كيف تسيطر الأفكار علينا ؟ الدكتور: عمار التميمي

كيف تسيطر الأفكار علينا ؟ الدكتور: عمار التميمي

إستشاري الصحة النفسية - عمار التميمي
‏
كيف تسيطر الأفكار علينا ؟؟ ولماذا بدأ الاهتمام بهذا النوع من العلوم ؟؟ ..
في الحقيقة ان نسبة كبيرة من البشر لا يعلمون مدى قوة الأفكار التي تدور داخل عقولنا وكيفية تأثيرها على أرض الواقع ..
في اليوم الواحد يفكر الشخص بين 60000 _ 80000 فكرة .. ونأسف حين نذكر ان 80% من هذه الأفكار تكون سلبية, وهذا الكم الهائل من الأفكار السلبية يولد لنا مشاعر وأحاسيس تشعرنا بالتعاسة وتمنعنا من الوصول للأهداف كما تسبب لنا العديد من الأمراض الجسمية والنفسية ..
سنتناول بهذا الموضوع كيفية تأثير الفكرة على عالمنا الحقيقي من عدة زوايا، في كل نقطة ستجد المعطيات تقودك إلى ضرورة الاعتماد على التفكير الإيجابي وتجنب السلبي منه.

اولاً - علم النفس: برغم اختلاف مدارس علم النفس الى ان جميعها تحث على تدعيم التفكير الإيجابي والابتعاد قدر الإمكان عن الأفكار التي تسودها السلبية. فترى المدرسة السلوكية أن الأفكار التي تنتج من البيئة ومثيراتها لها الدور الرئيسي بأن تقود سلوك الفرد في المستقبل.
ولم تختلف المدرسة المعرفية عن السلوكية كثيراً في طرح وجهة نظرها ومفادها "الفكرة تولد قيم ومعتقدات وهي التي تتحكم بشخصيتنا في قادم الأيام". أما المدرسة التحليلية فقالت أن الأفكار تتراكم في ذهن الشخص حتى تنتج كل فعل أو سلوك يقوم به الشخص ذاته في المستقبل.

ثانياً - البرمجة اللغوية العصبية ( التنمية البشرية): تتشابه التنمية البشرية في طرحها مع علم النفس وهي قريبة من النظرة المعرفية والإنسانية، حيث أنها ترى كل فكرة تغزو العقل يكون لها ملف خاص داخله وكلما تشابهت وتكررت الأفكار زاد حجم هذا الملف، وكلما كان حجم الملف أكبر فإنه بلا ادنى شك سيؤثر على سلوكنا ونظرتنا للحياة.
مثلاً عندما يقول الشخص لذاته "لم أعد ذكياً كالسابق" , مع التكرار لهذه الجملة سيصبح حجم الملف لهذه الفكرة كبير وسيخزن في العقل اللاواعي. وعندما يواجه اية مشكلة تحتاج الى سرعة بديهة وذكاء فإن العقل اللاواعي سيأخذ أكبر ملف لديه لمواجهة المشكلة وهو " لم أعد ذكي كسابق" وعلى أثرها تم تعطيل ملف " أنا ذكي" الذي كان يستخدمه في الماضي لأنه اصبح ضعيف وهناك معتقد جديد اقوى.

ثالثاً - علم الطاقة الحيوية ( الطاقة البشرية ) : من العلوم الحديثة جداً والتي بدأت تدرس بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا وتأخذ صدى واسع بين العلوم المستجدة. ذهب مؤسسوا هذا العلم بفكرهم الى أبعد مما كنا نتخيل، حيث يزعمون بأن كل فكرة تأتي للشخص يبدأ الكون كله في التحرك من أجل تحقيق هذه الفكرة!
مثلاً، عندما يعتنق أحد الأشخاص فكرة إصابته بمكروه ما في بداية السنة الجديدة فسيبدأ كل شيء بالكون يساعده من أجل تحويل هذه الفكرة إلى حقيقة وترجمتها على أرض الواقع. وعندما يؤمن شخص ما بأنه سيصبح ثري بعد عدة أعوام فستمهد له الطريق لكي يصبح ثري فعلاً. وتفسيرهم لذلك هو أن الفكرة ستتحول الى طاقة تحيط بالإنسان مثل الهالة التي تحيط بالمغناطيس، فإذا كانت معظم افكارنا تتمحور حول الملل والخوف والتعب فستكون هذه الهالة سلبية وتجذب لحياتنا كل ما هو سلبي والعكس صحيح.

رابعاً - كتاب السر (the secret) : نعم هو مجرد كتاب لا اكثر ولا أقل لكنه يعكس تجارب واقعية لعدة أشخاص أثرياء وناجحين قادتهم حياتهم الشخصية الى افتراض ان هناك شيء مشترك بين كل الناجحين والسعيدين على هذا الكوكب، وهذه إحدى طرق التفكير الإيجابية.
اشترك هؤولاء الأشخاص الناجحين بهذا الكتاب من أجل منح جميع الناس فرصة التعلم من مهاراتهم الذهنية التي قادتهم نحو القمة والثراء. كتّاب السر لا يختلفون عن علماء الطاقة البشرية لأنهم يعتقدون أن الفكرة تجذب شبيهها من نفس النوع.
فمثلاً إن صممّت على ان تشتري سيارة من نوع معين في العام القادم وكان لديك الإيمان المطلق بذلك فستحصل على سيارة إما من نفس النوع الذي تريده او نوع آخر يضاهي ما أردت. وينطبق الحال على كل الأفكار التي تغزو عقولنا سواء كانت إيجابية او سلبية، وعلى الرغم من أنهم لم يختبروا فرضياتهم داخل المختبر التجريبي والعلمي لكن البعض يجد أن كلامهم واقعي لأنه مشتق من تجاربهم الشخصية وتجارب الآخرين، كما ان العلوم الحديثة لم تتعارض معهم بل على العكس فإنها تؤكد جزء كبير مما جاؤوا به.
ويجب التنويه هنا أن احتمال حدوث ما نفكر به يزداد كلما تبع الأفكار مشاعر وأحاسيس من نفس نوع الفكرة, بمعنى آخر ان المشاعر الأحاسيس الناتجة عن الأفكار هي الطاقة التي تجذب الأشياء بحسب نوع هذه المشاعر فالضيق وضجر سيجذب كل ما هو سلبي للشخص والعكس صحيح.

تم ذكر وجهات نظر العلوم والفرضيات السابقة حول التفكير ومدى القوة الناتجة عنه في التأثير على حياتنا من أجل توضيح مدى أهميته. فكل علم فسر التفكير وتأثيره بطريقة مختلفة في المضمون لكنها تتشابه جميعاً في الناتج. ومما لا شك فيه انهم جميعهم حذروا من الأفكار السلبيه وأصروا على ضرورة استبدالها بأفكار إيجابية، وعند إلقاء نظرة على نظرياتهم فمن الصعب تكذيب او انتقاد أحدهم مما يعني انهم يعملون تحت مبدأ واحد ويكمل كل منهما الآخر.
الآن نحن امام عدة نقاط : بحسب الطريقة التي تفكر بها سيتحرك كل شيء في اتجاهك منذ ذات نوع الفكرة ( الإيجابي او السلبي) وعند أول موقف أو مشكلة مشابهة لهذه الأفكار سيبدأ التنفيذ الفعلي. والنقطة الأخرى هي ان افكارنا تُبَرمَج داخل العقل اللاواعي الذي يتحكم بمعظم سلوكنا. والنقطة الثالثة أن الأفكار هي من تولد المشاعر بحسب نوع الفكرة.

حان الوقت لاستبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية في مكانها. ربما في البداية سنواجه صعوبة في تحقيق ذلك إلا أن العملية ممتعة جدا، وربما سيتخوف البعض من أية فكرة سلبية ستخطر له بعد قرأ هذا الموضوع لكن أنا أقول أنه ليس هناك داعٍ للقلق لأن العلماء اثبتوا ان الفكرة الإيجابية اقوى بـ 6000 مرة من الفكرة السلبية وهنا يكون العدل, لأن الأفكار السلبية في الغالب تغزو عقولنا بشكل أكبر في هذا الزمن لكن مفعول الأفكار الإيجابية أقوى بكثير.
إن أردت تحقيق ما تريد فيجب عليك التفكير بطريقة صحيحة ثم السعي وراء الهدف، فالفرق بين السعيد والتعيس والناجح والفاشل هو نظرتهم وطريقة تفكيرهم حول المشاكل التي تواجههم.

المصدر: نفساني

اوافقك نص الكلام فقط مع تحفظي على بعض النظريات ... مثل نظرية الطاقة !

بشكل عام كلام سليم وجميل خصوصا في الجزء الأخير منه..

لك تحياتي

سبحان الله وبحمده