|
|
||||||||||
ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية |
|
أدوات الموضوع |
13-08-2005, 03:24 PM | #1 | |||
الرئيس
الرئيس
|
ادوات الحوار .....
لا نريد أن نشبّه الحوار بمعركة لنقول إنّ على كلّ من المتحاورين أن يحمل أسلحته ومعدّاته معه ، فالحوار ليس ساحة قتال ولا حلبة مصارعة ، وإنّما هو مجال إنساني فسيح ومفتوح بينك وبين الآخرين ، وهو قرار ضمني غير معلن أنّ (العقل) هو الحاكم على الفكرة أو الأطروحة أو الخلاف أو أيّة قضية خاضعة للنقاش ، أي بمقدار ما تملك من أدلة عقلية وعلمية تدعم بها رأيك ، بمقدار ما تكون قريباً من الحقيقة .
ولذا ، فإنّك إذا أردت أن تدخل حواراً ، فإنّ عليك أن تستحضر أدواته وهي : 1 ـ الثقافة : ونعني بالثقافة ، ثقافة الموضوع الذي تريد ادارة الحوار حوله ، أي التوافر على معرفة لا بأس بها في أبعاد الموضوع وتصوراتك وقراءاتك عنه . وإلاّ فإنّك إذا دخلت في حوار حول موضوع تجهله أو لا تملك الاحاطة به فإنّك ستكون الطرف السلبيّ فيه . ولذا فقد اعتبر التكافؤ بين المتحاورين شرطاً من شروط الحوار . ونعني بالتكافؤ أو النديّة أن يحمل كلٌّ من المتحاورين ثقافة ما يريد النقاش أو المحاورة فيه حتى يتحقق عنصر إثراء الحوار والنظر إلى الموضوع من زواياه المختلفة . 2 ـ الأدلّة والأرقام : أو ما يعبّر عنه بالحجّة والبرهان ، فلا يكفي أن تمتلك منطقاً جميلاً ولساناً ذلقاً لتدخل في حوار ، بل لا بدّ من امتلاك الأدلّة الدامغة التي تثبت بها رأيك وتقنع بها محاورك ومَنْ يستمعون إليك ، ولا بدّ أيضاً من الاستناد إلى لغة الأرقام والإحصاءات ونتائج الدراسات والاستطلاعات حتى تدعم ادعاءك وتصوراتك ، وكذلك إيراد الأمثلة والشواهد الحيّة التي تعطي لما تقوله قيمة يعتدّ بها . 3 ـ شخصية المحاوِر : فكلّما كان المحاور هادئاً ، صبوراً ، حاضر الذهن باحثاً عن الحقيقة ، متواضعاً ، ولا يريد فرض قناعاته على زميله ، ويتوافر على شروط الحوار وأخلاقيته ، أدّى ذلك إلى أن يكون الحوار فرصة غنيّة ، وأرضاً خصبة يطلعُ رأسُ الحقيقة من تربتها المحروثة بعناية ، والمزروعة بعناية ، والمسقيّة بعناية . 4 ـ الجوّ والمناخ الذي يدور فيه الحوار : فقد يكون الحوار بين إثنين جاداً نافعاً ، ولكن إذا حضر أو استمع إليه غيرهما ، فقد يخرجان أو أحدهما عن وقاره واتزانه ، مما يُدخل الجمهور المشاهد أو المستمع كعامل من العوامل المؤثرة على سير وطبيعة الحوار . وقد تكون الأجواء المحيطة بأصل انعقاد الحوار أجواء مكهربة نتيجة الحساسيات التي تتحرك في الساحة التي ينحدر منها المتحاوران ، أو الآراء المسبقة التي يحملها كلّ منهما عن الآخر ، ولذا توصف مثل هذه الحوارات بأ نّها تولد ميتة لأنّ الأجواء المريضة التي يحصل فيها الحوار لا تفسح المجال للمتحاورين أن يتحاورا بطريقة (وإنّا أو إيّاكم لعلى هدىً أو في ضلال مبين )(5) . فهذه الطريقة التي استخدمها النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ونجح فيها أيّما نجاح تتلخص في أ نّك تجلس إلى محاورِك وتقول له : دعنا ننفض يدينا مما لدينا ونبدأ حوارنا بدون قناعات أو أحكام مسبقة أو جامدة ، ولنترك للحوار أن يأخذ مجراه وصولاً للحقيقة . وبمعنى آخر ، أن تقول له : دعنا نحرث الأرض ، لنبدأ بزراعتها من جديد ، وأي غرس أزكى وأنمى هو الذي سيأخذ طريقه إليها . حاوره في تصوراته وآرائه وقناعاته كما لو كنت مؤمناً بها ، واترك له أن يحاورك في تصوراتك وآرائك وقناعاتك كما لو كنت في شك من قناعاتك . 5 ـ ادارة الحوار أو أسلوبه : فالإثارة قد تعقّد الحوار وتفسده ، أي أ نّك إذا غمزت صاحبك ، أو طعنت في مقدساته ، أو ركّزت على الماضي ونسيت الحاضر ، أو استغرقت في التفاصيل وأهملت الأولويات ، فإنّك ستنتهي إلى نتيجة سلبية في الحوار ، أو في الأقل لا تصل إلى النتائج المرجوة . من كتاب آداب الحوار المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|