|
|
||||||||||
ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية |
|
أدوات الموضوع |
03-02-2002, 08:03 AM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
|
عشق المرأة للمرأة
منقول
للمرأة الذي دفعني للكتابة إليك هو معاناتي وأنا أقوم بالتدريس في إحدى المدارس الثانوية للبنات . وسر معاناتي هو ما أشاهده بعيني من انشغال الطالبات بأمور لا علاقة لها بالدين وبالدراسة ، فمع ظهور الكيبل فيجن في كل بيت ، وجدت نفسي أمام مشكلة كبرى ، تعرقل وظيفتي ورسالتي كمعلمة ،ومربية مهمتها " تكوين الشخصية المسلمة المستقلة " لدى طالباتي .. لقد وجدت أن الطالبات شغلهن الشاغل ترديد الأغاني التافهة ، ونقش كلماتها على مقاعدهن وكتبهن وجدران الفصل والمدرسة ، والتعليق عليها بكلام يندى له الجبين .. وبات همهن تقليد المطربين والمطربات في كل شيء : في الملابس والحركات وقصات الشعر، ولبس القلائد والأساور التي تدعو إلى الشرك والإلحاد تشبهاً بهؤلاء الذين يقال عنهم إنهم مطربون وفنانون . إن الطالبة وهي في سن المراهقة ترى في التليفزيون الأغاني ، وفيها العشيق وعشيقته يتبادلان النظرات والحركات .. يخاطبها وتخاطبه بالكلمات اللاهبة .. فتنبهر الطالبة بما ترى . ثم تنظر في واقعها الذي يحرم عليها الحب والعشق ولا تجد أمامها باباً آخر غير الخروج عن الفطرة بالشذوذ .. نعم فكل طالبة لها معجبة تبادلها الكلمات والنظرات والحركات . ولا أجافي الحقيقة إذا قلت لك إن 80% من طالبات المدارس الثانوية و 75% من طالبات الإعدادية في بلادنا ، صار حالهن على هذا المنوال الخطير . إن الطالبات لا يلقين بالاً لنصائح المدرسات . ولم يعد ينفع معهن نصيحة أو تهديد أو توبيخ ، لأنهن يعلمن جيداً أنه ليس في يد المدرسة شيء غير الكلام .. فالعقاب ممنوع ، والنغمة السائدة لدى المسؤولين عن العملية التربوية والتعليمية هي : ممنوع التعامل بقسوة مع الطالبات ، غيروا من طريقتكم في التعامل مع بنات هذا الجيل .. إنه جيل التليفزيون والكيبل فيجن والإنترنت ! لقد ازدادت المأساة بمرور الأيام وتفاقمت خلال السنتين الماضيتين .. والمشكلة أن المسؤولين يرونها مشاكل مراهقة مؤقتة ، وأراها فتيلة موقوتة توشك على الانفجار . إلى وقت قريب كانت بعض وزارات التربية والتعليم لا تسمح بالحفلات الغنائية في المدارس .. أما الآن فقد صار مسموحاً بها وفي أي مناسبة ، والكل يباركها ، وآه لو رأيت ما تلبسه الطالبات في هذه الحفلات . لقد أردت أن أحدثك بشيء مما أعاني منه أنا وكثيرات مثلي ، لعل نشره والتعليق عليه يضع حداً لظاهرة باتت تهدد مستقبل طالباتنا . * أختي في الله (م.م) حفظها الله ورعاها : تلقيت رسالتك ، ويعلم الله أنها عمقت الجراح ، وآلمت النفس ، وآدت الظهر ، مع يقيني أن هذه الظاهرة عَرَض لا مرض، في مظهر لأمراض أخرى ولدتها ، وأفرزتها .. والطبيب الحاذق يا أختي ليس هو الذي يعالج العَرَض ويترك المرض . إن القضية يا أستاذتي ثمرة مجموعة من الأخطاء التي تتحرك للأمام في متوالية مغلوطة ، يفضي بعضها إلى بعض . الأب المشغول ، يدفع بماله - طواعية - ثمناً للكيبل ، والجهاز الضخم الفخم ، وأشرطة الفيديو 0والفراغ عند البنين والبنات واسع وممل 0 والقلب خال - لحد كبير - من الخوف من الله تعالى ومن الرقيب 0 والشيطان مخاذل خدّاع ، والنفس أمارة بالسوء ، والشباب شعبة من الجنون ، والنار محفوفة بالشهوات ، وأشد الشهوات هي هذه الشهوة . وماذا تجدي كلمات مدرّسة في مدرسة - مهما كانت ماهرة - إزاء سيول الجاذبية وفنون الإبهار ، والقدرة (السوبر) لهذا الجهاز على امتلاك القلوب ، بل أسرها ، بل تعبيدها لما يوسوس به بعض شياطين الإنس من فحشاء ، حتى تسيطر على الإنسان وتشكل وجدانه ، ومآله ، ورغباته ،وتوجهه إلى ما يرقص له إبليس طرباً وانتشاءً . بعض البنات يا أختي الكريمة يسمح آباؤهن لهن بمشاهدة برامج المنوعات الأوروبية ،وعروض الأزياء والأفلام والمسلسلات غير النظيفة شكلاً ومضموناً .. وإذا كان المجتمع يأمر إحداهن - تقليداً - أن تستر وجهها أو تغض بصرها حتى لا ترى فإن الرجال يأتون متبرجين - إذا صح التعبير - من كل جنس ولون : الأشقر بعينيه الزرقاوين وشعره الذهبي ، والأسمر مفتول العضلات بظله الشرقي ، والأسود باندفاعه الغجري ، والمتعري والمستور ، والمشهور والمغمور .. وهي لا تراهم - دائماً - إلا أقوياء متأنقين ، راغبين مرغوبين ، والمسكينة جالسة مع وحدتها ، وفراغها ، وتوقّد أنوثتها وشبابها ، وقلة علمها ، وانعدام خوفها ، مع غياب الزاجر والرقيب .. زيدي على ذلك أن العوائد - الجديدة - باتت تعقد الزواج ، وتوصد أبواب الحلال .. وربما كان حول هذه الشابة من أخواتها الأوانس العوانس طابور أعمق وحدة ، وأوسع فراغاً ، وأشدّ مللاً ، والمرء إن لم يردعه دين ولا همة ولا رقيب - داخلي أو خارجي - استفرغ وسعه في الحرام ، والنفس إن لم يشغلها أحدنا بالحق شغلته بالباطل ! إننا - أختي الكريمة - نعيش ازدواجية بين الظاهر والباطن ، بين المسجد والشاشة ، والمدرسة والكيبل ، والرقيب الداخلي والرقيب الخارجي 0 والأضعف عادة ما ينهزم ، وحين لا تجد المرأة سبيلاً لشاب فارس أحلام - كالذين تراهم على الشاشة بالألوف - تتعلق به ويتعلق بها ، وترضي غروره ويرضي غرورها - مع الإلحاح الدائم على أعصابها بالأفلام والمسلسلات وأغاني الفيديو كليب وبرامج المنوعات ، من عشرات القنوات - فإنها تجتهد في إقامة عالمها الخاص ، ولو كان مائلاً عن الفطرة أو أوامر الدين ! وأصارحك أن رسالتك ليست هي الأولى التي تطرق سمعي وبصري حول هذه القضية ، فقد سمعت بها مراراً وتكراراً ، لتتجدد الجراحات وينزف القلب : فتاة تتعلق بزميلة لها - أو أستاذة - وتقنع نفسها أنها تحبها ، تعشقها ، تنبهر بها إذا رأتها .. تتقطع أنفاسها .. إذا جلست تذاكر لم تر أمامها إلا صورة حبيبة القلب .. إذا قامت .. إذا نامت .. تكتب اسمها في كتبها .. كراساتها .. أوراقها الخاصة ربما على رسغها تجرح الحرف الأول من اسم الحبيبة بالموسى ، ليبقى علامة لاتزول تطرف عجيب0 ربما كانت الحبيبة لا تحس بما يدور .. ربما كانت في "خيبة" الأخرى فبادلتها الشعور .. ربما .. لكن هذا الباب من أبواب الخطر ، والانحراف بالفطرة ، والضلال عن سواء السبيل ! عشق المرأة للمرأة جريمة خلقية يا سيدتي ، تكلم فيها العلماء وناقشوا أبعادها .. وهي من شرور الغرب القديم التي ابتليت الدنيا بها .. وهو أيضاً جريمة شرعية يا أخت (م.م) لحديث أحمد ومسلم وغيرهما مرفوعاً : "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ، ولا المرأة إلى عورة المرأة . ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد ، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد " . وقد ذكر العلماء الاتفاق على تحريم هذا النوع من الشذوذ بحديث أبي يعلى مرفوعاً بإسناد رجاله ثقات " سحاق النساء بينهن زنا " . ولقد ذكره الفقهاء في كتبهم عند تناولهم لحد الزنا ، وذكره بعض المفسرين في بيان قوله تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فأمسكوهن في البيوت ..) فكانت عقوبته شديدة ، ثم نسخت إلى التعزير الذي قال به الجمهور . وكما يحرم الفعل ذاته فإنه - والله أعلم - تحرم مقدماته ، ويحرم ما يفضي إليه من وسائل وأسباب ، تماماً كما ورد في حديث تحريم أن تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد . إن الطب المحترم لا يزال يسمي هذه الخطيئة شذوذاً 0وهي كذلك فعلاً .. لما تؤدي إليه من انتكاس الفطرة ، والتحول النفسي والجسمي ، وانقطاع النسل ، واكتفاء النساء بالنساء .. وغيره . إنه لا يلجئ إلى الانحراف إلا أحد أمرين : سد الأبواب أمام الحلال ، أو الارتواء والتخمة من الحرام .. وإن العصر المتبرج الذي نعيش فيه يزين كل قبيح ، ويجمّل كل رذيلة . وقد سمعنا عن انتشار هذا البلاء بين المنحلين في أوروبا "المتحضرة جداً " وقرأنا الدفاعات المجيدة لكبريات المجلات المحترمة عن ذلك ، التي تحرص على إحاطتنا بأنباء النساء زواح العضلات من الرياضيات الشهيرات وعلاقاتهن المنحرفة جداً ، نتيجة انحرافهن من الأنوثة إلى "الأنورة" بعد أن صارت إحداهن نصف أنثى ونصف ذكر ، ورأينا السعي الحثيث والهمة المفرطة التي تتمتع بها الأمم المتحدة للترويج لكل صور الشذوذ - بما فيها السحاق - وحرصها على جعل الجنس إلهاً معبوداً ، وحرية مطلقة ، وعملاً قانونياً ، حتى قامت مجتمعات وقرى سحاقية ، وحتى تجاهر المنحرفون بانحرافهم ، والشواذ بشذوذهم . إنها قضية دين وتربية وتضافرٍ بين الجهات المسؤولة : الأوقاف والتربية والتعليم والشؤون الاجتماعية والإعلام والترفيه والأمن ، لمواجهة هذه الظواهر التي تفضَّلْتِ وذكرت أنها وبائية ومنتشرة بمقدماتها على الأقل .إنها معادلة مقلوبة ومغشوشة يا أستاذة (م.م) ومتوالية مهلكة تبدأ بفقدان القدوة الصالحة ، فليس أمام أبنائنا وبناتنا إلا الممثلون من لابسي القلائد والأقراط ، والفنانات حالقات القذال على طريقة البنكس ، ثم بروز المشكلة وانتشارها ، مع التغاضي عنها ، بزعم أنها مشكلة مراهقة _ وكأن الحل هو ترك المشكلات دون حل - ثم تحجيم دور المدرس والمربي ، فيما يجوز من الزجر والتأديب ، ثم تشجيع المدارس للحفلات الراقصة ، وإبراز وسائل الإعلام للنشاط المدرسي البناتي - في معظم الأحيان على أنه مجرد رقص بنات "!" * الأستاذة (م.م) إن غيرتك حميدة ، وغضبتك لله تعالى مأجورة بإذن الله ، ومبادرتك بالكتابة إنكار شرعي قمت به - لعلها تكون في ميزانك يوم القيامة - إذ لا بد أن نتواصى جميعاً بالحق والصبر ، وأن نعرف المعروف ، وننكر المنكر ، حتى لا نبتلى في مجتمعاتنا ، التي لا تزال - رغم كل الشوائب - أنقى المجتمعات وأكثرها تماسكاً ، وأبعدها عن الانحرافات وأمراض الرذيلة . إن الرقم الذي ذكرتِهِ مزعج جداً ، وإن القضية تحتاج إلى وقفة جادة من المسؤولين في وزارة التربية ، والتصدي لكل ما يؤدي إليها ، ولكم كتب أهل الغيرة في الصحف عن الرقص والموسيقى التي تنتشر كالوباء ، ولكم تحدثوا عن الصور واللواصق وأغلفة الكتب والأفلام والأدوات المدرسية وما عليها . ولكم قيل إن ذلك مما لا يجوز ، ولم نجد أي رد فعل من أي أحد ، فلعل رسالتك هذه تحرك المياه الراكدة ، ولعل أذناً واعية في تنتبه لهذه النفثة ، وتسعى لتجد لها حلولاً قبل أن نرى في مجتمعاتنا ما لا يحسن ولا يجمل ولا يحل . أختي (م.م) أنا مع رسالتك ، وصوتي مع صوتك وهي دعوة إلى هدىً لعل الله ينفعنا بها ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . وشكراً يا (م.م) ونفع الله بك . المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|