احتاج الى مساعدة عاجلة ـ رسالة الى جميع الأطباء النفسيين

احتاج الى مساعدة عاجلة ـ رسالة الى جميع الأطباء النفسيين

السلام عليكم
اكتب اليكم في هذا الموقع لعلي اجد حلا بعد ان عجز جميع الأطباء عن الحالة التي تواجه ابنتي
ابنتي تبلغ من العمر 13عاما اصيبت بمرض السكري منذ سنتين وكانت تعالج بحقن الأنسولين، وقبل اربعة اشهر وتحديدا ايام الامتحانات النهائية للعام الماضي بدأت تسيطر عليها فكرة الريجيم ، وبدأت تمتنع عن الأكل نهائيا وتظل طيلة اليوم بدون اكل سوى قطعة شوكولاته او ما شابه ذلك وترفض نصائحي وتصرخ في وجهي وتقول :لاتتدخلي في شؤوني
تركتها لأنني كنت احسب انها تريد لفت الأنظار ولكن بعد شهر تقريبا بدأ ينزل الاسيتون في البول وبغزارة وعند قياس معدل السكر في الدم فوجئت بأن السكر منخفض جدا وكان قياسه 50
اصطحبتها الى المستشفى ونومت 5ايام مع تركيب المغذيات عليها ثم اخبرني الطبيب بأنه لايوجد لديها سكر وان الاسيتون الناتج هو بسبب المجاعة على الرغم من ان في بداية اصابتها بالسكري كان السكر يصل الى 600!
واكد الدكتور انها لابد وان تأكل وهنا لاحظت المأساة التي اشتكي لكم منها ، فهي تصرخ بطريقة هستيرية لااريد الأكل .. لاأريد ان اسمن .. انتم تريدون ان تقتلوني ، انا سمينه ، وترفض الأكل تماما وبدأ وزنها يتناقص من 40كيلو جرام الى ان وصل الآن 28كيلو جرام واصبحت هيكلا عظميا ، دخلت معها المستشفى مرة اخرى واشرف عليها طبيب نفسي وطبيب الباطنية ولكن دون جدوى وكلما حاولت ان اساعدها في الأكل تأكل ثم تحس بأنها تختنق وتبدأ في الصراخ بطريقة هستيرية عرضت الأمر على طبيب نفسي اخر فأخبرني انها تعاني من اكتئاب اجهادي نتيجة المذاكرة الشديدة وبالفعل فقد ارهقت نفسها فجأة وبطريقة جنونية في المذاكرة ووصف لي الطبيب حبوبا للإكتئآب وبعد استخدام هذه الحبوب بثلاثة اسابيع بدأت تتحسن قليلا وتتقبل كميات قليلة من الأكل وتوقف الأسيتون عن النزول ولكنها تتحسن يومان ثم تنتكس وتشعر بتأنيب الضمير كلما اكلت وتبكي وتصرخ بطريقة هستيرية :لماذا اكلت؟اعطوني سكينا اريد ان اقطع هذا اللحم الذي في جسمي وهكذا حالي معها
اتصلت بطبيب في مستشفى ارامكوا فأخبرني انها تعاني من مرض نفسي خطير وان هذا المرض منتشر في اوروبا وامريكا ولاتوتجد حالات مماثلة في الوطن العربي وان نسبة الشفاء منه قليلة وانه هذا المرض يسبب انخفاض في سكر الدم لذلك اختفى السكر منها وايضا المصابه بهذا المرض مرض لاتأتيها الدورة الشهرية وبالفعل فان الدورة منقطعة منها منذ 3 شهور وانها تحتاج الى فريق طبي متكامل لعلاجها وان المريض بهذا المرض يلجأ الى الاستفراغ وتناول المسهلات للتخلص من الأكل
ولكن ابنتي لاتفعل ذلك بل تريد ان تتحسن وقد بدأت تستجيب للأكل وتأكل كميات لابأس بها وتقول اريد ان اتحسن وبدأت فكرة الريجيم تزول من رأسها وزال الاختناق بعد الأكل لذلك خفت من ادخالها المستشفى من جديد لأنهم يريدون اجراء منظار للمعدة لأنها كانت تختنق بعد الأكل ولكن هذا الاختناق زال منذ اسبوعين لذلك لم ادخلها ورجعت للطبيب النفسي مرة اخرى فقال لي ان هناك حالات يعجز الطب عنها فاذهبي بها الى شيوخ الدين
لاأدري ماذا افعل معها فهي تتحسن بالفعل اذا قرات عليها القرآ ن ولكنه تحسن وقتي ، ومشكلتها الآن هي تأنيب الضمير والبكاء كلما اكلت وانقطاع الدورة الشهرية منها وايضا لااعلم مبررا لزوال السكر
وزنها الآن 28 والاسيتون توقف واكلها لابأس به مقارنة بما مضى ولكنني اعاني جدا من الحالات الهستيريه التي تنتابها احيانا اذا اكلت وصراخها اريد ان اموت اعطوني سكينا ..لمذا اكلت ، واحيانا اخرى اجدها هادئة وتقول مذا تريدينني انا اكل؟وتأكل بهدوء من غير صراخ
ارجوكم ساعدوني ماذا افعل ؟وما هي هذه الحالة؟

المصدر: نفساني

حالة إبنتك من الحالات المعتادة في الغرب و القليلة الإنتشار في االعالم الثالث. لكنني قد شاهدت و عالجت منها عدداً قليلاً. يا أختي الحالة ليست مستعصية و لا داعي للذهاب بها للشيوخ. الحالة تدعى داء النحافة العصبي أو داء القمه باللغة العربية. أما باللغة الإنجليزية فتدعى: Anorexia Nervosa. لقد قمت بعدد من الأبحاث في هذا الخصوص و نشرت في مجلات علمية متعددة و لدي محاضرة بهذا الخصوص خلال شهر أكتوبر في المستشفى العسكري بالرياض.

على العموم فإن الرغبة في النحافة أمر معتاد لدى المراهقات خصوصاً و النساء عموماً ، و منهن من يتحمس لهذا الأمر لدرجة تكاد تكون مرضية. و قد نشرت مجلة اليمامة قبل عدة أشهر موضوعاً دقت فيه ناقوس الخطر من هذا التجه لدى فتيتنا. أما الحالات المرضية فتكثر في مرضى السكر و من مظاهرها: الخوف من السمنة و محاولة تجنب الأكل لدرجة نقصان الوزن بشكل كبير (إحدى الحالات التي تعالجت عندي بنجاح و الفضل لله ثم للإخصائية النفسية التي ساهمت في رسم الخطة العلاجية و لطاقم التمريض الذي أشرف على تنفيذها ، كان وزنها 18 كجم و عمرها 23 سنه). كذلك من مظاهرها الشعور بأن الوزن زائد مهما كانت نحيفة و محاولة التخلص من هذا الوزن الزائد بالإستفراغ بعد الأكل أو تناول المسهلات أو الرياضة و بالتأكيد الريجيم القاسي. لا شك أن الحالة الجسمانية تسوء مما يجعل الحالة مقلقة نوعاً ما و لكن ليس لدرجة اليأس. كذلك من مظاهرها إنقطاع الدورة الشهرية نتيجة نقص الوزن الشديد.

مما يبشر بالخير أن إبنتك صغيرة في السن فلا تقسي عليها و لا تدخلي معها في صراع على كمية الطعام و نوعه. الأفضل أن تجعليها تراجع متخصصة في التغذية و أخصائية نفسية. الهدف هو أن تزيد مداركها بالوزن الطبيعي و الحاجات الطبيعية للعناصر الغذائية المختلفة. كذلك فهي تحتاج للتأكد من أنها لن تفقد السيطرة على وزنها و حياتها و شكلها و كيفية التعمل مع إنفعالاتها.

يبدو أن الطبيب الذي ذكرت لا يملك الخبرة الكافية في هذه الحالات و غير مستعد لمساعدتك. أنت تحتاجين لمن يساعدك في رسم خطة لعلاجها حتى في المنزل. لن يخلو الأمر من بعض الصعوبات و الشد و الجذب و لكن ستسير الأمور أخيراً إن شاء الله في الإتجاه الصحيح.

شفاها الله و عافاها و السلام.

بعد السلام ، والتحية
* أختي المرحلة التي تمر فيها أبنتك في حد ذاتها لها مشاكلها ، ومطالبها في كا فة ابعاد الشخصية ، اضافة إلى ما عانته من مرض السكر كمرض ملازم لها ، والحمد لله على زواله .. متغيرات كثيرة .. رغبتها في المحافظة على رشاقتها ، ومرض السكر ، وطبيعة المرحلة ، والأراء الخاطئة ممن استشرتيهم كونت أكثر من فكرة خاطئة في نفسية ابنتك ، وبناء عليها أضطربت في اكلها أكثر!! وسلوكها المزعج لك جاء تبعاً لذلك .. ما تحتا جه أبنتك الآن مختص يستوعب ما عايشته ، ليصحح مفاهيمها عن نظرتها لجسدها ، وهدفها في الحياة .. وبالنسبة للمشايخ فيا أختي لا بدّ أن تعلمي أن الأصل في الرقية ..هي أن يرقي الأنسان نفسه ، ولا يتطلب ذلك إلا قرات ما تحفظه من كتاب الله على نفسها ، وأنت ووالدها قادرين على فعل ذلك ...فعاطفتكم ، اصدق من أيّة راقى على الكرة الأرضية .. فتلمسي يا أختي الجوانب الإيجابية في أبنتك ، ودعّـميها ، وامنحيها ثقة اكثر ، واستشيريها ، وتحملي بعض هفوتها .. حفظها الله أين ما كانت ، وشفاها من كل داء .