستئذنا إياه فى الإنصراف مبكراً ليلحق حصته المقرره ؛؛ فالبيت يشكو خواء ؛؛ وإمرأته لاتكف عن الشكوى ؛ وكلمات تأنيبها أشد فتكا من سياط الجلاد ؛؛ وهاهى الفرصه قد سنحت لكى يلقمها حجراً بما سيجلبه من مواد غذائيه تعمر بها أرفف مطبخه الخالى .. عقب حصوله على موافقة حضرة المحترم الرئيس ( المباشر) انطلق يعدو الى ا لبيت ليحضر بطاقة التموين التى تعطيه الحق فى صرف مستحقاته ومقرراته .. دخل البيت متهلل المحيا منفرج الأسارير ؛ وبحث بعينيه عن زوجته ليزف لها الخبر السعيد ؛ ممنياً النفس برؤية ابتســـــامه مشجعه ؛ تدفعه لمــــــا هو مقبل عليه من قتال فى سبيل الحصول على مايريد .. أخذ البطاقه واندفع نحو الجمعيه ؛ متوقعا زحاما فوضويا كالعــاده ؛؛ لكنه فرح عندما رأى الطــابور المنظم المتراص؛؛ حقا انه طويل طولاً ازعجه خشية ألا تكـفى السـلع المعروضه كــل افراده الواقفين؛؛ لكنه نظام على كل حال ؛؛ وهو من عشاق هذا النظام .. ومدمنى الطوابير!! فحياته كلها يتحكم فيها الصف ؛ والترتيب ؛ والطابور .. ترتيبه فى الأسره ثانى الأبناء؛ تمر عليه الملابس الجديده من بعد استمتاع الأول بجدتها ... كان أحد الواقفين فى طابور الأوائل يوم تخرجه؛ فقد كان سابع الدفعه .. اكتوى بسنوات الإنتظار فى ( طابور ) الخريجين ؛ حتى أتته الوظيفه .. انتظم فى سلك المتزوجين بعيد توظفه؛ وسار فى تيار ؛ أو طابور من يعولون اسرا وأبناء فلا عجب بعد هذه العشره الطويله ؛ ان يدمن ؛ بل ويعشق الطابور .. أخذ موقعه فى الطابور ؛ كآخر فرد ؛ لكن ما لبث إلا قليلاً حتى وجد من خلفه فرد وفرد وأفراد ؛؛ فقد طار الخبر كل مطار ؛ وأقبل الجميع من كل حدب وصوب لينال كل منهم نصيبه .. الحر شديد ؛ ويشتدالإحساس به تحت اشعة الشمس ؛؛ تصبب عرقا ؛؛ جف حلقه من العطش لكنه لم يفكر فى ترك الطابور ثانيه واحده ؛؛ فمكانه أغلى من كل تعب ؛ بل ان ( دوره) أشبه بقطعة ارض وطئتها قدم جندى منتصر فى حرب مقدسه ؛ فكيف يفرط فيه؟؟ تحمل كثيرا .. تحمل الحراره ؛؛ وتعب الوقوف ؛ والدفع من الخلف للمتعجلين بتحرك الطابور .. تحمل العطش ؛؛ والقلق ؛؛ والشعور بالإختناق .. تحمل وفى خاطره صوره جميله له وقد عاد الى منزله يحمل سلعا تغطى احتياجات هذا المنزل الذى تحمل هو الآخر كثيرا من الفقر ؛ والعوز ؛؛ والشجار!!!! أخذ يسلى نفسه فى موقفه بمنظر زوجته؛ وقد فردت وجهها ؛ وابتسمت !! نعم رأى بعين خياله ابتسامتها التى طال شوقه اليها ؛ وزاد حنينه لتوابعها الجميله من قبل وعناق وموده .. مر أمامه شريط حياته سريعا ؛ منذ ارتبط بهذه المرأه التى انتقتها له امه على عينها من بين بنات الأسره جميعهن ؛؛ وكيف سارت حياته معها فى موده جميله وأنس دافىء ؛ بدد وحشته وجفاف حياته بالمدينه ؛؛ وكيف كانت رغم اميتها تتفنن فى اسعاده حتى شغلها عنه الأبناء الأعزاء !! ابتسم رغم تعبه وإعيائه ؛؛ ابتسامه نضحت من داخله ؛ وارتسمت على شفتيه برهه.. ثم ذبلت ؛ وتقلصت ؛؛ وغاضت .. ماهذا ؟؟ مابال الأرض تسيخ به ؛ حتى لتكاد تبتلعه ؟؟ اهتزت الأشياء من حوله بعنف ؛ وتماوجت ؛ واضطربت وتبعثرت ؛؛ بل وتبعثر الطابور !!! من بعيد اتته أصوات مبهمه ؛ ميز منها كلمة استقرت فى وعيه .. إنه يحتضر .. يحتضر؟؟ إذا ؛ فقد خرج أخيراً ؛ و رغما عنه ؛؛ وبعد طول تشبث ؛؛ من الطابور !!! ( تمت ) بقلمى المصدر: نفساني
|
||||
|
|
05-05-2011, 05:12 PM
|
#2 | |
|
المشرف العام
بقايا حنين
|
تعب ومشقة ..وحرارة شمس...
واختناق في معاناة طابور.... فكانت الكلمات برغم مرارتها تشع من التعب نور... شكراً لهذا البوح الشاق.. تحية من القلب مكلله بعبير الزهور.... |
|
|
|
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
