|
|
||||||||||
ملتقى التجارب الشخصية للحالات الأخرى في حياة كل منا لحظات ومواقف تنقله إما إلى الأحسن و إما إلى الأسوأ، شارك معنا بنقاط التحول في حياتك فقد تكون نقاط تحول للأخرين |
|
أدوات الموضوع |
08-09-2014, 03:41 PM | #1 | |||
عضو نشط
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
|
كيف أتأقلم مع حياتي ((التعيسة))؟!
أنا فتاةٌ تحوَّلت حياتي إلى كآبةٍ دائمة، وحزنٍ وهم، وخوفٍ مُستمر، كنتُ أعيشُ حياتي طبيعيةً رغم ظروفي الصَّعبة، فأبي كان رجلاً كبيراً جداً في السِّن، ويُعاني من الزهايمر وأمراضٍ أخرى، وأُمي كانت صغيرة، ولكنها مريضة بثنائي القطب، ثم الباركنسون، لكني كنتُ أحسُّ نفسي سعيدة.
ليَ أخُ أمقته، وأكره رؤيته؛ لأنه في يومٍ من الأيام تجرأ وضربني، ومن بعدها وأنا لا أتكلم معه منذٌ ثلاثِ سنين، ولولا خوفي من ربي لقتلته؛ لأنه السبب في تعاستي. أنا أعرفُ أنَّ هناك بنات يُضربن في مُجتمعي الظالم، وتمشي حياتهم، لكني لا أقدر. بعد فترةٍ مات والدي، وحزنتُ عليه، مع أني منذُ أن وُلدتُّ ووالدي شبه ميت، وبعد موت والدي بسنة ماتت أمي، فصُدمت، وانكسرَ شيءٌ في، وصرتُ لا أفرحُ أبداً، وأحسُّ بغُصُّة، وصرتُ أحسدُ النَّاسَ الذين أنعمَ اللهُ عليهم بوالدين، مع العلم أن عندي إخوة، لكن قلوبهم قاسية، ولا يحسون، ولا يرحمون، وهناك أخوات أكبر مني عوانس ومرضى نفسيين، وأنا خائفة أن أكونَ مثلهم وتنتهي حياتي وأنا آكل حبوباً وأنام. أكرهُ حياتي، وأكرهُ العائلةَ التي أنتمي لها، وأكرهُ حتى البلد الذي أعيش فيه، وأتمنى أن أبدأ حياةً جديدةً في بلدٍ ثان، وأترك كل شيءٍ خلفي، لكني لا أستطيع؛ لأني بنت مسلوبة الحقوق، ولا رأي لي في حياتي. أصبحت تأتيني أفكارٌ إلحادية، وزادت علي الهم، لكني ما زلتُ مُحافظةً على واجبات ربي. أنا تعبانةٌ وحزينةٌ جداً، أريد حلاً لكي أعيشَ مثل البنات اللاتي في سني، فأنا ما عشتُ طفولةٌ ولا مُراهقة، لذلك أريدُ أن أعيشَ حياتي كالناس الطبيعيين. أعرفُ أنه لا يُوجد حل، لكني أريدُ رأياً سديداً؛ لأني لا أقدرُ أن أذكر ما كتبته لأحدٍ يعرفني. الجواب: بسمِ الله، والحمدُ لله، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله، وعلى آلهِ وصحبه ومن والاه، وعليكم السلام ورحمةُ الله وبركاته. أختي الغالية: زادكِ اللهُ حرصاً على كل ما يُرضي الله تعالى، فلا يُحافظُ على الفرائض والخوف من الله تعالى إلا المؤمنُ الموفَّق الصادق. ثبَّتكِ اللهُ تعالى في الحياة إلى الممات، ورحم الله والديك. حبيبتي: من منَّا لا يمر بظروف، وتحدث بينه وبينَ أهلِهِ ومعارفه مواقف وغيرها؟! الفرق أن البيوتَ أسرار، وكل بيتٍ لا يرى حقيقة البيوتَ الأخرى. وأُبشِّركِ أنه بمجرد إحساسك بالغبطة لكلِّ من لهم أب وأم، هذا بحد ذاته بر بوالديك، وأقل البر الدعاء لهما. من خلال شخصيتك يتَّضح لي رقتك وعاطفتك، وهذا ليس عيباً، لكن الخللَ قد يكون فينا، فلماذا نوجبُ على أنفسنا أنَّ الذي حدثَ لفلانٍ وفلانٍ بالضرورة أن يحدث لي؟! حبيبتي: أقدارُ الله ليست عملية -نسخ ولصق-، إنما الله يعلم ما في صدورنا وقلوبنا، ويعلم حقيقة توكلنا عليه، والله جل وعلا يحب من يلح عليه في الدعاء والسؤال {اُدعوني أستجبْ لكم} {فإنِّي قريبٌ أُجيبُ دعوةَ الدَّاعِ إذا دعان}. قد تكون المشاكل غالبا هي في بُعدنا نحنُ عمَّن يحبنا، والذي يحبنا هو الله، وقد قال جل جلاله: {يحبهم ويحبونه}. تمر بنا أيامُ نشعرُ فيها بالضِّيقِ والاكتئاب، ونبحثُ رُبما عن الاطمئنان كيف نجده، ووالله إنه موجود، وقد دلَّنا عليه الله تعالى في قوله: {ألا بذكرِ الله تطمئِنُّ القُلوب}. بداخلنا طموحٌ وأُمنيات تحتاجُ على أقلِّ تقدير ما يُوازيها من التوكُّلِ على الله تعالى، والثقة به وفيما عنده، وتحتاجُ منا أن نُكثرَ من الاستغفار {فقلتُ استغفروا ربَّكم إنه كان غفَّارا*يُرسلِ السَّماءَ عليكم مِدرارا*ويُمددكم بأموالٍ وبنين*ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهارا}. لابد أن نُعيدَ ترتيبَ أوراق حياتنا الآن وليسَ غدا، وأنا واثقة أن مثلكِ لن يضيع، ولن يُضيعَهُ الله، وأول هذه الأوراق مع الله تعالى، علينا أن نُجدِّدها ونُقوِّيها، وثانيها: أن نُحاسبَ أنفُسَنا وبين أنفسنا، وثالثها: علاقاتنا مع الآخرين. منقوول المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|