تعايش مع المرض فلم انت حزين!؟

تعايش مع المرض فلم انت حزين!؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد:

كتبت هذه الموضوع لأن صاحب الرهاب أو الأمراض النفسية عموما قد يدخل إلى قلبه اليأس من نفسه ومن حاله أو قد يدخله الحزن فيبدأ يرثي حاله ويضل أسير سجن أفكاره فأنا هنا لأقوي نفسي وإخوتي ممن هم في هذه الحاله وأقدم بين يديهم بشاره أولا أنه من أهل البلاء فإذا صبر وعمل الأعمال الصالحة فاز بالفوز العظيم وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور والثانية أنك لست كغيرك من الناس نعم يا صاحب الرهاب أنت من أصحاب القلوب الرقيقه الذين أكثر أهل الجنة من أصحاب هذه القلوب ولاكن هذه لا يكفي فيجب أن تغذي هذه القلب المحتاج لنور الحق والهدايه بالعلم النافع والعمل الصالح فالعلم الشرعي بعد الدعاء والإلتجاء لله من أقوى ما ينجيك من الفتن وهذا وإن صاحب الرهاب قد عيش وحيدا فدرب نفسك على الأنس بالله ومناجاته في خلواتك فإن بعظ السلف يعد الخلوه نعمه ليخلو بالله ويناجيه وتدرب شيأ فشيأ على أن يكون لك صحبه صالحه تعينك على الخير؛
وأيضا قد يفوت صاحب الرهاب الزواج أو قد يتأخر زواجه فسعى دائما إلى الدعاء بأن يرزقك الله العفه والزوج الصالح وإياك أن يدخل اليأس إلى قلبك أو أن تجعل تأخر زواجك عائقا لك في النجاح والتقدم في حياتك فكثير ممن خدم هذه الأمه وكان له أثر إيجابي لم يتزوج وأذكر لك شيخ الإسلام إبن تيمية هذه العلم الشامخ في الإسلام لم يتزوج فانظر ما ترك للأمه من علم نفع الله به وأنقذ به من الضلال والإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة ما تزوج إلا في الأربعين من عمره [وقد كتب عبدالفتاح أبو عدة كتاب أسماه العلماء العزاب الذين آثرو العلم على الزوج ]؛أنا لا أدعو لترك الزواج فالنبي صلى الله عليه وسلم حث عليه ورغب فيه ولاكن مرادي أن لا تجعل عدم زواجك أو تأخره عائقا لك فانطلك إلى رحاب العباد وزاحم طلبت العلم فقد منحك الله النعم الكثيره فشكره واحمده ؛عبد الله ،أمة الله سأضع بين يديكم بشارة نبيكم لأصحاب القلوب الرقاق الضعيفه فهي أكثر قبولا للحق وأكثر توضعا له وأكثر حشيه وبكاء وخشوع لله تبارك وتعالى لمن إتقي منكم؛

1 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يدخل الجنة أقوام أفئدتُهم مثل أفئدة الطير))؛ رواه مسلم.

يقول النووي - رحمه الله - في شرح صحيح مسلم: قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير))، قيل: مثلها في رِقتها وضَعفها؛ كالحديث الآخر: ((أهل اليمن أرقُّ قلوبًا وأضعف أفئدة))، وقيل: في الخوف والهيبة، والطير أكثر الحيوان خوفًا وفزَعًا؛ كما قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

وكأن المراد: قوم غلب عليهم الخوف؛ كما جاء عن جماعات من السلف في شدة خوفهم، وقيل: المراد المتوكلون، والله أعلم.


ويقول النووي معلقًا على هذا الحديث:
المعنى: أنها ذات خشية واستكانة، سريعة الاستجابة والتأثر بقوارع التذكير، سالمة من الشدة والقسوة والغلظة.

والشاهد من ذلك: بيان أن هناك علاقة بين الرقة والإيمان والحكمة والفقه، ولهذه الرقة النابعة من الإيمان سمات كثيرة، وهي تشمل كل المؤمنين - رجالاً ونساءً، وشبابًا وأطفالاً - وهي: سرعة التأثر وسَرعان ما تذرف العين.
• سرعة الاستجابة للحق.
• سرعة الاتعاظ والتذكير، وكُره الظلم بشدة.
• التفاعل مع مَن حوله، والاهتمام بمشاعرهم فرحًا وحزنًا.
• التفكير في الآخرين، فإذا عجز عن مدِّ يد العون، فلا أقل من أن يحمل همَّهم في قلبه وعق . انتهى

*ويجب أن نفرق بين السكوت عن الحق والمداهنه فيه والسكوت على المنكر فكل هاذا ليس ضعف المؤمن المؤمن ضعيف عند الحق أما الباطل فهو قوي عنده فلا بد أن يكون هذه الخلق منظبطا بضوابط الشرع.

2-
عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب الخزاعي يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ متكبر قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

قال النووي فمعناها متواضع متذلل خامل واضع من نفسه . قال القاضي : وقد يكون الضعف هاهنا رقة القلوب ولينها وإخباتها للإيمان . والمراد أن أغلب أهل الجنة هؤلاء كما أن معظم أهل النار القسم الآخر ، وليس المراد الاستيعاب في الطرفين ( لو أقسم على الله لأبره ) قال النووي : معناه لو حلف يمينا طمعا في كرم الله تعالى بإبراره لأبره ، وقيل : لو دعاه لأجابه ، يقال : أبررت قسمه وبررته والأول هو المشهور ، انتهى .

3- عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار على كل قريب هين سهل قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب.

(سهل ) هو ضد الصعب ، أي سهل الخلق كريم الشمائل .

4- ((احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ, فَقَالَتِ النَّارُ: فِيَّ الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ, وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فِيَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَمَسَاكِينُهُمْ, قَالَ: فَقَضَى بَيْنَهُمَا, إِنَّكِ الْجَنَّةُ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ, وَإِنَّكِ النَّارُ عَذَابِي, أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ, وَلِكِلاكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا))
[أخرجه الإمام أحمد في مسنده]

5- النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، مرَّ على رجل، وهو يعاتب أخاه في الحياء، يقول: إنَّك لتستحيى حتى كأنَّه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعه، فإنَّ الحياء مِن الإيمان)) رواه البخاري.

*كلنا يعلم أن الخجل والرهاب ليس من الحياء فالحياء ينهى صاحبه عن فعل القبيح من الأعمال أما الخجل والرهاب قد يمنع صاحبه عن فعل الواجب ولاكن صاحب الخجل والرهاب به قدر من الحياة فيجب أن ينميه ويقويه بالإيمان والعلم النافع وتأمل في الحديث في قول الرجل كأنه يقول قد أضر بك فإياك أن تقول أن الحياء يضرني أو يجعلني ضعيف شخصيه كلا بل أنت في خير عظيم.

*عليك أن تعلم يا صاحب الرهاب أن لديك من الخصال الحميده التي جبلك الله عليها فشكر نعمة الله عليه وإجعل هذه الخصال نعمه بدل أن تكون نقمه بأن تتعلم العلم النافع وتكون دائم الصلة بربك.


يقول إبن القيم [فكم لله من نعمة جسيمه ومنة عظيمة تجنى من قطوف الإبتلاء والإمتحان].مفتاح دار السعادة٨٤٨؛

ويقول أيضا [ الألام والمشاق إما إحسان ورحمة وإما عدل وحكمه وإما إصلاح وتهيئة لخير يحصل بعدها وإما لدفع ألم هو أصعب منها] شفاء العليل ٢٠.


وفي الختام أحمد الله تعالى على فظله العظيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد

المصدر: نفساني

نبذه عني طبعا مريض رهاب وقلق منذوا ١٢ عام
٥ سنوات على العلاجات النفسيه