الإدارة.. بالحبّ..!!

الإدارة.. بالحبّ..!!

الإدارة.. بالحبّ..!!


أولاً يجب الاعتراف انه من غير الممكن الاستغناء عن فعل الإدارة فلايوجد شيء في هذه الحياة بدون إدارة.. ثم ان الإدارة في وقتنا الحالي علم وممارسة، علم ذو تفرعات واسعة ومتشعبة وممارسة لاتتوقف او تنتهي اذ لاحد لها مادام هناك عمل يجب انجازه والإدارة كما يشير (جيم شل) ليست بالمهمة السهلة او الهينة خاصة لاولئك الذين يتمتعون بسمات وخصائص ادارية تفتقد المودة وتخلو من الود او التهرب منه وسواء كانت المهمة هينة او صعبة فان علينا ان نبدأ عملية الإدارة في نفس يوم تعيين اول موظف لدينا وهو نفس اليوم الذي يفضل فيه لنا البدء في "التركيز" والتفويض والمتابعة والاتصال والانصات وتحديد مسؤوليات الغير ووضع الغير للمساءلة وغير ذلك من كافة الامور والمهمات التي يتعين على المدراء القيام بها وتأديتها.. هل قلت المدراء؟؟ آه من حال الكثير من المدراء لدينا هنا في مجتمعنا..!!! كيف ان (البعض) منهم متغطرسون قساة لايرون الا رؤيتهم..، يمارسون العمل وكأنهم يديرون جزءاً من املاكهم وأطيانهم الخاصة يقربون من يتزلف لهم وينثر المدائح ومفردات النفاق في طريقهم صباح مساء، ويحبذون من ينقل لهم ما يقوله الآخرون عنهم، هذه النوعية من المدراء يهمها في المقام الاول مصالحها الشخصية ثم مصالح اقربائهم ومعارفهم ثم المنطقة اوالمدينة التي قدموا منها واخيراً الوطن...!!! ما علينا نعود الى موضوعنا فقد اشارت رسالة معهد الإدارة الى ان تجربة اليابان الادارية المتميزة بخصائص كثيرة هي سبب التقدم الذي احرزه اليابانيون ومن تلك الخصائص اتخاذ القرار بصورة جماعية من المستويات العليا بمشورة مجموعة صغيرة من المنفذين ثم ما يعنينا هنا وله علاقة بموضوعنا اليوم هو ما يطلق عليه مسمى (الإدارة الابوية) حيث ان احدى وظائف المدراء في اليابان هي تربية واعداد مدراء المستقبل فكل المدراء يجب ان يشرعوا في المستويات الدنيا ثم يتسلقوا السلالم الادارية، لهذا فان الشهادات الجامعية العالية لامعنى لها في (اليابان) ومن ابرز سمات (الإدارة الابوية) التعامل الابوي للمدير مع عماله وموظفيه، فهو يتعامل معهم كما يتعامل الاب مع ابنائه فيشملهم بعطفه، حتى انه يساهم في حل مشكلاتهم العائلية كالزواج وماشابه ذلك وحتى مشاركتهم في اختيار الزوجة المناسبة..!!!

اذكر مديراً لجهاز له علاقة بمصالح الناس بشكل مباشر كان فظاً في تعامله مع مرؤوسية لايعرف الا الصراخ واصدار الاوامر قد صنع لنفسه هيئة طاووسية سببت له الكره من كل من تعامل معه وخصوصاً اولئك الذين يعملون تحت امرته..، في يوم كلف هذا المدير بمهمة خطيرة ومعه مجموعة كبيرة من مرؤوسية وحتى عند اعداد خطط التنفيذ لم يتخل المدير عن طبعه في التهديد والوعيد والاساءة فاضمروا في انفسهم تلقينه درساً لاينساه.. وبالفعل حين جاءت ساعة الصفر وبدأ التنفيذ تركوه وحيداً يجابه المشكلات التي بدأت تنهال عليه وهو عاجز عن فعل اي شيء حتى فشلت المهمة وانهار المدير مع طاووسيته وعجرفته..!!! ان الود والحب والتواضع في التعامل مع المرؤوسين لها فعل السحر في شحذ العزائم والتفاني في تنفيذ المهمات فمتى يعي المدراء هذه الحقيقة ويقتربون اكثر من مرؤوسيهم لتعم اجواء العمل مظاهر الحب مع الانتاج،

المقال لعبد الله الكعيد منقوووول

وتقبلو تحياتي

المصدر: نفساني