نعم للشفاء .. لا لربى

نعم للشفاء .. لا لربى

نعم للشفاء لا لربى
الشفاء و ربى ( بضم الراء )
الشفاء أبنتي عمرها 4 سنوات وأختها( ربى) عمرها شهر ونص تقريبا ..
كتبت تلك الكلمات لواحدة منهن ..
فمن منكم سيعرف ؟؟؟ !!!

كادوا أن يأخذوا مني حياتي فلن يستطيعوا يا شفاء ..
أضواء باهرة تصطدم بعيني .. وجوه تركض هنا و هنا .. أين المشرط .. أين المخدّر ؟؟ أين الكمّامة ؟ أين الأوكسجين .. أطباء و ممرضات يتدافعون هنا و هناك و بعضهم يتحلق حولي أنا المسجّى في غرفة العمليات ..
ممرضة تهمس لي بصوت يتصنع الثبات : لا تخف .. إنها عملية بسيطة جدا .. لا تفكر فيما حولك .. حاول أن تتذكر أحلى أيام عمرك ..
قلت لها بهدوء : ماذا ستفعلون ؟؟
قالت : سيقومون بإضافة صمام آخر في قلبك ..!!
قلت : هل سيفتحون قلبي ؟
قالت بدهشة : طبعا ..
قلت : و أين أخبئها الآن ؟؟ أين أبعدها عن العيون ؟؟
قالت : من هي ؟؟
قلت : أين الطبيب .؟
نادت عليه فيما هو يرتدي القفازات الطبية .. قال وهو يتصنع ابتسامة غطتها سحب القلق : خيراً عزيزي .. ؟؟
قلت : أنت ستفتح قلبي .. ستتجول بين أروقته .. ستطأ أرضه و تقتحم جدرانه و غرفه .. أدخل بصمت أيها الطبيب ولا تؤذيها .. لا تفزعها بمشارطك و أسلحتك .. لا تزعجها بطنين أدواتك .. لا تؤلمها بوخز سيوفك و عتادك .. ستجدها هناك .. وحيدة .. يتيمة .. بريئة .. تكتب في كراستها .. سامحها أيها الطبيب .. لقد عبثت هذه الصبية بقلبي .. أحالته إلى ساحة معركة .. إلى أشلاء ممزقة .. أتظن أنك ستجد مكتنا جديدا لصمامكم الجديد؟؟ لا .. لا يا طبيبي .. بل ستجد بقايا قلب .. ستجد بقايا عمر .. ستجد بقايا إنسان .. لقد مَارَسَتْ شتى صنوف العنف و العدوان على هذا الخافق الضعيف بين الحنايا ..ولكن .. لم أنهرها .. لم أعاتبها .. سبحان الله .. أيعاتب المرء ذاك الهواء الذي يتنفسه ؟ أيعاتب الإنسان ذاك الليل الذي يغفو على نافذته كلما داهمته الهموم ؟؟
أتركها يا طبيبي بين أن أنقاض قلبي .. دعها تعبث كما تريد ..دعها ترسم خريطة حياتها هنا .. قل لها أن النقش على القلب أحلى و أجمل من الكتابة على الأوراق أو صفحات الماء ..و قل لها أن تلك الصمامات التي دمرتها هي أحلى ذكرى لاعتلائها هذه القلب العليل .. فلن يتربع على قلبي غيرها
طبيبي .. لا تزدحم أنت و ممرضاتك على باب قلبي فتفزعوها ..إنها نائمة فغدا ستذهب للروضة ..أنقر الأبواب قبل اقتحامها .. و استأذنها قبل أن تمد يدك بمشرط أو خيط .. قل لها لقد آن أوان هذا القلب أن يُرمّم و يُعاد بعثه للحياة .. قل لها ان تلك الصمامات الجديدة القادمة هوت عليها أخيرا بعد أن عجزت عن استيعاب هذا الحب الذي يقوم على زرع القنابل و الألغام بين الحنايا و الضلوع ..طبيبي ..دعها نائمة أما ترى بسمتها ؟؟ أما ترى شعرها المجعد الجميل ، أرجوك لاتوقظ قلبي دعه نائما ...
قال الطبيب : أنت تهذي ..
ابتسمت له وقلت : إنها أجمل هذيان و أحلى وهم .. أما تعرفها يادكتور ؟؟
قال : سنضطر إلى أخذ شريان من جسدك لنزرعه في قلبك ..
قلت :لن تجد الشريان الذي تنشده .. أبحث عن شريان لم تمزقه اللوعة و لم ينسفه الحزن و لم يبليه الهوى ..لن تجد سوى شرايين تنزف من كل اتجاه .. تنزف شكوى و ألما و بكاء ..يا سيدي لا أملك لك أي شرايين ولا أحمل داخلي أي نبض .. أنت تضيع وقتك مع عاشق متهدم لها كذاك الجبل الذي زرعوا بين جوانبه على حين غفلة قنابل و مفرقعات فتهاوى فجأة في لمح البصر ..
خذ يدي .. هل تجد نبضاً ؟
خذ بصري هل تجد نوراً ؟
خذ عمري هل تجد أملا ؟
أنظر إلى سمائي هل تجد شمساً ساطعة كنور وجهها؟
أنظر في بحري هل تجد مرافئ آمنة غير بحرها؟؟
أنظر في أرضي هل تجد سوى حضني وسادة ديباجية لرأسها وجسدها؟؟
يا طبيبي .. اتركني و شأني ، فأنت لاتعرفها ..
خذ أسلحتك و أدواتك و أجمع ممرضاتك و اتركني وحيداً ..فأنت لن تزيد دقيقة واحدة من عمري في ضمها لصدري ، وحملها على ظهري..
اتركني معها .. لقد غدرت ( الشفاء) بصمامات قلبي .. و غدرت بابتساماتها عمري .. ولم يبق على النهاية الكثير .. فهذه الدقات المتهالكة التي يضج بها كياني تقول بأن الدرب على آخره لها و أن القمر إلى محاق بوجهها وأن الشمس إلى كسوف بنومها و أن النور إلى زوال بفقهدا ( لاسمح الله) و أن الغد إلى انقضاء ( بزواجها) و أن العمر إلى فناء ( بفقدها أياي) و أن القبر أصبح أقرب مما يتخيل من لم يعرفها ..
فلن ينزعوا من جسدي حب أبنتي (الشفاء ) ذات البسمة المشرقة ، ومريولها الكحلي ، وحقيبتها الحمراء .
___________________

مسكينة هي أبنتي الشفاء فهي الآن تعيش مع أختها المولودة الصغيرة ( ربى) وقد قرأت في أعين بعض أقرباءها أن أسهمها قد نزلت قليلا وأتجه الحب للمولودة الصغيرة ، فأحببت أن أسليها بتلك المشاهد علّها تنسى وتتذكر أن حبها في قلبي لن يزيله مشرط جرّاح ولا إبرة ممرض ، ولا مخدر طبي ،
فحبي لها موصولا بحبي لمن أنجبتها !!!!!
وسلامتكم

المصدر: نفساني

عزيزي ابو مروان ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تعليق صغير : الله لا يحرمك من هالوردتين .. ولا يحرمنهم منك ..
ويرزقني والجميع بالذرية الصالحة < مرررررررررررررة مشتاقة اشوف بناتي > !!!

ألا ترى كم أثر كلام أبو مروان الله يحفظه ويخلي له بناته.. كم أثر فيك ؟؟ بل في كل من قرأة .
والله يا ابو مروان لا أدري كيف أعبر لك عن جمال الروائع التي تكتبها دائماً تجعل أعيننا لا تريد أن تفارق الشاشة ولو لدقيقة الله يعطيك العافية.
ليلى

جعلهم اطيب من ابوهم !!!!!!!!!!!!

هي دعوة متعارف عليها عندنا في نجد !!!!!!!!!!!!
واتوقع ان كل واحد فينا ما عنده مانع يكون ولده اطيب منه !!!!!!!!!حتى ابن باز (الله يرحمه)- ما كان يمانع فيها

وماله داعي انها تحذف !!!!!
ولو حبيتوا تحذفونها ..... لاتكتبون ( تم الحذف من قبل الادارة ) لان فيه ناس بيفهمونها غلط

جمعكما في دار الخلود في جناته و اسعدكم في هذه الدار قبل لقائه .....
وجعل ابتلاءكم كله خير.. و بارك بكم امة محمد عليه الصلاة والسلام

استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه:p

الحمد لله الذي عافاني مما أبتلاك به وفضلني على كثير من خلقه تفضيلاً كثيراً

سلامتك ألف سلامة والله لا يحرمك ولا يحرمهم منكما .

اخي الفاضل
بارك الله لك في ذريتك واسأله جل وعلا ان يريك فيهم كل خير
وابشرك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا احفظه نصا ولكن معناه) : من ابتلي بثلاث بنات او اخوات فاحسن تربيتهن كن له وجاء من النار .... قيل واثنتين قال واثنتين.
اسال الله ان يثبتك على الحق وان تكون تربيتك لهن خير تربية
والله يحفظك