|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
15-06-2019, 07:30 PM | #1 | |||
عـضو أسـاسـي
|
جمَع النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة -
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم النجاح في الحياة مطلب كل إنسان، والسعادة مقصده ومراده، وإليهما تسعى النفوس وتميل القلوب، وقد رسم لنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ثلاثية النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة، بحديث غزير الفوائد، عظيم المنافع، بقوله: “احْرِصْ على ما ينفَعُكَ، واستعَنْ باللهِ، ولا تَعْجَزْ“. احرص على ما ينفعك: احرص على السعي لمعالي الأهداف، وسامق الأخلاق، وأفضل العبادات، واجعل لحياتك هدفًا، ولعمرك مقصدا، ولسيرك غاية عالية، قال الله -تعالى-: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الْمُلْكِ: 22]، احرص على ما ينفعك؛ فالحياة قصيرة، والشباب يعقبه الهرم، والصحة يهددها المرض، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: “ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسُه نقص فيه أَجَلي ولم يَزِدْ فيه عملي“، وقال تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)[الْفَجْرِ: 23-24]، ومن حرص على ما ينفعه اشتغل بالمرابح القَيِّمة، والمغانم النفيسة، وأكثر الأعمال أجرًا وأحبها إلى الله؛ ولهذا كان الصحابة يسألون عن أفضل الأعمال وأجلها، قال رجل: “يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: أن يسلم قلبك لله“؛ أن يسلم قلبك لله -عز وجل-، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك، قال: “فأي الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان. قال: وما الإيمان؟ قال: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت. قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال: الهجرة. قال: فما الهجرة؟ قال: تهجر السوء“. ومن ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “صلاةُ الجماعةِ أفضلُ من صلاة الفذِّ بسبع وعشرين درجة“. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: “سبَق درهمٌ مائةَ ألفِ درهمٍ“، ومن حرص على ما ينفعه تحرَّى النفعَ الذي يبقى أثرُه، ويدوم فضلُه في الدنيا، ويمتد إلى الفوز في الآخرة، قال تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)[الْبَقَرَةِ: 201-202]، والمراد بالحسنتين: نِعَم الدنيا والآخرة. والمسلم الواعي الذي يحرص على ما ينفعه يبدأ بنفسه وُيصلح ذاتَه، وكل ما لا يعنيه لا يغنيه، قال صلى الله عليه وسلم: “مِنْ حُسْن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه” ومَنْ تَرَكَ ما لا يعنيه وانشغل بما يَعنيه حَسُنَ إسلامُه، وتفرَّغ لأولوياته، وارتقى بأعماله، وصفَّى نفسَه وأخلاقه ولسانه، بل يكون على نفسه رقيبًا، ولسلوكه حارسًا، يتعامل مع نفسه بصدق وإنصاف، قال شعيب لقومه: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)[هُودٍ: 88]. الحرص على ما ينفع يوجِّه الطاقاتِ إلى البناء، ونماء الأرض، ويُورث الحياةَ بركةً، ويزيد العملَ رسوخًا، قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)[الرَّعْدِ: 17]، والحرص على ما ينفع يتطلب قوة في التعامل مع اللذات والرغبات، فليس كل مرغوب نافعا، ولا كل مكروه يضر، بل إن الإنسان العاقل يُؤْثِر النفعَ الآجِلَ الأكثرَ على النفع الحاضر الأقل، قال الله -تعالى-: (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ)[الْقِيَامَةِ: 20-21]، وقال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 216]. ومن لوازم الحرص على ما ينفع: مصاحَبة من ينفع، فكل قرين بالمقارِن يقتدي، وشتان ما بين صحبة خامل ومرافَقة طامح، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل“، وقال: “مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة“. وإذا تزاحمت على المسلم المنافعُ فالواجبُ عليه أن يبادِر إلى العمل ولا يتردد، فكلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ له، فالمشروع لكل إنسان أن يفعل ما يقدر عليه من الخير، كما قال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)[التَّغَابُنِ: 16]، فقد يكون على المفضول أقدرَ منه على الفاضل، ويحصل له أفضل ما يحصل من الفاضل، فالأفضل للمسلم أن يطلب من هو أنفع له، وهو في حقه أفضل، ولا يطلب ما هو أفضل مطلقا إذا كان متعذِّرًا في حقه أو متعسِّرًا، يفوته ما هو أفضل له وأنفع، فإن الله -تعالى- قسَّم الأعمالَ كما قسَّمَ الأرزاقَ. ومهما كان الإنسان حريصا على ما ينفعه فإنه لن يتحقق له هدف ولا مقصد إلا إذا أعانه اللهُ ووفَّقَه وسدَّدَه، “احرص على ما ينفعك، واستعن بالله” فهو -سبحانه- المستعان الذي يَلجأ إليه كلُّ الخلائق، اختيارا واضطرارا، وكل يستعين به في الشدة والرخاء، والسراء والضراء، وكل إنسان في حاجة دائمة إلى عون الله، في كل أحواله، وفي كل أمور دينه ودنياه، فالاستعانة بالله، وسؤال الله العونَ على مرضاته من أنفع الدعاء، وأكثر ما تلهج به ألسنة المؤمنين وآكَدِه، فلا تتم ركعة في صلاة دون ذكرها، (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)[الْفَاتِحَةِ: 5]، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أوصيك يا معاذ، لا تتدعنَّ في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذِكْرك وشكرك وحُسْن عبادتك“. منقول المصدر: نفساني
|
|||
|
15-06-2019, 11:57 PM | #2 | |
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
اقتباس:
موضوع قيم و طرح مفيد بارك الله فيك و نفع بك و جزاك الله خيرا على جهودك الطيبة |
|
|
16-06-2019, 12:22 AM | #3 | |
عـضو أسـاسـي
|
اقتباس:
امين جزاك الله خيرا اخى الكريم |
|
|
04-07-2019, 12:35 PM | #5 |
عـضو أسـاسـي
|
امين
جزاك الله خيرا اخى الكريم |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|