شوفوا الناس وهومها وكيف صبرت((الله يخلف علينا))

شوفوا الناس وهومها وكيف صبرت((الله يخلف علينا))

جو الإرهاب والظلم الذي وقع لدعاة الإسلام في مصر في الخمسينات من القرن الماضي حين علق على المشانق صفوة من خير الدعاة , وهذا واحد منهم و قد نظم تلك الأبيات مودعا فيها والده في ليلة الإعدام....
وهذا شئ منها ......
أبتاه ماذا قد يخط بناني ........والحبل والجلاد ينتظران ؟
هذا الكتاب إليك من زنزانة .....مقرورة صخرية الجدران
لم تبق إلا ليلة أحيا بها ..........وأحس أنّ ظلامها أكفاني
ستمر يا أبتاه لست أشك في .....هذا وتحمل بعدها جثمان
* * *
ومنها أيضا:
أبتاه إن طلع الصباح على الدّنا .....وأضاء نور الشمس كل ّمكان
واستقبل العصفور بين غصونه.....يوما جديدا مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل ثرة ........تجري على فم بائع الألبان
وأتى يدقّ كما تعوّد بابنا .......سيدق باب السجن جلاّدان
وأكون بعد هنيّة متأرجحا.......في الحبل مشدودا إلى العيدان
ليكن عزاءك أن هذا الحبل ما ....صنعته في هذي الربوع يدان
نسجوه في بلد يشع حضارة......وتضاء منه مشاعل العرفان
أو هكذا زعموا وجئ به إلى.....بلدي الجريح على يد الأعوان
أنا لا أريدك أن تعيش محطما ......في زحمة الآلام والأشجان
إن ابنك المصفود في أغلاله.....قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيام الصبا .........قد قلتها لي عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نسيج أمي في الدجى .....تبكي شبابا ضاع في الرّيعان
وتكتّم الحسرات في أعماقها .......ألما تواريه عن الجيران
فا طلب إليها الصفح عني,إنني.......لا ابتغي منها سوى الغفران
ما زال في سمعي رنين حديثها.....ومقالها في رحمة وحنان
ابنيّ,اني قد غدوت عليلة.....لم يبق لي جلد على الأحزان
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن.......بنت الحلال ودعك من عصياني
كانت لها أمنية ريانة.........يا حسن آمال لها وأماني!
و الآن لا ادري بأي جوانح .......ستبيت بعدي أم بأي جنان؟!
* * *
هذا الذي سطرته لك يا أبي........بعض الذي يجري بفكر عان
لكن إذا انتصر الضياء ومزقت.....بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرني ويكبر همتي......من كان في بلدي حليف هوان
والى اللقاء تحت ظلّ عدالة........قدسية الأحكام والميزان

المصدر: نفساني