ما علاقة الاستمناء الشديد والكثير، بصعوبة التنفس والمشي؟ الجواب:
السلام عليكم
قبل أنْ ندخل في الموضوع لا بد من القول أنَّ المصطلح رَوْت يعني: مادة تنفرز في اﻷعصاب في أوقات يَحْدُث فيها توتر، وهي بالجملة بديل عن كلمة "نَفْس" في علم النفس المرضي، فبدلا من أنْ نقول: مرض نفسي وليس عضوي، نقول: مرض رَوْتي؛ وبهذا يكون مرض الرَّوْت مرضا عضويا.
الاستمناء الشديد والكثير من أكثر ما يُسَّبب انفراز رَوْت واشتداده، فالاستمناء الكثير يُسَبِّب رَوْت كثير، والاستمناء الشديد يُسَبِّب اشتداد الرَّوْت، خصوصا إذا اقترن الاستمناء الشديد بالاستمناء الكثير.
بعد أنْ يصير في العصاب رَوْت مَرَضي، وفي نفس الوقت يستمنئ صاحبه بشدة وبكثرة؛ فإنَّ الرَّوْت ينفرز بكثرة في اﻷعصاب، ولكنَّه ينفرز في مناطق معينة أكثر من غيرها، ويكون تأثره فيها واضح جدا، فعندما ينفرز الروت بكثرة في أعصاب الرجل في الركبة؛ فإنَّ المريض يجد صعوبة في المشي، وتتوقف شدة صعوبة المشي بنسبة الرَّوْت المرضي في اﻷعصاب التي في ركبة رجل معينة، وعندما ينفرز روت مرضي في أعصاب البطن التي تحت جلدة البطن؛ فإنَّها تُسَبِّب صعوبة في التنفس، وهذا لا يعني أنْ المريض بحاجة لهواء أكثر، فالهواء الذي يستنشقه وهو في هذا الحال، لا يحتاجه كله، ثم إذا انفرز الرَّوْت المرضي في أعصاب الصدر التي تحت الجلد، وأعصاب الظهر التي تحت الجلد، وكذلك أعصاب مقدمة العنق؛ فإنَّ صعوبة التنفس تشتد.
الذين لا يُصَدِّقون كلامي هذا خصوصا من المتخصصين في علم النفس المرضي، فكل ما عليكم هو أنْ تأتوا بمريض، خصوصا إذا اشتكى يوما ما من صعوبة المشي، ثم اجعلوه يستمنئ بشدة وبكثرة، ثم قولوا له امشِ؛ النتيجة ستكون ما أخبرتكُم عنها في السطور السابقة؛ وهذا يعني لكي يتجنب المريض صعوبة المشي، وصعوبة التنفس، واشتداد أعراض المرض عموما، فلا بد أنْ يقلع عن الاستمناء الشديد والكثير، ولا أقول الاقلاع التام، فربما بعض المرضى لا يتحمل الاقلاع التام.
ليس بالضرورة أنْ تكون كل صعوبة مشي وصعوبة تنفس حاصلة من الاستمناء، فإخفاء توتر شديد يؤدي إلى نتيجة مماثلة.
|