|
|
||||||||||
ملتقى الصوتيات والمرئيات تلاوات ، اناشيد ، رقيه شرعيه ، فيديو ،،، ممنوع وضع الأغاني |
|
أدوات الموضوع |
22-04-2010, 12:16 PM | #1 | |||
عضو دائم ( لديه حصانه )
|
لقاء مع سماحة الشيخ أحمد الخليلي في مسائل السحروالجن الحلقة الأولى
لقاء مع سماحة الشيخ أحمد الخليلي في مسائل السحروالجن الحلقة الأولى أعزائي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني أن أضع بين أيديكم هذا اللقاء الشائق مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة لتجدوا فيه بعض االحلول لكثير من التساؤلات عن عالم الجن والسحر ووغيرها من الأمور الغيبية المفتي العام للسلطنة يحذر من (الخرافة) الخرافة وحقيقتها المفتي العام للسلطنة: الخرافة مصدرها الوهم وليس التحقق وهي كل ما ينافي الحقيقة الواقعة الإسلام نظف العقول المسلمة من الخرافة إلا أن البعض يستدعيها ليُحَكّمها في مسار حياته علينا أن نُفرّق بين الثابت الذي لا يقبل الجدل وغير الثابت الذي يمكن أن يُناقَش ويوضع على المحك حتى يُتبين ثبوته من عدمه كثير من العلماء روّجوا لبعض الخرافات واستساغوها فهم لا يفرقون بين الذئب والحمل وبين التمر والجمر القرآن الكريم يُبيّن بكل صراحة أن جميع الخلق لا يملكون لأنفسهم فضلاً عن أن يملكوا لغيرهم نفعاً ولا ضراً متابعة أحمد الجرداني:عندما تنقطع صلة المرء بالله أو تضعف فإن أموراً أخرى سوف تتدخل في تشكيل عقله وبناء عقيدته ، عقيدة تنسج خيوطها خرافة لا صلة لها بالعقل ولا علاقة لها بالنقل، جعلت من الأصنام المنحوتة آلهة تجلب نفعاً وتدفع أضرارا. ورغم تنظيف الإسلام للعقول المسلمة من هذه الخرافة وربطها كاملة بالله تعالى إلا أن بعض المسلمين ظل بين الحين والحين يستدعي تلك الخرافة ليُحَكّمها في مسار حياته . وفي العصر الحديث تدافعت على العقل الإنساني مرة أخرى خرافات طويلة بعض أجنحتها علمي والآخر أمي . والخرافة ليست بالبساطة التي تبدأ بتعديل الحذاء المقلوب والحية التي تلتف حول كأس الدواء في شعار الصيدليات أو الضبع التي عاشت أزهى أيامها عند بعض الناس وإنما خطورتها تكمن عندما تتدخل في العقيدة وتنتهي بعد ذلك بتعطيل البحث العلمي وتغييب التفسير الموضوعي للحوادث والظواهر وبعد هذا وذلك كان لسماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة هذه الكلمات من خلال برنامج سؤال أهل الذكر الذي بثه تليفزيون سلطنة عمان في إحدى حلقاته : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: * ما هي الخرافة؟ ** بعض الناس يعزو الخرافة إلى قصة لعلها في نفسها خرافة، بحيث يقول: إن رجلاً اختفى وقتاً من الأوقات في عهود الجاهلية ثم ظهر، وعند ظهوره قال : إنه أخذته الجن ، وأخذ يُحدّث الناس بأحاديث كثيرة عن مشاهداته التي يزعمها، وكان الرجل اسمه خرافة، فقالوا : هذا حديث خرافة، ولذلك كان كل حديث ليس مقبولاً عقلاً ولا مألوفاً عادة يُسمى بحديث خرافة نسبة إلى ذلك الشخص الذي سَنّ مثل هذا الحديث . وعلى أي حال فالخرافة - كما قلت - هي ما لا يكون مقبولاً عقلاً ولا مألوفاً عادة، فعندما يكون الشأن مرفوضاً عقلاً وليس له من عادة الناس ما يدعمه لا ريب أنه يكون أقرب إلى الخرافة منه إلى الحقيقة ، فمعنى هذا أن الخرافة هي عكس الحقيقة ، أي أن الخرافة مصدرها الوهم وليس مصدرها التحقق ، فكل ما ينافي الحقيقة الواقعة فإنه خرافة . حقيقة الخرافة الخرافة في الحقيقة لا تزال قائمة في الأوساط الإسلامية، وذلك لأن العقول البشرية التي آمن أهلها بالإسلام لم تُصَغْ صياغة إسلامية مُستمدة من نور القرآن ومما ثبت ثبوتاً لا ريب فيه عن النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام. فعند فراغ العقول من نور القرآن وبصيرته ومن هدي الرسول صلوات الله وسلامه عليه تحل محل هذا الذي فرغت منه أوهام الناس ، ولا ريب أن للناس أوهاماً كثيرة ، هناك الكثير من الناس الذين دخلوا الإسلام وهم يحملون أوزاراً من معتقدات الجاهلية السابقة فكان ذلك سبباً لنشر مثل هذه الأفكار البعيدة عن الإسلام والبعيدة عن روح القرآن الكريم . نحن نرى أن القرآن واضح وضوحاً لا غبار عليه ، وضوح الشمس في رابعة النهار، النبي صلى الله عليه وسلّم الذي هو أكرم الناس على الله سبحانه وتعالى، وأرفع الناس قدراً عند الله، وأجلهم منزلة، وأقربهم منه سبحانه وتعالى بما اختصه الله سبحانه به من مواهبه وآتاه من فضله، النبي صلى الله عليه وسلّم مع هذا يأتيِ القرآن الكريم ليؤكد أكثر من مرة بأنه من حيث الصفات البشرية العامة هو بشر كسائر الناس ، ليست له صفات خاصة، يتألم كما يتألمون، ويحزن كما يحزنون ، ويفرح كما يفرحون، ويخفى عليه ما كان وراء الغيب، النبي صلى الله عليه وسلّم يأمره الله تعالى أن يُعلن بأنه ليس عنده من علم الغيب شئ ، يقول له الحق سبحانه وتعالى :(قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ) (الأعراف: 188)، فإذا كان هذا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلّم الذي يقول الحق الله تبارك وتعالى في وصفه ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107)، مع هذه المنزلة الرفيعة والقدر العالي لا يعلم الغيب بحال من الأحوال، وهو مع ذلك لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ومعنى ذلك أن النفع والضر من قِبَل الله تبارك وتعالى وحده، لا يملك دفع ضراء ولا يملك جلب سراء إلا الحق تبارك وتعالى . فكيف يأتي إنسان إلى إنسان مثله، إلى إنسان عادي مهما كان قدره ومهما كان شأنه ومهما كانت مواهبه ومهما كانت مزاياه إلا أنه بشر عادي، ليس هو في مستوى النبي صلى الله عليه وسلّم بل ولا يدانيه، فيحاول أن يستكشف من وراءه الغيب . كيف يرفع الناس بعض الناس إلى مستوى لا يمكن أن يبلغه البشر! كيف يُطلب من الناس ما يجب أن يُطلب من الله تبارك وتعالى !! القرآن الكريم واضح وضوح الشمس في رابعة النهار يُبيّن بكل صراحة أن جميع الخلق لا يملكون لأنفسهم - فضلاً عن أن يملكوا لغيرهم - نفعاً ولا ضراً (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ) (فاطر :40)، ويقول الحق سبحانه وتعالى (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (الرعد: 16)، فالنبي صلى الله عليه وسلّم على عِظَمَ منزلته لا يملك أن يتدخل في شئون الألوهية، لا يمكن أن يتدخل في شؤون الربوبية، لا يمكن أن يشارك الله سبحانه وتعالى في تدبير الكون، لا يمكن أن يشارك الله عز وجل في تصريف الوجود ، لا يمكن أن يدفع عن نفسه فضلاً ًعن أن يدفع عن غيره ضراء إلا عندما يكتب الله سبحانه وتعالى دفعها . فإذن كيف يأتي إنسان إلى بشر عادي ويطلب منه، والأغرب من ذلك والأدهى والأمَرّ هو أن تُناط هذه الأمور بالموتى في قبورهم، هؤلاء الموتى الذين لا يسمعون ولا يبصرون ولا يعون ، رَمّْت أجسادهم وبليت عظامهم وتطايرت رفاتهم فإذا بأناس يأتون إلى قبورهم، يقفون على هذه القبور مستجدين، طالبين دفع ضراء أو جلب سراء، هذا كله مما ينافي عقيدة الاسلام . فعقيدة الإسلام هي عقيدة واضحة ، يتطابق عليها العقل والنقل، لا يمكن أن تكون متصادمة مع العقل، كما أنها لا يمكن أن تكون متصادمة مع النقل الصحيح، النقل الثابت، لا تتصادم مع القرآن، ولا تتصادم مع السنة المتواترة الثابتة عن النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام، لا يمكن أن تكون العقيدة متصادمة مع هذين الأصلين العظيمين . فلذلك كان من الواجب على الناس أن يُنزّهوا معتقداتهم، وأن يصوغوا هذه المعتقدات صياغة قرآنية قائمة على العقل الصريح والنقل الصحيح حتى يمكن أن يبتعدوا عن هذه الخرافات، وينزهوا عقولهم عن الحوم حولها . ... المصدر: نفساني
|
|||
|
22-04-2010, 12:17 PM | #2 |
عضو دائم ( لديه حصانه )
|
كيف نشأت هذه الخرافة على أي حال نحن نقول : إن المسلمين عندما قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلّم كانت عقيدتهم نزيهة ، عقيدتهم نقية ، عقيدتهم صافية، عقيدتهم قرآنية، عقيدتهم نبوية، ولكن كما قلت هناك أمم دخلت فيما بعد في الإسلام ولعلها كانت متلبسة ببعض الأفكار من هنا أو من هناك، ربما دخل أناس في الإسلام وهم متلبسون ببعض الأفكار اليهودية أو الأوهام اليهودية ، أو بعض الناس كانوا متلبسين بالأفكار المجوسية ، أو البعض كانوا متلبسين ببعض الأفكار الجاهلية الأولى، فلذلك ترعرعت هذه الأمور في الأوساط الإسلامية، ولا ريب أن البعد عن القرآن والبعد عن هدي النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام هو الذي دفع بالناس دفعاً إلى مثل هذه الترهات ، فعميت البصائر وتلوثت السرائر وماتت الضمائر ، وأصبح الناس في فوضى من أمرهم، لا يُفرّقون بين الضب والنون، ولا يفرقون بين الذئب والحمل، ولا بين التمر والجمر، فلذلك مع كثرة الجهل، ومع وجود كثير من العلماء الذين ربما روّجوا لبعض هذه الخرافات واستساغوها شاعت هذه الخرافات في أوساط الناس . كثير من العلماء وجدنا فيما يؤثر عنهم - والله أعلم بحقيقة الأمر، لا أستطيع أن أُحمّل أحدا - شاعت عندهم مثل هذه الخرافات أشياء كثيرة مما لا يمكن أن يكون مقبولاً عقلاً ولا أن يكون ثابتاً نقلا . * ما تأثير الإسرائيليات في عقيدة المسلمين ؟ ** الإسرائيليات أثّرت في المسلمين آثاراً عظيمة، يكفينا أن نقول : إنها أثّرت من حيث الإرجاء ومن حيث التشبيه . إذا جئنا إلى عقيدة تشبيه الله تبارك وتعالى بالخلق، هذه عقيدة إسرائيلية، لو أخذنا نطابق ما بين ما نجده في أقوال المُشَبِّهة وما جاء في التوراة المحرفة لوجدنا أنهم استمدوا من هذه التوراة أو استمدوا من هذه العقلية التوراتية هذا الفكر الذي قبلوه واعتنقوه وجعلوه ديناً يدافعون عنه، ومنهم من يحتج بهذه التوراة المحرفة ، ويجعلها حجة ودليلاً على ما يذهب إليه من تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه . كذلك إذا جئنا إلى عقيدة الإرجاء ، النصوص القرآنية واضحة صريحة في هذا بأن هذه العقيدة استُمدت من الفكر الإسرائيلي، الله سبحانه وتعالى يقول (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا) (الأعراف:169)، يعني يستهينون بمعاصي الله سبحانه وتعالى مهما فعلوا من مخالفة الحق والبعد عنه، يرجون مغفرة الله سبحانه وتعالى ويقولون سيُغفر لنا، وهكذا شاع عند المسلمين بأن الله سبحانه وتعالى إذا وعد وفى، وإذا توعد عفا، مع أن الله سبحانه وتعالى في معرض ذكر الوعيد يُحذّرُ من التعلق بهذه الأماني فيقول (لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِّلْعَبِيدِ) (ق :29)، ويقول تعالى (لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ) (يونس:64)، ويقول سبحانه وتعالى (لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً) (النساء :123)، فالتعلق بهذه الأماني ورجاء المغفرة مع ارتكاب الموبقات كلٌ من ذلك إنما هو تأثر بهذه العقيدة، وهذا مما دل عليه القرآن الكريم . دخلت في التفاسير الكثير من الإسرائيليات أدت إلى تعطيل جانب كبير من البحث في حقائق القرآن الكريم، مثلاً بلقيس تلك المرأة التي ذكر الله تعالى أنها أطلقت حكمة أيدها الله تعالى بقوله (... وكذلكَ يَفْعَلُونَ) (النمل : 34)، تجد عدداً من المفسرين يخوض في أمها هل كانت جنية ؟ وما هي حقيقة بلقيس؟ وكيف نشأت؟ ولم يذكروا شيئاً مما كانت قد أطلقتها من حِكَمْ فإنها بالمقارنة مع فرعون مثلاً هي تقول على سبيل المثال (مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِالنمل : 32 ) ، وفرعون يقول (مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى) (غافر:29)، ورغم ذلك فهذه المقارنة لم تجد شيئاً من الاهتمام .. ما رأيكم؟ على أي حال قضية أمها جنية هذا كلام خرافة ليس له أصل ثابت ولا دليل عليه، ويبعد أن يكون هنالك تناسل ما بين الإنسي والجني مع اختلاف النوعين ومع اختلاف الطبائع، يبعد كل البعد ذلك، كما أنه يبعد أن يكون تناسل ما بين الإنسي والحيواني ، فأبعد أيضاً أن يكون تناسلا ما بين الإنسي والجني، مع كون للجن طبائع خاصة وللإنس طبائع خاصة ، هذا في منتهى البعد وفي منتهى المصادمة للعقل والمصادمة للواقع . ولكن الذي أريد أن أقوله هناك قضايا هي أهم من هذا كله ، هناك أشياء حُشِرت بها التفاسير ، وحُشِرت من أجلها الروايات ، وهذه الروايات مصادمة للعقل ومصادمة للنصوص القاطعة من القرآن الكريم، لو جئنا إلى قصة يوسف عليه السلام لوجدنا من الروايات ما تقشعر منه الجلود أن يوسف عليه السلام قعد من امرأة العزيز معقد الرجل من امرأته يحاول أن يرتكب الفحشاء وقد خلع إزاره إلى آخر ما نُسب إليه، وقالوا : إنه ظهرت له آية ، ظهر له يعقوب عاضاً على يده أو ظهرت له كف كما يقول بعض الناس، هذه الآيات لو ظهرت لرجل فاسق لتراجع عن فسقه في ذلك الموقف ، كيف يقال في نبي من أنبياء الله ذلك ، وأنا أعجبت بقول أحد المفسرين يقول بأن من نسب إلى يوسف عليه السلام مثل هذا الذي نُسب إليه فإنه قد كذّب قول الحق تبارك وتعالى ، وكذّب يوسف نفسه ، وكذّب امرأة العزيز ، وكذّب النسوة ، وكذّب الشيطان . أما تكذيبه لله سبحانه وتعالى فلأن الله تعالى قال (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) (يوسف :24)، مع قوله سبحانه (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) (الحجر : 42)، فالمقصود بالعباد الذين ليس له عليهم سلطان هم عباد الله المُخْلَصون، وقد أخبر عن يوسف عليه السلام أنه من عباده المُخْلَصين ، وأنه بسبب ذلك صرف عنه السوء والفحشاء . وأما تكذيبه ليوسف عليه السلام فيوسف عليه السلام حكى الله تعالى عنه أنه قال (السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) (يوسف :33)، فكيف يُقدم على مثل هذا الأمر ومن أول الأمر رفض. وتكذيبه لامرأة العزيز لأنها قالت (وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَيوسف:32) ، أي امتنع ولم يُدان أبداً هذا الأمر . وأما تكذيبه للنسوة فإنهن قلن(حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ) (يوسف :51) وأما تكذيبه للشيطان فقد برّأه الشيطان فإنه قال: (لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (ص :83-84)، بنفسه استثنى عباد الله المُخْلَصين، فمعنى ذلك أن يوسف لا يدخل فيمن يغويهم الشيطان . فكيف يقال : إن يوسف عليه السلام قعد من هذه المرأة مقعد الرجل من امرأته يريد أن يمارس معها ما يمارسه الرجل مع أهله، هذا كلام في منتهى البعد عن الحق فهذه خرافات مُلئت بها مع الأسف كتب التفاسير لا سيما التفاسير التي تُعنى بالروايات الباطلة، فيجب على المسلم أن يتنبه لذلك . ... |
|
22-04-2010, 12:19 PM | #3 |
عضو دائم ( لديه حصانه )
|
سلامة القرآن الكريم والسنة من الخرافات على أي حال أولاً يجب أن نُفرّق ما بين الثابت وغير الثابت، يجب أن نفرَق ما بين الثابت الذي لا يقبل الجدل، وبين غير الثابت الذي يمكن أن يُناقَش فيه، ويمكن أن يوضع على المحك حتى يُتبين ثبوته وعدم ثبوته . لو جئنا نحن إلى ما بأيدي أهل الكتاب من الكتاب لوجدنا أن ما بأيدهم من الكتاب محتوٍ على هذه الخرافات وهذه العظائم وهذه العجائب احتواءً ًعجيباً، لكن لو جئنا إلى القرآن فإننا نجد من أَلِفِه إلى يائه ، من فاتحة الفاتحة إلى خاتمة الناس نجد القرآن الكريم لا يمكن أن يقبل الجدل، كل ما فيه هو سليم . إذا جئنا إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم فالأحاديث المتواترة ليس فيها ريب، أما الأحاديث الآحادية فمن أول الأمر قال العلماء بأنها يجب العمل بها إذا ثبتت صحتها، لأن العمل يتوقف على الأدلة الظنية ، ولكن لا توجب العلم ، أي لا توجب الاعتقاد ، الاعتقاد بالأحاديث الآحادية لا يثبت ، هذا قول المحققين من العلماء، نترك نحن الآخرين الذين يماحكون في هذه القضية. وعلماء الأحاديث وإن كان كثير منهم لا يتقيدون بما وضعوه من القواعد نجد أنهم وضعوا قواعد لضبط الروايات والتمييز فيما بينها، فقالوا : إن الحديث ولو ثبت إسناده يُرَدُ لعدة أمور : يُرَدّ إذا خالف العقل لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لا يتحدث إلا بالمعقول . ويُرَدّ إذا خالف القرآن لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لا يمكن أن يخالف القرآن. ويُرَدّ إذا خالف الحديث المتواتر لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لا يمكن أن يتحدث بما يعاكس المتواتر ويُرَدّ إذا كان بخلافه إجماع الأمة إذ الأمة لا يمكن أن تُجمع مع صحة الحديث على خلاف الحديث ويُرَدّ كذلك إذا كان الأمر من شأنه أن ترويه جماعة كثيرة وقد جاء من طريق الآحاد. هذا مما نص عليه البغدادي في كتاب (الفقيه والمتفقه). ومع تطور العصر ينبغي أن يقال : إنه أيضاً تُرَدّ الرواية ولو ثبت إسنادها عندما تكون متصادمة مع دلائل العلم القاطعة، إذا كانت دلائل العلم القاطعة تدل على أن هذه الرواية غير صحيحة فإن ذلك مما يدل على عدم ثبوتها، لأنه قبل كل شئ نحن لو جئنا إلى نفس الجرح والتعديل هذه اجتهادات علماء، قضية الجرح والتعديل تعود إلى اجتهادات العلماء، قد يصيبون وقد يخطئون، قد يُجَرّحون من ليس بالمُجَرّح، وفي نفس الوقت يُعدّلون من ربما لم يطّلعوا على شئ مما يُجَرِحه وهو منطوٍ على ما يُجّرِّحه، ليس ذلك تنزيلاً ًمن الله سبحانه وتعالى. ثم من ناحية أخرى نحن نعرف بأن العواطف كان لها أثر في علم الجرح والتعديل، لربما جُرِّح أحد أو عُدِّل بباعثٍ من العاطفة ، هذا شئ معروف، ولو جئنا نتتبع ما يقوله أهل الجرح والتعديل لوجدنا من ذلك الكثير. بجانب هذا أيضاً قد يُخطئ الإنسان العدل أو يتوهم أو يلتبس عليه الأمر مع عدم ظهور هذا اللبس ومع عدم ظهور هذا الخطأ لمن روى عنه. هذه احتمالات، ولما كانت هذه الاحتمالات واردة، وكانت هذه الاحتمالات موجودة فإذن لا بد من وضع هذه الروايات التي - كما قلت - ليست متواترة على المحك العلمي. من هذه القواعد التي ذكرتموها في غربلة بعض الأحاديث هي عدم مصادمتها للنصوص القطعية القرآنية وعدم مصادمتها للعقل، هل هي كافية لتفويت الفرصة على عدد كبير من الناس الذين يرغبون؟ نحن نتمنى أن الناس يأخذون بهذه القواعد ويضبطون بها الروايات، ولو تم ضبط الروايات بمثل هذه القواعد لم نر الشئ الكثير من الخرافة، ولم نر الشئ الكثير من الأوهام التي سادت عقول الناس . * هل تذكرون لنا بعض هذا الكثير ؟ ** على أي حال ذكرنا أولاً قضايا الإرجاء، هناك روايات تتصادم مع الأدلة القطعية من القرآن الكريم ويُعوّلُ الناس على تلك الروايات ويتركون الأدلة القطعية من القرآن. * استغلال بعض الأحاديث للتسويق التجاري ** بعض الأحاديث ربما يستغلها بعض الناس للتسويق للتجاري، كان فيما مضى يقال : إن بعض الباعة عندما يخسرون في البيع يسندون حديثاً وينسبونه للنبي صلى الله عليه وسلّم مثل : من اشترى البطيخ فله كذا.... ولكن يقول البعض : إن هناك أحاديث ربما أجمعوا على صحتها استغلتها بعض الشركات التجارية كحديث ( الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام) ؟ - على أي حال نحن لا نريد أن نتدخل في هذه الدقائق لأننا لا نستطيع أن نقول في هذا الحديث بأنه لم يثبت إذ لم نختبر الحبة السوداء ، فالقضية قضية اختبار، ولا يمكن أن يرسل الإنسان القول هكذا جُزافاً من غير أن يَخْتَبِر قلت عندما يثبت بالدليل العلمي القاطع خلاف ما دلت عليه الرواية فإن ذلك يدل على أن تلك الرواية غير صحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم . نقل الشائعات كلٌ من هؤلاء مسئول ، أولاً ليس للإنسان أن ينقل شيئاً إلا بعد أن يتيقن منه، لربما سمع أحد من الناس صوت دابة فتخيل أن ذلك الصوت صوت ميت يُعذّب في قبره أو تخيل أن ذلك الصوت صوت جن يزعجون الناس ، أو تخيل أن ذلك الصوت صوت جاء من عالم الغيب بحيث لا يُدرى ما هو ، هذه الأمور كلها إنما تروج وتنتشر في الأوساط التي تفقد الوعي الديني وتفقد العقل السليم ، فلذلك يُرَوّج لمثل هذه الأفكار ، وتستفز هذه الأفكار الناس استفزازاً حتى ربما يخرج الإنسان من مكان إلى مكان، من بلد إلى بلد من أجل أن يسمع مثل هذه الأصوات عندما يُخْبَر بشئ من ذلك، لا يقيسون الأمور بمقاييس العقل ولا يزنونها بموازين البصيرة ، ولذلك تؤدي هذه النقول إلى الاضطراب ينقلها الآخر عن الأول، ولربما زاد الناقل عن المنقول عنه عندما ينقل الخبر، وهكذا شأن الأخبار كل واحد يزيد فيها ، ويضيف من عنده إضافات، كم من أمور وقعت هكذا أولها أمور عادية بسيطة ولكن بسبب النقول كل ناقل يزيد من تلقاء نفسه ما يزيد حتى تُجعل الحبة قبة ، وتُجعل الحصاة الصغيرة جبلاً أشماً ضخما، وتشيع هذه الأخبار عند الناس ، ومن عادة الناس - لا سيما أولئك الذين فقدوا الروية وفقدوا البصيرة كما قلت - أن يحبوا إشاعة مثل هذه الأمور، ووسائل البث الآن موجودة، إذ يمكن للإنسان من خلال الجهاز الذي بيده - جهاز التليفون النقال كما يسمى - يمكن من خلال هذا الجهاز أن ينشر هذا الخبر في الأوساط ويشيع فيما بين الناس، والثاني ينقل عن الأول والثالث ينقل عن الثاني وهلم جرا حتى تشيع الأخبار بمقدار لا يتصوره الإنسان . على أي حال كل منهم يحمل وزر ذلك. الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم كما جاء في صحيح مسلم من رواية أبي هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : كفى بالمرء كذباً أن يُحَدِّث بكل ما سَمِع أي تحديث الإنسان بما يسمعه يُعَدُ من الكذب الذي يُعاقب عليه، إنما عليه أن يتثبت ، والقرآن الكريم قبل كل شئ دلّ على التثبت فالله سبحانه وتعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات: 6)، فيجب التثبت ويجب التوقف عند هذه الروايات وعدم نشرها . (منقول للفائدة) ونلتقي في الحلقة القادمة
ففيها الكثير من المفاجآت والحقائق |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الجن، الخرافة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|