|
|
||||||||||
الملتقى العربي السياسي للوقوف على جميع الأخبار في وطننا العربي الكبير ، كل حسب رؤياه ،،، |
|
أدوات الموضوع |
02-06-2015, 12:32 AM | #1 | |||
( عضو دائم ولديه حصانه )
ki8ds4
|
الحرب في الموصل و الفخ في الانبار ،،،،
رأي .... الحرب في الموصل و الفخ في الانبار بقلم : وصفي الأمين 1/6/2015 لدى استعادة تكريت، بدت مدينة الموصل أقرب، وإلى هناك اتجهت الأنظار. فهي اليوم، ومعها كركوك، حجر الزاوية في المشروع الأميركي لتفكيك العراق، عبر نفوذها في إقليم كردستان، وحلفها مع أنقرة وتبعية جزء مهم من عشائر الأنبار وصلاح الدين. فبتحرير الموصل يتصدع المشروع وتفيض الأزمة عبر الحدود إلى واشنطن وحلفائها. لماذا الموصل وكركوك؟ بعد تحرير تكريت، انحرفت بوصلة العراقيين بالاستدارة إلى الرمادي في الأنبار، ولم يواصلوا زحفهم شمالاً. هم ربما خضعوا للضغط الأميركي والابتزاز التركي ومكر بعض الأحزاب الكردية. يوازي تحرير الموصل بقوة الجيش والحشد الشعبي ـ لو حصل ـ قيمة تحرير العراق. فاستردادها مع كركوك يعطل ماكينة الأحزاب الكردية الانفصالية (علماً أن نفط الأخيرة ركيزة أي دولة كردية في شمال العراق)، كما يحد من قدرتهم على ابتزاز بغداد، وضم أراضٍ إضافية إلى الإقليم، ويعيد ربط مصالحهم بقوة بالمركز، ويلجم اندفاعهم نحو مزيد من الانخرط في المشاريع الأميركية والإسرائيلية. ونتيجة ذلك، على الأرجح، تعزيز مواقع الطرف الكردي المتمسك بوحدة العراق. وهذه خسارة أميركية. تحرير الموصل، تحجيمٌ لنفوذ تركيا في كردستان العراق، ولمطامعها التاريخية في الموصل. كما يحد من استغلالها نفط كركوك بعيداً عن حكومة العراق، ويجعل علاقتها بعشائر الأنبار أكثر صعوبة وتعقيداً. وهذه خسارة أميركية أخرى. فأنقرة حليف لواشنطن، وعضو في «حلف الأطلسي». تحرير الموصل يعني تحرير الفرات، وتحكم الدولة مجدداً بالثروتين الأساسيتين في الشمال، النفط والماء. وكما أن النفط حيوي لأي «دولة كردية»، فإن الماء هو الأداة الأخطر، حيث يمكن أن يستخدمه المتحكم بجريانه، في الشمال أو الغرب، للضغط على أي كيان في الجنوب وتهديده. وصول الجيش والحشد الشعبي، المتحصنين أيضاً في الشرق والجنوب، الى الموصل، سيدفع «داعش» نحو صحراء الأنبار. هناك سيتحول تنظيم «داعش» إلى عبء ثقيل على المنطقة، وسيجد نفسه، سريعاً، في صراع مرير مع عشائر ترى فيه تهديداً لوجودها، خصوصاً أن دماءً غزيرة سالت بينهما. ذلك بالإضافة الى ما سيتعرض له التنظيم من ضغط عسكري من الجنوب والشرق والشمال. في الأنبار، أمام «داعش» حينها ثلاثة خيارات: الأول: شن هجوم باتجاه بغداد ومحافظات الجنوب، وهذا مستحيل، إلا إذا فقد التنظيم عقله تماماً. قيادة التنظيم تدرك أن في الجنوب أكثر من 15 مليون مسلم شيعي، مع عمق إستراتيجي إيراني، وهذا فعل انتحار لم يقدم عليه في حزيران الماضي، عندما وصل الى تخوم بغداد. حينها فضل «داعش» التزام إستراتيجيته باجتياح المناطق السنية، حيث الكلفة والجهد أقل. فاتجه نحو أربيل، ما استدعى تدخلاً أميركياً مباشراً ودعماً إيرانياً سريعاً للكرد. الثاني: الانسحاب الى مناطق سيطرته في سوريا، وهذا مستبعد. وإن حصل فهو هزيمة للتنظيم في منطقة حيوية هي العراق. والنتيجة الأولى للانسحاب الى سوريا هي، بالضرورة، الغرق في معارك أكثر دموية وشراسة مع بقية الجماعات المسلحة هناك. لأن البديل هو التحالف مع تلك الجماعات، ما يعني تقاسم الغنائم، ومعروف عن «داعش» رفضه الشراكة. على الأرجح سيواصل «داعش» تنفيذ إستراتيجيته في احتلال المناطق «السنية» بدلاً من استنزاف قوته بالدخول في مواجهة، يعتبرها مؤجلة، مع الجيش السوري وحلفائه، الى حين تجميع كل أوراق القوة بالهيمنة على القرار في هذه المناطق. علماً أنه يمكن التغافل عن احتمال وقوع التنظيم في حصار آخر في سوريا، بين العراق والجيش السوري وحلفائه، والجماعات المسلحة. الثالث: تمدد «داعش» نحو دول الجوار الحليفة لواشنطن، التي تعج بالمؤيدين والأتباع والحواضن الطبيعية، وهذا يعد بالنسبة إليه أمراً حيوياً، حيث يستطيع، في حال شعر بتهديد وجودي، تفجير الوضع وتهديد النفط والأمن ومجمل التوازن القائم في المنطقة، وحول الكيان الصهيوني. هكذا، يصبح «داعش» تهديداً حقيقياً ومعضلة أمنية، ليس للسعودية والأردن فقط، بل للغرب والعالم، ما يجبر الولايات المتحدة على مواجهة جدية للتنظيم. عندئذ لن يضطر الداعمون الإقليميون الى وقف دعمهم له فقط، بل إلى قتاله أيضاً لدفع خطره المؤكد. تحولٌ على هذا المستوى، يعني تخفيف الضغط عن معسكر المقاومة، ونقله من موقع المستنزَف إلى موقع المستنزِف، وبدل خوض المعركة لوحده، سيضطر الحلف الأميركي الى القتال بدلاً منه. وهذه خسارة أميركية أيضاً. الإمساك بالموصل، يعني الإمساك بالأرض وبالثروة وبالقرار السياسي في العراق، وتحديد شكل المعركة وشروطها. ويعني تهديداً للأردن ودفعه الى مواقف أكثر حذراً في المواجهة الدائرة في سوريا، ووضع السعودية بين نارين: تهديد «داعش» من الأنبار في العراق، وحرب بلا أفق في اليمن. يضاف إلى ذلك أن النظام السعودي سيجد نفسه في مواجهة مباشرة داخل المملكة مع «داعش» ذي الشعبية الواسعة هناك، ما سيفجر صراعاً بين النظام وجمهور التنظيم، ثم بينه وبين المؤسسة الدينية التي ستجد صعوبة في تهدئة الشارع السلفي. وهذه خسارة أميركية رابعة. في المقابل، فإن قيمة أي انتصار للعراق في الأنبار، برغم أهميته في تأمين الطريق الدولية (التي تربط العراق بسوريا)، لا تقارن بالمكاسب الإستراتيجية التي قد تنجم عن تحرير الموصل وكركوك. من هذه المكاسب: إفشال المشروع الأميركي الأخطر، والحد من النفوذ التركي، وتخليص الحكومة المركزية من ابتزاز الانفصاليين من الكرد عند كل منعطف، والتخفف من أعباء التحالف معهم، بخلق فرص جدية لتفاهم حقيقي جديد مع العرب السنة في العراق. لتحرير الموصل، بقوة الجيش والحشد الشعبي، أهمية ومفاعيل وتداعيات يعرفها الأميركي جيداً، ولا تفوت العراقي. غير أن الأخير وقع في فخ الأنبار وغرق في رمالها، وتسَرَع في فتح مواجهة وسعت الهوة بين السنة والشيعة وعمقتها. أما إذا واصلت الحكومة العراقية الاستجابة لضغوط واشنطن وحلفائها، وأصرت على الانغماس في معارك الكر والفر في الأنبار، وترك الحرب في الموصل، فقد تغدو عبئاً ثقيلاً على معسكر المقاومة، وتنتج ثغرة يصعب سدها، إذا حصل خللٌ أو انتكاسة ما. المصدر: نفساني
|
|||
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
داعش،دواعش،الحشد،الشعبي،شيعه،سنه |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|