|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
25-09-2011, 07:43 PM | #1 | |||
عضو مجلس اداره سابق
|
حِـوارٌ بين [ أمـل ] و [ دمـوع ] ''يستحق القراءه"
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حِـوارٌ بين [ أمـل ] و [ دمـوع ] )( جلست أمـل بحُجرتها .. أمسكت بكِتابها .. وبدأت تقرأ .. وفجأةً توقفت .. نزلت مِن عينها دمعة .. ثُمَّ تلتها دمـوع .. حاولت إمساكها .. فلم تستطع .. أمسكت بمنديلها .. بدأت تمسحُ عينيها .. توقَّفَت دموعُها ثوانٍ معدودة .. ثُمَّ عاودتها .. وهى تُحاولُ إيقافها .. لكنْ دون جَدوَى .. جرت دموعُها على خَدَّيْها .. نظرت إليها .. حاورتها قائـلة : أمـل : مالكِ يا دمـوعُ لا تتوقفين ..؟! دمـوع : لأنِّي أُحِبُّكِ ، ولا أُحِبُّ أنْ أراكِ حزينة . أمـل : وهل فارقني الحُزنُ لحظة ؟ دمـوع : احمدي اللهَ على حالك ، فكم مِن أُناسٍ يُعانون أكثرَ مِن مُعاناتِك وهم صابرون ، لا يشكون ولا يبكون . أمـل : الحمدُ لله على كُلِّ حال .. أعرفُ أنِّي أفضل مِن غيري كثير ، ولكنِّي أحكي حالي .. وهل قُربُكِ مِنِّي يُزعجُكِ ؟ دمـوع : لا ، بل أنا سعيدةٌ بذلك ، لأنِّي أُخَفِّفُ عنكِ شيئًا مِن أحزانك . لكنِّي لا أُحِبُّ الإكثارَ مِن زيارتِك . أمـل : ولِـمَ ؟! دمـوع : لأنِّي أُحِبُّ أنْ أراكِ سعيدةً مُبتسِمَة ، وكُلَّما زُرتُكِ وجدتُكِ على العكس مِن ذلك . أمـل : وهل هذا بيدي ؟ دمـوع : نعم بيدك ، فأنتِ دائمةُ التفكير في كُلِّ شئ ، وتتحَسَّسين مِن جميع المواقف . أمـل : كيف يعيشُ إنسانٌ بلا تفكير ..؟! أتُريديني أنْ أقولَ لعقلي : توقَّف .. لا تُفكِّر .. خُـذ إجازة ...؟! دمـوع : لا ، لم أقصد ذلك . لكنِّي قصدتُ أنَّكِ تُفكِّرين في أشياء قد تُضايقُكِ وتُحزنُكِ ؛ مِن مواقفَ تَمُرُّ بكِ مع أهلك ومع زميلاتِكِ وقريباتِكِ ، إلى غير ذلك . أمـل : وكيف لا أُفكِّرُ بها ، وأنا أرى مَن يُضايقني ويُزعجني إمَّا بكلامه أو بأفعاله ..؟! لو تعلمين يا دمـوع ما أشعرُ به إذا جلستُ وحدي وبدأتُ أُفكِّر ..؟! بل لو تعلمين ما أشعرُ به إذا خرجتُ مِن بيتي ..؟! أتعلمين أنِّي لا أُحِبُّ الخروجَ مِن البيت لأىِّ مكان ..؟ دمـوع : ولِمَ كُلُّ هـذا يا أمـل ..؟! أمـل : آهٍ ثُمَّ آهٍ يا دمـوع ..! أتظنين الحياةَ جميلة ..؟! أتظنين الناسَ في الدنيا سُعداء ..؟! رُبَّما كان ذلك ظاهرًا على وجوههم وفي كلامهم ، لكنَّ الحقيقةَ غير ذلك . دمـوع : وبِمَ تُفَسِّرين ضحكهم ولعبهم ..؟ إنني أنظرُ إليهم ، فأرى الابتسامةَ على وجوههم ، والفرحةَ في عيونهم . أمـل : رُبَّما كان هذا شيئًا مُؤقتًا ، وسُرعان ما يختفي . دمـوع : حَدِّثيني يا أمـل عن بعض المواقف التي ضايقتكِ ، وكُنتِ مُحتاجةً إلىَّ فيها . أمـل : ذات مرةٍ ذهبتُ مع أختي إلى السوق لشراء بعض الأشياء ، ورأيتُ السوقَ يمتلئُ بالرجال والنساء ، وكان الزحامُ شديدًا ، وكُنَّا نُحاولُ ألَّا نصطدِمَ بالرجال ، دخلنا لأحد المُحلَّات ، وقفت أختي لتشتري ، ووقفتُ أنظرُ للناس حولي ، فلفت انتباهي أشياء مُزعِجة . دمـوع : هـا . أمـل : رأيتُ النساءَ يُحدِّثن الرجالَ الباعة ، وكأنَّ الواحدةَ تتحدَّثُ لأخيها أو أبيها أو زوجها ، تضحكُ وترفعُ صوتَها ، بل قد تُعطيه ولدها الصغير ليحمله أو يُلاعبه ، وقد غابَ الحياءُ عنها ، وعنه أيضًا ، والأدهى مِن ذلك أنَّه قد يكونُ نصرانيًا ، وقد تُعطيه رقم هاتفها أو جوَّالها ، أو تأخذُ رقمه ، بحُجَّةِ أنَّها قد تُريدُ تُريدُ تبديلَ السلعةِ التي اشترتها منه بغيرها ، أو تُريدُ شراء سلعةٍ جديدة ، فتَتَّصِلُ لتسألَ عنها .. أليس هذا شيئًا يدعوا للحُزن ، ويجعلني أستدعيكِ بسُرعة ، خاصةً وأنَّه مُنكَرٌ قد لا أستطيعُ تغييره ..؟! دمـوع : معكِ حَقّ .. وماذا أيضًا ..؟ أمـل : كثيرًا ما أسمعُ أصواتَ المُوسيقى والغِناء أثناء سيري في الشارع ؛ فتكونُ داخل المُحلاّت ، أو وسائل المُواصلات ، وداخل النوادي ، وقاعات الأفراح ، بل أحيانًا داخل المدارس والجامعات ، ولا مُنكِر . دمـوع : هـا . دمـوع : أَحبَّكِ اللهُ يا أمـل . أمـل : تدرين لماذا أُحِبُّكما أكثرَ مِن غيركما ؟ دمـوع : لماذا ؟ () المصدر: نفساني
|
|||
التعديل الأخير تم بواسطة المشتاق الى الجنة ; 25-09-2011 الساعة 08:01 PM
|
25-09-2011, 07:47 PM | #2 |
عضو مجلس اداره سابق
|
أمـل : أُحِبُّكِ يا دمـوع لأنَّكِ دائمًا تَصْدُقيني وتُصَدِّقيني ، أجدكِ معي في كُلِّ مِحنة ، متى طلبتُكِ وجدتُك ، لا تتأخرين علىّ . تستمعين إلىَّ بلا ضَجَر ، وتُخَفِّفين مِن أحزاني . فنِعْمَ الصديقة أنتِ .. وأُحِبُّ الكِتابَ لأنَّه يُعطيني ولا يأخذُ مِنِّي ، مهما أطلتُ مُجالسَتَه لا يغضب . إنْ هجرتُه يومًا ناداني : أمسكي بي ولا تحزني ، واقتربي مِنِّي فسأُنسيكِ همومكِ .. وخيرُ كتابٍ صاحبتُه كتابُ رَبِّي . دمـوع : جميلٌ يا أمـل .. لكنِّي أشعرُ بشئٍ مِن الحُزن في كلامِك . أمـل : نعم يا دمـوع ، فكم كُنتُ أتمنَّى أنْ يكونَ لي صديقاتٌ في مِثل وفائكِ أنتِ والكِتاب ..! دمـوع : أمَا لكِ صديقاتٌ غيرنا ....؟! أمـل : للأسف ، كُلُّهُنَّ رحلن . كُنَّ يومًا معي ؛ تواصلٌ ومُكالمات ، في المدرسةِ والجامعةِ والبيت ، وحتى بعد أنْ أنهينا دراستنا . لكنَّهُنَّ بدأن يختفين واحدةً تِلو الأخرى . دمـوع : لَعَلَّ فيكِ مِن العيوب ما يجعلهُنَّ يتركنَ مُصاحبتِك ..! أمـل : وهل رأيتِ مِن عيوبي ما يجعلهُنَّ يبتعدن عنِّي ..؟ دمـوع : حقيقةً يا أمـل ، لا يوجدُ إنسانٌ خاليًا مِن العيوب ، لا أحدَ معصومٌ غير الأنبياء عليهم السَّلام . أمَّا عن عيوبكِ فهى غالبًا لا تزيدُ على عيوب الكثيرين ، فهى أشياء بالإمكان إصلاحُها . ولا أعتقدُ أنَّها تكونُ سببًا في بُعدهِنَّ أو بُعد غيرهِنَّ عنكِ . أمـل : إذًا فقد أجبتِ نفسكِ . دمـوع : ولَعَلَّ العيبَ فيهِنَّ ، ولَعَلَّهُنَّ صاحبنكِ لأجل مَصالح دُنيوية ، فلمَّا انتهت مَصالحُهُنَّ لم يعدن بحاجةٍ إليكِ ، فرحلن دون أنْ يُبدين سببًا . أمـل : قد يكونُ كلامُكِ صحيحًا ، فما كان للهِ دامَ واتَّصَل .. نعم ، ما كان للهِ لم يتأثَّر بالرياح العاتية ، ولا بالأعاصير المُدَمِّرة ... تعرفين يا دمـوع ..؟ دمـوع : ماذا ..؟ () أمـل : كُنتُ أتمنَّى أنْ يَرزقنىَ اللهُ بصديقةٍ تُحِبُّني فيه ، لنكونَ أنا وهى مِن السَّبعةِ الَّذين يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّه . لكنْ ..... ! دمـوع : لا تقولي : لكنْ ... لو كان في يدكِ كوبٌ مِن اللبن ، فوقعَ الكوبُ مِن يدكِ على الأرض ، وانسكب اللبن ، ووقفتِ تنظرين إليه وتتأسَّفين ، هل سيُفيدُ ذلك بشئ ..؟ وهل سيُعيدُ اللبنَ إلى الكُوب ..؟ أمـل : بالطبع لا . دمـوع : إذًا ، فلا تبكي على اللبن المَسكوب ، ولَعَلَّ في ذلك خير ، ورَبُّنا سُبحانه وتعالى يقول : (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ )) البقرة/216 . أمـل : صدقتِ يا دمـوع ، فلعلَّه خيرٌ وأنا لا أدري . دمـوع : أسألُ اللهَ تعالى أنْ يرزقكِ صُحبةً صالحة . أمـل : آمين .. آهٍ يا دمـوع ..! إنِّي أفتقدُ الحُبَّ في حياتي ، لا أحـدَ يُحِبُّني"( دمـوع : ما هذه التفاهة ..؟! حُبُّ ماذا ..؟! أمـل : أنا تافِهةٌ يا دمـوع ..؟ أمَا تعترفين بالحُبِّ ..؟ دمـوع : أتُريدين شابَّاً يُحِبُّكِ وتُحِبِّينه ، ويجلسُ يُغازلُكِ وتستمعين إليه بشوق ..؟! أمـل : ماذا ..؟! أتُسيئين الظَّنَّ بي ..؟! إليكِ عَنِّي .. دمـوع : أتغضبين مِن الصَّراحة ؟ أمـل : أيَّةُ صراحةٍ هذه ؟! تُسيئين الظَّنَّ بي وتقولين صراحة ؟! أنا ............ () |
التعديل الأخير تم بواسطة المشتاق الى الجنة ; 25-09-2011 الساعة 07:59 PM
|
25-09-2011, 07:51 PM | #3 |
عضو مجلس اداره سابق
|
دمـوع : أتغضبين مِن الصَّراحة ؟
أمـل : أيَّةُ صراحةٍ هذه ؟! تُسيئين الظَّنَّ بي وتقولين صراحة ؟! أنا لم أقصِد شيئًا مِمَّا قُلتِ . وهل الحُبُّ لا يكونُ إلَّا بهذه الصورةِ المُحَرَّمة ؟! أمَا سمعتِ قولَ اللهِ تعالى : (( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ )) الحشر/9 ..؟! أمَا سمعتِ قولَ النبىِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - لمُعاذ : (( يا مُعاذ ، واللهِ إنِّي لأُحِبُّك )) صحيح الجامع ..؟! أمَا سمعتِ قصةَ الرجل الذي زار أخًا له في قريةٍ أخرى ، وقال له المَلَك : (( إنَّ اللهَ قد أحَبَّكَ كما أحببتَه فيه )) رواه مُسلم ..؟! هـذا ما قصدتُه ؛ الحُبُّ في الله ولله ، الحُبُّ بيني وبين أخواتٍ لي في الله ، لا كما ظننتِ فِىَّ . دمـوع : عُـذرًا يا حبيبة ، فلم أكنْ لأُسيءَ الظَّنَّ بكِ ، لكنَّه سوءُ فهمٍ مِنِّي ، فسامحيني . أمـل : لا عليكِ . دمـوع : هل تأمَّلتِ يومًا في اسمكِ يا أمـل ..؟ أمـل : اسمي ....! أمـل ....! دمـوع : ألَا تجعلين لنفسكِ مِن اسمكِ نصيب ..؟ أمـل : كيف ؟! لم أفهم . دمـوع : أراكِ تعيشين بلا أمل ، وأرى حياتكِ كُلَّها أحزانٌ وآلام ، فهلَّا عِشتِ على أملٍ تتمنين تحقيقه ..؟! بل وتسعين لذلك ..؟! أمـل : وهل بإمكاني تحقيقُ شئ ؟ وكيف أبلغُ أملي وأنا وحدي ؟ دمـوع : لا تجعلي اليأسَ يتمكَّنُ مِنكِ يا أمـل ، ولا تُثَبِّطي نفسكِ ، فلديكِ مِن الإمكانياتِ والقُدرات ما يجعلكِ تبلغين أملَكِ وأكثر .. ابـدأي وأنا مِن وراءكِ أُشَجِّعُكِ . أمـل : أبــدأ ......! دمـوع : تعرفين قصة عبد الرحمن بن عوفٍ الذي آخَى النبىُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - بينه وبين سعد بن الرَّبيع ، فعرض عليه سعدٌ نِصفَ ماله ، وأنْ يتزوَّجَ بإحدى امرأتيه بعد أنْ يُطلِّقها وتنقضي عِدَّتُها ، فدعا له عبد الرحمن بالبركةِ في أهله وماله ، ثُمَّ سأل عن السوق فدلُّوه عليه ، وبدأ يبيعُ ويشتري حتى تمكَّن مِن الزواج ، وأصدق امرأتَه نواةً مِن ذهب ..؟ تعرفين هذه القصة ..؟ أمـل : نعم ، أعرفها ، رضى اللهُ عن الصحابيين الجليلين . دمـوع : لِمَ لا تكونين مِثلَ عبد الرحمن بن عوفٍ رضى اللهُ عنه ؟! أمـل : لكنَّه رجـل . دمـوع : أنا لا أقصِد أنْ تذهبي للسوق وتبيعين وتشترين ، لكنِّي أقصِدُ أنْ تكوني مُتحَمِّسةً مِثله ، لا تنتظرين أحدًا يُشَجِّعُكِ أو يبدأُ بمُعاونتِكِ ، فقد لا يتوفرُ لكِ ذلك ، فابدأي بنفسِكِ ، وضعي لنفسِكِ هدفًا واضحًا ، وابذلي الأسبابَ لتحقيقه ، فإنْ يَسَّرَ اللهُ لكِ تحقيقَه ، فاحمديه على ذلك ، وإنْ لم يتيسَّر لكِ الوصولُ إليه ، فلا تيأسي ، بل حاولي وجرِّبي ، أو ضعي لنفسِكِ أهدافًا بديلةً قابلةً للتحقيق . أمـل : كلامُكِ جميلٌ يا دمـوع . سأحاولُ بإذن الله ، ولن أيأسَ أبدًا ، فاليأسُ لا يأتي مِن وراءه إلَّا الفشل ، كما أنَّ دينَنا الإسلامىَّ يدعونا إلى التفاؤل . دمـوع : رائعـةٌ أنتِ يا أمـل .. لقد ذكَّرتيني بـ وفـاء . أمـل : مَن وفـاء ..؟! دمـوع : وفـاء فتاةٌ جميلةٌ مِثلُك ، وهى تشبهكِ كثيرًا . أمـل : حَسَنًا .. سأنتظركِ بشوق . |
|
25-09-2011, 07:55 PM | #4 |
عضو مجلس اداره سابق
|
في اليـوم التالي ........... حضرت دمـوع إلى أمـل ... دمـوع : السَّلامُ عليكِ يا أمـل . أمـل : وعليكِ السَّلامُ يا دمـوع . دمـوع : هل أنتِ مُستعِدَّة ..؟ أمـل : نعم ، وأنتظركِ مِن الصَّباح الباكِر . دمـوع : وهآنذا قد حضرت ... هَيَّا بِنا . أمـل : هَيَّا . ........ وتَتَّجِهان إلى بيت وفـاء ........ ........... تطرق دمـوع الباب .......... وفـاء : مَن ؟ دمـوع : دمـوع ... افتحي . ..... تفتح وفـاء الباب ..... دمـوع : السَّلامُ عليكِ يا وفـاء . وفـاء : وعليكِ السَّلامُ يا دمـوع ... تفضَّلا . ..... تدخلان ..... وتجلسان ..... وفـاء : أنرتما . أمـل : شُكرًا لكِ . دمـوع : هذا نوركِ يا حبيبة . ..... تنظرُ دمـوع إلى أمـل ،، وتقـول : هذه وفـاء التي حدَّثتكِ عنها . ..... وتنظرُ إلى وفـاء ،، وتقـول : هذه أمـل صديقتي ، حدَّثتُها عنكِ ، فأُعجِبَت بكِ ، وأحبَّت أنْ تتعرَّفَ عليكِ عن قُرب . وفـاء : حيَّاكِ اللهُ يا أمـل ، سعيدةٌ أنا بوجودِكِ هُنا ، وأشكركِ يا دمـوع على بادرتِكِ الطيبة . أمـل : بل أنا سعيدةٌ جدًا بمعرفتِك ، وقد أحببتُكِ مِن كلام دمـوع عنكِ . وفـاء : أحبَّكِ اللهُ يا أمـل ... انتظرا ثوانٍ ، سأحضرُ لكما عصيرَ الليمون . ..... تميلُ أمـل إلى دمـوع ،، وتقولُ بصوتٍ مُنخفِض : عصيرُ الليمون .. ههههه . دمـوع : نعم .. ههههه . ..... تُحضِرُ وفـاء العصير ، فتجدهما تضحكان ،، فتقول : ما الذي أضحككما ؟! أضحكاني معكما . أمـل : عصيرُ الليمون .. ههههه . وفـاء : لم أفهم .......! دمـوع : ههههه . أمـل : لقد أخبرتني دمـوع أنَّكِ تصنعين مِن الليمون شرابًا حُلوًا ، وها أنتِ ذا قد أحضرتيه لنا .. ههههه . وفـاء : ههههه .. لقد فهمت . وصدقت دمـوع في مقالتها ، فهذا ما عوَّدت نفسي عليه . أمـل : حدِّثيني عن نفسِكِ يا وفـاء . ()
أمـل : حدِّثيني عن نفسِكِ يا وفـاء . وفـاء : أنا كغيري مِن الفتيات ، إلاَّ أنَّني أختلفُ عن كثيرٍ مِنهُنَّ في أنِّي لا أهتز بما يدورُ حولي مِن أحداثٍ مُؤلِمة ، يعني : لا أجعلها تُغَيِّر مَجرى حياتي . قد أحزن بعضَ الوقت ، قد أغضب ، لكنِّي سُرعان ما أعودُ لإنجازاتي وعملي . فالحُزنُ لا يُفيدُ بشئ . أمـل : رائــع . وفـاء : لم أكن منذُ سنواتٍ بالصورةِ التي حَدَّثتُكِ عنها ، لكنَّ الأحداثَ والمواقِفَ والآلامَ والأحزانَ التي مَرَّت بي غَيَّرتني كثيرًا ؛ غيابُ الصديقات ، والشعور بالغُربة ، إلى غير ذلك مِن ظروفٍ حولي . أمـل : نعم . وفـاء : تعرفين يا أمـل ؟ لقد تأثَّرتُ بمواقِفَ كثيرةٍ في حياتي ، لكنَّ موقِفًا واحِدًا هو الذي أوصلني إلى ما أنا فيه . أمـل : وما هو ؟ أخبريني . وفـاء : كانت لي صديقةٌ مُحَبَّبَةٌ إلىَّ ، وكانت أقربَ إلىَّ حتى مِن أخواتي ، حدث بيننا سوءُ تفاهُم ، حاولتُ إصلاحَ الموقِف ، لكنَّها رغم ذلك جرحتني بكلماتِها ، ووصفتني بالجهل وسوءِ التَّصَرُّف ، تقبَّلتُ كلامَها رغم أنَّه ضايقني ، ولأولِّ مرةٍ في حياتي كُنتُ ثابِتةً ، لم تسقط مِن عيني دمعة ، وليس هذا راجِعًا إلى عدم تأثُّري ، لكنِّي حينها تعلَّمتُ دروسًا كثيرة ، وأهم ما تعلَّمتُه أنَّ [ ما كان لله دامَ واتَّصَل ] ، لو كانت معرفتُنا وصداقتُنا لله ما تأثَّرَت بشئ ، لو كانت أُخُوَّتُنا لله لاستمرَّت رابطتُها ولم تنفك . ورُبَّما كان الخطأ مِنَّا جميعًا . بدأتُ بعدها في قراءةِ كُتب العِلم والاستماع لدروس مشايخنا ، حتى حَصَّلتُ جُزءًا يسيرًا مِن العِلم . لا أقولُ : صِرتُ عالِمَة ، ولا حتى طُويلبة عِلم ، لكنْ ما تعلَّمتُه لا يُساوى نُقطةً في بحر . وبدأتُ أُشارِكُ في المُنتدياتِ النسائية ، وأدعوا إلى اللهِ فيها ، بما عِندي مِن قليل عِلم ، وبدأتُ أُنَبِّه على ما أُلاحِظُ مِن أخطاء ، حتى صِرتُ مَحبوبةً عند الأخوات ، وصار تشجيعُهُنَّ لي ومُتابعتُهُنَّ لِمَا أكتُب دافِعًا لي على الاستمرار في دعوتي . وكُلَّما رأين موضوعًا كتبته وفـاء سارعن إلى قراءتِه والتعليق عليه . أمـل : ما أروعكِ يا وفـاء ...! وأنا أُشبهُكِ بعضَ الشئ ، لكنِّي لا أستطيعُ الخروجَ مِن أحزاني وهمومي بسُرعة . أحتاجُ لوقتٍ طويلٍ كى أنسى . دمـوع : وطبعًا لا بُدَّ أنْ آتيكِ لأُخَفِّفَ عنكِ . أمـل : بالتأكيد . وفـاء : ولِـمَ لا تأخذينَ الأمورَ ببساطة ..؟! لا شئَ في هذه الحياةِ يستَحِقُّ أنْ نحزنَ عليه . إنَّ قِصَرَ أعمارِنا لا يَدَعُ لنا مَجالاً للتفاهات .. نعم تفاهات ، فالتفكيرُ في الماضي والحُزنُ عليه يُعَدُّ تفاهة ، لأنَّ الماضي قد وَلَّى بلا عودة ، كما أنَّ التفكيرَ في المُستقبل لا يُفيدُ بشئ أيضًا ، ولا يأتي بجديد ، لأنَّ المُستقبلَ غيبٌ لا يعلمه إلَّا الله ، ولا نعلمُ أنُدركه أم لا . أمـل : صدقتِ يا وفـاء . وفـاء : هل تُجيدين عملاً مُعيَّنًا وتستطيعين القِيامَ به بإتقانٍ ومَهارة يا أمـل ؟ أمـل : أُجيدُ الكِتابة . وفـاء : جميل .. وعن أىِّ شئٍ تكتُبين ؟ أمـل : أكتبُ كلماتٍ وعظيةً ، وبوحًا مِن مشاعري ، وأُعَلِّقُ على بعض الأحداثِ التي تدورُ في مُجتمعي أو في العالَم . وفـاء : رائـع يا أمـل .. وهل فكَّرتِ في نشر كِتاباتِك ؟ أمـل : لا ، لم أُفكِّر في ذلك أبدًا . وفـاء : ولِـمَ ؟! فلعلَّ كلمةً تكتُبينها ينتفعُ بها عاصٍ ، أو يهتدي بها ضالّ ، أو يستفيدُ مِنها مُسلم . أمـل : لكنِّي لا أعرف كيف أنشر ...! ولا أين ...! وفـاء : وهل تُريدين رِبحًا ماديًا مِن وراءِ ذلك ؟ أمـل : لا ، بل أُريدُ بها دعوةً إلى اللهِ تعالى . وفـاء : إذًا ، فالمَجالُ أمامكِ واسِعٌ ومُتاحٌ وسهل . أمـل : كيف ؟ وأين ؟ |
التعديل الأخير تم بواسطة المشتاق الى الجنة ; 25-09-2011 الساعة 07:57 PM
|
25-09-2011, 07:56 PM | #5 |
عضو مجلس اداره سابق
|
وفـاء : إذًا ، فالمَجالُ أمامكِ واسِعٌ ومُتاحٌ وسهل . أمـل : كيف ؟ وأين ؟ وفـاء : بإمكانكِ المُشاركة في المُنتديات النسائية على الانترنت ونشر كِتاباتِك فيها ، أو وضعها ببعض المواقع الالكترونية التي تُتيحُ ذلك ، أو عمل مُدوَّنةٍ خاصةٍ بكِ تضعين بها كُلَّ كِتاباتِك ، أو إنشاء موقعٍ الكترونىٍّ لذلك ، وهناك العديدُ مِن المواقع التي تُتيحُ ذلك مَجانًا . كما يُمكنكِ مُراسلة بعض المَجلاّت التي تنشر الكِتابات الشخصية على صفحاتها . وبإمكانكِ فِعلُ كُلِّ ما سَبَق ، وعدم الاقتصار على وسيلةٍ واحدة . وبالتأكيد سيستفيد مِن كِتاباتِكِ عددٌ كبيرٌ مِن النَّاسِ إن شاء الله . أمـل : وكيف أصِلُ لِكُلِّ هذا ؟ وفـاء : الأمرُ سهل ، وسأُعَلِّمُكِ إن شاء الله . أمـل : أشكركِ يا وفـاء ، لقد بعثتِ في نفسي الأمل . وفـاء : لكنْ قبل ذلك أريدُ أنْ أُقدِّمَ لكِ بعضَ النصائح ، لتكونَ عونًا لكِ في طريقكِ بإذن الله . أمـل : تفضَّلي يا وفـاء ، كُلِّي آذانٌ صاغية . وفـاء : حَسَنًا .. عليكِ أولاً أنْ تُخلصي النيَّةَ للهِ عَزَّ وجلَّ في كُلِّ عملٍ تقومين به . - تفاءلي بالخير تجديه ، وإيَّاكِ والتشاؤم واليأس ، فهما سبيلُ الفشل . - اعلمي أنَّ طريقَ الدعوةِ شاقٌّ وملئٌ بالصِّعاب ، ويحتاجُ إلى صبر ، فتحمَّلي يا أمـل ، فبدايتُه صعبة ، لكنَّ نهايته مُبَشِّرة إن شاء الله . - لا تُرافقي الدمـوعَ طويلاً . دمـوع : ماذا ..؟! تنهينها عن مُرافقتي يا فتاة ..؟! لقد أخطأتُ حين عرَّفتُكِ بها . وفـاء : لا تغضبي يا دمـوع ، فقد قصدتُ نهيها عن مُرافقتكِ في أوقات حُزنها ، أمَّا فيما سِوَى ذلك فلا أصدق منكِ ولا أوفى . أمـل : سأحاولُ إن شاء الله أنْ آخذ بنصائحكِ يا وفـاء .. هل مِن نصائح أخرى ؟ وفـاء : لقد أنستني دمـوع ما كُنتُ أريدُ قولَه ، لكنِّي لن أبخلَ عليكِ بأىِّ نصيحةٍ أو معلومةٍ أتذكَّرها . أمـل : جزاكِ اللهُ خيـرًا يا وفـاء . وفـاء : آمين ، وإيَّاكِ يا أمـل . أمـل : لقد حان وقتُ الذهاب الآن . دمـوع : نعم ، علينا أنْ نرجِعَ الآن . وفـاء : انتظرا قليلاً ، فالحديثُ معكما مُمتِع ، والساعاتُ تَمُرُّ سريعًا . أمـل : لا لا يمكن ، لعلَّنا نأتيكِ مرةً أخرى قريبًا إن شاء الله . وفـاء : سأنتظركما . أمـل : السَّلامُ عليكِ يا وَفَـا ... سأُناديكِ بـ وَفَـا . وفـاء : وعليكِ السَّلامُ يا أمُّولَه ... سأناديكِ به . دمـوع : السَّلامُ عليكِ يا وفـاء . وفـاء : وعليكِ السَّلامُ يا دمـوع . انتهى ..~ منقووووووووول |
التعديل الأخير تم بواسطة المشتاق الى الجنة ; 25-09-2011 الساعة 08:00 PM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|